ماجازين إن: النساء يحرثن الثقافة، النساء يحرسن الثقافة

09:45 صباحًا السبت 8 أكتوبر 2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

cover10صدر في العاصمة الكورية الجنوبية سيئول عدد جديد من مجلة “ماجازين إن” التي أسسها الناشر والإعلامي المخضرم لي سانج كي في يوليو 2013 عن مؤسسة جمعية الصحفيين الآسيويين للثقافة والإعلام التي يرأسها الكاتب والصحفي أشرف أبو اليزيد. تنشر المجلة موضوعاتها باللغات العربية والإنجليزية والكورية، وتمثل جسرا إعلاميا بين الثقافات الآسيوية والعربية، ويساهم في كل عدد أكثر من 50 كاتبا من خبراء الاقتصاد والسياسة والأدب والفن في آسيا والعالم.

المقالات التحليلية تتناول تداعيات العملية الإرهابية في بيشكيك على العلاقات الصينية القرغيزية، بقلم أكمارال ساباتار، وعملية انتقال السلطة في أوزبكستان، كما يراها دكتور أورهان جعفرلي، والتهديد الكبير الذي يتعرض له قلب القوقاز بسبب المفاعل النووي في أرمينيا كما يقرأه محمد فاتح أوستارزو،  وكيف أن الضحك بعد الوجبات لعشر دقائق هو الدواء الشافي، للكاتب الكوري الكبير بارك ميوج يون ، ويقيّم جانج يونج بيل قوانين العمل الخاصة بالنساء في كوريا والعالم، أما كيم جوك هيون فيرسم بالحروف رحلة الانتقال الخريفية كما يراها الرهبان والشعراء، بينما يدون يون سوك هوي ملاحظاته القيمة عن صراع الرئاسة الأمريكية ، هيري مقابل ترامب، وكيف ستغير النتائج من السياسات الكبرى في آسيا. وفي مقاله الثاني يتعمق في تحليل ما يجري على الأراضي السورية بين إرهاب الدولة الإسلامية وتدخل القوات الأجنبية ومعارك الجيش السوري.

للموضوعات المصورة نصيب كبير في “ماجازين إن”، تبدأ مع زيارة إلى مكتبة زجاجية عملاقة تقع على ضفة نهر محاطة بالأشجار في أولو، فنلندا، ومتابعة فعالياتها الثقافية، ورحلة كورية في قلب الوحل للتطبب بالأعشاب، وصورة خاطفة للمجتمع ونظرته إلى الجرائم الجنسية، كما تتواصل المجلة نشر بابها الخاص بالعملات الورقية الآسيوية، تاريخا وتوثيقا، لتصل في هذا العدد إلى تركمانستان. وهاك أيضا عدة لقاءات في الأدب والفن والسياسة، أبرزها مع المخرج السينمائي الكوري كانج وو سوك. ويتحدث المهندس المتقاعد عاشق البراري بارك سانج سول في سلسلة (عش على طريقتي) عن بلوغه التسعين وماذا أضافت إليه الحياة الخلوية. وقد زرع بارك سانج سول شجرة باسم “آسيا إن” في مخيمه العلوي عند منابع نهر هان.

الملف الأساس في القسم العربي من ماجازين إن يحمل عوان “النساء يحرثن الثقافة | النساء يحرسن الثقافة”، حيث عاشت المرأة في العالم كله الأدوار جميعا؛ في البيت والعمل، على الطريق وأعلى الجبل، تكتب وتعلم وتطبب وتستكشف وتحارب وتربي، على الرغم من أن حقوقها هي الأدنى، وحريتها هي المقيدة، وكان عليها أن تسعى طويلا لمساواة مع شريكها في الحياة، تلك المساواة التي أهملتها العادات حينا، والتقاليد زمنا، والدين أمدًا، والقانون دهرا، والتاريخ أحيانا أخرى.

في السفر والترحال يمكنك إعادة اكتشاف العالم الذي بدأ يعي حقيقة الحضور السخي والمضيء والمؤثر للمرأة، خاصة في عالم الثقافة النابض، الذي يتصل بجمهور أكبر، وغايته الإنسان. والملف يطوِّف بقارات العالم ليختار أعلاما منهن عرفن كيف يصغن مسيرتهن، مبكرا، ليصبحن أيقونات في مجالاتهن؛ فيقدم  للدكتورة سهير المَصَادفة، مصر، الروائية والشاعرة والمترجمة التي تقلدت مؤخرا منصب رئيس الإدارة المركزية للنشر بالهيئة المصرية العامة للكتاب، ويستحضر عمل الفنانة سوزانا بوڤيدا سولورزانو ، رئيس مهرجان كُتاب الأغنية الدولي في كوستاريكا ، الرسامة والموسيقية والمنشطة الثقافية،  مثلما يضيء إنجاز الكاتبة سمية عزام، لبنان، اختصاصية أدب الطفل، وعاشقة تراث الوطن، التي اعتمد أحدث كتبها ليكون متاحا في المدارس اللبنانية الرسمية، ومكتبات الثانويات هناك. ونلتقي في الملف مع الفنانة آنا إريرا المسرحية المكسيكية لفنون مسرح الشارع والصندوق السحري، ومن مؤسسي فرقة كوردا فلوخا المسيكية، التي يمثل عملها جسرا بين ثقافات العالم وشعوبه، ثم نختتم مع الفنانة ڤالنتينا ميرَّا، إيطاليا، الرسامة ومصممة الكتب والمعالجة بالفن.

غلاف العدد تحتله لوحة ذاتية رسمها الفنان التشكيلي المصري علاء حجازي، الذي  لا يقتصر عمله على الرسم من الحياة وإنما يقدم صورا نقدية تعالج الواقع الفني وتصور سبل ارتقائه.

في افتتاحيته لعدد أكتوبر يكتب أشرف أبو اليزيد عن أواني الحرب المستطرقة، ففي الوقت الذي تفخر به الأحلاف الدولية بالعمل معًا، كما يُعلن في الأمم المتحدة، وفي الآسيان + 3، أو في مجموعة العشرين الكبار (G20)، من أجل التنمية المستدامة، وقضايا البيئة، وتعزيز التجارة على طريق الحرير، نجدها تغض النظر إلى المواقع الساخنة، التي دمرتها الحروب، وأهلكتها الهجرات القسرية، وأجبرتها الموجات العنصرية على حياة التي تشبه الجحيم.

ما يحدث في سوريا واليمن والعراق وفلسطين وليبيا، على سبيل المثال، يمثل ذلك النموذج الصارخ لديكتاتورية لا تعرف الحدود، فليست الأنظمة الفاسدة الحاكمة وحدها الملامة، وإنما أحلافها الذين يؤججون النار دعمًا للإنفاق على سلاح يحرص مصنعوه وبائعوه على إبقاء تلك الحروب مشتعلة.

تنفق الولايات المتحدة ما قيمته 682 مليار دولار على عالم الأسلحة، مقابل 166 في الصين، و 90.7 في روسيا، و 60.8 في بريطانيا، و 59.3 في اليابان، و56.7 في السعودية، فإذا كانت آلة الحرب بهذه الوحشية وهذا الإنفاق، ألا يجعلنا نتساءل إن كان هناك أمل في أن يحل السلام من رعاة السلاح؟ إن أواني الحرب المستطرقة تفرض الإجابة المؤلمة بأن المستقبل لن يشهد دمار الدول ساحة المعارك وحسب، وإنما سيطال ذلك العالم كله.

 

 

 

 

 

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات