عودة الكفاءات الصينية المهاجرة بحثا عن مستقبل أفضل في بلدهم

10:29 صباحًا الجمعة 27 أكتوبر 2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

ليو لينغ لينغ، صحيفة الشعب اليومية

قالت وسائل إعلام صينية مؤخرا، إن الصين قد بدأت استقبال موجة ثالثة من الطلاب المبتعثين العائدين لبناء مستقبل أفضل لهم في بلدهم. ويتوقع الخبراء أن الصين ستشهد نقطة تحول تاريخية، تتمثل في تجاوز عدد الطلاب العائدين إلى البلاد عدد الطلاب المغادرين لها خلال السنوات الخمس المقبلة. حيث ستتحول الصين من وجهة طاردة للكفاءات إلى وجهة جاذبة لها. وبذلك ستصبح الصين  قطبا هاما ضمن البنية الدولية في التنافس على المواهب.

وأظهرت بيانات الكتاب الأزرق لتوظيف الطلاب الصينيين المبتعثين الصادر عن وزارة التربية والتعليم في يونيو من عام 2017 أن عدد الطلاب الصينين المتوجهين إلى الخارج للدراسة، قد بلغ 545 ألف طالب في عام 2016، بزيادة قدرها 36.2% عن عام 2012، في حين بلغ عدد الطلاب الصينيين الذين عادوا إلى الصين 433 ألف طالب بزيادة قدرها 58.6% عن عام 2010.  وبذلك أصبحت الصين أكبر مصدر في العالم للطلاب المبتعثين، كما انخفض العجز تدريجيا، حيث عاد أكثر من 80% من الطلاب إلى بلادهم بعد التخرج.  وأصبح عدد كبير منهم يمثلون مواهب رائدة في العلوم والتكنولوجيا والتعليم والاقتصاد والثقافة وغيرها من المجالات لتكوين قوة هامة في بناء الدولة المبتكرة.

ويعتقد محللون أن التنمية المطردة للاقتصاد الصيني والتحسن المستقر للقوة الوطنية الشاملة تمثل إحدى الأسباب الهامة في جذب الطلاب للعودة إلى بلادهم.  وفي هذا الصدد، أظهر تقرير “القوة التنافسية العالمية 2017 “، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية بلوزان السويسرية مؤخرا، أن ترتيب القدرة التنافسية للصين قد تقدم بـ 7 مراكز. كما حقق أداء التوظيف في الصين موقعا متميزا بين 63 اقتصادا رئيسيا في العالم. حيث تشهد جاذبية الصين للكفاءات تقدما مطردا.

قامت الحكومة الصينية في السنوات الأخيرة، بإطلاق برنامج توظيف الخبراء العالميين ضمن “خطة الألف شخص”، لإنشاء أكثر من 300 حديقة لريادة الأعمال التجارية وتوفير عدد كبير من فرص العمل والتسهيلات السياسية للطلاب الذين عادوا من الخارج. ونشرت صحيفة “البلد” (EL PAÍS) الاسبانية مقالا في وقت سابق، تطرقت فيه إلى “خطة الألف شخص”.

وتهدف “خطة الألف شخص” التي انطلقت في عام 2008، إلى جذب دفعة من المواهب الراقية التي تلقت التعليم في الخارج للقيام بالابتكار وريادة الأعمال في مشاريع الابتكار الوطنية والتخصصات والمختبرات والشركات المركزية والمؤسسات المالية الوطنية الهامة ومناطق التنمية الصناعية ذات التكنولوجيا الفائقة.  وحتى الآن تم إدخال أكثر من 7000 كفاءة عالية المستوى على 13 دفعة، ما شكل أكبر موجة لعودة الكفاءات الصينية المهاجرة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات