ماذا ينمي حواس استشعار الجمال وملكاته، لدى أطفالنا المصريين، ليكبروا حريصين عليه، ولينضجوا فاهمين له، وليشاركوا في دورات إحيائه والحفاظ عليه؟

هل هو كتابهم المدرسي، الذي يفتقر لجماليات صناعة المؤلفات، بدءا من اختيار حرف الطباعة، وانتخاب الرسامين المتمرسين في مجال صناعة كتب الأطفال،  فضلا عن نوعية الورق المناسبة طبيا للعين وصحيا للأصابع؟

هل هي المواد الفنية التي تدرس لهم، التي تفتقر في معظمها لحصص الرسم، وقاعة الموسيقى، وخشبة المسرح؟

هل هي الزيارات الأثرية التي لم تعد تأخذ الأطفال ليقرأوا بصريا تاريخ أمتهم، العريق، ويستمتعوا بفنهم الآسر؟

هل هو الشارع الذي لا يعترف بالنظافة عنوانا، ولا بالنظام منهجا، وقد امتلكه جميع الخارجين على قوانين الجمال؟

هل هو التليفزيون الذي وقع فريسة للمترجم ومعظمه مفيد لمجتمعات أخرى، دون أن يؤسس لبرامج تستنهض ذائقة الإبداع وتذوقه، مكتفين ببرامج الإضحاك عبر الحوار المفارق، والحيل التي توقع بالأبرياء؟

بل هو البيت، الذي لا تتسع جدرانه للوحة مبدعة أو مستنسخ عنها، تصور أعمال الفن والآثار الجميلة، مثلما لا تتسع الغرف لمكتبة تعوض ما نقص، ولا يتسع فيه وقت الآباء لتشجيع بناتهم وأبنائهم على الرسم والتلوين؟

إنها مؤامرة على الأطفال بقدر ما هي مؤامرة ضد الجمال، ثم نأتي لنسأل لم أصبحت حياتنا مشوهة، تستدعي البؤس والفقر البصريين، رغم أن هناك دولا أكثر فقرا لكنك تمشي في شوارعها فترى أهلها يزرعون العلب الفارغة بالزهور الملونة والثمار ذات الأوراق الخضراء لتزين نوافذ بيوتهم البسيطة وأبوابها الفقيرة.

أيقظوا حواس أطفالكم، يُبارك لكم، وتتجمل حياتكم.

Tweet