الساق (قصة قصيرة)

04:49 مساءً الأربعاء 5 ديسمبر 2012
أنيس الرافعي

أنيس الرافعي

قاص من المغرب

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

من أعمال الفنانة المغربية للا السعيدي

(1)

   في الحديقة كان لقاؤهما المعتاد هو وهي.

  في الحديقة كان لقاؤهما المعتاد هو وهي حين طلب منها هو عربون حب لا يقبل الجدل.

  في الحديقة كان لقاؤهما المعتاد هو وهي حين طلب منها هو عربون حب لا يقبل الجدل فأهدته هي بلا تردد ساقها اليمنى.

 في الحديقة كان لقاؤهما المعتاد هو وهي حين طلب منها هو عربون حب لا يقبل الجدل فأهدته هي بلا تردد ساقها اليمنى الاصطناعية كي يحتفظ بها هو لأسبوع كامل.

 هي تمضي من الحديقة بعكازين.

 وهو يمضي إلى المنزل بالساق.

 (2)

 في المنزل كان سعيدا بالساق. سعيدا بها لأسبوع كامل. سعيدا بها لأنها ساق المرأة الوحيدة التي عضت قلبه. سعيدا بها لأنها الساق الوحيدة التي لا تذكر بساق أخرى. سعيدا بها لأنها الوحيدة من بين السيقان اللواتي لم يغرز الزمن فيها بعد أسنانه العنيفة. سعيدا وسعيدا وسعيدا وسعيدا وسعيدا بها كما لو أنها مازالت ساقا بعد. سعيدا لأنه في كل ليلة نض من جذر الفخذ حتى الربلة عنها سنتمترا فسنتمترا جوارب النايلون وأعاد حشرها سنتمترا فسنتمترا في ذات الجوارب. سعيدا لأنه في كل ليلة أقام في سفح الساق كي يزخرف الأظافر الخمسة باللون الأحمر الأحمر الذي جعله غير مضطر للتفاوض مع كلب الرغبة النابح النابح في داخله. سعيدا لأنه في كل ليلة تخيلها ساقا بشعر خفيف غير لائق فرض عليه أن يمرر ويمرر رغوة الصابون ويحلق ويحلق حتى عاد السواد السواد إلى قواعد البياض ناصعا. سعيدا لأنه في كل ليلة خاض معترك الساق بالهمسات باللمسات المتقاطرات الهاميات على اللحم الوهمي كالعربات غير محكمات الشد في قطار يندفع في البرية بمنأى عن توجيهات السائق نفسه. سعيدا لأنه في كل ليلة اقترب رعشة أكثر ورجفة ﺃقرب من شفاء الساق. من جعل الحياة في كل ليلة تدب من جديد في كل هذا السيليكون. من جعل الساق في كل ليلة لا تشكو بعد كل ليلة من كل هذا الغدر الحاد وغير القابل للمراجعة الذي يسمى: البتر.

(3)

 في الحديقة سيكون لقاؤهما المعتاد هي وهو.

 في الحديقة سيكون لقاؤهما المعتاد هي وهو حين لن ينتظر منها هو أن تطلب منه هي عربون حب لا يقبل الجدل.

  في الحديقة سيكون لقاؤهما المعتاد هي وهو حين لن ينتظر منها هو أن تطلب منه هي عربون حب لا يقبل الجدل فأهداها هو بلا تردد ساقه اليمنى.

  في الحديقة سيكون لقاؤهما المعتاد هي وهو حين لن ينتظر منها هو أن تطلب منه هي  عربون حب لا يقبل الجدل فأهداها هو بلا تردد ساقه اليمنى الحية التي جزّها بمنشار ووضعها هو في الثلاجة طيلة أسبوع كامل كي تحتفظ بها هي إلى الأبد.

  هو يمضي من الحديقة بعكازين.

  وهي لا تعرف إلى أين ستمضي بهذه الساق الزائدة.

 

 

 

 

 

One Response to الساق (قصة قصيرة)

  1. فتحي نصيب رد

    14 ديسمبر, 2013 at 5:17 م

    الحديقة

    باتا حائرين ، ولم يعرفا كيف يرتبان الخاتمة بشكل أكثر تحضرا ، أخيرا قررا وضع حد لفترة الخطوبة التي لم تدم سوى شهر واحد ، في ردهة فندق فئة خمس نجوم .
    خلع خاتم الخطوبة من بنصره الأيمن ووضعه أمامها بعد أن احتسى فنجان قهوة بدون سكر ، فيما لم تلمس كوب عصير البرتقال .
    صدفة ، وعلى أحد مقاعد حديقة عامة وفي مساء خريفي ، التقيا بعد أربعين عاماً .
    تراكمت التجاعيد على رقبتها وظاهر كفيها ، أما هو فقد فقد نصف أسنانه وتآكل النصف المتبقي جراء تدخين التبغ واحتساء القهوة السوداء بدون سكر .
    أخبرها أنه أجرى عملية على ” البروستاتا ” ويعاني من داء المفاصل . وأخبرته أنها استأصلت أحد ثدييها وتعاني من القولون .
    سألته : هل .. ؟
    أجاب : كلا ، وأنتِ ؟
    قالت : وأنا أيضا .. لم أتزوج .
    شعرا ببرد المساء ، نهضا ، سارا معاً عبر ممرات الحديقة المتعرجة كصديقين قديمين .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات