هل تصبح بوكوفا أول سيدة تفوز بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة؟

لم تشهد منظمة الأمم المتحدة منذ تأسيسها قبل 70 عاماً تولي امرأة منصب الأمين العام ، وهو ما شجّع نساء داعمات لقضايا المرأة على السعي لكسر هذه الهيمنة الذكورية عند اختيار خليفة الكوري الجنوبي (بان كي مون) العام المقبل .
والأمين العام للأمم المتحدة هو كبير الدبلوماسيين في العالم والحامل الرسمي لكلمة الأمم المتحدة ويتم تعيينه من قِبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بناء على توصية من مجلس الأمن ويمكن للأعضاء الدائمون في مجلس الأمن استخدام حق الفيتو للاعتراض على المرشح للمنصب .
وأطلقت منظمة “المساواة الآن” الدولية التي تتبنى قضايا المرأة حملة على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت لدعم تولي نساء قيادة المنظمة الدولية .
وتسْتهدف الحملة في المقام الأول سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي : الصين ، فرنسا ، روسيا ، بريطانيا ، والولايات المتحدة التي عادة ما تختار مرشحاً واحداً ليحوز غالبية أصوات 193 دولة أعضاء في المنظمة الدولية .
وقالت المستشارة القانونية في منظمة المساواة الآن (أنتونيا كيركلاند) في بيان إن “عملية اختيار الأمين العام المقبل للأمم المتحدة فرصة عظيمة لأخذ خطوة نحو المساواة بين الجنسين عالمياً” وأضافت “نأمل أن يكون هناك مزيد من الدفع ، لجعل هذا أمراً ممكناً من الناحية الفعلية” .
في الأيام القليلة الماضية ظهرت مجموعة ناشطة تدعو لتولي امرأة منصب الأمين العام للأمم المتحدة ، بعد تولي 8 رجال للمنصب . ويقول (بريا تشافرن) الباحث في الشؤون الدولية بمؤسسة التراث الأمريكية أن المجال مفتوح على مصراعيه في الوقت الراهن .
ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة ، فإن مواطني الدول الخمس دائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ليس مسموح لهم بتولي منصب الأمين العام ، ومع ذلك فإن هذه الدول يجب أن توافق بالإجماع على المرشح الذي يجري تعيينه فيما بعد من قبل 193 دولة عضوة في الجمعية العامة ، لمدة لا تتجاوز فترتين مدة كلاً منهم 5 سنوات .
والمنظمة الدولية لديها أعرافاً تقضي بأن تتناوب قارات العالم منصب الأمين العام ووفقاً لهذه التقاليد فيجب أن يتولى المنصب هذه المرة إما مرشح من أوربا أو أمريكا اللاتينية والمرة الوحيدة التي تولى فيها شخصان من نفس القارة منصب الأمين العام لدورتين متتاليتين حدثت بسبب استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو ضد التجديد للمرشح الأفريقي المصري بطرس بطرس غالي ليتم تعويض أفريقيا بدورة جديدة كانت من نصيب كوفي عنان .
والنساء يُعربن عن شعورهن بالتمثيل الناقص في الأدوار القيادية داخل الأمم المتحدة ، حيث أن جميع من تولى منصب الأمين العام منذ تأسيس المنظمة هم من الرجال .
وأطلقت (جين كراسنون) المدير التنفيذي السابق للمجلس الأكاديمي لنظام الأمم المتحدة وأستاذة شؤون الأمن الدولي بجامعة يال ، حملة لانتخاب سيدة في منصب الأمين العام للأمم المتحدة ، ومن بين القيادات النسائية البارزة التي يُضرب بها المثل المستشارة الألمانية (انجيلا ميركل) ورئيسة ليبيريا (ايلين جونسون سيرليف) والمسئولة السابقة للسياسة الخارجية في الإتحاد الأوربي (كاثرين آشتون) غير أن الأخيرة مواطنة بريطانية . كما تتضمن القائمة المدير العام لمنظمة اليونسكو (ايرينا بوكوفا) المرشحة للمنصب من قبل بلدها بلغاريا ، كما تأتي رئيسة الوزراء السابقة لنيوزيلاندة (هيلين كلارك) ضمن المرشحين من قبل الحملة وتعمل كلارك في البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة .

وذكرت وكالة “اسوشيتدبرس” الأمريكية أن ايرينا بوكوفا كانت أول امرأة وأول شخص من أوربا الشرقية تتولى رئاسة منظمة اليونسكو والآن أصبحت بوكوفا مرشحة لأن تصبح أول امرأة و أول شخص من أوربا الشرقية تصل إلى منصب الأمين العام للأمم المتحدة .
وأشارت الوكالة إلى أن البلغارية البالغة من العمر 62 عاماً تتولى منصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو) وقد رشحتها حكومة بلادها لتخلف بان كي مون مع انتهاء فترة توليه الأمانة العامة للأمم المتحدة عام 2016 ورغم أنها لم تعلن عن نيتها الترشح للمنصب إلا أن بوكوفا لا تضع حداَ للشائعات فقد دخلت مؤخراً عالم السياسة وقامت بزيارة مناطق الصراع في العراق وتستعد للوساطة في الصراع السوري والآن ولأول مرة قالت في تصريحات لها ” أن خلف بان كي مون قد يكون امرأة ” .
وتملك بوكوفا سجلاً قوياً في النضال من أجل المساواة بين الرجل والمرأة وتقول أن المساواة يجب أن تمتد إلى الأمم المتحدة نفسها وأضافت قائلة ” اعتقد أن الحكومات والمنظمات غير الحكومية تفهم وجود امرأة في أعلى منصب بالأمم المتحدة ، لكنها لم تذهب إلى حد الكشْف عمّن ينبغي أن تكون تلك المرأة ” .
ومن بين المشاركين في حملة انتخاب أمين عام جديد للأمم المتحدة منظمات : العفو الدولية ، والمساواة الآن ، ومنبر آسيا ، ولجنة المحامين للسياسة النووية ، وشبكة العالم الثالث ، ومنظمة المرأة للبيئة والتنمية ، والفيدرالية الدولية لروابط الأمم المتحدة .

Tweet