الأُمُّ في اخْتِبَارِ المَسِيحِ واخْتِيَارِهِ.
قصيدةٌ مُوحَاةٌ إلى الشَّاعِرِ القُرَوِيِّ!
أتـَذْكُـرُ كَـيْـفَ كَــانَ اِلَـهُ مُـوسَى
إِلَــهًــا قَــاسِـيًـا يَـلْـتَـذُّ بِــالـدَّمْ
إِذنْ فَـإِلـَيْكَ كَـيْـفَ غَــدَا مَـسِـيحًا
حَـــنُــونًــا إِنْ تَــأَلَّــمْــنَـا تَـــأَلَّـــمْ
رَوَى الـــرَّاوُونَ أَنْ عَـثَـرُوا بِـمِـصْرَ
عَـلَـى دَرْجٍ غَـرِيبِ الـخَطِّ مُـبْهَمْ
فَــحَـاوَلَ فَـهْـمَـهُ الـعُـلَـمَاءُ لَـكِـنْ
بَــدَا لِـجَـمَاعَةِ الـعُـلَمَاءِ طِـلَّسْمْ
إِلَى أَنْ حَــلَّــهُ الـشُّـعَـرَاءُ شِــعْـرًا
وَمَــنْ بِـالـشِّعْرِ كَـالشُّعَرَاءِ يَـفْهَمْ
وَذَلِــكَ أَنَّــهُ مِــنْ قَـبْـلِ عِـيسَى
تـُوفِّيَ شَـاعِرٌ فِي الشَّرْقِ مُلْهَمْ
أَضَـاعَ العُمْرَ فِي طَلَبِ المَعَاصِي
يُــحَـلِّـلُ مَــــا كِــتَـابُ اللهِ حَـــرَّمْ
فَـكَادَ إِلَـى الـلَّظَى يُـلْقَى جَـزَاءً
لِـمَـا مِــنْ سَـيِّـئِ الأَعْـمَالِ قَـدَّمْ
وَلَــكِــنْ بِــــرُّهُ الأَبَــوَيْـنِ غَــطَّـى
مَـسَـاوِئَـهُ فَـخُـلِّصَ مِــنْ جَـهَـنَّمْ
وَجَــــازَاهُ الإِلَــــهُ جَـــزَاءَ عَــبْـــدٍ
تَـقِـيٍّ حَـسْـبَـمَـا فِـي الكُتْبِ عَلَّمْ
فَــنَـامَ بِـحِـضْـنِ إِبـْرَهِـيـمَ لَــكِـنْ
قُـبَـيْـلَ الـفَـجْـرِ شَـاعِـرُنَـا تَــبَـرَّمْ
وَقَــــامَ لِــربِّـهِ يَـشْـكُـو وَيَـبْـكِـي
بُــكَــاءً صَــيَّـرَ الــفِـرْدَوْسَ مَــأْتَـمْ
فَـــهَــدَّأَ رَوْعَــــهُ وَحَــنَــا عَــلَـيْـهِ
وَطَــيَّــبَ قَـلْـبَـهُ بِـحَـنَـانِهِ الــجَـمْ
وَوَسَّــــــدَهُ يَـــدَيْـــهِ وَرُكْــبَــتَـيْـهِ
وَمَـــالَ عَـلَـيْهِ بِـالـتَقْبِيلِ وَالـضَـمّْ
وَقَــــــالَ لِــعَــبْــدِهِ دَاودَ رَنِّـــــمْ
لِــهَــذَا الـبُـلْـبُلِ الـبَـاكِـي فَــرَنَّـمْ
فَــنَـامَ بِـحِـضْـنِهِ الأَبَـــوِيِّ حِـيـنًـا
وَعَــادَ يُـسَـاقِطُ الـعَـبَرَاتِ عِـنْدَمْ
إِلَـى أَنْ ضَـجَّ أَهْـلُ الـخُلْدِ غَـيْظًا
وَصَـاحَ اللهُ مِـنْ غَـضَبٍ إِلَـى كَـمْ
أُطِـيـقُ تَـذَمُّـرًا مِــنْ عَـبْـدِ سُــوءٍ
يُــجَـرَّعُ كَــوْثَـرًا فَـيَـقُـولُ عَـلْـقَـمْ
تَـظَلَّمَ فِـي الـثَّرَى مِـنْ غَيْرِ ظُلْمٍ
وَحَـتًّى فِـي الـنَّعِيمِ مَـعِي تَظَلَّمْ
أَرَى الـشُّعَرَاءَ جَـازُوا الـحَدَّ إِنِّـي
أَكَـــادُ لِـخَـلْـقِيَ الـشُّـعَرَاءَ أَنْــدَمْ
عَـــلَامَ بُــكَـاكَ يَـــا هَـــذَا وَمَــاذَا
دَهَــاكَ فَــلَا تَـنِى تَـشْكُو، تَـكَلَّمْ
أَصَـفْحِي عَـنْكَ قَـدْ أَبْـكَاكَ أَمْ مَـا
جُـزِيتَ بِهِ مِنَ الإِحْسَانِ أَمْ.. أَمْ
فَـصَاحَ الـعَفْوَ يَا مَوْلَايَ مَنْ لِي
سِوَاكَ وَمَنْ سِوَى الرَّحْمَنِ يَرْحَمْ
أَتَـيْـتُـكَ رَاجِــيًـا نَـقْـلِـي لِـحِـضْـنٍ
أَحَـــبَّ إِلَــيَّ مِــنْ هَــذَا وَأَكْــرَمْ
لِـحِـضْنٍ طَـالَـمَا قَــدْ نِـمْـتُ فِـيـهِ
قَـرِيـرَ الـعَيْنِ بَـيْنَ الـضَمِّ وَالـشَّمّْ
أَمَــا أَلْـقَـيْتَ رَأْسَــكَ فَـوْقَ صَـدْرٍ
حَــنُــونٍ خَــافِــقٍ بِـمَـحَـبَّةِ الأُمّْ
فَـدَعْـنِي مِــنْ نَـعِيمِ الـخُلْدِ إِنِّـي
نَـعِـيمِيَ بَـيْنَ ذَاكَ الـصَّدْرِ وَالـفَمْ
تُــرَبِّــتُـنِـي كَــعَــادَتِـهَـا بِـــرِفْـــقٍ
وَتُـنْـشِدُ نَــمْ حَـبِـيبِي بِـالهَنَا نَـمْ
فَـأَصْـغَـى سَـيُّـدُ الأَكْــوَانِ لُـطْـفًا
لِـشَـكْوَى شَـاعِرِ الـغَبْرَاءِ وَاهْـتَمّْ
وَقَــــالَ لِـنَـفْـسِهِ هَـــذَا مُــحَـالٌ
أَيَـعْـلَمُ شَـاعِـرٌ مَــا لَـسْتُ أَعْـلَمْ
أَيَـنْعَمُ خَـاطِئٌ فِـي الأَرْضِ قَبْلِي
بِـمَا لَـسْتُ فِـي الـفِرْدَوْسِ أَنْـعَمْ
لَأَكْـتَـشِـفَنَّ هَـــذَا الــسِّـرَّ يَـوْمًـا
وَلَــوْ كُـلِّـفْتُ أَنْ أَشْـقَـى وَأُعْـدَمْ
وَكَـــانَـــتْ لَــيْــلَـةٌ وَإِذَا صَـــبِــيٌّ
صَـغِـيرٌ نَـائِـمٌ فِــي حِـضْـنِ مَـرْيَمْ
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.