صلاح معاطى .. طائر محلق ما بين العلم والخيال : قراءة فى رواية صائد الأقمار

07:45 صباحًا الإثنين 18 ديسمبر 2017
عزة أبو العز

عزة أبو العز

كاتبة وناقدة من مصر

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

D642637B-9B24-4DEF-9593-1EE016AA94FBجميل أن يكتب الأدب بقلم ساحر قادر على أن يجذبك إليه منذ اللحظة الأولى , والأجمل أن يكون هذا الأدب طائراً محلقاً فى فضاءات العلم والخيال اللامتناهية , يستشرف أفاق المستقبل مستنداً على الخلفية العلمية للكاتب ومتابعته لمنجزات العصر وأحدث الاكتشافات .
وبطل هذه الدراسة هو كل هذا وأكثر إنه الكاتب والمبدع المصرى صلاح معاطى الذى يمثل حالة إبداعية متفردة يجمع بين كتابة الرواية والقصة القصيرة والمسرحية والدراسات الأدبية بالإضافة إلى حضوره القوى فى المشهد الإعلامى والثقافى المصرى , كتب عدداً من الأعمال الدرامية للإذاعة والتليفزيون ما بين السهرة والسباعية والمسلسل .. ولكن ما نحن يصدده الأن هو رؤية نقدية لروايته الرائعة صائد الأقمار الصادرة عن دار النخبة للطباعة والنشر إبريل 2016 م ( سلسلة الخيال العلمى ) تلك الرواية الماتعة التى تمنح القارىء قدراً كبيراً من المعلومات العلمية والمفيدة عن حركة { الأقمار والشمس والنجوم والزلازل والبراكين والسحب والغيوم } بطريقة سرد شيقة ومثيرة تثبت وتؤكد أننا أمام مبدع مالك لأدواته وأيضاً عاشق ووطني حتى النخاع .
** المضمون الفكرى للرواية **
لا يكتمل جمال وجلال العمل الإبداعي إلا بجودة وقوة فكرته الرئيسة ورواية صائد الأقمار رواية لها نصيب وافرمن جودة المضمون وعبقرية السرد , وبها الكثير من سمات أدب الخيال العلمى الذى أضفى عليها طابعاً مشوقاً وبها أيضاً الحبكة الدرامية القوية والمتصاعدة , فمجرد الطرح بأن صائد الأقمار كأنه قرصاناً خفياً سيخطف القمر وسيحول نهارنا إلى ليل مظلم وقد تفنى الأرض بكل من عليها ومن فيها .. هنا نجد قوة الفكرة التى تجذب القارىء لمتابعة السرد والتعرف على الأحداث بكل شخوصها .
** ثنائية الأشخاص والأحداث .. فى صائد الأقمار **
يبدأ الكاتب ببداية جاذبة وهى وصف وتحويل { السماء – الأرض – الشمس – القمر – السحابة الجليدية } فى ( ص 7 ) كما لو كانوا أشخاصاً بشر من لحم ودم , صبغ عليهم صفات البشر وأستهل بهم الرواية مما يدخلنا فى جو الخيال العلمى الثرى والغريب بتكويناته فى أن , ثم يظهر العنصر البشرى لاحقاً وهو ( البطل أو الراوى ) وطفلته نور ذات الخمس سنوات صاحبة المكانة الكبيرة فى قلبه والتى سيكون لها وضعاً فاصلاً فى حل حبكة الرواية , وبسرعة متعاقبة ينقلنا الراوى إلى أولى المفاجآت على لسان ( د وحيد محمود ) وهى انعدام الوزن نتيجة تغير حدث لخلايا الجسد فجعل لديها القدرة على مقاومة الجاذبية الأرضية ( ص 11,10)
• يضاف إلى هذه المفاجأة العلمية مفاجأة أخرى على المستوى الشخصي وهى فقد الراوى لرغبته فى معاكسة النساء واستمتاعه معهن خاصة بعد عرضه المستفيض لذائقته الخاصة تجاه النساء على اختلاف جنسياتهن وأشكالهن وطباعهن فى الشطر الثالث من ( ص11) هنا أجاد الكاتب فى جذب القارىء إليه على مستويين يسيران بالتوازي وهما { المفاجأة العلمية فى فقد الوزن والمفاجأة الشخصية فى فقد رغبته تجاه النساء }
• ثنائية آخرى وهى ظهور شخصية د أسامة الكاشف الخبير بوكالة أبحاث الفضاء الدولية فى ( ص12) ومعه المفاجأة العلمية الثانية وهى { وجود شق يلف الكرة الأرضية مختبئاً تحت قيعان البحار والمحيطات شاطراً إياها إلى نصفين ويعلمنا بالنيزك الضخم الذى ارتطم بالكرة الأرضية جالباً العواصف والزلازل والبراكين .} ثم يلقى بالقنبلة المدوية أو الحدث الذى ستدور حوله حبكة الرواية وأحداثها ألا وهى وجود مذنب جبار سيزور مجرتنا قريباً ويحيط غباره الكثيف بالقمر ثم يأسره فى قبضة جاذبيته وينطلق به مبتعداً فى أعماق الكون (ص 15)
• وقدم الكاتب بسلاسة وبراعة ثنائية الشخصيات كى يكسب المضمون الفكرى الذى يرغب فى توصيله للقارئ قوة من خلال تناقض الشخصيات والمواقف , فنجده يقدم صورة للعالم المتواضع المتفاني فى عمله مثال د أسامه الكاشف وفى المقابل يقدم النقيض أو الشكل الآخر للعالم المادى متغير المواقف والمبادىء وهو د هارون شكران , كما نجده يقدم ويصور لونا الشابة الجميلة المفعمة بالحيوية والنشاط وفى المقابل يقدم ويرسم صورة صاخبة لمطلقته الزوجة النكدية الصارمة غير العابئة به على الدوام , وأجده أجاد فى استعمال فكرة الثنائية المتناقضة التى دعمت من تأكيد أهداف رسالته فى العمل الأدبي .
** النص الأدبي .. والحقائق العلمية **
إذا كان أدب الخيال العلمى فى الأساس يسعى للمصالحة بين الأدب والعلم ويدل على تلك العلاقة الرائعة فى التأثير والتأثر بين كليهما , فقد زخر العمل بالكثير من الحقائق العلمية المتنوعة وجاء أولها فى (ص 14 ) حول معنى { اختفاء القمر والأثار المترتبة عليه من أن يسود الظلام كوكب الأرض وتغرق المدن الساحلية بسبب توقف عملية الجزر التى تحدث بالمحيطات ويقصر اليوم على الأرض ليصبح ثمان عشرة ساعة فقط , وتقل الجاذبية الأرضية ويتعرض تبعاً لذلك العديد من الكائنات التى لن تتوافق مع التغييرات التى ستحدث على الأرض بفعل اختفاء القمر وستهاجم الأرض ألاف الشهب والنيازك التى كان القمر يغير مسارها }هنا يقدم الكاتب لقارئه باقة مجمعة للمعلومات العلمية الحقيقية فى حالة اختفاء القمر .
كما يقدم معلومة علمية أخرى عن مجرة أندرو وميدا وهى أقرب مجرة لدينا وتبعد عنا بمسافة مئة مليون سنة ضوئية (ص16)
والحقيقة العلمية الثالثة حول المذنبات العملاقة وما تقوله النظريات العلمية عنها ويشرح لنا كيف أن المذنبات لها رأس ضخم وذيل طويل تندفع فى الفراغ المتناهي بقوة رهيبة اكتسبتها بما تحمله من أقمار وبقايا كوكبية كانت قد استولت عليها عبر رحلتها التاريخية الطويلة فتكون لنواتها قوة جاذبية كبيرة تلتهم ما تجده فى طريقها من أجسام .كما يصور لنا كيف ان المذنب سوف يتجه نحو الأقمار وبالتحديد أقمار المجموعة الشمسية ويقتنص القمر ويرحل به إلى أعماق الكون لتظلم الأرض بعدها إلى الأبد ..
كذلك الوصف الدقيق للإجراءات العلمية لتفادى لحظة اختطاف القمر وخروجه من جاذبية الأرض ص 54).
** هنا تظهر ثقافة الكاتب العلمية وإلمامه ووعيه بطبيعة الكتابة العلمية ويضعنا أمام هذا النوع الجاد من الكتابة الذى يحكى عن هموم الإنسان المستقبلية وليس الشكل الفانتازى للكتابة الذى عادة ما يعبر عن المغامرة والمبالغات وشطحات الخرافة .. من خلال هذه العلاقة الكبيرة والأساسية فى كون النص مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالحقائق العلمية يتضح لنا أن صلاح معاطى يحجز لنفسه مكانة بارزة بين كتاب الخيال العلمى فى عالمنا العربى وليس هذا بمستغرب عن تلميذ نهاد شريف رائد أدب الخيال العلمى فى مصر عليه رحمة الله فقد صاحبه واقترب منه ونهل من مخزونه الإنسانى والإبداعي فجاء إبداع صلاح معاطى جاداّ ومبهراً وملتزماً بأصول وثوابت الكتابة فى مجال أدب الخيال العلمى .
** الربط بين السياسى والعلمي **
مثلما برع الكاتب أن يمنحنا متعة بصرية ووصفية وأن يربط ربطاً ذكياً يوضح مدى ثقافته واطلاعه من خلال عرضه الرائع الشيق لمواصفات الفتاة لونا الباحثة بمركز أبحاث القمر وهى التى يحمل اسمها معنى القمر ويربط بينها وبين سيلين إلهة القمر فى الأساطير اليونانية التى نزلت من السماء فإلتقت بآنديمون فأحبته ثم تركته وعادت إلى القمر وقد سحر بها آنديمون وظل نائماً حتى يلتقى بها فى أحلامه (ص 23) استطاع أيضاً ان يثبت بطريقة لا تقبل الشك أن المبدع الحقيقي لا ينفصل عن بيئته ولا عن مناخه الثقافى والاجتماعي لذلك جاءت رواية صائد الأقمار واصفة وكاشفة لكثير من الأمور التى تحدث داخل مجتمعاتنا العربية على المستوى السياسى و الإجتماعى كما كشفت لنا عن معتقدات الكاتب وثوابته الوطنية بسلاسة داخل السياق السردي للرواية وقد ظهر ذلك جلياً فى (ص25) من خلال حديثه عن جاره القديم بروفيسور هارون شكران واصفاً سبب الشحناء بينهما { البروفيسور الكبير اعتاد أن يخرج علينا بحلول معلبة ومستوردة من الخارج حيث يعيش منذ فترة شبابه , وهو صاحب الاقتراح الشهير بعدم جدوى الكفاح والمقاومة من أجل تحرير الأرض المغتصبة فى ظل نظام العولمة , وبعد أن أصبح العالم قرية صغيرة , وأنه ينبغي على الشعوب التى تنادى بالاستقلال والحرية أن تتخلى عن أفكارها التحررية وتنصهر مع الحضارات الآخرى .. فلماذا القتال وإزهاق الأرواح من أجل وطن والأرض كلها وطن للجميع. }
هنا نجد لباقة وذكاء الراوى الذى هو صورة ناطقة بلاشك لمعتقدات الكاتب فأجده وصف لنا حال قلة من العلماء الجدد الذين يقيمون فى الخارج ويتحدثون بلغة العولمة وينظرون لأوطانهم داخل المؤتمرات والمحافل العلمية وينسون أو يتناسوا أهمية الدفاع عن قضايا الأوطان وهؤلاء تكمن فى أفكارهم الخطورة على عقول الشباب والناشئة , وفى هذا المقطع تحديداً يثبت صلاح معاطى أن أدب الخيال العلمى ليس فانتازيا المغامرات والمبالغات بل هو فضاء رحب يتسع لكل القضايا المعاصرة وكل ما يشغل ويؤرق الإنسان شريطة ان يتم العرض فى قالب وسياق روائي غير مقحم على أحداث الرواية .
ملمح آخر نستوضح من خلاله قيمة التمسك بالمبدأ والدفاع عن الأوطان صدر على لسان الراوى من أنه لا فرق بين (وطن وقمر ) فكلاهما يستحقان الدفاع عنه والتضحية من أجله ومحاربة المغتصب أيا كان ومهما بلغت التكنولوجيا من تقدم ورقى فلن تستطيع استبدال الأصل بالمصنع (ص26) ..
** نجد هنا انتصار لقيمة الإنسان فى مقابل التطور التكنولوجي (ص27) فلم ينفصل الكاتب عن الواقع العربى المعاش بتعرضه لنماذج باعت الأوطان وقبضت الثمن من الدولارات وهذا ما جاء على لسان لونا فى الحوار الدائر بينها وبين د صبري فؤاد .

صلاح معاطي

صلاح معاطي

** الإنسان والصراع النفسي .. فى الرواية **
المتصفح لرواية صائد الأقمار يدرك ان العمل يؤكد بشكل رئيس على أهمية وجود الإنسان بل الوجود الإنسانى ككل فى حالة من التعايش السلمي مع مفردات الكون فالصراع النفسي متواجد بشكل كبير لدى البطل الراوى د صبري فؤاد وتعلو مظاهر هذا القلق حيناً وتخفت أحياناً آخرى فنجده { قلق – متوتر – يقود سيارته بسرعة جنونية } فور علمه بما ستتعرض له ابنته نور من خطف إن لم يكف عن البحث والتحدث فى موضوع القمر (ص 29) كما نجده ينتصر للقيم الإنسانية مقابل التطور التكنولوجي فالكاتب يقر على لسان البطل أن {التكنولوجيا لا تهدى قلقاً ولا تطمئن قلباً بالرغم من اختصارها المسافة والزمن } (ص32)
كذلك تظهر مشاعر الأبوة واضحة جلية فى قول البطل { ما أشق قسوة الموت وانتظاره وترقبه } بعد حلمه بخطف نور والشبح الذى سيأتي لينتزعها من بين يديه .
هناك لحظة صراع آخرى وهى لحظة تحدث د صبري فؤاد مع طليقته لكى تعود إليه من أجل ابنتهما تتضح من رأيه فى طليقته حيث جاء على لسانه { إذا كنا نخشى مذنباً يأتى من السماء فعلى الأرض زلازل وبراكين وعواصف تهب علينا كل حين } هذا الوصف يدل على انه مقبل على حديثها رغماً عنه.
كما صور الكاتب قمة التصاعد للحبكة الدرامية فى صفحتى ( 60 , 61) حيث يتم اختفاء بعض الأقمار مما ينذر بكارثة علمية وجر العالم إلى حرب عالمية جديدة وأصبحت الكارثة على وشك الوقوع بين القوتين العظميين وحبس الناس أنفاسهم مع تصاعد لهجة التهديد والوعيد من كل اتجاه وبدا ان العالم يعيش أجواء حرب عالمية جديدة .
كما أجد نقطة صراع غاية فى الأهمية فى (ص59) تحمل رؤية مستقبلية لنظرة الكاتب عن طبيعة الصراع القادم على أرض كوكب الأرض فقد جاء فى الحوار أن { المركز الدولى لأبحاث الفضاء بنيويورك أعلن عن اختفاء أحد أقمار التجسس التابعة للمخابرات الأمريكية والذي يحوى بداخله معلومات دقيقة وحساسة عن بعض الدول ونوع الأسلحة التى فى حوزة كل دولة وأماكنها وبيان بأعداد المقاتلين بها وخطط الدفاع والهجوم التى تتبناها } أظن هنا قدمت الرواية شكل من أشكال الصراعات القادمة بين الدول العظمى إن لم يكن موجودا بالفعل على أرض الواقع وهذا ما يحسب لكاتب أدب الخيال العلمى الذى يملك القدرة على استشراف المستقبل بعين خبير .
هكذا نجد ثنائية الصراع النفسي واضحة بشكل بين فى الرواية { بين الخير والشر , بين الانتصار للعلم وفقط وما قد يجلبه من مهالك للإنسانية حال وجوده خالياً من القيم والأخلاق أو الانتصار للعلم مع القيم الذى فيه حفاظاً على حياة البشر , الصراع بين الواجب والمسؤولية العلمية وبين عاطفة الأبوة والشعور بالمسؤولية تجاه الابنة الصغيرة }

** السمات العامة للنص **
• لغة السرد :
تميز هذا النص الروائي بلغة سردية دقيقة ومشوقة معاً , فقد مزج الكاتب فيها بين اللغة العلمية الدقيقة التى تعتمد على التوصيف الدقيق للحقيقة العلمية ولاسيما فى الفقرات التى يصف فيها بعض الظواهر الكونية مثل وصفه لظاهرة السحابة السوداء (ص67) حيث جاء فيها { استفساره عن السحابة السوداء بمكوناتها وتركيبها الكيميائي وما بها من مواد عضوية وكائنات حية أولوية وعمليات التقطير والتكثيف والبلورة التى تبين أنها مكونة من أحد نظائر الكربون المشع الذى له تأثير على الأفلام الفوتوغرافية أما سائلها فأسود اللون كريه الرائحة }
هنا كأننا نطلع على تقرير علمى صادر عن مختبر علمى للتحاليل والأبحاث العلمية وليس عملاً أدبياً وعلى هذا المنوال تضم الرواية فقرات ومقاطع كثيرة تناقش المسائل العلمية من بداية النص لآخره .
كما تحمل الرواية لغة شاعرية شديدة الروعة والبلاغة فى المقاطع والفقرات التى تخص الحديث عن النفس البشرية أو المشاعر الإنسانية ولدينا مثال فى ذلك فى رد د صبري على لونا بعد أن صرحت بمشاعرها له (ص49) قائلاً:
{ لونا .. تأكدي أن مشاعري نحوك تفوق مشاعرك بل وتتجاوزها }
{ إذا فقدت جاذبيتك فاصنع لنفسك جاذبية جديدة تستعيد بها جاذبيتك المفقودة .. هكذا كانت لونا }
{ اختصرت خمسة عشر عاماً هى الفارق بيننا فعدت شاباً يافعاً فى بداية الثلاثينيات أرتاد الملاهي والمقاهي ينبض قلبه لأغنية حالمة أو لموسيقى ناعمة .. ولأول مرة أكتشف فى وجود لونابجانبى أنني استعدت وزنى } هنا نجدأن لغة السرد جاءت متوافقة مع دراما السرد بشكل كبير فهى متصاعدة مع الأحداث ومنسجمة مع الحالة المزاجية للأشخاص ومع طبيعتهم العلمية والنفسية إلى حد كبير .
• زمكانية الرواية .
يلعب كل من الزمان والمكان دوراً مهماً فى البناء الآدبى لأي عمل إبداعي وتزداد أهميتهما فى أدب الخيال العلمى بصورة كبيرة لأن فكرة الزمن والسفر إلى الكواكب الأخرى من أهم سمات أدب الخيال العلمى وفى رواية صائد الأقمار استطاع الكاتب ان يوظف كل من الزمان والمكان بشكل جيد لخدمة العمل فالمؤشرات والدلالات اللفظية فى الحوار تدل على أن زمن الرواية هو العصر الحديث ويتضح ذلك من استخدام التكنولوجيا والسفر بالطائرات ووسائل الاتصال عبر الهواتف الجوالة فكل هذه أدوات العصر وهى مؤشر على أن الرواية تقع فى الفترة الزمنية المعاصرة .
وجاء المكان أو( الأماكن )موظفاً لخدمة الحدث ويشير إلى دلالات ذات معنى فى بعض منها .. مثلاً :
المكان الأول الذى استوقفني هو مكان انعقاد المؤتمر لمناقشة موضوع القمر فى شرم الشيخ والمتعارف عليه إن مدينة شرم الشيخ المصرية يطلق عليها (مدينة السلام ) وهنا دعوة ضمنية أن الاجتماع والبحث العلمى يجب أن يكون من أجل السلام والإنسانية جمعاء كما يدل على عصرية زمن الرواية .
المكان الثانى .. هو بيت العائلة بقليوب الذى عاد إليه د صبري كى يتوارى عن العيون هو وطفلته نور وكأنه يقول لنا أن بيت العائلة دائماً وأبداً سيظل هو الحصن الأمن الذى نحتمي به من مخاوفنا وبين جدرانه الآمنة قد نحصل على حلول لمشكلات وصعوبات الحياة ..وهنا وظف الكاتب المكان للتعبير عن قيمة وأهمية مكان النشأة الأولى أو الوطن الأول للمرء فى حياتنا فمهما تجولنا شرقاً أو غرباً يبقى لدفء الأماكن الأولى مدلولاتها النفسية داخل العقل والقلب .
المكان الثالث .. هو مكان (المركز الإقليمي لأبحاث القمر ) ص55 الذى أنشئ فى مدينة حلايب على ساحل البحر الأحمر ..وهو يدل على وعى الكاتب بأهمية المكان واختياره لحلايب أظن أنه اختيار مقصود وله دلالة دامغة على مصرية الموقع بل ودلالة على أن الريادة فى مواجهة الخطر القادم من صائد الأقمار لابد أن يكون من بقعة مميزة تنتمى لحضارة كبيرة وهى الحضارة المصرية وكأنه يقول ضمنياً مهما بلغت التكنولوجيا مداها لابد من نقطة ثابتة على أرض ذات خصوصية كى نواجه الأخطار التى تحيط بإنسان العصر كذلك مواجهة أفكار بعض العلماء الذين ينتصرون للمادة على حساب القيمة والوطن وكان المثال الذى يمثلهم فى الرواية هو العالم الدكتور هارون شكران ومن معه .

• رسم الشخصيات
شملت الرواية مجموعة كبيرة من الشخصيات نجح الكاتب فى وضعها فى الأماكن التى تخدم السياق السردي المتصاعد للأحداث , واستطاع إلى حد كبير رسم ملامح هذه الشخصيات على المستويات الثلاثة الفيزيائية والاجتماعية والنفسية ولاسيما الشخصيات المحورية فى الرواية وكان أبرز هؤلاء :
شخصية د أسامه الكاشف الخبير بوكالة أبحاث الفضاء الذى وصف ملامحه فى (ص66) { وجه أبيض مائل للاحمرار } يتميز بالروح المرحة معظم الوقت ونجح الكاتب فى نقل الحالة النفسية التى كان عليها طوال فترة تعامله مع أزمة صائد الأقمار كما كان لشخصية د أسامة الدور الرئيس فى الرواية فى شرح كثير من الظواهر الكونية والحقائق العلمية حول موضوع القمر , وكانت شخصيته لسان حال العالم المستنير المهموم بما يحدث من تغيرات كونية كما وردت على لسانه جملة فارقة فى الرواية فى (ص17) وهى { أنت يا صبري فضلاً عن كونك خبير بالموضوعات العلمية والتكنولوجية فأنت صحفي ناجح وكاتب مرموق الناس تجتمع حول قلمك ومن يستطع أن يجمع الناس على فكرة واحدة يمكنه إيجاد الخلاص لهم ؟ }
وهنا دلالة واضحة على دور الكاتب صاحب الرأى فى التأثير على الناس ومحاولة إيجاد الحلول فى مثل هذه الحالات الحرجة من عمر الأوطان التى تمر بأزمات خطيرة .
كما برزت ملامح شخصية د أسامة الإنسانية فى بكائه عندما شعر بالعجز عن إيجاد حل للمشكلة القائمة .
لونا .. هى الشخصية النسائية المحورية فى الرواية وقد وفق الكاتب فى رسم صورة كاملة للشخصية من الناحية الشكلية والنفسية حسب ما ورد على لسانه فى ( ص 22) واصفاً إياها بأنها { كتلة من الحياة تتحرك بحيوية وتتحدث بطلاقة لا تستقر على حال , لحديثها جاذبية ولصوتها عذوبة ولأنفاسها طراوة ولنظراتها سحر .}
أما الشخصية الثالثة هى شخصية د هارون شكران شخصية محورية ومؤثرة فى الأحداث وقد أجاد الكاتب فى رسم ملامحها بدرجة كبيرة وصدر للقارئ رأى د هارون حول اقتراحه بعدم جدوى الكفاح والمقاومة من أجل الأرض المغتصبة .. وفى اعتقادي أن هذا الوصف كان هو مفتاح الشخصية للقارئ وعلى القارىء ان يتوقع من هذه الشخصية أى تصرف سلبي وغير أخلاقي , فمن يفرط فى الأرض يفرط فى كل شيء وأي شيء .
الشخصية الآخرى التى لم يسمها فى الرواية هى شخصية المطلقة التى برع الكاتب أن يعدد لنا عيوبها من خلال الإسقاطات اللفظية التى وردت على لسان د صبري { عندما كانت مامى هنا كانت تنتابنى كوابيس من نوع آخر فى صحوى ومنامي } ص36, { جاءت باردة ومدت يدا ثلجية مست بالكاد أطراف أصابعي } فكل هذه دلالات على سوء العشرة بينهما بل استحالتها .
** وإن كنت أرى أن الكاتب برع فى خلق حاجز نفسى بين القارىء وبين هذه الشخصية وأخذ البطل دائماً صفة الراوى مما ظلمها إلى حد كبير فلربما لو كان الحوار على لسانها لشعرنا بمساوئ د صبري نفسه بدلاً من صب كل هذا الكم من الكراهية والاستهزاء بشخصية طليقته , علماً بان صبري فؤاد نفسه قدم نفسه فى بداية الرواية بأنه كان رجلاً متعدد العلاقات الأنثوية وفى اعتقادي لو كانت المرأة الأنثى هى التى تتحدث لعلمنا سبر أغوار الشخصية بشكل أكبر مما جاء على لسان الراوى .
شخصية نور الطفلة الصغيرة التى كان لها مكانها فى السياق السردي حيث دار الصراع فى مجمله حولها وحول القمر لاشتراكها فى صفة تحمل د صبري تحمل مسؤوليتها هى والقمر معاً وإن كان حبه لنور كان فارقاً معه بدرجة كبيرة جعلته ينتقل بها إلى بيت العائلة للابتعاد عن دائرة الخطر , كما أعادته الصغيرة لحياة الطفولة والبراءة التى كاد أن ينساها وفى رحمة أعماله ومسؤولياته الجسيمة كما أنها صاحبة الفكرة والملهمة التى منحته حل معضلة القمر .. بالإضافة إلى وجود بعض الشخصيات الثانوية فى الرواية مثل الخادمة وسويلم الخولى وكلها وظفت فى مكانها ودورها .
• الصورة السينمائية ..
المتصفح لرواية صائد الأقمار يدرك مدى غناها بالصور السينمائية المكتوبة بعناية ودقة وربما يعود ذلك لخلفية الكاتب فى الكتابة الدرامية فهو قادر على رسم ووصف الصورة بشكل مبهر مما يجعل القارىء كأنه أمام شاشة عرض سينمائي وليس رواية مكتوبة , ومن أبرز الصور تلك التى جاءت فى ص 58 قائلاً { أسرعت متوجهاً إلى مكتب الدكتور أسامة الكاشف .. عندما دخلت عليه لم أجد ذلك الصديق الذى اعرفه من زمن , المبتسم دائماً وكثيراً ما استقبلني بدعابة أو طرفة أو مزحة .. أما الآن فهو قابع أمام جهاز الكمبيوتر بل يخيل إلى أنه بداخله وقد تهدل شعره الأشيب خلفه وبرزت لحيته البيضاء النافرة , عينه تجوب مساحات شاسعة من الظلمة غير دائرة فضية تحيطها غمامة وجسم دودي مراوغ متر بص يقف عن كثب , وبعض الثقوب المضيئة المنتشرة هنا وهناك وكأنها عيون عابثة تتلهى بمراقبة حادث سرقة سيتم فى وضح النهار معروف جيداً موعده والقائم به . }
كما نجد صورة سينمائية آخرى فى ص 85وهى { رحت انظر إلى الطريق أمامى وقد زادته السحابة إظلاماً حتى أننى أضأت لمبات السيارة والساعة تشير إلى الثانية عشرة ظهراً وشعرت لوهلة أننى أنطلق فى الفضاء بين ظلام الكون وبدت السيارات التى كنت أتجاوزها كثقوب سوداء تكاد تجذبني إليها فى زمن عزت فيه الجاذبية أو تكاد تتلاشى ولم يبق منها بالنسبة لى غير ابنتي التى تواجه أسوأ مصير . }
والصورة السينمائية الرائعة أجدها فى ص 87 وهى { لم تمض غير ساعات حتى برقت السماء ورعدت , وبدأ لهب ينطلق بين السماء والأرض الحرائق تنتشر فى كل مكان , السحابة تنفث غضباً وحنقا , النار تأكل كل شيء فى طريقها , انفجارات هنا وهناك , بيوت تنهار بساكنيها , أجساد تنطلق فى الهواء وتترنح على الأرض جثثا هامدة , أصوات استغاثة مكتومة تحت أنقاض البيوت , السماء تحولت إلى كتلة حمراء , الأرض أصبحت مسرحاً لكوميديا هزلية , دماء ونار ودخان وصرخات .. بعد وقت ليس بقصير بدأت أمطار غزيرة تنهمركأنها دموع محبوسة داخل قلب حزين شيئاً فشيئاً أخذت السماء تصفو , والأرض تخلو إلا من أنقاض البيوت المنهارة وجثث الضحايا وأعمدة دخان رفيعة أكلت نارها كل شيء .} فكل هذه صور سينمائية بامتياز .
• الخروج من الذاتية إلى الكونية ..
إذا كنا نقول أن الخروج من الحدود الذاتية إلى الحدود الإنسانية سمة من أهم سمات الأدب الخالد فإنني أجد ذلك واضحاً فى رواية صائد الأقمار , فقد استطاع الكاتب ان يقتنص الفكرة ويطوعها ويطورها كى تكون معبرة عن هم إنساني كوني وليس فردى فصائد الأقمار يهدد كوكب الأرض كاملاً أى يهدد حياة البشرية , وهنا خرجت الفكرة من الإطارالأدبى الشخصى الذاتى إلى الإطار الإنسانى الأعم مما يضمن لهذه الرواية صفة الإبداع الإنسانى الذى يعبر عن هموم وقضايا الإنسان وبالتالى ستظل رواية صلاح معاطى طالما بقى الإنسان بكل همومه ومعاناته وأفراحه وأحزانه على الأرض , وقد وصل بنا الكاتب فى سلاسة ومنطقية لإكمال دائرته الإبداعية للعمل بالوصول إلى الحل والخلاص على لسان د صبري فؤاد بعد ان بلغت العقدة والحبكة الروائية مداها , فى ص 63 {بإعلان مجموعة من العلماء أن كوكب الأرض قد فقد جزءاً من جاذبيته .} , وبعد ان قدم الشخصيات فى حالة من التطور والصراع النفسي فى التعامل مع الحدث نجد صبري فؤاد هو من يصل إلى سر السحابة السوداء ص 69 موضحاً { ان السحابة تكونت من أنفسنا نحن البشر , نوع غريب من الطفرات جعل خلايانا تفرز أجساماً غريبة عضوية الشكل , تألفت مع خلايانا فحدث نوع من التعايش بينها .. لم تتمكن كرات الدم البيضاء من مهاجمة هذه الأجسام الغريبة .. وهذه الأجسام لديها القدرة على مقاومة الجاذبية الأرضية , داخل كل منا نقطة سوداء داكنة مليئة بالحقد والكراهية والشر , تجمعت هذه النقاط جميعاً وخرجت مع زفراتنا المتذمرة المتأججة دون ان ندرى .}
هنا طرح قيمة إنسانية بامتياز وفكرة يوتوبية أيضاُ فالحقد والكره والشر هم سبب كوارث الإنسان .
وكما كان الراوى د صبري فؤاد هو مفجر الأحداث والشخصية المحورية فى السرد وطرح الرؤى والأفكار كان أيضاً مفتاح الحل لعقدة القمر وصائد الأقمار بطرحه الحل فى ص 71 { بتصميم مستعمرة فضائية تسع عشرة آلاف نسمة مكيفة ذاتياً بحيث يعمل سطحها المصنوع من ألياف زجاجية كغلاف جوى يمنع دخول إشاعات الشمس الضارة ويحفظ درجة الحرارة داخل المستعمرة بحيث لاتزيد عن 40 درجة مئوية فى الصيف ولا تقل عن 4 درجات تحت الصفر فى الشتاء .} وظل يشرح للدكتور أسامة إمكانية فكرة تعمير القمر التى استوحاها من طفلته الصغيرة نور موضحاً فى ص 72 { القمر كان دائماً بعيداً عن دائرة اهتمامنا وخططنا وتفكيرنا , بينما لو اتجهت أنظارنا إليه لربطه بالأرض لكنا أقمنا عليه العديد من المدن وصارت هناك رحلات منتظمة بين الأرض والقمر , لما جرؤ أى جسم فضائي فى الاقتراب منه . } وبالفعل بدأ تدشين أول مستعمرة فضائية سيتم إطلاقها نحو القمر بعد تثبيتها على صاروخ دفع موجه نحو القمر .. وورد ذلك على لسان د صبري ص 74 . وهنا بلغت الرواية قمة العبور نحو المستقبل ووضعت تصور خيالي ربما نشهده فى الواقع القريب فمن يدرى ربما يأتى يوم ويتسابق رجال المال والأعمال والاستثمار فى بناء مستعمرات تسكن القمر وتعمره ويرتادها سكان الأرض فى رحلات من الأرض للقمر كما لو كانوا يقضون عطلاتهم السنوية فى إحدى المنتجعات السياحية مثلاً .. من يدرى ؟
• الصياغة الأدبية القوية ..
يستمد الأدب قوته واستمرار يته إذا اتسمت الصياغة الأدبية بالقوة والبلاغة والتكثيف والاستخدام الأمثل للمفردة اللفظية وقد توفر لرواية صائد الأقمار الكثير من هذه السمات فى صياغتها الأدبية التى خدمت طبيعة العمل كونه عملاً إبداعياً ينتمي إلى أدب الخيال العلمى ..فالصياغة العلمية جاءت دقيقة محددة والمفردات العلمية تم توظيفها بشكل مدروس داخل السياق السردي للرواية , كما وظف الكاتب المفردات الشاعرية التى تتميز بالبلاغة والصور الجمالية فى مواضع الحوارات الإنسانية والذاتية داخل العمل , وكان لكثرة استخدام أدوات الاستفهام فى النص قوتها فى إثراء الحوارات والكشف عن كثير من الحقائق العلمية .
• عنصر المفاجأة ..
أظن أن عنصر المفاجأة داخل رواية صائد الأقمار قام بدور كبير فى دهشة القارىء وجذبه لمواصلة القراءة والاستمتاع بأحداثها وشخوصها , فقد نجح الكاتب إلى حد كبير فى جعل عنصر المفاجأة وسيلة فعالة فى الصعود بالأحداث والصعود أيضاً بدرجة الترقب لدى القارىء أثناء القراءة , فهو يضع أولى مفاجأته أمامنا منذ البداية بوصفه { أن الناس يتقافزون كالفشار بعد أن لفظهم كوكبهم الأثير وراحوا يسبحون فى فضائه مبتعدين عنه وهم يصرخون فى فزع .} ص 7 هنا ونحن فى غمرة الاندهاش والتسليم بالأمر من هذا الوصف نجد أنفسنا أننا أمام كابوس فظيع كان يحلم به د صبري فؤاد .
كماأنه يطلق زوجته بلا سبب ويرسل ابنته إلى مدرسة داخلية مفاجأة ثانية , ومسألة فقده لوزنه , ومفاجأة احتمال اختفاء القمر من السماء , ومفاجأة انهيار رجل العلم بالبكاء حين العجز عن تقديم ما يساعد به العالم مع اقتراب النهاية المأساوية وكان ذلك حال د / أسامه الكاشف ص 17 .
كذلك نجد مفاجأة القارىء بالخطاب الذى ورد على لسان د هارون شكران بعدم جدوى الكفاح والمقاومة من أجل تحرير الأرض المغتصبة ص 25 , ومفاجأة بحثه عن طفلته نور بعد تهديده بها إن لم يكف عن موضوع البحث فى موضوع القمر فنجده أوشك على فقدها ولكنه يجدها نائمة فى سريره .
كذلك مفاجأة القارىء برغبته فى عودة الزوجة ثانية إلى عصمته من أجل ابنتهما رغم مشاعر الكره التى يحملها لها ولكنها ترفض الرجوع إليه . ص 38 .
وهكذا تتوالى المفأجات فى الرواية حتى يصل بالقارئ إلى المفاجأة الكبرى فى شخصية لونا الشخصية النسائية المحورية فى العمل , فبعد كل ما وصفه بها الراوى من صفات وبعد تفاصيل قصة الحب الجميلة والمساندة والدعم من لونا له فهى كانت بمثابة المعادل الموضوعى للتخفيف من الصراع العلمى الدائر فى أحداث الرواية , تنتهى حياتها بعد كشفه لخيانتها برصاصة تسقطها على الأرض مضرجة فى دمائها . ص 87, وبهذا لعب عنصر المفاجأة دوراً مهماً فى السياق السردي للرواية وكان فعالاً وجاذباً للقارئ .
** هكذا أمتعنا صلاح معاطى بالكثير من الخيال والحبكة الدرامية والأشخاص الثرية والأحداث المتلاحقة المتتالية فى رواية صائد الأقمار , ليؤكد لنا أن الصراع بين الخير والشر دائم وممتد وربما يكون للشر فى كثير من الأوقات أسلحته الفتاكة والمؤذية ولكن يظل للخير رغم قلة إمكاناته فى بعض الأوقات بحسن التفكير والتدبير والنوايا الطيبة أقوى الأسلحة ضد كل أسلحة الدمار الشامل فى الفضاء الكوني بكل أسلحته العصرية , كما أثبت من خلال روايته صائد الأقمار أن أدب الخيال العلمى قادر على الجمع الجميل بين تلك العلاقة الرائعة بين الخيال والعلم وقد يطرح تشوفا ت مستقبلية لم يتوقعها العلم ذاته .
القاهرة 17-12-2017م

2 Responses to صلاح معاطى .. طائر محلق ما بين العلم والخيال : قراءة فى رواية صائد الأقمار

  1. Gehad Fathy رد

    22 ديسمبر, 2017 at 3:12 م

    نظرة متفردة ونقد هادف

  2. عزة أبو العز رد

    24 ديسمبر, 2017 at 9:42 م

    شكرى وتقديرى لمرورك العطر أستاذ جهاد فتحى

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات