تحليل إخباري: هل تخطو الولايات المتحدة نحو تدخل أعمق في الأزمة السورية؟

04:07 صباحًا الخميس 6 ديسمبر 2012
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بكين – (شينخوا): في ظل تفاقم الأزمة المحتدمة في سوريا حيث تشهد البلاد منذ أيام اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري النظامي والحر على أطراف مطار دمشق الدولي، وافق الناتو على نشر صواريخ “باتريوت” على الحدود التركية – السورية وسط مخاوف أمريكية من استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية في صراعه ضد المعارضة.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد حذر يوم الاثنين نظيره السوري بشار الأسد من “عواقب” استخدام الأسلحة الكيميائية في الصراع الدائر بهذا البلد العربي منذ 21 شهرا. كما أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قبل ذلك بساعات في العاصمة التشيكية براغ أن مسألة الأسلحة الكيميائية “خط أحمر” بالنسبة لواشنطن التي تخطط للقيام بعمل ما في حال حدوث ذلك.

ويرى المحللون أنه بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية التي جرت في نوفمبر الماضي، كثرت التحركات الأمريكية بشأن الأزمة السورية، بدءا من دفع إعادة هيكلة المعارضة السورية إلى إبداء استعداد للا عتراف بشرعية الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة. وتبعث هذه التحركات الأخيرة بإشارة مفادها أن واشنطن قد تدرس إمكانية التدخل بشكل أعمق في الأزمة السورية.

وفي ظل التصريحات الأخيرة، قال مسؤول أمريكي لصحيفة ((نيويورك تايمز)) مؤخرا إن أوباما يأمل في أن تتجه الأزمة السورية صوب “نقطة تحول”في أسرع وقت ممكن وإن الرئيس الأمريكي ومساعديه يعكفون على دراسة مختلف الخيارات المحتملة لـ “تدخل أعمق” في الوضع السوري.

وأشار المسؤول إلى أن تزويد المعارضة بالأسلحة وإرسال رجال مخابرات من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي .أي .إيه) إلى المناطق التي استولت عليها المعارضة يندرجان ضمن الخيارات التي تدرسها الحكومة الأمريكية.

وقال إن إدارة أوباما كانت قد أعربت من قبل عن رفضها تزويد المعارضة بأسلحة نوعية خوفا من وصولها إلى أيدي إسلاميين متطرفين في سوريا.

وتفيد وسائل إعلام أمريكية بأن الولايات المتحدة تستعد للاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة “كمثل شرعي وحيد للشعب السوري” وستعلن وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون في اجتماع المؤيدين للمعارضة السورية المقرر انعقاده في المغرب يوم 12 ديسمبر الجاري رفع مكانة الائتلاف .

وفي الواقع، ما من حدث يقع فى المناطق المحيطة بسوريا إلا وكانت له علاقة ما بالولايات المتحدة التي تسعى سريعا لتوظيفه حتى يصب في صالح استراتيجيتها.

فقد استغلت من ناحية هجوم الجيش الإسرائيلي على حماس ونشرت قواتها في المياه المجاورة لإسرائيل تحت ذريعة “الحيلولة دون تصاعد الوضع ومواجهة التغيرات”. وقامت من ناحية أخرى بإعادة حوالي 3 آلاف جندي أمريكي إلى العراق ليتم نشرهم في محافظة متاخمة لسوريا، في تحرك يهدف “ظاهريا” إلى مساعدة الأمن العراقي الداخلي و”واقعيا” إلى مراقبة نظام الأسد.

وفي الآونة الأخيرة، أعربت واشنطن عن أملها في أن يستجيب الناتو لطلب تركيا بنشر صواريخ “باتريوت” على حدودها مع سوريا. وجاءت موافقة الناتو يوم الثلاثاء على نشر تلك الصواريخ بعد طمأنة روسيا في هذا الصدد.

ونظرا للمكانة القيادية للولايات المتحدة في الناتو، ربما تكون عملية نشر تلك الصواريخ وكميتها ومدتها في يد واشنطن في المقام الأول .

ويرى المحللون أن نشر صواريخ “باتريوت” على الحدود بين تركيا وسوريا سيلعب دورا رادعا للقوة الجوية السورية، ما يشكل مظلة حماية للمنطقة الشمالية التي استولت عليها المعارضة السورية أمام قصف الجيش السوري النظامي.

بيد أن استراتيجية أوباما تجاه الشرق الأوسط وصفت دوما بأنها ذات وجهين، إذ أثبتت فترة ولايته الأولي أنه كان ينتهج أسلوب المصالحة مع العالم العربى، ولا يغير في الوقت نفسه عقيدة راسخة لديه بضرورة استخدام القوة ولكن بأساليب مستترة.

وبعد إعادة انتخاب أوباما لفترة ولاية ثانية، تبدأ الولايات المتحدة في تغيير تحركها حيال الأزمة السورية وتعمل على تعزيز وجودها المباشر وغير المباشر في المنطقة ويبدو أنها تنتظر حتى يسوى”الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة”، رغم عدم اعترافها به حتى الآن ، خلافاته ويحقق اختراقة في المعارك، ثم تتحيّن الفرص لتؤدى إستراتيجيتها، التي تعمل على تخططها ليلا ونهارا، دورها.

ولا يزال الكثيرون داخل الولايات المتحدة يساورهم القلق من أن يتمخض أي تدخل أعمق في سوريا إلى خسائر كبيرة في أرواح أفراد الجيش الأمريكي وصدام أوسع فى المنطقة نظرا للطبيعة المعقدة للأزمة السورية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات