ماجازين إن : آلام الرُّوهينجا وذكريات أودايبور وعشق المتصوفة!

11:36 صباحًا الجمعة 15 سبتمبر 2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

 

غلافانفتاح متجدد على حضارات وثقافات آسيا والعالم في العدد الجديد من مجلة ماجازين إن، التي تصدر بالكورية والإنجليزية والعربية في العاصمة الكورية الجنوبية سيول.

آلام الروهينجا

في افتتاحيته يتناول أشرف أبو اليزيد، رئيس التحرير ورئيس جمعية الصحفيين الآسيويين، آلام الروهينجا، ففي أتون ما تتعرض له القارة الآسيوية في بقاع كثيرة من ألم الشتات والحروب والدمار، في سورية واليمن والعراق، كنماذج، يبدو الوضع في ميانمار (بورما) كارثيا.

وكلما اشتعل الألم هناك، بحث دعاة الإنسانية عن منظمة دولية تدين، وعن مؤسسة أخرى تساعد، وعن دولة عظمى تضغط، كي تتوقف الدماء في هدنة ما تلبث أن تسقط، ليتجدد الألم، وهو هنا ألم أقلية الروهنجا، الواقعين بين سندان التهجير والإبادة.

ويحاول دعاة التطرف إسقاط أعراض ذلك المرض الذي يهاجم جسد آسيا، مرض الإرهاب السياسي باسم الدين، لكي تتحول النزاعات السياسية إلى منازعات دينية تستحضر السماء إلى الأرض وتصبغ إرادة الله على جرائم الحرب والتطهير العرقي. ولكي تستدرج قوى العمل والتنمية والبناء إلى مستنقع التخلف والبقاء دائما في زاوية محاولة ترميم الأرواح التي تتعبها الحرب وترعبها المآسي: “الواقع أنني لا أنظر إلى ما يحدث في ميانمار (بورما) باعتباره إبادة للمسلمين، وحسب، بل هي إبادة للإنسانية وحرب ضد الإنسان بكل حضاراته وأعراقه وثقافاته وسلالاته ولغاته ودياناته. ولا أرى حلا قريبا، فليس هناك اتحاد آسيوي يقوم بدور مماثل للاتحاد الأوربي، الذي استقبل ملايين المهاجرين، وحاول عبر أعضائه حل جزء كبير من مشكلاته، حتى أنه خصص أموالا بمليارات اليوروهات لكي تستوطن دول الأعضاء وجيرانها (مثل تركيا) هؤلاء النازحين عن أوطانهم”.

ويضيف : “كالعادة يبدو النظام العسكري في ميانمار (بورما) متهما، وهو النظام الذي حاول تجميل صورته، فأخرج المعارضة السابقة أونج سانج سو تشي من محبسها، ليضعها على رأس الوزراء، ولنكتشف أنها لا تقل انخراطا في المأساة عن جيش بلادها. وكأن نوبل التي نالتها كانت قلادة وجائزة فقط، ولم تكن من أجل السلام! ستظل آلام الروهينجا، طالما بقيت آسيا تنتظر القرار من خارج سلطاتها وحكوماتها وشعوبها، ولتصبح ميانمار (بورما) ـ ربما  ـ قاعدة جديدة لإيواء المتطرفين من الجهاديين الذين أدوا مهامهم في مواقع كثيرة دمروها، ويتم تجنيدهم اليوم كي تصبح ميانمار (بورما) ساحة حرب دينية جديدة، بمساعدة جيش إنقاذ روهينجا أراكان كما كان إرهاب القاعدة وطالبان في أفغانستان، وداعش في العراق والشام. وبمسيرات تجوب كراتشي ومناطق أخرى في باكستان، بقيادة الجماعة الإسلامية ، حيث ولدت الطالبان، داعية للانتقام!”

 الشاعرة الهندية الكبيرة راتي ساكسينا  ومدينة أودايبور

الشاعرة الهندية الكبيرة راتي ساكسينا ومدينة أودايبور

ذكريات أودايبور

اللقاء الثقافي الأول مع الشاعرة الهندية الكبيرة راتي ساكسينا  التي تقدم إنسانية مكثفة عبر قصائد تحتفي بجميع الكائنات الحية – فهي تكتب عن العنكبوت، والنملة، والبومة – بفهم مماثل لكل الأشياء الحية والجامدة على حد سواء.

راتي ساكسينا أستاذة فخرية للأيرلندية الحديثة، في كلية الجامعة، بكورك وقد سافر صوتها العميق طويلا لتغرس كلماتها التي تصل الصدر مثل نسيم طازج، بقصائد جديدة ومُوَلَّدة تحمل رائحة الأرض، وتعتمد على بئر التقاليد الهندو أوروبية.

للشاعرة 5 مجموعات باللغة الهندية واثنتان باللغة الإنجليزية ومجموعات فرادى في كل من المالايالامية والإيطالية والاستونية والفيتنامية والإنجليزية مترجمة من قبل شعراء آخرين. بجانب الشعر تترجم ساكسينا قصائدها وأعمالا عالميةكما أنها محررة  kritya   (كريتيا) وهي مجلة شعرية متعددة اللغات .

وقد ترجم لها أشرف أبو اليزيد قصيدتها عن مسقط رأسها؛ أودايبور، وهي إحدى مدن راجستان، التي تقول في مقاطع منها: بجوار تلك الشجرة، ذاك المعبد | الذي يأخذ سُمْكه من الآلهة والطبول وأجراس | متلهفة لتقديم ما لدي، بينما تنتظر بقرة، بذيل يهش الذباب. وإلى جانب ذلك كله، تلك البحيرة الراقصة |البحيرة التي كانت قبل ميلادي | البحيرة التي ستبقى بعدي | البحيرة المتجمدة في قلبي | البحيرة التي تذوب قطرة فقطرة فقطرة | لتغمر ذاتها داخلي. كنت شجرة بجانب هذه البحيرة، وحين حكّت الماشية ظهورها في لحائي، مَحَتْنِي | فسقطتُ في البحيرة | ثم سبحت في أحلامي

أحمد الشهاوي

أحمد الشهاوي

.

عشق المتصوفة

من مصر يكتب أحمد الشهاوي؛ الشاعر والسارد المنغمس في تراث العشق  عن غياب خِطاب الحُب في الثقافة العربية: “صار الخِناق ضيِّقًا على الناس ، وحلَّ خطاب الكراهية بديلا مكانه ، ولم يعُد العرب يقدِّمون خطاب العشق المعرُوف والمشهُود لهم به في تراثهم وتراث الإنسانية ( أو أي خطابٍ آخر ) ، إذْ انغلق الفُقهاء ، وتشَدَّد العُلماء ، وتعسَّف الشيُوخ ، وجُمُدت عقُول ونفُوس الأئمة ( هذا إذا كان هناك أئمةٌ من الأساس في زماننا ) ، وصار الخوفُ من النساء ، وكراهيتهن وازدراؤهن واحتقارهن والحَطّ منهن ، والعنف ضدهن ، و اعتبارهن أوعيةً جنسيةً لا أكثر مِنهاجًا وثقافةً شعبيةً عامةً ؛ من فرْطِ ما يُقال ويُذاع ويُكتب ، في المساجد والمناهج والكتب ، كأنهن لسن ” شَقَائِق الرِّجَالِ ” ، ولا نستوصي بهن خيرًا ؛ حتى صار الإسلام دين العرب يُعرف بأنَّهُ مُرادفٌ لكُرهِ النساء ، بعد أن كان العرب – وخُصُوصًا العُذريين والصوفيين – يرَوْن الحُبَّ دينًا ومذهبًا ، وكأنَّ المشتغلين بالدين ينقلون عن أرسطو الذي رأى أنَّ ” النساء عبارة عن تشوهات طبيعية أو رجال ناقصين ” ، مع أن الحياة ما هي إلا رواية عشقٍ فصُولها غنيَّة ومتعدِّدة .

وصار نتاج فُقهاء العرب والمسلمين من كُتب العشق كُفرًا وزندقةً ومرُوقًا ، إذا جاء على لسان قلمٍ عربيٍّ مُعاصرٍ أو حديثٍ ، ولذا أخذت الكراهيةُ مكان العِشق ، والحقد مكان الحُب ( الذي هو سَفَرٌ في أرضِ الرُّوح ) ، فبدلا من أن كان لويس أراجون يقلِّد مجنون ليلى ( ويكتب ديوانه مجنون إِلسَا ) ، والعشرات من الكُتَّاب والمفكِّرين الأوروبيين يُقلِّدون ابن حزم الأندلسي ، حتَّى تغيَّر شكلُ الحُب ومُمارسته بين ناس أوروبا ، صار العرب هم الناقلون عن غيرهم ، ولم نعُد نرى العِشقَ ( الذي هو الوصُول إلى المعرفة الكبرى ) إلا فيما ندُر بين العرب ، وسادت ” علاقاتٌ وتجاربُ ” عابرةٌ ، لا رائحةَ لها أو أثر ، لا تتركُ علاماتٍ في نفوسِ وأرواحِ المُحبين ؛ لأنَّها مسَّت الجِلد فقط ، ولم تمسّ أو تسْكُن الشّغاف ( غِلاف القلب – ” قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ” ) ، أي أنَّها علاقاتُ حُبٍّ تمتِّع الجلد ، ولا تمتِّع القلب ، أو تشرح الرُّوح ، وتلك لها تسمياتٌ أخرى ، ليس من بينها الحُب مُطْلقًا.

كتب الثقافة الكورية المصورة للأطفال

الكاتبة والمخرجة فاطمة الزهراء حسن تقدم رحلة في كتب الثقافة الكورية المصورة للأطفال. وقد كان نظام الأسرة في المجتمع الكوري مجسدا لنظام الأسرة الممتدة، حيث يعيش الجد والجدة والأبناء والأحفاد معا في منزل واحد، مؤكدين على احترام وبر الوالدين. ولكن مع التقدم الصناعي  أصبحت الحياة في البلاد أكثر سرعة وتعقيدا، فأصبحت الأسر الكورية معظمها في العصر الحديث نووية، تضم الأبوين والأبناء غير المتزوجين وحسب.

هنا تقدم مجموعة الكتب المصورة أنماطا من الحياة العائلية تقرأ فيها دفء الأسرة وحنانها حيث تؤدي الأم أدوارا مهمة في تربية أولادها؛ مثل قصة (أمي) التي تتابع الأبناء في مراحل نموهم، أما المجموعة الثانية من القصص المصورة عن الثقافة الكورية تقدم أبوابا من الحياة اليومية، سواء على الطريق أو في مترو الأنفاق، بين التقاليد والآداب والسلوك، واستعراض الملامح الجغرافية والتاريخية. وفي قصة (حي ساجيك دونغ) مثالا يعود بطل القصة “أنا” إلى حيه القدم حيث نشأ وترعرع ودخل المدرسة، في أزقته التي احتضنت أوقات لعبه خلال صباه، وصداقاته، وجيرانه، وجاراته، كالجدة بائعة الأعشاب، والعمة في صالون تصفيف الشعر، لكن مع تطوير المدينة تختفي الأزقة الدافئة المشاعر، ويختفي كل شيء.

(هذه الأيام) قسم ثالث من مجموعة القصص المصورة تلقي نظرات على الحياة اليومية، وخاصة العادات والتقاليد في الأعياد، وارتداء الهانبوك “الزي التقليدي” في مواسم الحصاد، ورحلة إلى الريف مع العودة من هناك محملين بالهدايا. أورحلة مجسمة للسفر بالقطار في كوريا. تفاصيل كثيرة تقدم دروسا حية ولقطات لماحة لحركة أسرة هذه الأيام.

معالم المدينة وربوع البلاد، تتوزع على الجزء الخاص بكتب المكان المصورة … من المعابد إلى القصور، ومن الأنهار إلى الوديان، ومن الجبال إلى السفوح.

جيمي تشا

تشا مين سو Cha Min Soo... رجل اقتصاد ما بعد الثورة الصناعية

تشا مين سو Cha Min Soo… رجل اقتصاد ما بعد الثورة الصناعية

في حوار العدد الاقتصادي لقاء مع تشا مين سو Cha Min Soo… رجل اقتصاد ما بعد الثورة الصناعية، الذي سافر مبكرا إلى الولايات المتحدة لأنه أراد أن يكون جيمس بوند، فأصبح بلاك جاك! وحسب الإحصاءات شاهد 80% من الكوريين مسلسلا عن سيرة رجل الأعمال الشهير باسم جيمي تشا الشهير حسب المسلسل، وبالإضافة لكونه رجل اقتصاد، ورائدا في مجال الأعمال لحقبة ما بعد الثورة الصناعية، يحتل جيمي تشا مكانة مرموقة بين أفضل عشرة لاعبي بوكر في العالم، والأول في كوريا، فضلا عن حصوله على الحزام الأسود في الفنون القتالية.

ويقول  مسلسل “الكل هنا” يحكي بداية عن المقامرة في كوريا بعد أن أصبحت صرعة. تم بناء الكازينو واستخدامه في جميع القرون، منذ القرن السادس عشر. وظل دائما شكلا من أشكال الترفيه. 40٪ من كل كازينوهات العالم توجد في الولايات المتحدة (50٪ منها في أمريكا الشمالية). بفضل عمدة مدينة لاس فيغاس (أوسكار غودمان)أصبح هناك  دور لقطاع الأعمال في الكازينو كواحة للترفيه. الدخل الإجمالي منه  15٪ فقط مصدره الكازينو، وباقي الدخل يأتي من منطقة التسوق وصناعة الترفيه المحيطة. الناس في لوس أنجلوس لا يدفعون الضرائب لأن جميع الضرائب تؤخذ من الكازينو والفنادق التجارية. وإذا كان أولئك الذين يقيمون في الفنادق يدفعون ضريبة الفندق – يتم وضع ريع الضريبة في دعم نظام التعليم في المدينة ويذهب النصف الآخر إلى بناء مرافق المدينة، مثل الطرق السريعة. هذه دورة جيدة تساعد المدينة.

وعما يجري لدى جاره في الشمال وفرص توحيد الكوريتين، رغم ما يحدث قال جيمي تشا: “ما أريد أن تفعله الحكومة الكورية هو الصبر. يمكن أن نتغلب على كوريا الشمالية إذا اندلعت الحرب، ولكننا عائلة. نحن لا نريد القتال ضد بعضنا البعض، ونحن نريد أن نساعد بعضنا البعض، إذا وقعت الحرب الناس هم الذين يعانون أكثر من غيرها. تحتاج الحكومة الكورية إلى شخص يمكنه التفاوض بشكل جيد. لا أحد يريد الحرب.  الناس لا يريدون القتال ولكنهم يريدون فقط أن نتحدث. ثق في. يجب أن نعطي الدعم الإنساني إلى كوريا الشمالية”.

ويخصص الملف الاقتصادي قراءة موسعة لمشروع المملكة العربية السعودية للاستثمار والتنقيب في البحر الأحمر، عبر السياحة في شواطيء خمسين جزيرة والبحث عن الذهب والمعادن النفيسة في الحوض البحري المشترك بين المملكة والسودان.

في القسمين الكوري والإنجليزي مقالات واستطلاعات للناشر والإعلامي الكوري المخضرم لي سانج كي والصحفي السنغافوري آيفان ليم والكاتب الباكستاني نصير إعجاز والإعلامية الفلبينية إلين فرير والصحفية القرغيزية أكنارال ساباتار، والسينمائية التسجيلية الهندية نيليما ماتور، وأسماء أخرى كثيرة.

 

 

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات