عند نبع نهر هان

01:04 صباحًا الجمعة 17 يونيو 2016
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
المغامر سانج يقف أمام الشجرة بيننا، التي غرسها مع مولد آسيا إن عند منابع نهر هان

المغامر سانج يقف أمام الشجرة بيننا، التي غرسها مع مولد آسيا إن عند منابع نهر هان

رحلة طويلة لساعات، صعدت بنا من قلب العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول إلى منطقة جبلية يبلغ ارتفاعها بين 600 و700 متر فوق سطح البحر، بصحبة صديقي المخلص لي سانج كي، ناشر ماجازين إن، والرئيس المؤسس لجمعية الصحفيين الآسيويين.

سنمضي إلى هناك حيث دعانا المغامر الأشهر السيد سانج لنجرب المبيت ليلة في خيام معسكره، تحت سماء يرافقنا فيها ضوء القمر المكتمل، والبرد الشديد، والبطاطا الحلوة الساخنة التي نضجت في تجويف فرن أشعلته الآنسة كو بجذوع الأشجار التي جمعها مُضَيِّفنا الذي يقترب من عامه التسعين، لكنه كان أكثرنا نشاطا وهو يلتقط حقائب التخييم الخاصة من مخزنها لنتلقفها منه، ولأجرب للمرة الأولى في حياتي تركيب الخيام، التي ستحاول عبثا أن تقيم فاصلا بين الهواء المثلج وأجسادنا المتلمسة للدفء.

على شاشة بيضاء سيعرض علينا ألبوم ذكرياته، وهو الذي كان أستاذا للعمارة قبل تقاعده، ليبدأ سيرة جديدة في حياته، يجوب فيها الجبال راصدا الطيور، غارسا الأشجار، ومنها الشجرة التي ولدت مع آسيا إن، الموقع الإلكتروني بلغاته الآسيوية.

في قلب بلد صناعي أتأمل نمط الحياة البسيط، حيث يتشارك الجميع في حماية البيئة، وتقنين الاستهلاك.

أغرف بيدي من المياه العذة التي تتجمع وتتدفق لتصبح لاحقا نهر هان البديع، الذي يذكرني بنهر النيل. هناك، بين غابات البامبو والأزهار البرية عند نبع نهر هان، أتذكر قصة قرأتها صباحا حيث قررت كوريا الصرف على مشروع يخفض من فضلات الطعام الذي لا يستهلك ويلقى به في حاويات القمامة، ومنها لمجارير المصانع ، ثم البحر، وهذا يعني خسارة مادية وبيئية هائلة، وبعد إنفاق ١٥٠ مليون دولار على التعليم ومصانع اعادة التدوير وما شابه استطاعت الدولة في سنوات قليلة خفض الاستهلاك بنحو ٢٨٠ ألف طن، ثم ها هي تطلق مشروعا جديدا بتغريم الكوريين مبالغ، ولو ضئيلة، على كل فضلات طعام يلقونه في الحاويات، كي يتعلم الشعب ألا يشتري أكثر من حاجته.

ثم أقرأ عن شركة مبتكرة قررت الاستفادة من الأمر، فأنتجت أجهزة ذكية تباع للجمهور تحول فضلات الطعام إلى سماد، أو إلى طاقة عبر تجهيزها وقودا للمدافىء، مثل تلك التي أشعلناها قرب خيامنا. خلال العام الماضي زادت مبيعات هذه الشركة من مليون إلى ثلاثة ملايين دولار، وتخطط العام القادم لمضاعفة هذا الرقم ….

نحن بحاجة إلى جهود مماثلة، تفكر وتعمل وتبتكر لفائدة المواطن والوطن والطبيعة، والإنسانية.

__________________

افتتاحية ماجازين إن | يونيو 2016

 

 

 

 

 

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات