الصين ستظل طويلا في المرحلة الأولى من الاشتراكية

01:19 مساءً الجمعة 27 أكتوبر 2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

تشانغ منغ شو، صحيفة الشعب اليومية

أوضح شي جين بينغ الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في التقرير الذي قدمه إلى المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني في يوم 18 أكتوبر، أنه ” مع دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد، تحول التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا إلى تناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة والتنمية غير المتوازنة وغير الكافية. ” ما يعكس بأن الحكم الذي أصدره الحزب الشيوعي الصيني بشأن التناقض الاجتماعي الرئيسي في الصين قد تغير لأول مرة منذ 36 سنة. في ذات الوقت، قال شي: “يتعين علينا معرفة أن تغير التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا لم يغير صحة تقديرنا للمرحلة التاريخية التي تمر بها الاشتراكية في بلادنا، حيث لم تتغير الظروف الأساسية المتمثلة في أن بلادنا ما زالت وستظل لفترة طويلة في المرحلة الأولى من الاشتراكية، كما لم تتغير كذلك المكانة الدولية لبلادنا كأكبر دولة نامية في العالم. ”

تظهر بيانات المكتب الوطني للإحصاء في الصين، أن الناتج المحلي الإجمالي للصين قد بلغ 74 تريليون يوان (11.16 تريليون دولار) في عام 2016. فيما بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 8260 دولار، ويأتي في المرتبة الـ93 عالميا.

من جهة أخرى، لا تزال هناك فجوة كبيرة نسبيا في التنمية وتوزيع الدخل بين المدن والأرياف وبين مختلف الأقاليم. حيث بلغ الدخل الفردي للمقيمين في المناطق الحضرية 33616 يوان في عام 2016، بينما بلغ الدخل الفردي للمقيمين في المناطق الريفيية 12363 يوان. وبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في المناطق الوسطى والغربية نصف دخل المناطق الساحلية المتقدمة. ولا تزال الصين في مرحلة التصنيع السريع والتحضر، حيث وصل معدل الحضرنة إلى 53.7% في عام 2016. في حين يفوق هذا المعدل في البلدان المتقدمة 80%.

ويرى هو آن غانغ عميد معهد البحوث الوطنية بجامعة تسينغهوا، سلسلة من الأحكام الهامة التي تبنّاها الحزب الشيوعي، مثل ” دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد ” و”عدم تغير الظروف الأساسية، المتمثلة في استمرار وجود الصين في المرحلة الأولى من الاشتراكية ” توفر دليلا أساسيا لفهم اتجاه التنمية في الصين والعالم. وان الرسالة التاريخية للحزب الشيوعي الصيني هي تحقيق النهضة للأمة الصينية. كما يحمل الحزب الشيوعي الصيني على عاتقه رسالة تجاه الدولة والشعب والأمة الصينية والبشرية، ويسعى لتقديم إسهاما أكبر نحو السلام العالمي وتقدم البشرية.

وقال لي هاي تشينغ الأستاذ بكلية الماركسية بمدرسة الحزب المركزية للحزب الشيوعي الصيني، انه بعد أكثر من 30 عاما من الإصلاح والانفتاح، لا تزال الصين في وضع متخلفا نسبيا. غير أن التحديثات الاشتراكية ذات الخصائص الصينية بدأت دخول فترة ” التطور ” خلال العقود الأخيرة، وخاصة التطور الذي شهدته في السنوات الخمس الماضية بعد اختتام المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني. ما يدل على أن العصر الجديد هو مرحلة أعلى نسبيا وفترة من التطور في المرحلة الأولى للاشتراكية ولا تتجاوزها.

وأشار الخبراء عموما إلى انه على الرغم من ان الصين شهدت تغيرات هائلة منذ الإصلاح والانفتاح، واستقبلت طفرة عظيمة من النهوض ثم الثراء وصولا إلى تعزيز القوة. إلا الصين لاتزال أكبر دولة نامية في العالم. ولا يمكننا ان اتخاذ حكم خاطئ حول الوضع ونفقد الاتجاه بسبب تحقيق الصين لنجاح كبير في التنمية الاقتصادية. وهذا ما يمكن تفسيره بعدم تغير الظروف الأساسية، المتمثلة في أن بلادنا ما زالت وستظل لفترة طويلة في المرحلة الأولى من الاشتراكية، في حين لم تتغير كذلك المكانة الدولية لبلادنا كأكبر دولة نامية في العالم.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات