صدر في العاصمة الكورية الجنوبية العدد الجديد من مجلة ماجازين إن التي تصدرها جمعية الصحفيين الآسيويين ويرأسها أشرف أبو اليزيد، الذي انتقد في افتتاحيته توجس المبدعين الشديد في فضاء الثقافة لمفردة “السلعة”وكأنّ تسليعَ الثقافة جريمة، أو امتهانٌ، أو حطٌّ من قدر الإبداع، وهي نظرة غير مكتملة؛ لأن أحد شروط الإبداع هو الاستمرارية، وهي خاصّة تتحقق حين يستمر دعمها، وإثراء دورتها الاقتصادية، فتجد المسارح من يدخلها، وتعثر المنتجات الموسيقية على مشترين لها، وتلتقي الكتب من يبحث عنها ويدفع من أجل اقتنائها.
فالكتاب كمحتوى قبل الطبع هو فكرة في الأدراج، لكنه حين يُطبع يتحول إلى سلعة ثقافية، تحتاج إلى سوق مناسبة، يستطيع فيها الأطراف جميعًا؛ المؤلف (المنتِج) ودور النشر (الوسيط الإنتاجي) والمتلقي إكمال تلك الدورة بنجاح.
وينظر رئيس التحرير إلى اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب عام 2019م كمحصِّلة بَدَهية؛ لأن البنية التحتية استطاعت أن تدعم الفكرة، وتستقطب التنافس القادرَين على الفوز، ضمن شروط محددة، ولا يفوز تاريخٌ بثقل الماضي وحده، بل بالقدرة على التجديد كمبدع.
وفي مقالها وداعا أيتها العائلة تكتب الباحثة فاطمة الحصي، رئيس تحرير مجلة هوامش تنوير ، عن رواية فرانسواز ساغان الثورية “صباح الخير أيها الحزن ”التي صدرت عام 1954 لتقع كالقنبلة ، فمن خلالها أعلنت “ساغان “عن نفسها كأديبة كما أعلنت أيضا عن مولد نوع من الأدب المتمرد على القيم الإجتماعية، كان ذلك اواسط الخمسينات. وقد اعتبر البعض أن هذه الروايه هى بداية صرخة (وداعا أيتها العائلة ) أطلقتها فرانسوا ساغان تعبيرا عن التمرد الوجودى على القيم الأجتماعية السائده فى المجتمع، وعلى رموز السلطة الأبوية الوالدين ،الأسرة والعائله …..” يبدو أنها لم تكن مجرد صرخة، ولكنها كانت قراءة استشرافية مستقبلية لواقع الأفراد فى العالم أجمع “.
وتقدم ماجازين إن مختارات للشاعرة الإيرانية بونه ندائي التي تبوح بأسرارها الشعرية صمتًا. وندائي شاعرة وساردة ومترجمة وصحفية وناشرة ورئيس تحرير مجلة شوكران الأدبية، كما أن لديها دار نشر مميزة هي أمرود، وقد خصصت منذ سنوات سلسلة لترجمة الأدب الكوري إلى الفارسية لتصدر في طهران.
ولا ترى بونه أن القصيدة مكونها الحروف أو الكلمات، فنحن نخدع أنفسن إذا ظننا ذلك، وعلينا إعادة تعريف للقصيدة؛ فالشاعر وحده هو من يعيش القصيدة، سواء ولدت على شكل كلمات أم لا. قصائد بونه القصيرة في ديوانها “صمتًا” تكشف تلك الروح المتمردة للشاعرة الفارسية ذات الأصول الآذرية، التي تتمتع بحضور ثقافي قوي في العاصمة الإيرانية، باعتبارها أيقونة للعمل الصحافي المستقل، وإحدى الناشرات القليلات اللائي تقدم سيرتهن صورة معاصرة للمرأة المبدعة هناك.تقول في “موت رغبة” يعرف القنديل جيدا رعب موت الرغبة، وعذاب الزمن المفقود لحظة بعد أخرى …وارتعاشة ذؤابة الشعلة الأخيرة!… بعد ذلك، تموت الرغبات كلها. وساعتها يمكن أن توقد الثُّريات، أملا في نشر الضوء، ولكن للأسف لا تستطيع الثُّريات أن تتوهج، إنها ليالي الشعراء المظلمة المثقلة بالصمت …
المجلة التي تصدر باللغات الكورية والإنجليزية والعربية أسسها الإعلامي المخضرم لي سانج كي، وهي تفرد بجانب الثقافة والآداب والفنون، صفحات للسياسة والاقتصاد.
وتكتب المخرجة فاطمة الزهراء حسن كيف أنقذ موظفو الأرشيف السينمائي الأفغاني 7000 بوبينة تعد تراثا لا يقدر بثمن خلال الهجمة الطالبانية على كل ما هو فني، إصر تفجير الجماعة المتطرفة لتمثالي بوذا في باميان. مثلما تستشرف المستقبل مع جيل يملك القدرة على المواصلة، مثل المخرجة والمنتجة الأفغانية صبا سحر.
وفي مقال للأكاديمي الهندي عبد المجيد تي | أستاذ مساعد، كلية فاروق، كايرالا ، عن العرب وثقافتهم في السينما المالايالامية، يكتب كيف ركزت تلك السينما على الصور النمطية للعرب سواء في تصوير ثقافتهم وعاداتهم ولباسهم ومحادثتهم ولهجتهم وتحياتهم وحتى في إيماءاتهم. وبدا هذا أكثر وضوحا في الافلام الجديدة أو في أفلام ما يسمى الجيل الجديد. وجاء التنميط في ثلاثة أقسام خاصة. الأوّل؛ المجرم أو الشرير، والثاني الكوميدي، فهو ممثل هزلي أو مضحك، أما النمط الثالث فهو المنقذ. ويعد الفيلم الأكثر جدلا هو “خدامة” GADDAMA من إخراج كمال ، وجريش كمار، والقصة للكاتبة ك. يو. إقبال ، أما البطولة فللنجوم كاويا مادهافان ، سرينيفاسان ، بيجو مينون ، لتا ، سكماري، سوراج وينجارانمود.
والعنوان Gaddama تنقيح كلمة خدامة؛ النسخة العامية من الفصحى “خادمة”. ويروي الفيلم قصة بعض المهاجرين في الخليج من خلال حياة خادمة في بلد خليجي. وتستند القصة على مذكرات حقيقية نشرتها ك يو إقبال، بمجلة محلية مصورة لحوادث حياتية لفتاة ولدت في ولاية كيرالا وخدمت بالجزيرة العربية لتنقل المآسي بعيون مليبارية.
بالمقابل يقدم فيلم من الشارقة إلى الشارقة (SHARJA TO SHARJA )، الذي أخرجه وينُجوبان في 2001م، الصورة الإيجابية للشخصية الخليجية، حين يتهم شاب مليباري اسمه “اُنّي” (unni) بشكل خاطئ بتهمة القتل في دبي، فيتقدم شيخ لمساعدته وإطلاق سراحه، قبل أن يغنوا للمنقذ في فرح وسرور، مادحين شمائله.
وفي مقال له يقدم أشرف أبو اليزيد قصة زوجة الدبلوماسي الأسترالي التي كشفتها الأثرية المصرية مونيكا حنا في رسالة إلى سفير بلادها في مصر. إذ استطاعت مدام كيث (95 سنة) أن تسافر بصحبة زوجها في بلدان الشرق الأوسط، تأخذ الآثار وتهربها بحرية تامة، وتتاجر بها لاحقا.
وتنشر ماجازين إن تقريرا للصيني ليو لينغ لينغ عن استقبال الصين لموجة ثالثة من الطلاب المبتعثين العائدين لبناء مستقبل أفضل لهم في بلدهم. ويتوقع الخبراء أن الصين ستشهد نقطة تحول تاريخية، تتمثل في تجاوز عدد الطلاب العائدين إلى البلاد عدد الطلاب المغادرين لها خلال السنوات الخمس المقبلة. حيث ستتحول الصين من وجهة طاردة للكفاءات إلى وجهة جاذبة لها. وبذلك ستصبح الصين قطبا هاما ضمن البنية الدولية في التنافس على المواهب.
وتتابع ماجازين إن أهم الأحداث الثقافية في القارة العملاقة، ويأتي على رأسها افتتاح اللزفر أبو ظبي بشراكة ثقافية إماراتية فرنسية. وقيام أول قطار شحن على طريق الحرير الحديدي من بودابست إلى الصين، واحتفال أمم جنوب شرق آسيا باليوبيل الذهبي لإنشاء رابطتها، فضلا مع عدد من الحوارات بينها لقاء مع صحفي الفلبين الأشهر رامون تولفو.
ومن تونس تنتقد الإعلامية سعيدة الزغبي سليمان تقاعس أهل الكوكب من مواطنين ومسؤولين عن إنقاذ الأرض، التي تعاني كوارث طبيعية وبشرية على حد سواء. مثلما تطرح الماليزية نورالله داوود عما إذا كان ذلك خطأ الطبيعة م تقصير البشر.
وتتناول الإيطالية المحررة للمجلة في مكتبها الرئيسي بسيؤول عن وجوه يون مي سون التشكيلية المشوهة، والمغوى من وراء تقصد الفنان تشريح وجوه شخصياته.
وفي كلمته عن سياسة التحرير في العام القادم أعلن لي جو هيونج Lee Joo-hyeong أن إدارة التحرير ستبدأ مع العدد القادم تقديم المجلة في شكلها الجديد، لتواصل نهجها نافذة آسيوية على العالم، ونافذة عالمية على آسيا.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.