العربي : إنشاد ديني في تونس، وشمس بيضاء في تايوان

08:39 صباحًا الأربعاء 29 يوليو 2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
غلاف العدد

غلاف العدد

في العدد الجديد من مجلة العربي) وفي حديثه الشهري يتناول رئيس التحرير  الدكتور عادل سالم العبد الجادر تاريخ الإرهاب السياسي، الذي يستخدم العنف غير القانوني أو يهدد به بأشكال مختلفة، مثل الاغتيال والاعتقال والتخريب والتعذيب، بهدف تحقيق مآرب ومكتسبات سياسية واجتماعية ومالية، بين نماذجه في القرن العشرين مثل الجيش الأحمر في اليابان، وبادر-ماينهوف في ألمانيا الغربية، والألوية الحمراء في إيطاليا، وممثليه في القرن الحادي والعشرين الذي انتقلت فيه هذه الحركات الإرهابية إلى منطقتنا العربية، مثل تنظيم القاعدة، وداعش.  ويأتي ارتباط هاتين الحركتين باستخدامهما الدين ستارا للإرهاب، مما يؤكد بضرورة تطوير الخطاب الديني والسياسي بشكل ملح يطوِّع الدين لحياة أفضل، لا أن تُطوّع الحياة لماضٍ من الممارسات التراثية التي أخذت مع الزمن شكلاً دينياً، فلا السبي أو الفيء أو الغنائم قد أصبح مشروعاً في القانون الدولي والقوانين العالمية، ولا اغتصاب الروح أو الأرض أو العرض أو المال حِلٌّ في أي شريعة أو قانون.

وترى العربي” أن الثقافة متراس في التصدي للأفكار الهدامة، مثلما تؤكد أن التنوير جسر لمستقبل أفضل، فالإرهاب لا يأتي فجأة مدججا بالسلاح، متشحا بالعنف، بل يتسلل بداية عبر مجموعة من الآليات، تبذر التطرف وتغذيه، لتصنع أدواته؛ وتشعل وقوده.

كما تؤمن “العربي”، وهي شاهدٌ على محن اجتازتها الأوطان في تاريخها الماضي والمعاصر، أن النصر للإنسان وللحياة، ولهذا لا تكل ولا تمل وهي تقرأ تجارب الأمم وتعيد استذكار التواريخ وتسعى لكتابة المستقبل، فاتحة كل شهر.

من هنا يأتي استطلاع العدد الذي يزور فيه إبراهيم لالمليفي جزيرة تايوان وقد انطلقت منذ منتصف القرن الماضي في سباق مع الزمن لتحقيق نهضتها ومعجزتها الاقتصادية، وبالمقابل تأتي رحلة شامة العوني القلال الخاصة في تراث الإنشاد الديني التونسي، الذي يعكس أهمية الحفاظ على الهوية دعما لانطلاق الروافد الحضارية.

وإذ يحمل الشعراء رسالة سامية، ويقطرون فلسفة عميقة، ستمر “العربي” بصفحاتهم، في أكثر من دراسة، تستلهم من قصائدهم الكثير الذي يعلم الحكمة من التاريخ، ويعضد إيمان الإنسان بالمستقبل. فهي تبدأ بابا جديدًا بعنوان “ديوان العربي” يخصص هذا العدد لقصائد شوقي بزيع وفؤاد طمان ومنير محمد خلف ود. هيثم الحويج. كما يقرأ الشاعر محمد علي شمس الدين بروق الغيب ، في الشعر والفلسفة، ويبحر فاروق شوشة في قصائد المتنبي الذي يبقى شاعر النفس الإنسانية، ويغوص رياض حلاق في سيرة الشاعر الكويتي أحمد السقاف كواحد من رواد النهضة الحديثة، أما نيفين فائق فتضيء سيرة الشاعر حسين عفيف، ويعود الدكتور جابر عصفور لشاعره الأثير أمل دنقل في ذكريات متجددة، ويقرأ غازي أبو عقل قضية الحرية في شعر بدوي الجبل.

ملف العدد الأساس يتناول قضايا الأدب الشعبي، بين الملاحم الغربية والسير الشعبية العربية، للدكتور خالد أبو الليل، وتلقي القصص الشعبي في النقد الأدبي للدكتور عادل القريب.

وتلح على الواجهة  مجددا معركة الشعر الجاهلي بين طه حسين ومارغليوث، في الدراسة التي أنجزتها الباحثة التونسية الراحلة بسمة حجام بن عثمان، وعرض كتابها أشرف أبو اليزيد، ومثلما سجّلت الباحثة تشابهاً في الأسلوب سجّلت أيضاً تشابهاً في المصادر المشتركة بين المؤلفين، ولم يفت الباحثة ـ بجانب ما وثقته من فهارس ـ أن تضع بعض الملاحق؛ ومنها تصريح طه حسين نفسه بعدم اطلاعه على مقال مرغليوث، وتصريح مرغليوث بتبرئة طه حسين، وقد جاء فيه: فكرة الكتاب مماثلة إلى حد كبير للفكرة التي أدرت حولها بحثي عن أصول الشعر العربي الذي نشرته  في هذه المجلة ، في الوقت نفسه تقريبا، التي ظهرت فيه  طبعة الكتاب الأولى. وبذلك توصل كل منا مستقلا عن الآخر تماما إلى نتائج متشابهة.

ثم، يأتي ملف العلوم ليدعم نظرة “العربي” إلى ضرورة الأخذ بأسباب التقدم، حيث لا يقتصر الأمر على الأدب والفن والتاريخ ، بل يلزم كذلك استجلاء توجهات الصحة الرقمية، ومعرفة نقل ذكاء الإنسان إلى الآلات مع تطور الروبوتات، واقتفاء أثر الإنسان والحضارة بين الجنوب والشمال، وهي معا، وسواها، معارف لا يجب أن تغيب عن مداركنا.

من المساهمين في هذا العدد: محمد الأسعد، حسين عيد، ود. أحمد مغربي، ود. ساشر بصمة جي، وطارق راشد وهالة موسى، وأمين الباشا، ورشا عدلي، والزبير مهداد، وعبد الوهاب العوضي ود. أشرف محمد صالح، وأسعد مخول، وإسماعيل غزالي، ولشهب تهامي، وبيان الصفدي، ود. شرف الدين ماجدولين الذي يختار ويعلق على القصص القصيرة الفائزة في مسابقة قصص على الهواء التي تنشر في العربي ويتم بثها على إذاعة مونت كارلو، كما يختار طرائف العدد صلاح عبد الستار الشهاوي،  وسعيد الكفراوي.

 

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات