تكريم مجلة العربي في ملتقى الفجيرة الإعلامي

07:51 صباحًا الثلاثاء 29 ديسمبر 2015
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة راعي ملتقى الفجيرة الإعلامي يسلم الدكتور عادل سالم العبد الجادر رئيس تحرير مجلة العربي، درع التكريم بحضور وزيرة الثقافة الأردنية الدكتورة لانا مامكغ

سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة راعي ملتقى الفجيرة الإعلامي يسلم الدكتور عادل سالم العبد الجادر رئيس تحرير مجلة العربي، درع التكريم بحضور وزيرة الثقافة الأردنية الدكتورة لانا مامكغ

كرم ملتقى الفجيرة الإعلامي السادس مجلة العربي لدورها التنويري الذي امتد لنحو ستة عقود منذ تأسيسها في ديسمبر 1958.

وفي حفل افتتاح الملتقى تبادل سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة راعي الملتقى والدكتور عادل سالم العبد الجادر رئيس تحرير مجلة العربي، الدروع التذكارية وذلك بحضور سمو الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والاعلام ووزيرة الثقافة الأردنية الدكتورة لانا مامكغ، ومحمد سعيد الضنحاني نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، ومحمد سيف الأفخم مدير عام الهيئة، إضافة إلى حشد كبير من مسؤولي الفجيرة ورموز الثقافة والإعلام  وبمشاركة ما يزيد على 50 من القيادات الإعلامية المحلية والعربية ورموز الفكر والثقافة ونخبة الخبراء الإعلاميين.

في كلمته أكد الشيخ محمد بن حمد الشرقي أهمية تبني جلسات “ملتقى الفجيرة الإعلامي” لدور بارز وفعال في بحث الدور التنويري للإعلام في العالم العربي ، باعتباره أكبر مصدر لتكوين الرأي العام والأفكار، مشيداً بجهود هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، التي شهدت منذ تأسيسها، نشاطاً كبيراً في المجال الثقافي والإعلامي، تحققت من خلالها رؤى صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، في خلق تنمية ثقافية وطنية شاملة، وضعت إمارة الفجيرة على الخارطة الثقافية الإماراتية والعربية، وتعدّتها إلى العالمية.

وألقى محمد سعيد الضنحاني نائب رئيس “هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام” كلمة باسم الهيئة أشار فيها إلى ارتباط التنوير بشكل وثيق مع الانتصار لثقافة الحياة، وإعلاء قيم الجمال والخير، وإزالة كلّ ظلامية، والانفتاح بدل الإقصاء والتطرف، وهو جوهر عمل الدولة التي تحتضن نحو مائتي جنسية من شتّى أنحاء العالم يعيشون بوئام وتجانس، ويشكلون مشهداً فسيفسائياً للوحة إنسانية بديعة.

وقال الضنحاني إلى أن الهيئة عنيت بإقامة العديد من الفعاليات النوعية وذات البعد الدولي خلال السنوات التسع من عمرها، وجاء الحرص في هذه الدورة على تكريم ” مجلة العربي ” التي تربت عليها أجيال عربية كثيرة، وكانت مصدرا للثقافة الجادة والتنوير الحقيقي طيلة نحو ستة عقود متواصلة.

وشهد حضور حفل الافتتاح شهد عرض فيلم وثائقي أعدته الإعلامية منى أبو بكر يتناول مسيرة الملتقى وموضوعاته خلال دوراته الخمسة الفائتة، قبل أن تبدأ بنهايته مباشرة وقائع الجلسة الأولى من فعالياته. وقد ساهمت جهود الكاتب يحيى القيسي نائب مدير عام الهيئة في إنجاح الملتقى بالتنسيق مع إعلاميي ومفكري وأدباء العالم العربي في 17 دولة. وكانت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام  قد أطلقت الدورة الاولى من ملتقى الفجيرة الاعلامي عام 2010 بالتعاون مع كلية الإعلام في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بالفجيرة وجاءت الدورة الأولى تحت شعار ” الإعلام: تغطية للأحداث أم صناعة لها” في حين حملت الدورة الثانية في العام التالي عنوان “الإعلام الجديد في عالم متغير” .. وناقشت الدورة الثالثة التي أقيمت عام 2012 موضوع “الإعلام والترجمة” أما الرابعة في 2013 فقد انشغلت بموضوع “الإعلام بين المصداقية والتضليل” .. في حين جاءت الدورة الخامسة عام 2014 لتناقش موضوع “المرأة والاعلام: الصورة الأخرى”.

في البداية، وعقب التكريم، أكد رئيس تحرير مجلة العربي على أن عنوان ملتقى الفجيرة الاعلامي السادس (الإعلام العربي والتنوير: الدور المنتظر) اختيار صادف ما يعيشه العالم العربي هذه الايام ويلح على خصوبة العروبة في الاعلام والتنوير، لذلك يعد موضوعا متفردا نظرا لحاجة الوطن العربي للتنوير، فالرسالة الاعلامية هي صاحبة الدور الأبرز في تنوير المواطنين خاصة فئة الشباب بعد أن أصبح فضاء الاعلام واسعاً ومتاحاً للجميع.
و شارك رئيس تحرير مجلة العربي في أولى جلسات الملتقى التي ادارتها وزيرة الثقافة الأردنية بمشاركة كل من الشاعر أدونيس والدكتور جمال الدين ناجي المدير العام للاتصال السمعي البصري في المغرب والإعلامية والروائية السعودية بدرية البشر.

واختار الدكتور عادل العبد الجادر أن يخص مجلة العربي بالحديث، وريادتها المبكرة في التنوير، في حين ركز أدونيس في كلمته على وجود أفراد عرب بارزين في مجالاتهم، في ظل غياب المؤسسة الحاضنة لهذا التفرد والإبداع، في مشروعاتهم، في المجالات كافة، قدمت الدكتورة بدرية البشر شهادة لمسيرتها، أكدت فيها على أهمية الإعلام المرئي في مقابل الأدب الورقي ، لاتساع تأثيره، وقدرته على الاكتشاف وخدمة المجتمع:

“العالم يتغير  الفضائيات النت العالم يصبح واحدا  والموج يذيب الحدود تكون هنا وفي اليوم الآخر أنت هناك. في الحقيقة أن العالم لن يتغير إن لم تكن انت التغيير ذاته إن لم تتغير أنت فلن يتغير شيء  كل مافعلته انني ركبت فوق اللوح واعتليت الموجة التي حملتني لتجربة اوسع ممتعة مثيرة مربكة فيها كثير م الضغوظات التحديات لكنني اعتبر نفسي منذ صغري طالبة وقابلة للتعلم قلت لاتعلم وبدأت” .

أما الدكتور جمال الدين ناجي فطالب بتحرر الإعلام حتى لا يصبح مستعمرا بعد أن تحرر العرب من المستعمرين.

صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، يستقبل ضيوف الملتقى في قصر الحكم.

صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، يستقبل ضيوف الملتقى في قصر الحكم.

وقد أدار مدير جامعة زايد سابقا الدكتور سليمان الجاسم الجلسة الثانية للملتقى التي حملت عنوان (التنوير في الاعلام المرئي) متحدثا عن المهنة الاعلامية وأهمية تميزها بالحيادية الكاملة واحترامها لعقول وثقافة المشاهد. وأكد الجاسم أن تحقيق المفهوم الانساني والارث الثقافي والوسطية والابتعاد عن التطرف يجب أن يكون الصيغة المثلى لخطابنا الاعلامي وان تفجر هذه المحطات التلفزيونية مواهب وابداعات الشباب لا ان تنسف اجسادهم للانتقام من فكر او مذهب او عقيدة.
وشدد على أن الاعلام هو الوحيد الذي يحمل الراية والتنوير والتغيير ويبرز الفكر السياسي الناضج مضيفاً أن التدفق الإعلامي الكثير خلق ضبابية عند المشاهد وأصبحت مصداقية الكلام مصدرها قائلها وليست مضمونها ما ساهم في اختطاف عقول ابنائنا الى عالم مجهول .

وقدمت في الجلسة شهادات للمذيعتين اللبنانية بولا يعقوبيان والمصرية منى سالمان والمذيع العراقي في قناة روسيا اليوم سلام مسافر الذي عرض مسارات القنوات الناطقة باللغة العربية سواء التي قامت على الاراضي العربية او التي تنطلق من بلدان اقليمية مجاورة للعالم العربي او من اوروبا اضافة الى حديثه عن الاعلام العربي ذي النكهة العالمية بغض النظر عن موقفه .ودعا مسافر إلى تبني ملتقى الفجيرة الإعلامي تأسيس ميثاق يمنع التطرف واستخدام المصطلحات الطائفية.

واختتمت الجلسة بمحاضرة الروائية والاعلامية الاردنية ليلى الاطرش عن فكرة التنوير كحركة مجتمعية يجب أن يشارك فيها جميع الاطراف مؤكدة أن الاعلام مطالب بأن يكون هو المسؤول الأول عن التنوير. وأضافت: دورنا ينحصر كمجتمع في تغيير العقل العربي، والتغيير يبدا من الصغر لذا يكون التنوير للمعلم والمناهج، مبينة أن هناك مناهج ضد المراة على سبيل المثال وضربت مثالاً بان الطفل يبدأ تعلميه بـ ” أمي تطبخ وأبي يقرأ” وهنا يكون التمييز موضحة أنه ينبغي أن نبدا بالتعليم ونتسامح لان مستقبل العالم في خطر. كما شددت على التشجيع على الفنون باعتباره عنصراً مهماً لتوصيل الفكر التنويري ويعمل على أشغال الشباب وتوجيه رسائل غير مباشرة لهم وللمتلقين .
وشهدت فعاليات اليوم الثاني لملتقى الفجيرة الإعلامي جلستين ناقشت الأولى التي أدارها الدكتور ياس البياتي ـ من العراق ـ دور الصحافة العربية في التنوير – تجارب ورؤى ” بمشاركة الشاعر أحمد الشهاوي من مصر، د. فاضل البدراني من العراق ، والإعلامي عثمان تزغارت رئيس تحرير موقع فرانس 24.

كان للشاعر المصري أحمد الشهاوي ورقتان، واحدة مدونة وزعها على الحضور وأخرى ألقاها في الجلسة الثالثة، ومن أفكار ورقته نقرأ تحت عنوان :” لا تُدرْ ظهرك إلى الحرية: لا يمكن أن يكون هناك تنويرٌ يصوغ المجتمع  ويقودُه ، أو تجديدٌ للخطاب الديني  يصنع الروح ، أوتنقيةٌ للتراث الذي تركه لنا الأسلاف تُبيِّن الغريب والعجيب والمدسُوس والمُختلق  من الحقيقي في ظل غياب صحافةٍ حرّة ، أو في تقييد لحرية التعبير ، أو في تكبيلٍ لقادة  الرأي من الكتَّاب والصحفيين بقوانين جائرةٍ من شأنها أن تُشلَّ قلمه ، وتُغلق عقله ، وتُجفِّف حبره ، وتحدَّ من حرية الكلام على الورق ، ومن ثم سيكون مصيره السجن أو دفع غرامةٍ لا يقدر عليها هو ولا المؤسسة التي يعمل بها ، وإن قدرت فلن تدفعها عنه . والتنوير الكامل والحقيقي لا يتشكَّل في بوتقة أيادٍ مرتعشة  رمادها أكثر من نارها ، كما أنه لن يتحقَّق في ظل  بروز اللافتة الجلية المختفية   ” الأخ الأكبر يراقبكم ” ، لأنَّ الأمم لم تنهزم أوتنسحق أوتتأخر أوتسقط إلا لأن الأخ الأكبر كان مشغُولا بالمُراقبة، والتي صارت شاغله الأول أكثر من انشغاله بالمجتمع والشعب” .

أما الدكتور فاضل محمد البدراني (العراق) فقد تناول دور وسائل الاعلام في عملية التنوير ضد التطرف والإرهاب في بلاده، مشيرا إلى أن غياب المهنية لدى العديد من المؤسسات الأعلأمية العراقية والعاملين فيها بالوقت الحاضر له أسباب عديدة أهمها تأسيس وسائل أعلام تنحصر بين بث إيديولوجية مبنية على الكراهية و الطائفية والعنصرية أو مواجهتها بآليات خارج السياق المهني الأعلامي، أو تنحصر على مبدأ مادي بحث في التسويق الإنتخابي والدعائي للأشخاص والأحزاب مع غياب واضح للهدف الأعلامي بطابعه الأنساني، وفي الغالب غياب الهدف الربحي وسد نفقات العمل، وهذا التوجه يعطي القناعة بأن قضية التمويل لم تعد مهمة لدى الكثير من المؤسسات الأعلامية خاصة المتطرفة فكريا، ولا تشكل قلقا عندها برغم كلفتها العالية لطالما ان التمويل متوفر ويأتي من بلدان مؤثرة لها مصالح نفعية او متقاطعة مع اطراف اخرى.

وناقشت الجلسة الرابعة والختامية التي أدارها الفنان السوداني علي مهدي محورين؛ دور وسائل التواصل الاجتماعي في التنوير، ومستقبل التنوير في الإعلام، وشارك فيها د. مي عبدالله من لبنان، والباحثة بسمة القائد من البحرين ، ود. رياض نعسان الآغا من سورية، وكاتب هذه السطور.

وقالت بسمة قائد إن محتوى وسائل الواصل الاجتماعي، يحمل إغراء، لأن هذه المواقع توهم المستخدم بأنه من الممكن أن يكون جزءا مهما ومشاركا في الحدث أو صناعته. أما الدكتور الأغا فقد أثار بوجهة نظره الكثيرين، حيث رأى في شرور ما يواجهه العالم العربي الآن أمرا إيجابيا، لأن التاريخ يتقيأ أمامنا من خلال تلك الأحداث الدموية ما تكوم قرونا طويلة من المحتوى السيء.

في ورقتي أشرت إلى هيمنة الإعلام بسطوة حضوره، وعظم تأثيره، وسعة انتشاره، على كل شيء ما عداه. يكفي أن نرصد تغلغل أدواته ووسائله ووسائطه في حياتنا اليومية لندرك أننا نقف في مفترق طرق إعلامية، تتقاطع فيه الصحافة المكتوبة والرقمية، مع البث الإذاعي والتلفزيوني، مثلما تتماس عندها فضاءات الإنترنت مع وكالات الأنباء، وهي دروب متقاطعة، سواء استخدمنا الوسائل التقليدية أو غير التقليدية في متابعة نهمة لإعلام يتابعنا بشراسة. ولعلي لا أبالغ إذا قلت إننا نعيش في حاوية يعيد الإعلام تدوير ما بها بعنف.

وقلت إن مفهوم التنوير قد تبدل، من ارتباطه بالكشف الكهنوتي والوحي الالهي والاستنارة الدينية، كنماذج للعلاقة بين البشر والغيب، عبر وسيط وعظي، ليصبح مفهوما مرتبطا بالعقل والواقع عبر وسائط تنويرية تحتكم إلى الإدراك والفهم. ولكن تلك الرحلة التي بدأت في الغرب منذ قرون، لا أعتقد أننا قطعنا فيها شوطا كبيرا!

أثناء إلقاء كلمتي

أثناء إلقاء كلمتي

يكفي أن أشير إلى أنه خلال سنوات الحرب في سورية كان من بين من هربوا لجوءا  إلى ألمانيا عشرة آلاف متخصص، بين طبيب ومهندس سوري. وقد حسبت كلفة هؤلاء بمعيار ما أنفقته الدولة على تعليمهم وتأهليهم لسوق العمل بنحو ثمانية مليارات دولار. هؤلاء اليوم ـ بقيمتهم الاعتبارية ـ توزعوا للعمل في المدن الألمانية. وللمقارنة، وللتنوير، وللإعلام، فإن الكلفة التي خصصتها ألمانيا لاستيعاب اللاجئين كافة، وفيهم السوريون، تبلغ 6 مليارات دولار، ما يعني أن الألمان استثمروا في الأزمة، لأنهم ـ بنظرتهم التنويرية ـ نظروا إلى الجانب الآخر من القضية، وهو الفائدة المتبادلة، بين اللاجيء والمواطن، بينما ظلت نظرة منطقتنا لهؤلاء باعتبارهم عبئا، وليسوا موارد بشرية مهارية ثمينة. ومن هنا أعود لإجابة السؤال الذي طرحته في المقدمة،  حيث بات من المهم أن يقدم الإعلام التنوير باعتباره مفهوما مهنيا، أكثر من كونه معرفة أخلاقية. لأن المفهوم المهني يعني ـ ضمن ما يعني ـ سيادة الأخلاق وارتفاع تمثيل القيم المثلى، وهو ما يؤكد احتواء التنوير المهني على التنوير الأخلاقي.

تسجيل الجلسة الختامية لملتقى الفجيرة الإعلامي السادس

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات