اكتشاف تاريخ شبه الجزيرة العربية في فترة ما قبل الإسلام

07:14 مساءً الأحد 2 ديسمبر 2012
رضوى أشرف

رضوى أشرف

كاتبة ومترجمة من مصر، مدير تحرير (آسيا إن) العربية.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

رغم أن ذكر اسم شبه الجزيرة العربية ، وبالتحديد السعودية التي تحتل المسافة الأكبر بها، قد يقودك إلى التفكير في تلك الدولة النفطية التي نعرفها الأن, حيث بدأت رسالة الإسلام بالإنتشار. و لكن معرض “طُرق الجزيرة العربية”  المقام في قاعة أرثر ساكلر في متحف “السيموثنيان”, في واشنطن, الولايات المتحدة الأمريكية, يعرض تاريخاً مختلفاً لشبه الجزيرة العربية, مع التركيز على حضارة ما قبل الإسلام, و وضعها كأحد طرق التجارة و تأثرها بالثقافات الأخرى, بالإضاة إلى تطور اللغة.

هو أول معرض عن السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية, وفيه حوالي 300 قطعة تتراوح بين الفخار المزخرف و التماثيل الضخمة, إلى قطع حلي كانت تزين فتاة صغيرة دفنت منذ سنين. معظم هذه الأثار رغم كونها من السعودية, لم يشاهدها هناك أحدُ إطلاقاً.

“أقدم هذه القطع تعود إلى العصر الحجري الحديث, ربما تعود إلى الألفية السادسة أو السابعة قبل الميلاد, اما أحدث القطع تعود إلى أوائل القرن العشرين” يقول القيم على المتحف, ماسومي فرهاد.

يركز المتحف على أن السعودية أحد أهم طرق التجارة لواحدة من أهم سلع العالم القديم, البخور. مجموعة من مشاعل البخور توضح كيف ان بعض الحضارات القديمة العظيمة, مثل اليونان و روما, إعتمدت على البخور الآتي من شبه الجزيرة العربية. “البخور قديماً كان مثل البترول اليوم” يتابع فرهاد, “فمن أجل أن يحصلوا على البخور كان عليها أن تذهب إلى سواحل البحر الأحمر و كان هذا الطريق يحتوي على العديد من محطات الوقوف, و كانت كل منها تفرض ضريبة على القوافل, كات هذه هي الطريقة التي أصبح بعها البعض فاحشي الثراء”.

 

معظم القطع المعروضة تبين مدى تأثر شبه الجزيرة العربية بالحضارات الأخرى, دليل على ذلك تمثال برونزي لرأس شخص. “إذا رأيت هذا التمثال دون أن تعرف من أين أتى, ستقول على الفور بأنه روماني” يقول فرهاد. “ولكن إذا دققت النظر في الوجه, ستجد أن الملامح ليست رومانية. هذه الملامح هي ملامح عربية و تدل على تلك الفترة التي وجد فيها التمثال, ليس هناك رومانيين بهذه الملامح”.

كذلك يهتم المتحف بعرض كيف أن السعودية هي وجهة للحجاج, على سبيل المثال, بحر من شواهد القبور المعروضة في المتحف, تحمل كل منها إسم المتوفى و جزء قصير من القرآن.

الهيئة السعودية للسياحة و الآثار شاركت في تنظيم و دعم هذا المتحف. “نريد ان يرى الناس أننا كان لنا دور بارز كذلك” يتابع على الغبان, مندوب اللجنة. “نحن نتشابه مع العديد من دول المنطقة سواء أكانت مصر أو سوريا أو بلاد ما بين النهرين. شبه الجزيرة العربية كانت حاضرة دوماً, ليس مع إكتشاف البترول فقط”.

ولكن بالنسبة لبعض الإسلاميين المتطرفين, هذه الآثار وثنية و مؤثمة. قبيل إفتتاح المعرض بواشنطن, هدد أحد المتعصبي المصريين بتدمير بعض الآثار غير إسلامية, مثل الأهرامات و أبو الهول, إن إستطاع. و قد رد الغبان على هذا الفعل بانه “مرفوض تماماً و يعد غباء. فالمسلمين الأوائل لم يفعلوا هذا”. بالنسبة للغبان, هذا المعرض هو رد على كل هذه الدعوات الهادمة, فيقول “أعتقد أنه يجب علينا ان نفهم ديننا بشكل أعمق. و أستطيع أن أؤكد أنه لا يوجد أي تناقض بين حماية تراث البشرية و الإسلام”.

متحف “طُرق الجزيرة العربية” يأتي إلى واشنطن بعد عرضه في أوروبا, و سيتم عرضه في المزيد من المدن الأمريكية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات