غلاف العدد: الشرق والغرب يلتقيان في العدد الجديد من “العربي”

بالرغم من أن عدد مجلة “العربي” لشهر يوليو قد صدر قبل تعرض دولة الكويت للهجوم الإرهابي الغادر على أحد مساجدها، والذي راح ضحيته العشرات بين راحل وجريح، وجاء متزامنا مع حدث إرهابي آخر عصف بشواطيء تونس الآمنة، إلا أن القضايا التي يثيرها العدد تلقي بظلالها على ما يدور في الشأن العربي كله.
تتساءل “العربي” في صدر صفحاتها إن كان الوقت قد حان كي يلتقي الشرق والغرب على نحو بعيد عن الصراع الذي أشعله الاختلاف، وأججته الحروب، وأمعنت في التكريس له مقولات ونظريات تعمل بلا هوادة ضد أن يأتلفا، ولو أن في ذلك التفاهم والتقارب والتعايش رحمة كبرى بالبشر وصونا كبيرا للحجر؟
ومن هنا تأتي أهمية قراءة المفكر التونسي الدكنتور حبيب الجنحاني: الإسلام دين وأمة، وتحليل المفكر اللبناني جورج قرم: المسارات العكسية للحرية الدينية في أوربا والعالم العربي، وكأنها قراءتان استباقيتان للأحداث الدامية.
تبحث “العربي” عن وجوه متقابلات، بداية بتقابل الاصطلاحات، وهي إشكالية يسبر غورها رئيس التحرير الدكتور عادل سالم العبد الجادر في حديثه الشهري، حيث تكون العبودية؛ مثالا، مصطلحا سلبيا إلا في عبادة الله فإنها على عكس ذلك، مؤكدا على حرية الفكر، التي لا يحدها حد أبدا، وما دامت الفكرة لم تخرج من الذات، ككلمة مسموعة، أو عمل، فهي مشروعة مهما تكن طبيعة ذلك الفكر.
مقابلة أخرى، سنجدها بين الفن والصناعة، وهما توأما المعرض الدولي “إكسبو ميلانو”، حيث يلتقي الشرق والغرب، مجددا، في محفل كبير يضم 145 دولة تمثل 94% من سكان العالم إضافة إلى منظمات ومؤسسات دولية، سيفد إلى أجنحتها 20 مليون زائر في 6 أشهر، يجمعهم هم مشترك ومهمة موِّحدة “لإطعام الكوكب. طاقة من أجل الحياة” في تقرير مطول يكتبه أشرف أبو اليزيد.

لكن مجلة “العربي” وقد آلمتها قضية الهجرة المميتة من الجنوب إلى الشمال، تستطلع تلك القضية الشائكة، حيث يقع شباب راغب في تحسين ظروف معيشته فريسة لسماسرة الوهم، فيركبون البحر بحثا عن الأرض الموعودة؛ أوربا، ليكونوا ضحايا أمواج الجشع فلا يجدون طوق نجاة. إنها صورة للقاء بين الشرق والغرب، ولكنها ليست وردية أبدًا، وتنتظر من يضع حلولا عا

فهرس العدد

جلة وآجلة لتلك الأزمة، التي يتابعها بالتوثيق والتحليل الأكاديمي التونس مصطفى النصراوي. أما الهجرات الناجحة ـ بالمقابل ـ فتتناولها د. جيهان فاروق في دراستها: العرب في أمريكا … موجات الهجرة وإشكالية الإندمان والانفصال.
مقابلات كثيرة، بين الأفكار، فيها ـ مثالا ـ أربع قراءات جديدة لتراثنا الأدبي، يقدمها أحمد رجب غانم حول كتب التراجم ، ود. إبراهيم بيضون حول وثائق العصر العباس، ود. ريتا عوض عن تقاليد القصيدة الجاهلية، وربيع ردمان في مقامات السيوطي.
كما أن من المقابلات اجتماع روائيين عربيين؛ هما المصري محمد جبريل، والكويتية د. فاطمة يوسف العلي، وجها لوجه، وترجمات عربية لقصائد من باراجواي، يقدمها الدكتور محمد محمود مصطفى.
من كتاب هذا العدد: فاطمة حسين العيسي، فاروق شوشة، حمدي سعيد، محمد عبد النبي، د. علي العنزي، د. أحمد شارجي، السيد نصر الدين السيد، د. هاني حجاج، ، رشا عبد اللطيف، د. قاسم سارة، د. عصام الحاج علي، مهى قمر الدين، خالد عمر كيكي، د. شيرين محمود، صلاح الشهاوي، أحمد حسن، د. موريس أبو ناضر، وكاريكاتير عبد الوهاب العوضي.
وتتابع “العربي” في مفكرتها الثقافية خبر منح الشاعر عبد العزيز البابطين الدكتوراه الفخرية من جامعة الكويت، واحتفال هيئة تحريرها بفوز محرر العربي أشرف أبو اليزيد بجائزة الصحافة العربية في الثقافة لهذا العام عن دراسته المنشورة بالمجلة ، سبتمبر 2014، فن المنمنمات، الأدب والتاريخ وألأسطورة.

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، يكرم الفائز بجائزة الصحافة العربية 2015 في الثقافة ، محرر العربي، أشرف أبو اليزيد

Tweet