قراءة لعمليات تونس الأمنية وتداعياتها

05:14 مساءً الخميس 12 مايو 2016
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الواقع المعيش في ليبيا الذي لابد و أن يكون تأثيره مباشرا على دول الجوار و شمال إفريقيا ولايمكن تجاهله .. و في ضوء هذا الواقع العملي يمكننا تفسير ملابسات العمليتين الأمنيتين في تونس أمس .. و كانت الأولي في حي ” صنهاجة ” بمنطقة ” المنيهلة ” بولاية ” أريانة ” ضمن إقليم تونس الكبرى ؛ و الثانية كانت في معتمدية ” السمار ” بولاية ” تطاوين ” الحدودية مع ليبيا في أقصي الجنوب التونسي …

image

– عملية المنيهلة :
أحد الإرهابيين الذين قتلوا أمس في العملية الأمنية في منطقة ” المنيهلة ” بولاية “أريانة ” ضمن ” تونس الكبرى ” .. و يدعى ” نجم الدين الغربي ” كان أحد المتمتعين بالعفو التشريعي العام بعد الثورة التونسية مباشرة .. ؛ و هو ليس الشخص الوحيد من الذين تمتعوا بالعفو التشريعي العام الذي إنخرط في أعمال المجموعات الإرهابية داخل و خارج تونس .. و هو ما أثار جدلا سياسيا واسعا حول جدوى العفو التشريعي العام مع العناصر المتطرفة دينيا .. والدور الرئيس لجماعة الإخوان ” حركة النهضة ” و المنظمات الحقوقية و بعض فصائل اليسار و النشطاء السياسين في الضغط من أجل تفعيل ” العفو التشريعي العام ” في البلدان التي مر بها ما وصف ” بالربيع العربي ” .. ؛ الجدل الأن يدور حول مدى جدوى ” العفو التشريعي العام ” .. و هل كان ذلك العفو شكل من أشكال المؤامرة و خطة تقسيم المنطقة التي تلعب فيها الجماعات الإرهابية دورا أساسيا ..

– عملية تطاوين .. و التداعيات :
العملية الأمنية التي قامت بها قوات الحرس الوطني التونسي عشية أمس في ولاية” تطاوين ” الحدودية مع ليبيا في الجنوب التونسي .. تمت بناء على رصد مكالمة تليفونية من ” خلية المنيهلة ” التي داهمتها قوات الأمن أمس في ولاية ” أريانة ” ضمن إقليم ” تونس الكبرى ” .. تستغيث فيها عناصر ” خلية المنيهلة ” الإرهابية بنظرائهم في ولاية “تطاوين” من أجل إرسال دعم لهم ” قد يكون على مستوى التسليح أو الأفراد .. أو الأثنين معا ” ..
و قد تحركت قوات الحرس الوطني التونسية على الفور لمداهمة تلك العناصر المتحصنة بالمناطق الجبلية الوعرة بولاية ” تطاوين ” ؛ و خلال توجه تلك القوات لمداهمة العناصر الإرهابية تعرضت لكمين إستخدم فيه أحد الإرهابيين ” إنتحاري ” حزاما ناسفا .. ليسفر الإنفجار عن مصرع إرهابيين و إستشهاد 4 من عناصر الحرس الوطني جنديين و ضابطين أحدهما برتبة رئيس فرقة ..
دلالات عملية تطاوين :
الكمين الذي تم نصبه لقوات الحرس الوطني من قبل الإرهابيين ؛ و الطريقة الإنتحارية التي إستخدمها الإرهابيون لإعاقة القوات الحكومية .. تشي بأن تلك العناصر أرقى تدريبا و أكثر تمرسا من نظرائهم في ” خلية المنيهلة ” .. و هو ما يطرح إحتمالات قوية أن تلك المجموعات الإجرامية لها خبرة قتالية أكتسبتها في الغالب من خلال الممارسة العملية في مناطق التوتر في سوريا و العراق .. و أنها تعود الأن عبر الأراضي الليبية لتهدد كافة دول الجوار الليبي .. إذ أفاد مصدر أمني رفيع أن بعض العناصر الإرهابية التي تم ضبطها كانت لديها تعليمات و خرائط لترتيب عمليات إرهابية في مصر و الجزائر وهو ما يجب أن تضعه سلطات هذه الدول في الحسبان ..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات