غلاف العدد الجديد للمجلة

يرى الدكتور عادل سالم العبد الجادر رئيس تحرير مجلة “العربي” في حديثه الشهري بالعدد الجديد أن ما تمر به الأمة العربية من قلق سياسي هو نتيجة لغياب المنظومة الفكرية، أو للتحزب الذي عاث بها، وهو لا يراهن على تقدم الأمة على يد الشباب، وحسب، بل يؤكد أن الحياة ستكون أجمل بهم وبتحقيق طموحاتهم وأعمالهم البناءة.

وفي الكلمة التصديرية بالمجلة نقرأ إنه حين مثل عدد “العربي” للنشر، ودارت عجلات طباعته، كانت هناك أصداء لا تهدأ في العالم كله تروي قصة اكتشاف الأرض الأخرى، ابنة عم كوكبنا ، في مساحة أخرى من الفضاء. وتواردت في أذهان الجميع أفكار حول قيمة هذا الاكتشاف، وجدارته بأن يحتل تلك الأهمية، وعما إذا كان هناك “أناس” آخرون وكوكبيون يعيشون في الجهة الأخرى من المجرة، وهي أسئلة علمية مشروعة، لكنها تستتبع بأسئلة أخرى حول كوكبنا، وهل انتهينا من اكتشافه، وحول ذواتنا، وإن كنا قد أكملنا إدراك مكوناته.

لذلك تجيب “العربي” برحلات كشفية “أرضية” أولاها على طريق الحرير حيث يكتب أشرف أبو اليزيد عن إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية؛ بشكيرستان، وهي أرض الخيل، والسهل، بين عادات وتقاليد تتقاطع وتتماثل مع عاداتنا في الشرق العربي والعالم الإسلامي.

أما ثاني الرحلات فتحط الرحال بالإسكندرية حين يقرأ وليد فكري أوراق ثلاثة رحالة مروا بها وسكنوا فيها؛ ابن جبير، وابن بطوطة، والحسن بن محمد الوزان المعروف باسم ليون الإفريقي.

وفي رحلة موسيقية يحاول الناقد إلياس سحاب، والأديبة عناية جابر والكاتب غازي قهوجي والأكاديمي ميشال فارس حنا أن يكشفوا لنا صفحات جديدة في ملف “فيروز والرحابنة” ، فصوت المطربة الكبيرة وكلمات وألحان الأخوين رحباني في اجتماعها معا تؤلف ظاهرة من أجمل وأنبل الظواهر الفنية والغنائية العربية في القرن العشرين.

فهرس العدد

أما الرحلة التاريخية فتتوقف عند أكثر من محطة، لعل من أكثرها كشفا قراءة الدكتور عادل زيتون لمذكرات مؤرخ فرنجي يتحدث عن العلاقة بين الخليفة الرشيد والإمبراطور شارلمان، مثلما يسبر الدكتور عادل سالم العبد الجادر في بابه: حضارات سادت ثم بادت  مجتزأ من أساطير الرومان، الإينيادة … وتاريخ بناء روما.

وتقدم “العربي” شهادة الروائي التونسي الدكتور شكري المبخوت ، الفائز هذا العام بالجائزة العالمية للرواية العربية، والمشهورة إعلاميا بالبوكر العربية، ليتحدث في مصارحة واجبة عن الجوائز الأدبية العربية ومنطق الغنيمة. كما تتجه إلى قلب الغرب الإفريقي ليتحدث الدكتور علي يعقوب عن حضور اللغة العربية في بلده؛ النيجر.

إن منطق الكشف الذي تدعو إليه العربي منذ تأسست، والاكتشاف الذي تدعمه، للذات والآخر، وفي التاريخ والأدب والفن والجغرافيا، والعلم دون شك، يحتم علينا التعمق في عوالمنا التي لم تُكتشف بعد، فهي ستجعلنا ندرك قيمة موازية الأهمية للاكتشافات الأخرى.

ومن المشاركين في هذا العدد فاروق شوشة، ود. سهام الفريح، ود. جابر عصفور، وفاطمة حسين العيسى، ود. سعيد إسماعيل علي، وسليمان المعمري، وأحمد عبد اللطيف ومحمد عبد الرؤوف، ود. ماجدة محمود، ومحمود قاسم، ومحمود سليمان، ومعصوم محمد خلف، وحاتم العموص، ومحمد حسن أحمد، ود. أحمد شعلان، وأحمد مشاري حماده،  ومحمد محمد عيسى، ومحمد محمد مستجاب، ود. خالد التركاوي، ود. محمد السنباطي، ود. أمينة التيتون، ومحمد الجرطي، وآخرون.

ملف فيروز

Tweet