الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي

التقى اليوم الرئيس التونسي ” الباجي قائد السبسي ” وزير الخارجية الإيطالي ” باولو جانتيلوني ” بحضور وزير الخارجية التونسي ” خميس الجهيناوي ” ؛ تناول اللقاء سبل تطوير العلاقات المشتركة و الآفاق التي سيفتحها منتدى الشراكة التونسي الإيطالي بتونس .. و كيفية دعم الإقتصاد التونسي و تطويره .. ؛ و إدماج الشباب في سوق الشغل .. خاصة و أن وزير الخارجية الإيطالي قد أصطحب معه وفدا هاما من رجال الأعمال و المستثمرين الإيطاليين .
كما تم التطرق في اللقاء إلى الوضع الليبي و الذي توليه تونس و إيطاليا إهتماما خاصة ؛ و قد أكد الطرفان التونسي و الإيطالي على ضرورة دعم حكومة الوفاق الليبية برئاسة ” فايز السراج ” في جهودها لإرساء مؤسسات الدولة الليبية ..
و قد توجه وزير الخارجية الإيطالي إثر لقائه مع الرئيس التونسي لزيارة معرض ” حنبعل ” في ” قرطاج ” الذي تنظمه الدائرة الثقافية برئاسة الجمهورية التونسية بالتعاون مع دولة إيطاليا .. مؤكد على أن مثل تلك الأنشطة دليلا على متانة العلاقات بين البلدين و الإرادة القوية لمزيد من تعزيز العلاقات بينهم في مختلف المجالات ..
و قد حضر إفتتاح وزير الخارجية الإيطالي للمعرض .. وزير التربية التونسي / ناجي جلول .. و وزيرة الثقافة التونسية / سونيا مبارك .. و عدد من السفراء المعتمدين و أعضاء السلك الديبلوماسي .. بالإضافة لشخصيات ثقافية و جامعية و طلاب من مختلف معاهد تونس ..

– كما إلتقى الرئيس التونسي ” الباجي قائد السبسي ” بالقصر الرئاسي بقرطاج رئيس الحكومة التونسية ” الحبيب الصيد ” .. حيث تناول لقائهما الأوضاع العامة بالبلاد ؛ و قدم له عرضا حول نتائج زيارته الأخيرة لليبيا و لقائه برئيس وزراء حكومة الوفاق الليبي ” فايز السراج ” ؛ و كذلك برنامج الزيارة التي سيؤديها للمملكة المغربية يومي 10 و 11 مايو 2016 .. بناء على الدعوة التي وجهها له رئيس الوزراء المغربي ” عبد الإله بن كيران ” ..
– تعليق :
أغلب الظن أن القاسم المشترك الأعظم في تلك الأحداث المتعلقة بالسياسة الخارجية التونسية .. هي الأوضاع المستقبلية في ليبيا و الترتيبات التى تعد لها على المستويين الإقليمي ” إفريقيا و عربيا و متوسطيا ” و ربما دوليا أيضا ؛ و هو ما تشي به الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء التونسي ” الحبيب الصيد ” إلى ” ليبيا ” و لقائه برئيس الحكومة الليبية التوافقي ” فايز السراج ” .. و التي أعقبها زيارة وزير الخارجية الإيطالي إلى تونس اليوم ؛ و الإعلان أمس عن دعوة رئيس الوزراء المغربي ” عبد الإله بن كيران ” لرئيس الحكومة التونسية لزيارة المغرب ..
أغلب الظن أن هناك إتفاقا ثلاثيا يضم ” إيطاليا و تونس و المغرب ” و ربما كان رباعيا إذا و ضعنا في الحسبان رعاية أمريكية لهذا الإتفاق .. ببقاء جماعة الإخوان المسلمين داخل المعادلة الليبية و في صلب النظام الحاكم لليبيا مستقبلا .. و ربما هذا هو سبب ظهور ” عبد الإله بن كيران ” في الصورة و أختياره للتنسيق مع دول الجوار للمشهد الليبي المقبل .. و هو ما يتعارض تماما مع مصالح مصر و توجهاتها السياسية ..
و يبقى الموقف الفرنسي غير واضح إذ أنها لم تقترب من ذلك المشهد حتى الأن ؛ كما يبقى الموقف الجزائري أيضا غامضا .. إذ أن الجزائر رغم تفاهمها خلال الفترة الماضية مع فجر ليبيا و الفصيل الإخواني هناك .. لكن موقفا كان دائما مناوئا لسياسات المغرب الخارجية ..
و هو ما يجعل أكثر من سؤال يفرض نفسه على المشهد :
– السؤال الأول هو : هل تبدل موقف الجزائر بالنسبة للأوضاع الليبية بعد الكشف عدة مرات عن محاولات لتهريب السلاح إلى الجزائر من الدول المجاورة .. فضلا عن التصريحات الأمريكية حول الأوضاع الداخلية في الجزائر ؟ ..
– السؤال الثاني : هل يمكن أن تكون هناك خطة أمريكية مع بعض الشركاء الغربيين و الإقليميين لفرض جماعة الإخوان على معادلة الحكم المغاربية من خلال دعمهم في البقاء داخل المشهد السياسي في المغرب و تونس و ليبيا على الأقل .. بحيث يكون وجودهم في تلك المعادلة دعما لبعضهم البعض و هو ما يؤجج طموحات تلك الجماعة في السيطرة على المنطقة المغاربية بأسرها .. طالما بقيت رأس الحربة في تنفيذ السياسات الأمريكية التي تستهدف الدول العربية و في القلب منها ” مصر ” ؟
– السؤال الثالث يدور حول : سلوك الفريق / خليفة حفتر مع المبعوث الأممي الذي يمكن القول أن ” حفتر ” طرده تقريبا .. عندما وصف رغبة المبعوث في لقائه بأنها ” مضيعة للوقت ” .. و من غير المفهوم ذلك التصعيد غير المبرر مع المبعوث الأممي .. و الذي يمكن أن يستغل من جانب أمريكا و بعض الأطراف الأخرى بشكل سلبي لإخراج الفريق / حفتر من المعادلة و وضعه في إطار ” المارق على الشرعية الدولية ” و هي مكيدة طالما إستخدمتها الولايات المتحدة و حلفائها لعزل خصمومهم و قلب الحقائق ؟! ..

Tweet