الشارقة الثقافية في بيوت الشعر العربية

05:40 مساءً الإثنين 2 يناير 2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
صدور العدد الثالث من مجلة الشارقة الثقافية : الثقافة وفهم الواقع

صدور العدد الثالث من مجلة الشارقة الثقافية : الثقافة وفهم الواقع

صدر عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة العدد الثالث من مجلة “الشارقة الثقافية” وقد جاءت الافتتاحية تحت عنوان “الثقافة وفهم الواقع” مشيرة إلى الحالة المأزومة التي يمر بها الوطن العربي تحتاج إلى حل ناجع يمتد على مساحة هذا الوطن، وذلك من خلال الثقافة واستراتيجيتها الإيجابية بعيدا عن الفوضوية والعشوائية التي تسود المشهد الثقافي العربي، ولنا مثال يحتذى به يتمثل في مشروع الشارقة الثقافي الذي يتبناه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
فيما كتب مدير التحرير نواف يونس تحت عنوان “ملاذنا الوحيد” لافتاً إلى أن إدراكنا لخطورة ثقافة العولمة على كل مظاهر حياتنا العلمية والفكرية والاجتماعية والثقافية، لا يعني أننا أصبحنا في مأمن يتيح لنا إعداد العدة لمواجهتها ونزالها، كما أنه لا يعني أيضا الانهزام أمامها والاستسلام لها، بل يعني بالتأكيد أن نعقد العزم على الانخراط فيها متفاعلين وفاعلين، متأثرين ومؤثرين فيها وبها، خصوصاً أننا نعيش واقعاً عربياً متأزما، قد لا يسمح لنا بالمكابرة أمام ما نواجهه من تحديات هذه الثقافة العالمية.
تضمن العدد الثالث إطلالة على فعاليات بيوت الشعر العربية من الشارقة إلى الأقصر والمفرق والقيروان وتطوان وصولاً إلى نواكشوط والخرطوم والتي أصبحت ملتقى المبدعين والأدباء، حيث كتب الحبيب الأسود عن بيت الشعر القيرواني الذي شهد الدورة الأولى من مهرجان الشعر العربي، فيما ألقى ياسين عدنان الضوء على البرامج والمشاريع الثقافية والشعرية التي أطلقها بيت الشعر في تطوان.
يقدم العدد إضاءة على مؤتمر “فكر15” الذي أكد أن الإمارات نموذج يحتذى به للوحدة العربي كما كتب محمد غبريس، إضافة إلى وقفة مع جان بول سارتر الذي خاض كل معاركه الفكرية بنزاهة بعيدا عن الزيف بقلم حسونة المصباحي، فيما توقف حسين قبيسي عند النهضة الثقافية العلمية التي تضطلع بها إمارة الشارقة، وكتب د.يحيى عمارة عن المفكر المغربي عبد الفتاح كيليطو ومشروعه الجديد للتراث السردي العربي.
تلتقي “الشارقة الثقافية” بالرحالة عدنان عزام الذي ارتحل أربع سنوات على صهوة جواد عربي من دولة إلى أخرى، وتزور “بوغوتا” التي تعد أرض الشعراء وملهمة ماركيز الأولى كما كتب باسم فرات، فيما تتوقف عند الرواية الأولى التي تترجم إلى العربية للكاتب البرازيلي اللبناني الأصل رضوان نصار بقلم عبده وازن، كما تضمن العدد مداخلة بقلم د.بهيجة ادلبي رصدت فيها جدلية الزمن في قصة “نصف يوم” لنجيب محفوظ، ووقفة مع الناقدة الأنثى وحضورها البارز إلى جانب الناقد الأكاديمي الذكوري بقلم نبيل سليمان، وحواراً شاملاً مع الروائي أحمد عبد الملك الذي طالب المؤسسات بتبني السرد أسوة بالشعر، وقراءة في ديوان “مقام الإعرابية الرائية” لظبية خميس بقلم اعتدال عثمان، وإضاءة على رواية “طهر” للكاتب جوناثان فرانزين الذي يصور فيها جمهورية النقاء المدنس بقلم زياد عبدالله، فضلاً عن رصد لأطول قصيدتين بريطانيتين لجون ميلتون اللتين غيرتا ملامح الشعر الغربي، ووقفة مع “علم الأسلوب” الذي يذخر بفلسفة البلاغة وروح النقد بقلم د.صلاح فضل.
كذلك حفل العدد بالموضوعات الفنية والموسيقية والتشكيلية والمسرحية حيث خصص العدد إطلالة على عرض “داعش والغبراء” لسلطان القاسمي الذي قدم عبرة تاريخية برؤية معاصرة كما كتب ظافر جلود، وتوقف عند رحيل الفنان محمود عبد العزيز الذي أثرى السينما بأدواره المتميزة بقلم محمود الغيطاني، وألقى الضوء على رواد الثنائيات الموسيقية في أسطورة بوليوود بقلم نوزاد جعدان، إضافة إلى حوار مع الفنان ضياء العزاوي الذي أكد أن العالمية ليست وصفة سحرية وإنما اعتراف متبادل بيننا والآخر، كما حاوره خضير الزيدي، فيما كتب محمد العامري عن تجربة حسني أبو كريم الذي حمل هم الشتات الفلسطيني في مجمل أعماله، وكتب فوزي كريم عن صوت التشيلو الذي يوحي بالحكمة وأوراق الخريف.
من جهة ثانية تضمن العدد الثالث مجموعة من المقالات الثابتة منها: “علي جعفر العلاق ذاكرة خضراء تنشد للطبيعة والمرأة والوطن” – د.حاتم الصكر، “الشاعر الكبير جدا” – المنصف المزغني، “مواجهة التطرف بالثقافة” – د.محمد صابر عرب، “شقاء المعرفة وتطلعات المثقف” – فاطمة المزروعي، ” الثقافة تولد الشعوب العظمية” – مفيد أحمد ديوب، “زمن الرواية لا يعني الهيمنة بل الحضور الظاهر والقوي” – واسيني الأعرج، “الفرار من حياة امرأة تقليدية”- سحر خليفة، ” الحرية في الخط العربي المعاصر” – خوسيه ميغيل بويرتا، ” نحن والموسيقا” – د.عبدالعزيز المقالح.
ويفرد العدد مساحة للقصائد والقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الشعراء والمبدعين العرب، وهي: د.شهاب غانم “النصر / ترجمة”، د.أكرم قنبس “المجد للأم/ شعر، علي كنعان “شرفة أندلسية/ شعر”، شريف صالح ” لا شيء غير الرقة / قصة قصيرة”، صالح لبريني “الحدائق نامت صديقتي / شعر”، منير عليمي “مساجين / ترجمة”، منى حسن ” أحلام أخرى / شعر”، بلال المصري ” هذا ليس قلبك وحدك / شعر”، عبد الواحد عمران” الشاعة امرأة / شعر”، سامر أنور شمالي “الشرفة ذات السور الواطىء / القصة القصيرة”، عبد الكريم يونس “بين الغرام ولوعتي / شعر”.
يذكر أن العدد احتوى كالعادة على ملف خاص للشعر والأدب الشعبي متضمناً عدداً من القصائد النبطية وقراءة في قصيدة “الطريق المهجور” للشاعر مساعد الرشيدي، وتحقيقاً حول “القصيدة الصالحة للنشر”.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات