العظماء قد ينساهم التاريخ…”جونج دو جون”مهندس مملكة جوسون وواضع سياساتها

01:28 مساءً الثلاثاء 18 أكتوبر 2016
محمد صلاح الدين

محمد صلاح الدين

صحفي ومدون من مصر، مهتم بالشأن الكوري

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

imageدفعتني مشاهدة المسلسل الكوري “ستة تنانين طائرة” الذي يحكي قصة تداعي مملكة كوريو،وقيام مملكة جوسون “1392-1910” إلى البحث وراء الشخصيات التي ظهرت في المسلسل والتي كان أبرزها شخصية “جونج دو جون” الذي قام بدوره الممثل ” كيم ميونج مين” الذي يعد أبرز الشخصيات التي أسهمت في تأسيس المملكة حتى بصورة أكبر من الملك “تيه جو” أول ملوك المملكة.

من هو جونج دو جيون؟
يعرف أيضا بـ “سام بونج” ..هو أحد أهم السياسيين في نهاية حقبة مملكة كوريو “المستوحى منها الاسم الحالي لكوريا” ولد عام 1342 ميلادية لأسرة من النبلاء في مدينة يونج جو، وكان أبوه أول من تمكن من الوصول إلى منصب كبير في عائلته.

ورغم ذلك صعد سام بونج السلم الوظيفي الحكومي درجة وراء درجة حتى أصبح أحد المؤثرين في السياسة الكورية في تلك الفترة.

علاقته بأول ملوك جوسون
التقى جونج دو جون بـ “لي سيونج جيه” – من عرف لاحقًا بالملك تيه جو أول ملوك جوسون – عام 1383 ميلادية في مقاطعة هاميونج التي كان يتمركز بها جيش الأخير لتبدأ علاقة تصل أوج قوتها عام 1389 مع صعود نفوذه السياسي والتخطيط للإطاحة بالملك كونج يانج آخر ملوك كوريو، والتأسيس للمملكة الجديدة.

imageفي جوسون
نجح لي سيونج جيه في تأسيس مملكته عام 1392 بمساعدة “سام بونج” الذي أصبح رئيسًا للوزراء والشخص الأقوى في المملكة بعد الملك ليبدأ صراعًا جديدًا بين مؤسسي الدولة بعضهم البعض على تقسيم الثروة.

لي بانج وون القاتل
الابن الخامس للملك تيه جو، وأكثر من أسهم من الأبناء في الإجهاز على ما تبقى من مملكة كوريو يرى نفسه الحق في ولاية العهد، إلا أن “سام بونج” كان له رأيَا آخر حينما أشار على الملك بتنصيب ابنه الثامن الطفل “لي بانج سيوك” وليًا للعهد.

تشتعل نار الكراهية في صدر “بانج وون” – الملك تيه جونج لاحقًا ـــ لتبدأ حلقة جديدة من الصراع بين حلفاء الأمس أعداء اليوم للإمساك بزمام الأمور في المملكة الوليدة.

جونج دو جون والملكية الدستورية
كان “سام بونج” يرى أن المملكة الوليدة التي أسست لابد وأن يكون للوزراء فيها اليد العليا والقوة، وأن يكون للملك صلاحيات محدودة تشبه إلى حد ما النظم الملكية الدستورية في عصرنا الحالي، وهو الأمر الذي كان يرفضه “لي بانج وون” الذي كان يسعى لأن يكون للملك اليد العليا.

مؤامرات واغتيالات
تحدثت بعض الكتب التاريخية عن سعي جونج دو جون للتخلص من بانج وون، إلا أن ما حدث على أرض الواقع هو تخلص “بانج وون” ليس فقط من جونج دو جون ومؤيديه من الطبقة الحاكمة، لكن أيضا من أخيه غير الشقيق ولي العهد “لي بانج سيوك” خلال فترة الحداد على والدة ولي العهد الملكة شين دوك عام 1398 .

وفاة الملكة، وانقلاب بانج وون دفع الملك “تيه جو” مؤسس المملكة إلى الزهد في الحياة فتنازل عن الحكم إلى ابنه الثاني “لي بانج جوا”، الذي أصبح الملك جيونج جونج.
محو تاريخ جونج دو جون وإعادته
رغم ما حققه جونج دو جون من إسهامات في تأسيس جوسون، ورغم اعتماد “لي بانج وون” على إصلاحاته إلا أنه تجاهله خلال فترة حكمه، ليس هذا فحسب بل ظل “سام بونج” منسيًا حتى نشر الملك “جونج جو” – الملك رقم 22 لجوسون – كتاباته عام 1791، وأعيد تمجيد اسمه في القصر الملكي “كيونج بوك كونج” عام 1865 كمساهم رئيس في تأسيس المملكة التي انهارت تماما عام 1910 بالاحتلال الياباني.

إسهامات
وضع سام بونج الخطوط العريضة للمملكة والتي سار عليها كل الملوك بمن اغتاله قرابة 500عام، حيث أسس القواعد القانونية والدستورية، والأيدولوجية للحكم في جوسون، ليس هذا كل شئ فقد قام بتحجيم دور البوذيين في البلاد خصوصا مع فساد الكهنة في نهاية عهد مملكة كوريو.

imageأسس جونج دو جيون مدرسة جديدة لتعليم مبادئ الكونفوشية الحديثة هي “سيونج كيون كوان”.

أفكار تقدمية
رؤية جونج دو جون الدائمة هي أن قوة الحاكم دائما مستمدة من الشعب، وأن شرعية الطبقة الحاكمة حتى الملك نفسه مستمدة من قدرته على القيام بخدمة الجماهير، وهو ما يشبه إلى حد كبير الأفكار السياسية في عصرنا المعاصر، والمعمول بها في الديمقراطيات الحديثة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات