حفلة الروبوت: إنتشار ظاهرة الروبوتات في كوريا

08:37 صباحًا الأربعاء 23 ديسمبر 2015
راؤول إعجاز

راؤول إعجاز

Rahul Aijaz كاتب ومصور من الباكستان، مقيم في كوريا الجنوبية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

 

روبوت عازف على الطبل بمعرض حفل الروبوتات بمركز نابي الثقافي (تصوير: راؤول إعجاز)

روبوت عازف على الطبل بمعرض حفل الروبوتات بمركز نابي الثقافي (تصوير: راؤول إعجاز)

مع ظاهرة الروبوتات “الذكية” التي بدأت تغزو الشاشات مؤخرًا، أصبح لدي إهتمام بكل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي و الروبوتات التي تستطيع محاكاة تصرفات البشر بإتقان. عندما سمعت بمعرض مركز نابي للفنون المسمى “حفلة الروبوتات”، تخيلته سيكون شبيهًا بمختبر الدكتور كريجر (من مسلسل الرسوم المتحركة: آرشر): خنازير نووية مشعة، فتيات أنمي يابانية ثلاثية الأبعاد، ورجال آليون بمشاعر أكثر مما يملك البشر. ولكن لحسن حظي (أو لسوءه)، لم يكن هكذا. عوضًا عن ذلك، شاهدت عرضًا رائعًا قدمته مجموعة من الروبوتات، بعضها كان كوريًا للغاية: أحدهم يشرب السوجو بينما الآخر يقوم بصنع السيميك (خليط من البيرة والسوجو)

معرض حفلة الروبوتات الذي أقيم في مركز نابي للفنون بالعاصمة سيول، قام بدمج الفن والتكنولوجيا بهدف تقديم إحتفال للمشاهدين يتمكنون فيه من إختبار ما إن كانت تلك الروبوتات تتحلى بالمشاعر الكافية. تحت عنوان “الذكاء العاطفي”، تمكنت حفلة الروبوتات من تقديم تجربة جديدة من نوعها للحضور، حتى وإن قاموا بتحديد مصطلح الروبوتات “الواعية” إلى حد ما.

أحد الروبوتات الذي أطلقوا عليه اسم درينكي، كان من تصميم إين شان بارك وفريق كامل، وكان اسمه مطابقًا لما يقوم به، حيث اتضح أنه يهوى شرب السوجو. بيديه المعدنيتين، يقوم بسكب السوجو في الكوب، ويرفعه لنخب، ومن ثم يشربه ليضيف لحاويته، التي تستطيع استيعاب عشرون كوبًا. روبوت آخر –مايجنتاو – كان كوريًا أصيلاً كذلك، حيث تمت برمجته ليقوم بعمل كوكتيل مازجًا السوجو والبيرة.

درينكي يشارك الحضور نخبًا، ممكسين بأكواب السوجو (تصوير: راؤول إعجاز)

درينكي يشارك الحضور نخبًا، ممكسين بأكواب السوجو (تصوير: راؤول إعجاز)

ما أثبت أنه إنجاز “روبوتي” آخر قامت به شركة تاسكو من اليابان حيث قاموا بتقديم فرقة موسيقية روبوتية تعزف الموسيقى. حيث قام إثنان من الروبوتات الإناث مقطوعي الرأس بالعزف على الجيتار، بينما قامت سلسلة من الأسلاك المتصلة بيدين إلكترونيتين بالعزف على الطبل، مقدمين عرضهم بينما إنهمر الحضور والصحفيين في إلتقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو.

عرض قدمته فرقة الروبوتات توسكو، والتي أشرف عليها شركة توسكو الإلكترونية (تصوير راؤول إعجاز)

عرض قدمته فرقة الروبوتات توسكو، والتي أشرف عليها شركة توسكو الإلكترونية (تصوير راؤول إعجاز)

معرض آخر كان يضم “الروبوت الأمريكي دمية تيد 19” الذي قاموا باستوحاء شخصيته من الدب المُتكلم في الفيلم الكوميدي الأمريكي “تيد” من بطولة سيث ماكفارلان، صانع مسلسل الرسوم المتحركة “رجل العائلة”، في دور الدمية تيد. أحد أعضاء فريق المشروع جو دونغ جين قال، “لديه قدرة من الذكاء الإصطناعي تمكنه من التعرف على صوت البشر. تم تصميمه ليسخر من الناس، لذلك عليك الإحتراس لأنه قد يتفوه بكلمات قاسية. عليك أن تحدثه بالإنجليزية كذلك.”

"الروبوت الأمريكي دمية تيد 19" المستوحى من الدب المتكلم في الفيلم الكوميدي الأمريكي، تيد. (تصوير: راؤول إعجاز)

“الروبوت الأمريكي دمية تيد 19” المستوحى من الدب المتكلم في الفيلم الكوميدي الأمريكي، تيد. (تصوير: راؤول إعجاز)

أما “اكس الكرسي المتحرك” فهو كما يقترح اسمه عبارة عن كرسي متحرك. وكلما اقتربت منه لتجلس، ستجده يمشي بعيدًا عنك. جون هي إن، أحد الموظفين بالمركز، قالت، “هناك مبدأ في الروبوتات أنهم لا يجب عليهم أن يسببوا أي أذية للبشر. ولكن في هذه الحالة، تم التلاعب بتلك القاعدة قليلًا.”

جلسة البرمجة السابعة في مركز نابي للفنون، وهو مشروع عالمي لبناء الروبوتات والذي كان جزءًا من “الحفل” أيضًا، جمع ست فرق مشاركة من اليابان، الصين، وكوريا، ليواصلوا حركة البناء تلك في شمالي شرق آسيا، بهدف المنافسة وصنع نماذج الروبوتات.

في هذا المعرض، تم عرض أكثر من خمسين روبوتًا، جمعت بين قدرات صناعهم الفنية والتكنولوجيا المتطورة. يهدف نابي لنشر “حركة صنع الروبوتات” في كوريا عبر هذا المعرض، ناشرين فكرة مستقبل جديد ومجتمع يحيا فيه الروبوتات والبشر جنبًا إلى جنب.بإستخدام نماذج مجهزة للروبوتات، أصبحت ثقافة الصنع بمثابة طريقة جديدة لصنع روبوتات بنفسك مع تخفيض هائل في التكلفة. بجانب الخبراء، يمكن للتلاميذ ولأي شخص مهتم بأن يصنعوا روبوتاتهم الخاصة.

الروبوتات هي المستقبل، كما قال مدير مركز نابي للفنون، سو يونج روه، فبجانب إستخدامها صناعيًا، يمكن للروبوتات أن تساعدنا في حياتنا اليومية في المستقبل.

أجمل ما في الأمر هو كم الدراسات التي تتعلق بهذا الموضوع في العالم الغربي وكذلك اليابان، حيث يوجد علماء تمكنوا من التوصل إلى روبوتات قادرة على التفكير، التعلم، وإتخاذ القرارات بمفردها، مما سيقودنا إلى جدال جديد حول حقوق الروبوتات. وبتطورها التكنولوجي في مجال الإلكترونيات، صناعة السفن، والصناعات الأخرى، وتاريخها الطويل من 35 عامًا في تصميم وبناء الروبوتات،  عاجلاً أو آجلاً سنجد كوريا تقوم بالقفز داخل الصورة لتتنافس على آخر التطورات في مجال الروبوتات

المزيد من الصور:

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات