رسالة من امرأة كورية في سجون المكسيك!

11:43 صباحًا الأربعاء 24 أغسطس 2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

اعتقلت الكورية هيونجونج يانغ (38) ظلما في أحد سجون المكسيك خلال الثمانية أشهر الماضية بسبب عدم مسؤولية السفارة الكورية هناك. ففي 15 يناير، ألقي القبض على السيدة يانغ من قبل ضباط مكسيكيين مسلحين في الوقت الذي كانت تنتظر به شقيقتها وصديقها ، ثم تحتجزها وتستجوبها النيابة العامة المكسيكية لمدة ثلاثة أيام قبل أن تسجن في سانتا مارتا بأحد ضواحي مكسيكو سيتي بتهمة الاتجار بالبشر! بعد 220 يوما في السجن، استطاعت آسيا إن الحصول على الرسالة المكتوبة بخط اليد السيدة يانغ تروي قصة الحياة في السجن، وسياق اعتقالها، وعدم المسؤولية من القنصل الشرطي لي، في السفارة الكورية في المكسيك. هذه هي رسالتها:
image
ليصغي أحدكم رجاء إلى قصتي. اسمي يانج هيونچونج، عمري 31 سنة، وأمضيت شهوري الثمانية الأخيرة في سجن مكسيكي.
اتهموني بالاتجار في البشر، والقوادة، وهي تهمة أخطر من القتل في بلد كالمكسيك، ولا زلت أنتظر المحاكمة.
عملي الحقيقي هو تصميم ملابس للحيوانات الأليفة، واشتغلت في مجال أزياء الحيوانات في كوريا، لمدة عامين، وزّرت المكسيك في 22 نوفمبر 2015، في رحلة أردتها أن تمزج بين العمل والمتعة.

قبل أيام من تاريخ عودتي إلى كوريا، ألقى القبض علي رجال يرتدون أقنعة حين كنت أنتظر شقيقتي وصديقها في مقهى كوري لعشاق غناء الكاروكي.

وضعوني في سيارة بدون شرح، ونقلوني إلى مكان مجهول. قيدوا يدي، وعاملوني بشكل غير إنساني، وتحرشوا بي لمدة 72 ساعة. وفي الأخير، تم نقلي مجددا إلى سجن الاحتجاز في سانتا مارتا، منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.

وسمحوا لأختي بالزيارة بعد نحو ثلاثة أسابيع بعد أن تم اعتقالي، حينها فقط سمعت بالتهم الموجهة لي. للسجناء الحق في أربع زيارات في الأسبوع، لكنني لم أمنح هذا الحق. لم أحصل على الضروريات الأساسية مثل ورق التواليت وفرشاة الأسنان لعدة أيام. يرجى تخيل الوضع من وجهة نظري. أنا جديدة تماما في المكسيك، لا أتكلم الإسبانية، حملت رغما عني إلى سيارة، وحرمت من الطعام والشراب، واستخدام الحمام، وأهينت كرامتي، وأخيرا وضعت في هذا السجن. وبطبيعة الحال، لم يكن لدي أي ترجمة رسمية طوال هذه الفترة. أردت أن أتحدث إلى أختي، ولكنهم لم يسمحوا لي، أعطوني سراويل ممزقة وقذرة وكبيرة جدا بالنسبة لي، وبطانية متعفنة، لعدة أيام، لم يكن لدي أأحذية أرتديها. وأنا نائمة على الأرض أمام حمام بلا باب مع 15 سجينة أخرى في مساحة عشرة أمتار مربعة.
هل لهذا معنى؟ هذا ليس فيلما، والتاريخ هو عام 2016، و كابوسي مستمر.
أنا لا أكتب لطلب تساهل. إذا كسرت القانون، فأنا أقبل العقوبة.
الوقت طويل للغاية وبطيئ في السجن. لدي الكثير من الوقت للتفكير. لقد ساعدت الرجل (صديق أختي) في تنظيم دفاتر له في برنامج Excel. مجانا. لا أستطيع أن أفهم كيف أن تلك جريمة علي أن أدفع مقابلها حياتي. كل ما أطلبه هو أن ننظر ونستمع ونفهم ونعرف الحقيقة وراء هذه القضية.
أنا أعيش في كابوس منذ 8 أشهر، ولا يزال مستمرا. في هذه المرحلة، والأحلام أكثر واقعية ، فما أريده أكثر من أي شيء في الوقت الراهن هو وجبة دافئة مع عائلتي. هذا الحلم البسيط هو غير ممكن في الواقع .

وهناك أشخاص ضاعفوا من المِحنة أضعافا، وأولهم القنصل الشرطي ، الذي شهد قصتي وقرأ قضية محاكمتي، ووقف في جانب الادعاء المكسيكي رغم ما في قصتهم من ثغرات.

حتى ولو كنت مذنبة، أليس من حقي ، ومن وظيفة القنصل، أن يستمع لي، وأن يدافع عن مواطنته؟
أحاول أن أبقى على قيد الحياة ، أنام بالحبوب المهدئة، وازدرد الطعام كما أبتلع حبوب الدواء.

أيها السيد ليم، أخبرتني أنني “صالحة جدا” ، أليس كذلك؟ نعم، أفكر فيما قلت، طيلة الوقت، كي أزداد صلابة، وأظل حية. لكنك أجبرتني على التوقيع على وثيقة لا أستطيع قراءتها. ورقة رسمية حولت خمس نساء إلى مهنة البغاء، وجعلتني أنا متاجرة بالبشر…

باقي الرسالة وتفاصيل أخرى، في هذا الرابط :

http://www.theasian.asia/archives/95937

صفحة من رسالة السجينة الكورية

صفحة من رسالة السجينة الكورية

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات