هُنا “الشّارقة الثقافيّة” … من القَاهرة

10:33 صباحًا الإثنين 6 مارس 2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

صدر عن دائرة الثقافة بالشارقة العدد الخامس من مجلة “الشارقة الثقافية”، وقد جاءت الافتتاحية تحت عنوان “رابطة للشعر الشعبي” مشيرة إلى المبادرات المهمة في مجال الثقافة والمعرفة والشعر التي عودنا صاحب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على إطلاقها تباعاً ضمن مشروع الشارقة الثقافي والحضاري، وأوضحت أنه بعد مبادرة سموه بإنشاء بيوت للشعر في الوطن العربي، دعماً لحركة الشعر العربي وتأصيلاً لمسيرة ديوان العرب، جاءت مبادرة إنشاء وتنظيم مجمع اللغة العربية في إمارة الشارقة والذي يهدف إلى النهوض باللغة العربية وتعزيزها مكانتها ودورها، فيما أعلن سموه عن تأسيس رابطة للشعر الشعبي، تضم الشعراء المشاركين في مهرجان الشارقة للشعر الشعبي، وتهدف إلى تبني طباعة دواوين الشعر الشعبي للشعراء في الوطن العربي، وتنظيم الأمسيات والملتقيات الشعرية في الشارقة وأقطار الوطن العربي.

Issue 5 Full1فيما كتب مدير التحرير نواف يونس تحت عنوان ” من الشارقة والقاهرة معاً” قائلاً: عدت هذه المرة ضيفا على القاهرة ومعرضها الدولي للكتاب، الذي تؤمه سنويا كوكبة من الأدباء والكتاب المصريين والعرب، إلى جانب أغلب دور النشر في الوطن الكبير، وكان أن شاركت في عدة ندوات ومقابلات تلفزيونية وصحافية حول المشروع الثقافي في الشارقة وأبعاده الفكرية والأدبية والفنية، كما تسنى لنا إطلاق مجلة “الشارقة الثقافية” من داخل قاعات وأروقة وأجنحة المعرض، إيمانا منا في دائرة الثقافة في الشارقة ورئيسها الشاعر عبدالله العويس، بدور مصر الثقافي الحاضن للثقافة والإبداع العربي.

احتفى العدد الخامس بمسجد قرطبة تحفة الفن الإسلامي كما كتب المستشرق الإسباني خوسيه ميغيل الذي لفت إلى أن لوركا رفض الاحتفال بعيد غرناطة وأبدى إعجابه بماضينا الأندلسي، وسلط الضوء على معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي احتفى بإطلاق مجلة “الشارقة الثقافية” بقلم د.هويدا صالح، وتوقف العدد عند مدينة باريس التي أمها طلاب العلم من العالم الثالث وأصبحوا رؤساء ورواداً بقلم حسين قبيسي الذي تساءل “هل هي حقا عاصفة العلم والنور؟”.

تضمن العدد بانوراما شاملة حول فعاليات بيوت الشعر العربية من الشارقة إلى الأقصر والمفرق والقيروان وتطوان وصولاً إلى نواكشوط والخرطوم، والتي حفلت بالأمسيات واللقاءات والتجارب الشعرية، وجمعت بين الأصوات الجديدة والتجارب العميقة واحتفت بالمواهب الشابة،  وناقشت قضايا العولمة والتنوع الثقافي، إضافة إلى قضايا الكتابة ووسائط التواصل الحديثة.

زارت “الشارقة الثقافية” قرية بسكنتا اللبنانية محتفية بابنها الأديب ميخائيل نعيمة وجالت في منزله وتعرفت إلى الشخروب الذي أمضى فيه نعيمة أكثر من ثلاثة أرباع عمره، كما كتبت سليمى حمدان، وألقت الضوء على العمارة الإسلامية في الشارقة التي تجمع بين التاريخ والحداثة والبيئة والإنسان، بقلم عبدالسلام فاروق.

وفي باب “أدب وأدباء” إضاءة على تجربة الشاعر هنري ميشو المعروف بغريب الأطوار في الشعر الفرنسي الحديث بقلم حسونة المصباحي،  ووقفة مع مبدعين رحلوا قبل أن يبلغوا الخمسين كما كتب محمد أبو لوز، فيما كتب الروائي والناقد نبيل سليمان عن سنية صالح ودعد حداد اللتين تتصدران الريادة النسائية لقصيدة النثر، إضافة إلى مداخلة حول غالب هلسا نموذج للمثقف التنويري الناقد بقلم عواد علي، وقد كتبت اعتدال عثمان عن الأديبة رضوى عاشور التي رحلت دون احتفاء يليق بإبداعها الأدبي والفكري، فيما قدمت د.بهيجة إدلبي مداخلة تحت عنوان “حنا مينه وإيقاع البحر في خطابه الأدبي”، كما تضمن العدد حوارا مع الروائي ابراهيم عبد المجيد صاحب مسيرة حافلة بالعطاء والجوائز، وإضاءة على الشاعر توفيق صايغ وقصائد مجهولة بخط يده تعيده للمشهد الشعري بقلم عبده وازن، وإطلالة على أعظم شعراء العالم غوته الذي فتح أبواب الشرق ونفذ إلى عالمه الفسيح بقلم د.يحيى عمارة، فيما كتب مدحت صفوت عن الترجمة وإشكاليات تعريب الدراسات الإنسانية والأدبية، إضافة إلى حوار مع الكاتب البرتغالي خوزيه لويس بايشوتو الذي قال: تفاصيل حياتنا اليومية تجعلنا لا نرى الأشياء الحقيقية، وقد أجرت الحوار نسرين البخشونجي.

كذلك حفل العدد بالموضوعات الفنية والموسيقية والتشكيلية والمسرحية، حيث تضمن حورا مع الفنان المسرحي القدير عزيز خيون الذي أكد أن المسرح لسان حال الواقع السياسي والاجتماعي العربي، كما حاوره ظافر جلود،  فيما كتب محمد العامري عن الفنان عادل داوود الذي ينجز لوحات مليئة بالقلق والأحلام المكسورة، وكتب أديب مخزوم عن الفنانة ميشلين عقل التي تبحث عن إشراقات الأمل في أجواء الطفولة، فيما تناول قيس الزبيدي معالجة الزمن في السينما عبر خمسة أفلام، وكتب زياد عبدالله عن المخرج نوري جيلان الذي يمتلك جماليات أسلوبية وتنوعات سردية بصرية، وكتب فوزي كريم عن سيد الآلات الموسيقية البيانو وإبحار نحو ضوء القمر.

من جهة ثانية، تضمن العدد الخامس مجموعة من المقالات الثابتة، منها: “تودوروف استشعر لحظة زمنية حبلى بمتغيراتها” – طالب الرفاعي، “سليمان نجيب حياة ملؤها الإبداع والنقد” – د.محمد صابر عرب، “إعادة نظر في رباعيات الخيام”– محمد علي شمس الدين، “دانتي.. يجد اباه” – د.صلاح فضل، “امرأة غير ضرورية: رواية بطلتها إنسانة استثنائية ” – نجوى بركات، “هنا الوردة”- د.حاتم الصكر، “أزمة التاريخ” – واسيني الأعرج، “الحب لا يغادر البلاد: حنين حاضر..حنين يتلاشى” – مهدي سلمان، “كرماس رائد السميائيات السردية في العالم” – سعيد بن كراد، “الشعراء القدامى” – المنصف المزغني.

ويفرد العدد مساحة للقصائد والقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الشعراء والمبدعين العرب، وهي: عصام كنج الحلبي “اليتيم” / شعر، موفق العاني “شوق محب”/ شعر، عمر شبانة “بحة خضراء”/ شعر، أحمد المؤذن “السحابة انجلت” / قصة قصيرة، صباح الدبي “ذكرى” / شعر، عبدالله الأسمري “أبها” / شعر، رفعت عطفة “ريف ماريا” / قصة مترجمة، كما تضمن حوارا مع الشاعر ابراهيم محمد ابراهيم الذي قال إن الصورة الفوتوغرافية قصيدة مرئية لا تقل أهمية عن القصيدة الشعرية، كما حاوره عبد الرزاق الربيعي.

يذكر أن العدد احتوى كالعادة على ملف خاص للشعر والأدب الشعبي متضمناً عدداً من القصائد النبطية ووقفة مع مهرجان الشارقة للشعر الشعبي الذي حفلت دورته الجديدة بالتميز والإبداع،  إضافة إلى قراءة في قصيدة “ألف حب” مهداة إلى دولة الإمارات.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات