بانيبال في عيدها العشرين بعيون سلوڤينية

07:40 مساءً الثلاثاء 3 يناير 2017
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
Margaret Obank & Samuel Shimon. Foto: Jože Suhadolnik

Margaret Obank & Samuel Shimon. Foto: Jože Suhadolnik

احتفلت صحيفة ديلو، الأهم في سلوڤينيا، مبكِّرًا، بالعيد العشرين لميلاد مجلة “بانيبال” التي تصدر بالإنجليزية في العاصمة البريطانية منذ ١٩٩٧، لتقديم الأدب العربي، نصوصا ودراساتٍ.
وفِي المقدمة للتحقيق المطول بقلم برانكو سوبان وعدسة المصور خوسيه سوهالدونيك نقرأ “كيف جسدت المجلة أكثر من كونها جسرًا بين ثقافتين، بل أصبحت المختبر الذي يكشف عن الإبداع الأدبي في العالم في العالم العربي” كما يقول الشاعر الأشهر والمفكر العربي الكبير أدونيس.
أسس بانيبال الصديقان الزوجان المخلصان للأدب العربي؛ الناشرة الانجليزية مارغريت أوبانك، والكاتب العراقي صموئيل شمعون، صاحب الأيقونة الروائية “عراقي في باريس”.
وتشير الصحيفة إلى ثلاثة أمور توجز سيرة “بانيبال”، الأول هو نشأة السيدة أوبانك التي أتاحت لها الابحار بين الفلسفة والأدب انجليزي، فقد عمل والدها لسنوات طويلة رئيسا لتحرير الأوبزرفر البريطانية، وهو ما يسّر لابنته الفرصة للتعرف على جوهر الأدب العربي الذي كان جزءا هاما من الثقافة والحضارة العالمية. كما يذكر التحقيق.
ويدرك رفيقا الدرب، ثانيا، أنه من دون حوار متواصل بين الثقافات المختلفة، فإن العالم سوف يجد نفسه في طريق مسدود (و نتيجة لسياسات غير حكيمة أساسا يحدث هذا الآن بالفعل). وأخيرا وليس آخرا – كما يذكر الزوجان المحرران – فهما يعترفان بالسرور الذي يشعران به عند قراءة الشعر الجميل والنصوص الإبداعية، والكتابة المشرقة واللافتة.
وتستشهد الصحيفة برأي الشاعر اللبناني عباس بيضون، ،محرر الصفحات الثقافية في الصحيفة اليومية السفير (التي غابت قبل أيام)؛ الذي رأى أن إنشاء مثل هذه المجلة الأدبية مغامرة فريدة من نوعها في الأساس. تكاد تقترب قليلا من الجنون، ويضيف أن مولدها جاء في وقت كانت منشورات مماثلة في العالم العربي تحت الضغط المستمر من الدكتاتوريات والتهديد المستمر للحظر ووقف النشر. وهذا هو السبب في أن كثيرين أصابهم الشك في أن تظل بانيبال حية بعد العدد الأول، ولكن أولئك الأكثر تشاؤما كانوا على خطأ. فالمجلة، التي ولدت كفكرة في عام 1997، قبل عشرين عاما، أصبحت منذ فترة طويلة جزءا هاما للغاية من العربية، وبالتالي المشهد الثقافي العالمي.ج، كجسر بين الثقافات.
وأذكر كيف استقبلتُ بفرح غامر – قبل عشرين سنة – العدد الأول من بانيبال ، وكنتُ في العاصمة العمانية مسقط ، فكتبت في مجلة (نزوى) عن الدورية الانجليزية التي تصدر ثلاث مرات سنويا بأنها “المجلة التي حلمتُ بها طويلا، لتعوض نقصا في صحافتنا الثقافية الجادة”، فدراستي الجامعية للأدب الانجليزي جعلتني أدرك حجم الهوة بين ثراء الأدب العربي وحضوره لدى القاريء باللغة الانجليزية، التي تعد جسرا للغات أخرى، وقد تذكرنا سويا، مع صموئيل، حين التقيته في الكويت العام الماضي، هذا المقال الأول، ومجددا استعيد الذكرى مع هذا الاحتفاء العالمي، بعد التكريم العربي للمجلة الشهر الماضي ومنحها جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي.

غلاف العدد الأحدث من بانيبال

غلاف العدد الأحدث من بانيبال

يقول صموئيل في التحقيق المنشور: “نشرت المجلة ترجمات الأدب العربي الحديث. في وقت كانت مؤلفات الكتاب العرب في ذلك الوقت قليلة جدا في السوق، فقط كانت هناك مؤلفات بعض من الكتاب الأكثر شهرة. حتى أدونيس، صديقي القديم من سنوات باريس والمرشح الأبدي للحصول على جائزة نوبل لم تترجم كتبه آنذاك إلى اللغة الإنجليزية. كانت توجد فقط في الفرنسية”.
لقد قرر الكاتب الآشوري العراقي صموئيل شمعون في وقت مبكّر مغادرة بلاده بسبب الاضطهاد السياسي في عهد صدام حسين، فتنقل بين عدة عواصم عربية، وعمل مع زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في بيروت وتونس، ثم انتقل إلى باريس، حيث عاش لمدة عشر سنوات، قبل أن يستقر أخيرا في لندن.
غيرت “بانيبال” حياة مؤسسيها، مثلما غيرت حياة الأدب العربي نفسه المنشور باللغة الإنجليزية، وكما يقال ، فإن هناك مرحلتين للتعريف بالأدب العربي خارج بلاده، مرحلة ما قبل بانيبال، ومرحلة ما بعدها. فالمجلة كانت صوتا مغايرا ضد الصورة النمطية عن العرب في أوربا، حيث كسرت إطار التهميش والحرب والقصص المستهلكة، لتضيء عالم الإبداع العربي الثري.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات