مستقبل الطاقة النووية في الشرق الأوسط

06:59 مساءً الثلاثاء 6 نوفمبر 2012
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

في 27 يونيو 1954، أصبحت محطة الطاقة النووية (أوبنينسك) في الاتحاد السوفييتي أول محطة للطاقة النووية لتوليد الكهرباء في العالم، بناتج بلغ حوالي 5 ميغاواط من الطاقة الكهربائية. لاحقا، وبعد عامين شهد العالم أول محطة للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء على نطاق واسع، افتتحت في كمبريا، بانجلترا. ومنذ ذلك الحين، كان هناك جدل حول إمكانية الحصول الطاقة النووية، أم لا. وكان هذا الصراع الفكري والعلمي عالميا، ليس فقط في الشرق الأوسط.

خلال أزمة نفط الشرق الأوسط ، في عام 1973، (عندما تحالفت الدول العربية المنتجة للنفط لتوحيد جهودها واستخدام البترول كسلاح في الحرب ضد من يساندون دولة الاحتلال الإسرائيلي) تأثر العديد من البلدان، مثل فرنسا واليابان، التي كانت تعتمد – بشكل أكبر على النفط لتوليد الكهرباء للاستثمار في الطاقة النووية. ومن هنا نتجت طفرة لاستخدام الطاقة النووية خلال العقدين التاليين.

لكن الأزمات الناتجة عن الكوارث التي تطال تلك المحطات النووية، سواء بسبب كوارث إنسانية أو طبيعية، مثل ما حدث في تشرنوبيل (في الاتحاد السوفياتي السابق) واليابان، اضطر بلدانا أخرى – مثل ألمانيا – أن تقرر التخلي عن استخدام تلك الطاقة، وفقا لخطة تنفذ بالمستقبل القريب.

نعرف أنه من مزايا استخدام مثل هذه الطاقة النووية أن تكاليفها تماثل ـ تقريبا ـ نفس كلفة الفحم، كما أنها لا تنتج عوادم أو ثاني أكسيد الكربون، لذلك لا يسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري. وتنتج كميات صغيرة من الوقود النووي كميات هائلة من الطاقة الكهربائية، ولا تخلف سوى كميات صغيرة من النفايات. لذلك يعتبرها الخبراء أنها موثوقة جدا ويعتمد عليها كلية.

على الجانب الآخر، فإن أولئك الذين يقفون ضد استخدام الطاقة النووية لديهم أجنداتهم التي تعدد العيوب، فعلى الرغم من أن النفايات ليست كثيرة، فهي شديدة الخطورة. حيث يجب إحكام كبسولات تلك النفايات ودفنها لسنوات عديدة لإخماد النشاط الإشعاعي للأبد بمنأى عن التأثير. أيضا هناك الكلفة الباهظة التي يجب أن تنفق على إجراءات السلامة، كما أن وقوع حادث نووي يمكن أن يؤدي إلى كارثة كبرى.

كان الحلم النووي ورقة تبين كيف ترتبط السلطات الحاكمة في المنطقة بالعلم، والتكنولوجيا، والتقدم، كما أنه يظهر العضلات السياسية في مواجهة الألداء والمعارضين والمنافسين.
بالنسبة للكويت، على سبيل المثال، بدأت الاهتمام بمجال الطاقة النووية منذ 4 سنوات، عندما أعلنت الكويت عن خطط للاستثمار في المجال النووي للحفاظ على الاحتياطيات النفطية. وقعت البلاد اتفاقات مع المسؤولين في الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا الرائدة في انتاج الطاقة النووية، من أجل تعزيز التعاون الثنائي في تطوير البنى التحتية للطاقة النووية، بل وتم الاتفاق على بناء 4 مصانع بحلول عام 2022.

لكن واقعة فوكوشيما جعلت الرأي العام يشكك في ضرورة بناء محطات للطاقة النووية في الكويت الغنية بالنفط، ولذلك قررت الكويت التخلي عن الطاقة النووية المدنية الإنتاج (مارس 2011).

بالنسبة لرأيي، فإنه من السابق لأوانه إنشاء محطات للطاقة النووية في المنطقة، للأسباب التالية وسواها:

 هذه المنطقة لا تزال تحتفظ بموارد مستقبلية للطاقة المولدة من احتياطي هائل من النفط والغاز.
 الطاقة الشمسية هي البديل الأفضل المتاحة لدول المنطقة وفقا لكثير من الجوانب.
 محطات الطاقة النووية تحتاج أجيالا من العلماء ومناخا من العلم، وهو ما لا يتوفر بشكل كاف في المنطقة حتى الآن في المنطقة.

نحن بحاجة إلى إجراء من خطوتين، رسم خريطة للماضي والحاضر، لنكون قادرين على رسم المستقبل. كما يجب النظر هذه الدراسات الخاصة بالمزايا والعيوب الحقيقية مرة بعد مرة، إذا كنا نريد حقا إقامة محطات الطاقة النووية سليمة في المستقبل.

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات