ممثلو الصين أكسبو للكتاب في أمريكا يفتتحون فعاليات الصين ضيف شرف

يحمل معرض “إكسبو أمريكا للكتاب”، أكبر معرض للكتاب في الولايات المتحدة، أهمية خاصة للصين والعالم بأسره. وقد انطلق في نيويورك يوم الأربعاء وسط حضور قوي للصين وتبادلات ثقافية دينامية بين مهنيين في مجال النشر من أنحاء العالم.

تعد هذه المرة الثالثة بعد عام 2009 في فرانكفورت وعام 2012 في لندن التي تحل فيها الصين ضيف شرف على معرض تجاري للكتاب من الدرجة الأولى في دولة غربية كبرى.

ومن ناحية أخرى، يمثل هذا الحدث إنجازا لصناعة النشر الصينية.

وباعتباره أكبر تبادل لمهنيين في مجال النشر من البلدين منذ أن أقامت الصين والولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية في عام 1979، يكشف معرض الكتاب هذا عن بصمة أكبر لصناعة النشر الصينية في السوق العالمية وقبول أعلى للمطبوعات الصينية بين القراء الغربيين.

وبالنسبة للجانب الأمريكي، فإن وجود حوالي 150 دار نشر صينية مع عرض قرابة 10 آلاف عنوان كتاب يتيح فرصة غير مسبوقة للقراء فيما وراء الصين لمعرفة الصورة الحقيقية لثاني أكبر اقتصاد في العالم، الذي يتمتع بتاريخ طويل وثقافة مشرقة.

ويقدم الجناح الصيني، الذي يغطى مساحة تصل إلى حوالي 2300 متر مربع، مجموعة منتقاة من المطبوعات الصينية، ما يتيح للحضور الأجانب فرصة خاصة للحصول على منظور موضوعي وشامل للمشهد السياسي والاقتصادي والثقافي الحالي للصين.

وذكر أحد العارضين لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن “الكتب تعد مصدرا مهما للمواد الأصلية بالنسبة للمهتمين بالصين لمعرفة وجهة نظر البلاد تجاه الشؤون العالمية الحالية وفهم موقفها”.

يأتي معرض “إكسبو أمريكا للكتاب” لهذا العام بعدما حققت صناعة النشر الصينية أداء مبهرا في عام 2014، مع نشر حوالي 198 ألف كتاب جديد وتسجيل رقم قياسي في المبيعات بلغ 1.3 مليون عنوان كتاب، وفقا للبيانات الرسمية.

كما قال المشاركون الصينيون، فإن هذا الحدث يتيح فرصة للناشرين فيما وراء الصين لتدعيم التعاون مع نظرائهم، وهي حالة مثالية لسيناريو يقوم على الكسب المتكافئ.

ولاحظ الناشرون الأمريكيون على ما يبدو الفوائد التي يمكنهم جنيها من هذا التعاون.

فقد أشار توم ألين رئيس جمعية الناشرين الأمريكيين وكبير مدرائها التنفيذيين إلى أن “الناشرين الأمريكيين يرحبون بنظرائنا الصينيين في معرض إكسبو أمريكا للكتاب”، مضيفا “ونتطلع إلى محادثات مهنية يمكن أن تعمق الفهم المتبادل للنشر في دولتينا وتوسع الفرص أمام إقامة مشروعات تجارية جديدة”.

وإلى جانب الإمكانات التجارية، يعد هذا المعرض الذي يستمر لثلاثة أيام ويتضمن جلسات تعليمية وأحداث ثقافية خارج الموقع يعد دون شك منصة هامة للصين والولايات المتحدة وهما من كبرى أسواق النشر في العالم، لتوسيع علاقاتهما الثقافية وتعميقها.

وكما برهنت علاقاتهما الدبلوماسية القائمة منذ 36 عاما، فإن السبيل إلى الحفاظ على قوة دفع قوية في العلاقات الثنائية يكمن في الصداقة بين شعبيهما القائمة على الفهم المتبادل.

وكما قال الدكتور هنرى كيسنغر وزير الخارجية الأمريكي السابق في رسالة تهنئة بعث بها بمناسبة هذا الحدث إن “تبادل الكتب أصبح عنصرا هاما يسهم” في تطوير العلاقات الأمريكية – الصينية فضلا عن كونه “تفاعلا رائعا” بين البلدين.

Tweet