أطفال دافنشي … في جاليري رؤى32 للفنون، بمبادرة من مركز كينونة

09:53 مساءً الثلاثاء 15 نوفمبر 2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

افتتح يوم السبت 12 تشرين الثاني | نوفمبر 2016 في الساعة السادسة مساء في جاليري رؤى32 للفنون،  معرض ” أطفال دافنشي ” وتضمن اربعون لوحة فنية منفذة على ايدي طلاب ايتام، أطلقها مركز كينونة للعلاج النفسي عن طريق المعالجة بالفن، وذلك بشراكة استراتيجية مع صندوق الأمان لمستقبل الأيتام ودعم من مؤسسة عبد الحميد شومان.  ويستمر المعرض حتى يوم الاثنين 14 تشرين الثاني 2016.

15027468_1159503754141667_208804014221857045_nيهدف مركز كينونة لتوفير منهج علاجي إبداعي من خلال الفنون للأيتام والقيّمين على رعايتهم في دور الأيتام بمختلف أنحاء المملكة، ومستخدماً الفن كأداة فعالة ومتاحة تساعدهم على فهم مشاعرهم واحتياجاتهم والتعامل معها بصورة صحية.

والمعرض هو نتاج ٣٦ جلسة علاج نفسي تتمحور حول تعزيز الوعي الذاتي وعلاج الصدمات النفسية من خلال التعبير عن الذات بصورة إبداعية، بالرسم والالوان،  لتتوج في الختام بهذا ابمعرض الفني المقام حالياً في جاليري رؤى32 للفنون في عمان، الاردن.

وعن مركز كينونة للعلاج النفسي عن طريق الفن فقد تأسس في عام ٢٠١٢ من قبل السيدة شيرين يعيش، وتتمثل رسالته في نشر منهج العلاج النفسي عن طريق الفن في الشرق الأوسط وتعزيزه. وتعتبر يعيش إحدى الاختصاصيات العربيات القلائل في هذا المجال، والتي كرست جهودها منذ تأسيس كينونة لزيادة الوعي بأهمية هذا المنهج الإبداعي في إنتاج مجتمع متوازن وواعٍ ومتقدم. ومنذ تأسيسه، قدم المركز مجموعة واسعة من الجلسات الفردية والجماعية للعلاج النفسي عن طريق الفن، بالإضافة إلى تنظيمه برامج تدريبية وورش عمل في كل من الأردن ولبنان والإمارات العربية المتحدة وفلسطين بما في ذلك قطاع غزة.

15027626_1159503670808342_2787330277895315117_nلماذا تم اختيار اسم الفنان ليوناردو دافنشي للمعرض:-

لقد كانت حياة ليوناردو دافنشي، الذي وُلد عام 1452، مليئة بالمصاعب والمعاناة، التي تشبه ما يواجهه الأيتام في الأردن في يومنا هذا إلى حدٍ بعيد. وعلى عكس الاعتقاد السائد، فإن دافنشي هو اسم مسقط رأسه وليس اسم أبيه، إذ رفض والده منحه اسمه، ليس لأنه كان ابناً غير شرعي فحسب، بل لأن أمه كانت فلاحة من البسطاء أيضاً. ومنذ ولادته، كان يُنادى بابن الزنى، وهجره أبواه. وقد تزوجت أمه في النهاية، أما أبوه فعاش معظم حياته في مدينة أخرى.

كان يمكن لوضع ليوناردو دافنشي، كطفل غير شرعي، أن يقف عائقاً في طريقه، لا سيّما وأن الطبقة الوسطى في إيطاليا آنذاك لم تسمح للأطفال غير الشرعيين بإكمال دراستهم العليا. في الأردن، وحتى يومنا هذا، يصنف الأيتام في الأردن كمواطنين من درجة دنيا، ويواجهون صوراً مشابهة من التمييز. بعضهم مجهولو النسب، وبعضهم الآخر يأتون من عائلات متفسخة ويعانون من إهمال أهلهم لهم. وتتسم نظرة المجتمع لهؤلاء الأطفال بالدونية، ويعيشون في دور عاية توفر لهم المأوى والطعام، ونادراً ما يتوفر لهم الاهتمام والرعاية النفسية اللازمة ليكبروا أصحاء. خلال فترة رعايتهم، يتنقلون من دار رعاية إلى أخرى، ويتألمون من تفريقهم عن أخوتهم، ناهيك عن عيشهم مع عشر أمهات بديلات في بعض الأحيان.

ككثير من أطفالنا، تمتع دافنشي بموهبة فنية كان يمكن لها أن تتآكل وتخبو نتيجة لسنوات الحرمان ووصمة العار التي لاحقته في المجتمع. إن حالة دافنشي تجسّد مثالاً مشرقاً نحتته الظروف الصعبة التي عاشها في طفولته، وصنعت منه إنساناً مميزاً قادراً على التأمل في الحياة والتعبير عن آرائه الخاصة من خلال الفنون والعلوم. كان من الممكن جداً أن يكون أحد أطفالنا، الذين يمكنهم أن يبدعوا إذا ما توفرت لهم الرعاية والبيئة اللازمة ليستغلوا كامل إمكانياتهم وطاقاتهم.

إن عالمنا مليء بنماذج صغيرة تشبه دافنشي ممن ينتظرون المجتمع كي يعترف بهم ويتقبلهم. وبينما وُلد دافنشي عام 1452، نحن نعيش في عام 2016. ألم يحن الوقت الذي نمنح فيه أطفالنا المحبة والرعاية التي يحتاجون ليطلقوا العنان لدافنشي الذي بداخلهم؟

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات