لغة الأشياء / امرأة كل سبت!

09:54 صباحًا الإثنين 23 مارس 2015
باسمة العنزي

باسمة العنزي

روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

المرأة المتقاعدة التي تدفع عربة التسوق وهي ساهمة، تمسك يدها بقائمة طويلة من النواقص المنزلية، تلك التي يعرفها بائع السمك واللحام والكاشير. تأتي كل سبت لتملأ عربتها، مع المتسوقين من عاملات المنازل القريبة، ممن يعرفن طلبات السيدات المستلقيات بكسل، المتوترات من احتمالية خدش طلاء أظافرهن، أو التفاف عجلات عربة التسوق الأمامية بذيل أثوابهن، النافرات من الوقوف في طابور، أو التزاحم على رف الخبز.

Lugano. Supermarket. Senior citizen. Yoghurt.المرأة الستينية التي تنسى كل مرة شراء شامبو الشعر المفضل لديها، ولا تضع كريم الوقاية من الشمس عند خروجها، من تمشي برفق، فلا تلبس أحذية بكعوب عالية ولا تحمل حقائب يد كبيرة، من تجرب كل مرة سلعا جديدة، وتتمنى لو كانت الحياة باعتيادية وسهولة التسوق في سوبر ماركت واسع، مكيف ونظيف!

المرأة التي تنتقي حبات «الأفوكادو» من الرف، من تزعجها أخبار تلوث الأراضي الزراعية، وتشمئز من حبات الخيار المتضخمة. من تفضل اللحم المفروم على القطع الكبيرة، وخبز الشعير على الأبيض، وآيس كريم الفانيليا على ما سواه، من تنظر لساعتها كل خمس دقائق لتتأكد أنها تتسوق في الوقت المناسب.

المرأة التي تلتقي صدفة بوالدة صديق ابنها، وتتبادل معها حديثا قرب ثلاجة الألبان، عن الأحفاد الجدد وارتفاع أسعار السلع وانتشار مرض السكر. من تلقي بتحيتها على بائعة الذرة قرب مدخل السوق المركزي، رغم أنها لا تشتري حبات الذرة اللامعة في الكوب البلاستيكي. من يلحقها عند مواقف السيارات بائع المناشف وأثواب الصلاة، كل مرة تجامله بشراء مناشف التنظيف الملونة.

المرأة التي تعرفها الأرفف جيدا وتترقبها نهار كل سبت، لم تأت هذه المرة!

كانت موجودة في «السوبرماركت» كاسم صغير في صفحة الوفيات على حامل الصحف المعدني عند المدخل. ستفتقدها مصابيح النيون في الأسقف المعدنية، وماكينة السحب الآلي وميزان الخضار والفاكهة!

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات