“العصر الجديد”: يقظة الحزب الشيوعي الصيني في الحكم على الواقع

09:25 صباحًا الجمعة 27 أكتوبر 2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بقلم تشنغ يونغ نيان، مدير معهد شرق آسيا بجامعة سنغافورة الوطنية

“من أين أتينا وأين وصلنا والى أين نحن ذاهبون؟”، ثلاث اسئلة محور المناقشة لكل دورة من المؤتمرات الوطنية للحزب الشيوعي الصيني، والمؤتمر ال 19 الأخير ليس استثناءا. وتعتبر الإجابة عن هذه الأسئلة الثلاثة حكما أساسيا بالغ الأهمية. ولا يمكن للحزب الشيوعي الصيني أن يحدد مهمته الجديدة والاتجاه المستقبلي للتنمية دون الحكم الاساسي.

وصلت التنمية الصينية حاليا الى حقبة جديدة، التي لا تعتبر مجرد اسما فقط، وإنما الحكم الأساسي حدده الحزب الشيوعي الصيني على أساس حقائق وصول مستوى التنمية الاجتماعية والاقتصادية الصينية الى مرحلة معينة وغير متوازنة. وينص تقرير المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني على ما يلي: “دخلت الاشتراكية ذات الخصائص الصينية حقبة جديدة، وتحول التناقض الاجتماعي الرئيسي الى التناقض بين الاحتياجات المتزايدة للشعب والتنمية غير المتوازنة.” وفي الوقت نفسه، التغير في التناقض الرئيسي للمجتمع الصيني لا يغير الحكم الذي حدده الحزب الشيوعي الصيني للمرحلة التاريخية التي تمر بها الاشتراكية الصينية في الوقت الراهن، ولا تتغير الظروف الرئيسية المتمثلة في استمرار وجود الصين في المرحلة الابتدائية من الاشتراكية، ولا تتغير مكانة الصين الدولية كأكبر دولة نامية في العالم.

حققت التنمية الصينية انجازات كبيرة، وحظيت بتثمين دولي كبير، لكن الصين تعلم جيدا في أي عصر هي وتعلم بيئتها الداخلية والخارجية. وأن الاشتراكية لا يمكن تحقيقها بمجرد التشجيعات. وتتميز القيادة الصينية بعقل رصين جدا، يمكنها من مواجهة التحديات والتطلع للمستقبل على أساس التأكيد الكامل لإنجازاتها، كما لديهم تفكير وأحكام جدية للغاية بشأن المشاكل.

رسم شي جين بينغ في التقرير الذي قدمه خلال المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني مخططا للمستقبل: من المؤتمر التاسع عشر الى المؤتمر العشرين، هو التقاطع التاريخي بين هدفي المائتين سنة. وينبغي للصين أن تبني مجتمعا رغيد الحياة بشكل شامل، وأن تحقق هدف نضال لمائة سنة الاولى، ولكن أيضا اغتنام فرصة تاريخية لفتح المرحلة الجديدة من بناء دولة اشتراكية حديثة، والكفاح لهدف المائة سنة الثانية.

ويستند هذا المخطط إلى الحكم الأساسي. من الناحية الاقتصادية، وصلت الصين الى مرحلة حاسمة من المجتمع الرغيد الشامل. ويمكن أن نرى من خلال التحاليل السياسية في هذه السنوات، أن الصين صبت تركيزها على كيفية تجنب فخ الدخل المتوسط، والتحول الى الاقتصاد ذات الدخل المرتفع، أي المجتمع الثري. ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي للصين حاليا أكثر من 8000 دولار امريكي، وفقا للخطة ” الخمسية الثالثة عشرة”، حتى عام 2020، سيبلغ نصيب الفرد الواحد الى 12,000 دولار امريكي. ولكن الاهم من ذلك، فإنه في ظل تلبية لاحتياجات الشعب الصيني من الاغذية واللباس وتحقيق مجتمع رغيد الحياة بوجه عام، تتزايد الحاجات الاخرى أيضا، مثل الاحتياج الى بيئة أفضل وعدالة اجتماعية، مما يظهر التنمية غير المتوازنة بين الاقتصاد الصيني والتنمية الاجتماعية والبيئية. بعبارة أخرى، التنمية غير المتوازنة بين الحضارة المادية والحضارة الروحية. لذلك، طرح تقرير المؤتمر التاسع عشر ضرورة” تعزيز التنمية الافضل للناس، والتقدم الاجتماعي الشامل.”

ولا تتعلق الاحكام الجديدة التي اصدرها الحزب الشيوعي الصيني في الحقبة الجديدة بتنمية الصين فقط، وإنما توفر خيارا جديدا لبلدان وشعوب العالم الراغبة في تسريع التنمية والحفاظ على استقلالها.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات