كاتسورا أوتازو

“فن راكوجو” هو فن الحكي الشعبي الكوميدي الياباني منذ 400 سنة، ويقدمها راوي أو مؤدي ويمثل جميع الشخصيات، مستخدمًا مروحة يد ومنشفة صغيرة كأدوات، و يقدم فن الراكوجوأكثر من 700 مؤدي محترف في اليابان، من بينهم الراوي “كاتسورا أوتازو” ففي عام 1992 تدرب على يد أحد أكبر مؤدي فن الراكوجو“كاتسورا أوتامارو” وقدم العرض الافتتاحي الخاص بـ “كاتسورا أوتامارو”، وفي عام 1996 ترقى إلى المرتبة الثانية وأطلق عليه لقب “أوتازو” وفي عام 2005 أطلق عليه لقب “شِن أوتشي” وهو أعلى مرتبة في فن الراكوجو.

وفي عام 2010 نظمت مؤسسة اليابان عروض لفن “الراكوجو” لـ “كاتسورا أوتازو” باللغة الإنجليزية في الفلبين وماليزيا وفيتنام وأيضًا في البرازيل وتايلاند وميانمار، وفي عام 2011 قدم عروض في الهند وسيرلانكا، وفي العام التاليفي الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 2015 في كازاخستان وأزوبكستان.

وفي مارس 2015 نظمتمؤسسة اليابان مكتب القاهرة بالتعاون مع سفارة اليابــــانعرض لـ فن الراكوجو”سيت-دوان كوميدى وليس ستاند-أب كوميدي“باللغة الانجليزية واليابانية مترجم للغة العربية فيالقاهـــرة والاسكندريــــةوالدخول مجانًا، وتمت الفعاليات بشكل منظم وهادئ يهيئك للاندماج مع العرض؛ فبمجرد أن تدخل إلى السفارة تجد من يساعدك لكي تصل إلى مكان العرض، ويتم أعطاؤك ورقة بها معلومات عن  فن الراكوجو وكاتساور أوتازواباللغة اليابانية والإنجليزية والعربية.

أثناء العرض

في مكان العرض تجد الصفوف محتشدة بالمصريين واليابانيين، والقائمين على تنظيم الحفلة من المصريين واليابانيين أيضًا، وعلى المنصة وضعت وسادة بنفسجية اللونمن الحرير ليجلس عليها الراوي وبجوارها شموع مشتعلة، وفي أقصى اليمين وضعت لوحة مكتوب عليها بالياباني اسم كاتساورا أوتازوا، وقبل العرض نبهت فتاة مصرية تتحدث باليابانية: أنه يجب إغلاق المحمول وممنوع التصوير لكي لا يتشتت انتباه الحاضرين، وقبل البدء كان هناك همهمات بين الحاضرين بالإنجليزية واليابانية والعربية وبمجرد دخول كاتسورا الصمت عم المكان، واعتلى المنصة وجلس على الوسادة وقال مازحًا: أنا عندي اثنين كومينو،ارتديت أحداهما في العرض الأول والآخر ألبسه أمامكم الآن، فلقد  قدم عرضين من خلال قصتين ومدة كل قصة نصف ساعة، ومن حسن حظي أني لحقت العرض الثاني من فن الراكوجو.

الإعلان التعريفي الموزع قبل العرض وبه معلومات عن فن الراكوجو وكاتساور أوتازوا باللغات اليابانية والإنجليزية والعربية

وفي أجواء هادئة بدأ يحكي كاتساورا أوتازوا حكاية عن ملاك الفقر وملاك الموت، وأن الإنسان يكره الفقر ولا يحب الموت، وسيطر على جميع حواسنا وجذب قلوبنا بأسلوبه الشيق المتميز؛ فلقد اتقن التمثيل والتعبير من خلال حواسه ولهجته اليابانية وصوته فيرفعه تارة ويخفضه تارة مستخدمًا في عرضه عصيان خشبية وأدوات أخرى، كل هذا تم وهو جالس في مكانه، وفي أثناء حكيه تحزن وتضحك وتفكر وتنصت، وعلى الرغم أن مدة العرض نصف ساعة ولكن كان وراء القصة رسالة وهي: أن الإنسان الذي يلهث وراء المال سيضيع عمره هباءً، وتم إيضاح هذا المعنى حينما نزل الرجل الياباني مع ملاك الموت إلى القبو ورأى شموع كثيرة – وهنا جاء دور الرجل الياباني المسئول عن الإضاءة فأخفض الإضاءة قليًلا-  فشاهد شموع ما زالت تشتعل ولم ينقص منها شيء وهي ترمز إلى ابنه الصغير وأنه بصحة جيدة والعمر أمامه، وهناك شموع أخرى أوشكت على الانطفاء؛ وهي ترمز إلى عمر الرجل الياباني –بطل القصة- أنه أوشك على الانتهاء والذي ضاع من أجل الحصول على المال، ويحاول أن يفعل أي شيء ليطيل عمره ولكنه لايستطيع أن يغير القدر فمات وأطفئت الأنوار.

بعد انتهاء العرض وخروج “كاتساورا أوتازوا” من بين الصفوف مبتسم لجميع الناس يحيهم ويشكرهم بانحناءات متكررة.

الجميع صفق لكاتسورا أوتازوا مبهورين بعرضه وأدائه، وخرج من بين الصفوف مبتسم لجميع الناس يحيهم ويشكرهم بانحناءات متكررة.

ويقضي“كاتساورا أوتازوا”أوقات فراغه في كتابة المقالات في العديد من المجلات اليابانية، وكتابة الروايات، والعمل كمراسل لمعظم المحطات التلفزيونية اليابانية.

Tweet