الصحافة الأردية والعربية في الهند

09:41 صباحًا السبت 5 سبتمبر 2015
رضوة خطاب

رضوة خطاب

كاتبة من مصر، تجيد اللغتين الكورية والهندية، وتترجم عنهما

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
من أغلفة المجلات والصحف الأردية في الهند

من أغلفة المجلات والصحف الأردية في الهند

تعدد اللغات بالهند لا يقف عائقاً من اجل انتشار وازدهار الصحافة هناك بالرغم من وجود اكثر من 750 لغة ولهجة وسجلت “هيئة تسجيل الصحف” في الهند أن إجمالي عدد الصحف اليومية الصادرة في شبه القارة الهندية بلغت هذه السنة 82 ألفا و237 صحيفة , ومن خلال تلك المقالة سوف نلقى الضوء على تاريخ كل من الصحافة الأردية والعربية بالهند.

الصحافة الأردية في الهند
تعتبر “جام جهان نما” هى هي أول جريدة أسبوعية تصدر باللغة الأردية فقد بدأ صدورها فى 27 مارس عام 1822 م في مدينة كلكتا التى تعتبر المنبع الرئيسى لمعظم الجرائد التى ظهرت فى الهند إلا انه فى 16 مايو 1822 م تحولت هذة الجريدة من اللغة الأردية إلى اللغة الفارسية , وكانت من أفضل الجرائد الفارسية فى الهند .
وسبب تحولها ان المثقفين لا يتقبلون اللغة الجريدة باللغة الأردية , ولكن بعام 1823 م تم صدورها باللغتين الفارسية و الأردية ولكن بعد ذلك اقتصرت على الصدور باللغة الفارسية 1876 م .
وتعد “جام جهان نما ” الجريدة الأولى الأردية التى تترجم المقالات الانجليزية و الفارسية إلي اللغة الأردية وتنشرها على صفحاتها كما اهتمت بنشر تاريخ الإنجليز  بالاضافة إلى أخرى وهى “ائينة سكندر” وكان يصدر بها ملحق باللغة الأردية ذلك بعام 1834 م وتعتبر من اهم اساسيات الصحافة الأردية .

صحف أردية

صحف أردية

بعام 1836م صدرت من دلهى جريدة باسم “دهلى أردو أخبار” وتعتبر الجريدة الأردية الأولى فى الهند وذلك لأن كل صفحاتها باللغة الأردية , وأسس “دلهلى أردو أخبار” محمد باقر والد محمد حسين آزاد الناقد والأديب والشاعر الأردى المشهور وكانت أسبوعية , ويهتم مؤسسها بنشر الأخبار المناهضة للإنجليز مما أدى إلي إعدامه أثناء الثورة الوطنية بالهند عام 1857 م .
وكانت تهتم هذه الجريدة بنشر الأخبار من مختلف ولايات شبة الجزيرة الهندية , بالاضافة إلى تنشر أخبار حكام الأقاليم وأخبار المعاهد التعليمية لانها كانت تهتم بالناحية الأدبية كثيراً فكانت تنشر على صفحاتها القصائد الأردية كثيراً ولأشهر الشعراء انذاك مثل : مؤمن وذوق وغالب وبهادرشاه ظفر الملك المغولى وتوقف اصدارها عام 1857 م وبعد أن قام الإنجليز بإعدام مديرها بتهمة نشر الأخبار المناهضة للإنجليز وقتل عميد كلية دلهى .

وفى دلهى صدرت جريدة أسبوعية أخرى عام 1837 م باسم “سيد الأخبار” والتى أسسها سيد محمد خان وتبعه أخوه سير سيد أحمد خان (1817-1898) م فى إدارتها بعد وفاته عام 1846 م وحتى توقف الأصدار عام 1850م

وحينما اندلعت الثورة الوطنية عام 1857 م وتمكن الإنجليز من إخمادها قضوا على كثير من الجرائد الأردية حيث اعتقدوا أن هذه الجرائد كانت السبب فى إشعال الثورة ضدهم , ورغم ذلك لم يتوقف نبض الصحافة الأردية وصدرت جرائد أردية أخرى بعد الثورة حيث صدرت من مدينة لكناؤ فى يناير 1859 م وكانت بالبداية أسبوعية ثم بعد ذلك بدأت تصدر مرتين فى الأسبوع وبعد ذلك ثلاث مرات فى الأسبوع عام 1876 م وفى عام 1883 م تحولت إلي جريدة يومية.
وكانت هذه الجريدة أدبية وكان كبار الأدباء والشعراء يقومون بنشر العديد من مقالاتهم وقصائدهم فيها , وكان لهذه المجلة الأثر البالغ على الأدب الأردى والصحافة الأردية على السواء .
وبعد ذلك صدرت جريدة فكاهية باسم ” أوده بنج” عام 1877م والتى لاقت الإعجاب من الجميع , وكانت هذه الجريدة بداية لصدور جرائد أخرى كثيرة على هذا النهج فى مدينة لكناؤ ولاهور وكلكتا ودلهى وبنارس ومدن أخرى وقام سير سيد أحمد خان بتأسيس جريدة خطيرة ذات أثر فعال على اللغة الأردية وصحافتها باسم “أخبار ساينفتيك سوسايتى” فى عام 1866م , وكانت هذه الجريدة ترمى إلى إصلاح الشؤون القومية الوطنية وكانت تنشر على صفحاتها المقالات السياسية و العلمية و الفكرية و الفلسفية ولكنه اصدر مجلة أخرى بدلا منها باسم “تهذيب الأخلاق” وذلك بعد عودته من إنجلترا عام 1870م وأحس أن القراء لا يعتنون بمقالاتها التى كانت تكثر من نشر الأخبار السياسية , وحينما أنشئت مجلة “تهذيب الأخلاق” فى ديسمبر 1870 م بدأ القراء يطالعون على صفحاتها مقالات علمية و أدبية وكانت المجلة تهتم ايضا بكل ما يتعلق بالحياة الأنسانية وكان من اهداف اطلاع المسلمين على الثقافة والعلوم الجديدة حتى لا يصيبهم التخلف على حد قولهم بل يكون لهم السبق فى الحضارة الحديثة وفى كل ما يخدم الإنسانية.

وبعد “تهذيب الأخلاق ” صدرت جرائد أردية كثيرة والتي كانت تهتم بنشر المقالات الأدبية والعلمية منها جريدة “رسالة انجمن ” التى كانت تصدرها “جمعية نشر المطالب المفيدة فى بنجاب” وكانت تصدر فى مدينة لاهور , وصدرت جريدة باسم “شحنائ هند” من مدينة ميرت والتى كانت تنشر على صفحاتها مقالات ذات قيمة سواء بالتاريخ و الادب و العلوم .

الصحافة الهندية باللغة العربية

ظهرت الصحافة باللغة العربية فى شبه القارة الهندية بوقت متأخر بعد ظهور الصحف باللغة الانجليزية والفارسية و الأردية وذلك لعدة أسباب نذكر منها أهمها :

كان المسلمون فى الهند ومازالوا ينظرون إلى الغة العربية على أنها لغة مقدسة حيث نُزل بها القرآن الكريم وفيها الأحاديث النبوية الشريفة وكان اكبر اهتمامهم بالتفسير والحديث والفقة وما إليها وكان منهم القليل من يتقنها الإ أنها لم تلق رواجا فى الهند كالفارسية ولانها لغة لم تكن لغة الحكومة أو الديوان فى اى وقت ولم تكن لغة للعامةimage
ولهذا لم يقدم إصدار مجلة باللغة العربية فى الهند الإ بعد ظهور الصحافة الانجليزية والفارسية والأردية وبعض اللغات المحلية فى الهند .
وايضا أن الطباعة العربية فى الهند ظهرت مع الفارسية والطباعة الأردية ولكنها كانت محصورة فى البداية عى طباعة الكتب الدينية . وبعد ذلك قام الهنود بإصدار العديد من المجلات والجرائد باللغة العربية . وتعتبر جريدة “النفع العظيم لأهل هذا الاقليم” هى أول جريدة عربية فى شبة القارة الهندية والتى صدرت من مدينة لاهور وكان لهذه الجريدة أثر فى انتشار وتطور اللغة العربية بلاهور وما حولها وقد قام بتأسيس هذه الجريدة شمس الدين , وشجعه على ذلك وجود مطبعة لدى والده محمد عظيم , وفى اكتوبر 1871 م صدر أول عدد لهذه الجريدة وكان الشيخ مقرب على رئيسا لتحريرهاوكان جى . ديبلو لايثير (G.W.Laithir) المسجل بجامعة البنجاب من المشرفين عليها .
وكانت تلك الجريدة تنشر فى البداية فى ثمان صفحات وبعد ذلك زادت الي ان وصلت عشر صفحات وكانت تجرى طباعتها على الحجر فى مطبعة , لاهور وكانت هذه الجريدة تهتم المقالات المختلفة فى الدين الأدب والأخلاق وعلم الأجتماع وتهتم بكل ما يهم قضايا التعليم وكانت هذه الجريدة تؤيد الأديب سير سيد أحمد خان فى فكرة الأهتمام بنشر المقالات العلمية والثقافية ولذلك يمكن لنا القول ان جريدة (النفع العظيم لأهل هذا الاقليم) قامت بدور اصلاح وتعليمى .
واهتمت ايضا تلك الجريدة بالشعر العربى والتراث الأدبى وكانت ايضا تستفيد منها الجرائد الانجليزية وتنشر مقالاتها على غرار ذلك .
وظلت الجريدة تصدر بانتظام حتى عام 1885 م ولكن حينما توفى منشي محمد عظيم صاحب المطبعة بدأت تصدر بشكل غير منتظم وكانت اهداف تلك الجريدة (النفع العظيم لأهل هذا الإقليم) :
– نشر اللغة العربية
– محاولة تعريف رجال الدين المسلمين بالهند بالحديث عن موضوعات وفتح افاق جديدة
– التعريف بالعلوم العربية باللغة العربية فى الأوساط العلمية الهندية
– تسهيل تعلم اللغة العربية لاهل الهند والاخص المسلمين
لها اهداف اصلاحية وتعليمية فكانت جريدة (النفع العظيم لأهل هذا الاقليم ) بمثابة العمود الرئيسى من اعمدة الصحافة فى الهند وارتفعت على غرارها الصحافة العربية بالهند .
وذكر الكاتب اديب مروه : إن أول مجلة فى الهند هى جريدة (الهلال) والتى أسسها مسعود حسن الزبيدى عام 1927 م ولكن هذا خطأ وليس صحيحا لان اول جريدة كانت هى (النفع العظيم لأهل هذا الإقليم) وهى أول جريدة عربية فى الهند والتى صدرت بعدها جرائد عده وقبل ظهور (الهلال) كما قال أديب مروه.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات