المعاقون في اليمن بين الحاجة للعلاج والتأهيل وشبح الحرب

10:00 صباحًا الجمعة 20 نوفمبر 2015
مدونات

مدونات

مساهمات وكتابات المدونين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
صنعاء

صنعاء

تقرير / ماجد الأعور (مدونة blogger: majedalaawr.blogspot.com )
أثرت الحرب الدائرة في اليمن تأثيرا مباشرا على الاشخاص ذوي الاعاقة وان كانت الحرب القت بظلالها على كافة ابناء المجتمع اليمني على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والصحية وغيرها، فان وقعها اشد على ذوي الاعاقة في اليمن، فضلا عن ان الحرب زادت من عدد الاشخاص ذوي الاعاقة بعد ان تسببت الغارات الجوية والاقتتال الداخلي بإعاقات جديدة الى جانب ذوي الاعاقة في البلد الذين يقتربون وفق اخر التقديرات الدولية من 2.5 مليون معاق. أن ما وصلت إليه الأحداث في بلادنا اليمن من تدهور كبير نتيجة للصراعات المسلحة والحرب الدائرة في عدد من محافظات اليمن وبسبب التدخل الخارجي الذي نتج عنه قصف للعديد من المنشئات الحيوية والأحياء السكنية وإزهاق الأرواح وإصابة الكثير من المواطنين بإعاقات وجروح مختلفة ، وأيضا إعلان الحظر الجوي والبحري على اليمن مما أدى ذلك كله إلى تفاقم معاناة المواطنين معاناة إنسانية غير مسبوقة وخاصة في المحافظات التي يحصل فيها مواجهات مباشرة، لكن المأساة الإنسانية قد ألقت بآثارها على حياة الأشخاص ذوي الإعاقة بصورة أكبر، حيث ان معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة قد وصلت إلى درجة لا يمكن تصورها، فإذا كان الحديث عن ظروف الأشخاص ذوي الإعاقة في الأوقات العادية يبين أن أوضاعهم ومعاناتهم تزداد بصورة أكثر مما عليه بقية أفراد المجتمع فإن أوضاعهم اليوم وظروفهم أصبحت في ظل الحرب الدائرة في اليمن غاية في الصعوبة، فأصواتهم اليوم لم تعد مسموعة ومعاناتهم الصحية والاجتماعية لم يعد يلتفت إليها، وبات الكثير منهم غير قادرين على الانتقال من مكان إلى مكان آخر أو قضاء حوائجهم اليومية بسبب إعاقاتهم خاصة أولئك الذين يستخدمون كراسي متحركة وأجهزة تعويضية ولا يستطيعون الانتقال من مكان إلى آخر إلا عبر وسيلة مواصلات وهي الآن غير متوفرة بسبب انعدام المحروقات وإذا ما وجدوا وسيلة مواصلات فإن تكاليفها باهظة الثمن يصعب على الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم دفع تلك التكاليف، ومن خلال تواصلنا مع العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم وتواصل البعض منهم معنا فقد عبر لنا الكثير منهم عن عدم قدرتهم على النزوح إلى أماكن أخرى بسبب ظروف الإعاقات الصعبة التي يعانون منها والتي تمثل مشكلة كبيرة في عملية الانتقال أو النزوح من أماكن الصراعات إلى أماكن أخرى أكثر أمانا، وفي الغالب فإن عملية النزوح في بلادنا عادةً ما تكون من المدن التي تشهد صراعات مسلحة وغياب للخدمات إلى الأرياف التي هي بعيدة عن أماكن الصراع وتتمتع باستقرار أمني غير أنه لا يخفى على أحد بأن الريف اليمني يشهد وضعاً صعباً بسبب غياب البيئة المناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة لممارسة حياتهم الطبيعية ولو بحدودها الدنيا نتيجة لوجود العوائق والحواجز المتمثلة بوعورة الطرق وعدم ملائمة المنازل الريفية للأشخاص ذوي الإعاقة وغياب الخدمات الصحية التي يحتاج الكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة إليها بصورة مستمرة. إن الأوضاع الحالية في اليمن قد تسببت في توقف ما يقارب من 300 مركز وجمعية تعنى بتوفير الخدمات المتخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة على مستوى محافظات اليمن ، وتوقف الانشطة والفعاليات التي يحتاج اليها الاشخاص من ذوي الاعاقة ، الامر الذي ضاعف من معاناتهم، وخاصة اولئك الذين هم بحاجة ماسه الى جلسات العلاج الطبيعي كون ما يحدث من قصف وانفجارات وانعدام للمشتقات النفطية وتدمير للبنية التحتية القى بتبعاته الكارثية على كافة افراد المجتمع بشكل عام وعلى ذوي الاعاقة بشكل خاص الذين يتصدرون قائمة ضحايا الحروب والنزاعات على الدوام. وبتوقف مراكز التدريب والتأهيل مثل للأشخاص ذوي الإعاقة معاناة إنسانية كبيرة كون الكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة وخاصة أولئك الذين هم بحاجة إلى تأهيل طبي مستمر يتعرضون لمضاعفات صحية كبيرة نتيجة توقف المؤسسات المعنية بتقديم الخدمات المتخصصة والتي تعرض الكثير منهم إلى فقدان الحياة كما أن الكثير من ذوي الإعاقة لا يستطيعون في ظل الظروف الراهنة الحصول على الخدمات المستمرة التي لا يمكن الاستغناء عنها من صندوق رعاية وتأهيل المعاقين وخاصة تلك الخدمات العلاجية للذين لديهم أمراض مزمنة فضلاً عن أن الآلاف من الأشخاص ذوي الإعاقة من مختلف أنواع إعاقتهم السمعية والبصرية والذهنية والحركية يحرمون اليوم من التعليم بسبب توقف مدارس الدمج والمعاهد والمراكز عن الدراسة. إن صور المعاناة التي أصبح الأشخاص ذوي الإعاقة يواجهونها اليوم متعددة ويومية تتصل بكل مناحي الحياة فكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعولون أسر لا يستطيعون حتى مجرد شراء المواد الغذائية نظراً لعدم توفر المال للشراء، وقد أصبح من المتعذر عليهم الوقوف في الطوابير الطويلة حتى يحصلوا على احتياجاتهم من الخبز والغاز وغير ذلك من المستلزمات مما يجعل معاناتهم في ازدياد وحياتهم عرضة للخطر علاوة على أن معظم أسر الأشخاص ذوي الإعاقة فقراء لا يستطيعون تحمل الزيادة في تكاليف السلع والخدمات. وفي محافظات عدن والضالع وتعز ولحج ومأرب التي تشهد مواجهات مسلحة وعنيفة فإن أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة فيها سيئة للغاية وأحوالهم متردية إلى درجة أن أي أحد لا يستطيع الخروج من منزله بحثاً عن الاحتياجات الضرورية كالماء والغذاء، وقد أبلغنا من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة في هذه المحافظات والذين هم يعملون في مؤسسات حكومية وخاصة عدم قدرتهم على استلام مرتباتهم بسبب خطورة الوضع في تلك المناطق وهو ما يشكل وضع إنساني أليم. هذه بعض من صور المعاناة الإنسانية الأليمة التي تلحق ضرراً كبيراً بالأشخاص ذوي الإعاقة في عدد من محافظات الجمهورية اليمنية وهذا بمثابة الشيء القليل مما أتيح لنا التعرف عليه لنماذج من معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة وتبقى معاناة ما يقارب من 3 مليون معاق بحسب بعض التقديرات غير معروفة ويصعب الوصول إليها.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات