عرش السلطان أكبر

10:29 صباحًا الإثنين 2 مارس 2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
غلاف العدد

غلاف العدد

في العدد الجديد من مجلة (العربي)، الصادر مطلع مارس / آذار 2015، رحلة جديدة من الاستطلاعات بقلم أشرف أبو اليزيد وعدسة فاطمة الزهراء حسن، تحت عنوان: عرشُ السُّلطان أكْـبر.

يبحث الرحالة أشرف أبو اليزيد عن “جلائل فتوحات، وعظائم حالات، أتباع الحضرة المقدسة المنزلة لمركز دائرة الرأفة وقطب فلك الخلافة السلطان السعيد، ملك الملوك العادل، مُظهر القدرة الإلهية، صاحب التأييد السماوي، رافع عرش العظمة والجلال، باني قصر الدولة والإقبال، رافع المسند الحقيقي والمجازي، أبي الفتح جلال الدين محمد أكبر بادشاه غازي، خلد الله ملكه، وايد ظلال عدله وإحسانه”…، وهي الصفات التي وسم السلطان بها وزيره وصديقه أبو الفضل بن المبارك، أشهر مؤرخي عصر السلطان جلال الدين أكبر، في كتابه “أكبر نامه”، الذي تناول به أحداث ست وأربعين سنة قضاها السلطان بالحكم، بقدر ما نال من هجاء، فما كان من مناقب عند محبيه، أصبح مجرد مثالب عند كارهيه، وبين المحبة والبغض، وبين الحقائق والأساطير، وبين دلهي وأجرا، ومدن وعواصم أخرى، وجدت طرفا من سيرة ذلك الرجل.

Page 56 and 57يقول أشرف أبو اليزيد: “تحدثت إلى جلال الدين محمد أكبر نفسه، واستمعتُ منه، فبالرغم من أنه مات ـ تاريخيا ـ في العام 1605 ميلادية، لكن لقائي به جاء بعد ذلك بأكثر من أربعة قرون، في العام 2008م، حين امتد بساط أحمر، ليس أمام قصر السلطان أكبر في عاصمته أجرا بالهند، ولكن على سلم هرم زجاجي عملاق في مدينة قازان عاصمة تتارستان، إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية. وهبط السلطان أكبر من المركبة التي أقلته، ويلوح للجماهير المصطفة على جانبي البساط المُفضي إلى المسرح الكبير وكأنه يستمع إلى الأغنية التي رددها له محبه: “عظيم الشان، شاهنشاه”؛ أي عظيم الشأن، ملك الملوك”.

Page 40 and 41تفاصيل كثيرة، موثقة سردا ومصورة عبر رحلة كان السلطان أكبر فيها مسلما وهنديا، في آن واحد. فهو كمسلم يتبع القرآن الكريم وأحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ويجد في الكتاب والسنة مصدر سماحته، كما أنه كهندي يعرف أن ترابط تلك الأعراق والأديان في وطن قوي موحد يستلزم منه أن يكون عادلا في سياسته الدينية التسامحية تجاه من ينتمون إليها.

tوتقدم صور الكاتبة والمخرجة فاطمة الزهراء حسن مقاربات ومقارنات لأكثر من 9 مدن عبرها الاستطلاع، مثل الطاووس الذي كان رفيقا في راجستان، سواء كان الطائر الحي الذي يقفز من مبنى إلى آخر، أو يتريض في الحقول، معلنا عن حضوره بصوته القاسي والحاد والنافذ إلى الأذان بلا استئذان، أو هو الأيقونة التي تزين قصور المهراجات، في نوافير صغيرة أم كبيرة، أو هو المقدود من الخشب في هودج كان يحمل أميرة مغولية ذات يوم على فيل عملاق قبل أن يستقر في المتحف. عرش الطاووس (بالفارسية : تخت طاووس) هو عرش سلاطين المغول، وحين استولى الحاكم الصفوي نادر شاه عليه كخراج من  امبراطور المغول محمد شاه أصبح عرش الطاووس يشير إلى عروش الأباطرة الفرس، اشتق اسم العرش من شكله, وقد ظهر على شكل طاووسين بسطلا ذيلاهما المرصعين بالياقوت الأزرق والأحمر والزمرد و اللؤلؤ والأحجار الكريمة التي تمثل بهرج الحياة، وصنع عرش الطاووس للبادشاه المغولي شاه جهان في القرن السابع عشر، حيث يلتقي الرعية في عاصمته الامبراطورية دلهي، في ديوان عام .

 

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات