على خطى ابن بطُّوطة … في قَالِقُوطهْ

12:02 مساءً الخميس 28 ديسمبر 2017
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
كاليكوت، كيرالا، الهند

كاليكوت، كيرالا، الهند

كيرالا … خير الله في الهند.

قال لي مضيِّفي: اسمُ ولايتنا لا يخطئه السمع، فكلمة “كيرالا” تأتي على إيقاع مُسَمَّاها العربي الشائع:؛ “خير الله”، أما لساننا ولغتنا فهو “ماليالام”، واللفظة تحريف لعبارة “ما لا يعلم” لأن العرب حين نزلوا على شواطئنا لم يعرفوا لساننا، فأطلقوا عليها هذا الاسم!

قلتُ لنفسي لعلها رسالة لي، أن أرى خير الله، لأحكي عنه لمن لا يعلم.

لكن التسمية المرجعية لهذه الولاية الصغيرة التي تقع في جنوب الهند وتطل على ساحلها الغربي، تراوح بين ارتباطها بكلمة جيرا، الأسرة المالكة القديمة، و(ألم) تعني البلد أو ساحل البحر باللهجة الكرناتكية، واتصالها بكيرالم، حيث تعني كل من (كيرا) و(ألم) معًا بلاد النارجيل. ومن ير النارجيل في كل خامة يستخدمها، أو طعام يتناوله، أو فضاء أخضر يشاهده يدرك أن كيرالا هبة النارجيل … بالفعل.

كاليكوت … كوزيكود … قَالِقُوط

الرحلة من القاهرة إلى كاليكوت تمر بمطار أبو ظبي، وبعد ثلاث ساعات جوا ستنتظرنا ثلاث ساعاتٍ أخرى أرضًا لتقلع طائرتُنا من جديد باتجاه المدينة التي حملت أكثر من اسم على مدار القرون.

صحيحٌ أننا نعرفها بذلك الاسم الأشهر، لكنك قد تسافر إلى مدينة أخرى إذا حجزت التذكرة باسم مشابه هو كُلْكَتّا؛ المدينة التي تقع على الجهة الشرقية من شبه القارة الهندية، لأن اسم كاليكوت في غربها يظهر بقوائم المطارات “كوزيكود” Kozhikode، وهو اسم الضاحية التي يقع فيها المطار!

وفي خريطة هولندية تعود للعام 1572 نقرأ اسما غيرCalicut    هو   Calechvt.

قالقوط في رحلة ابن بطوطة المسماة المسماة، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار

قالقوط في رحلة ابن بطوطة المسماة المسماة، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار

أما أطرف الأسماء فلا شك هو ما دوَّنه جدُّ الرحالة الأكبر ابن بطوطة:

“ثم سافرنا منها إلى مدينة “قَالِقُوط” ، وهي إحدى البنادر العظام ببلاد المليبار. يقصدها أهل الصين والجاوة وسيلان والمهل وأهل اليمن وفارس. ويجتمع بها تجار الآفاق. ومرساها من أعظم مراسي الدنيا … وأمير التجار بها إبراهيم شاه بندر من أهل البحرين فاضل ذو مكارم، يجتمع إليه التجار، ويأكلون في سماطه. وقاضيها فخر الدين عثمان فاضل كريم، وصاحب الزاوية بها الشيخ شهاب الدين الكازروني، وله تعطى النذور التي ينذر بها أهل الهند والصين للشيخ أبي إسحاق الكازروني نفع الله به. وبهذه المدينة الناخوذة مثقال، الشهير الإسم، صاحب الأموال الطائلة والمراكب الكثيرة لتجارته بالهند والصين واليمن وفارس. ولما وصلنا إلى هذه المدينة، خرج إلينا إبراهيم شاه بندر، والقاضي، والشيخ شهاب الدين، وكبار التجار، ونائب السلطان الكافر والمسمى بقُلاج، ومعه الأطبال والأنفار والأبواق والأعلام في مراكبهم”.

وما أطلتُ في لعبة الأسماء للولاية والمدينة وما أسهبتُ باقتباسي رحلة ابن بطوطة إلا لأنني وجدت إجابة لديه عن المسجد العتيق الذي وصلنا إليه في رحلتي الكاليكوتية، أو القَالِقُوطيهْ باقتباسه، فقد كانت لافتة ذلك المسجد تحمل اسم Masjidul Miskal نسبة لباني المسجد القادم من اليمن، لأكتشف أنه الناخوذة مثقال أو النَّوخْذة (ربَّان السفينة) مِثقال، مالك المتاجر الشهير آنذاك.

مسجد مثقال

مسجد مثقال

والمؤكد أن العرف كان أن يبني تجار العرب الأثرياء مساجد بأسمائهم، فالمنطقة التي تضم مُستقرات العرب المسلمين ومستوطناتهم  في كاليكوت، أو أرض المليبار كما أطلقوا عليها، شهدت أكثر من مَعْلم مماثل، مثل مسجد آخر شهير بناه تاجرٌ من مسقط يدعى شهاب الدين ريحان، يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر الميلادي، على أرض اشتراها من ماله الخاص، ويقع على مرمى حجر من مسجد مثقال الذي سبقنا إليه ابن بطوطة (1342-1347م).

مسجد مثقال

مسجد مثقال

مسجد مثقال

في منطقة كوتيشيرا نفسها يقف مسجد مثقال شاهدا على العمارة الفريدة لذلك العصر قبل أكثر من سبعة قرون. صحيح أنه المسجد الوحيد المطل في جهاته الأربعة على طرق تحوطه، فكأنه مدينة أو جزيرة مصغرة مستقلة، لكن ذلك ليس وحده ما يميزه. فمن باب واجهته يمكننا أن نرى بحيرة، والمسجد كذلك لا يبعد سوى 500 متر عن ساحل البحر، مما جعله في قلب مركز تجاري، كما أصبح علامة بارزة للمنطقة لأنه مشيد من الخشب بالكامل، فكأنه تحفة من خشب الساج الذي عمَّ استخدامه في صناعة المراكب العملاقة التي تتأرجح على طريق الحرير البحري بين كاليكوت وموانيء بحار العرب وفارس والصين.

طوابق المسجد الأربعة بأسقفها المائلة تشبه أسقف البيوت الإنجليزية تملأ هياكلها الخشبية بلاطات القرميد الطيني الأحمر. مما يعطي هيئته الخارجية شكلا استثنائيا، حتى وهو بدون مئذنة تقليدية، فكأن طوابقه جسد مئذنة عملاقة.

في منبر المسجد

في منبر المسجد

حول جدرانه ممرات شرفات ضيقة عرضها متر وثلاثون سنتيميتر، ويقوم البناء على أعمدة ذوات أضلاع ثمانية من خشب الساج. أما السقف فيعلو ثلاثة أمتار. والمنبر المزخرف بعبارات منحوتة وأخرى مطلية تشير لعام ترميمه. وحين اعتلينا الطابق الثاني الفسيح وجدنا في أحد أركانه هودجا خشبيا كان مستخدما لرحلات علية القوم، ويتسرب إليه الضوء من النوافذ العديدة المحيطة التي تستطيع منها رؤية البحيرة والحدائق. وكأنك تطل من بيت لله يسكن قلب فردوس؛ أخضر كالأوراق، وأزرق كالأحجار الكريمة.

البحيرة أمام المسجد

البحيرة أمام المسجد

في بيت عروس بلا عريس

من طريف ما سمعنا عن تلك المنطقة التجارية أن أهلها لم يكونوا ليشاركوا في الإضرابات أبدا، ففي عهود التظاهرات أو القلاقل السياسية، والدعوة إلى إغلاق المحال، تبدو منطقة كوتيشيرا وحدها عصية على العصيان، ويبدو أن دماء رجال الأعمال التي تجري في العروق هنا تمانع وقف الحال، وتجعله من المحال!

لكن منطقة كوتيشيرا ليست تتميز بذلك النهج التجاري الصرف وحده، ففي الزواج لديهم تقليدهم الخاص أيضا.

عند باب المسجد تعرّف شاب على مضيفينا الزوّار، وكان يصحبنا الدكتور عباس كيه، وهو الأستاذ الذي درس للشاب، ولزوجته في جامعة كاليكوت.  لم يدْعنا الشاب إلى بيته، بل إلى بيت زوجته، لأن الأزواج ـ في هذه المنطقة تحديدا ـ يقيمون في بيوت زوجاتهم!

الأغرب أن الشاب لم يستطع أن يصحبنا، فليس من حقه أن يدخل لبيت الزوجة قبل أن يتم الزفاف، حتى وقد عقد قرانه ودخل بها، فله أن يلقاها خارج البيت، وأن يتنزها معًا، ولكن لن تطأ قدماه الحارة، ولن يعبر عتبة البيت حتى يقيم الحفل!

دخلنا إلى بيت كبير له عمارة  تذكرك ببيت عمدة قرية مصرية. هنا تعيش ثلاث عائلات يتوزع أفرادها على عشرين غرفة، لا شك أن إحداها ستُخصص للعروسين مع إيقاف التنفيذ.

في إحدى الغرف بالطابق الثاني وزعنا أنفسنا على سرير ومقاعد غرفة، ليأتي الشاي (الشاي يعني الشاي بالحليب، والشاي السليماني يعني الشاي الأحمر بالليمون، أم الشاي العادي الذي نشربه في مصر فاسمه شاي أسود) والماء وشرائح الموز التي يتم تحميرها بالزيت، وكانت على قائمة مشترواتي من كاليكوت، بعد أن ألِفنا تناولها في الكويت.

بين الحفاوة والتكريم في روضة العلوم وكلية فاروق

بين الحفاوة والتكريم في روضة العلوم وكلية فاروق

غغزيارتنا هذه كانت مساء اليوم الثاني  من الندوة الدولية التي أقيمت احتفالا باليوبيل الماسي لإنشاء رابطة روضة العلوم للغة العربية في الهند، وكانت بعنوان “التبادل الثقافي بين العرب والهند على مر العصور”، وقد أعدت  بمشاركة قسم الدراسات العليا والأبحاث في اللغة العربية، بكلية فاروق ، وكان علينا العودة لنختتم اليوم الطويل بعشاء دعا إليه عميد الكلية المبتسم دائما برحابة صدره ولحيته المحناة الدكتور مصطفى الفاروقي.

أكاديميون وأصدقاء ومترجمون ... مؤتمر وجامعة ورواية

أكاديميون وأصدقاء ومترجمون … مؤتمر وجامعة ورواية

روضة العلوم، التي ولدت في سنة 1942 كمؤسسة تعليمية ومجتمعية ترعى الآداب العربية مثلما تعنى برعاية المواطنين في كاليكوت، خدمت أهدافها لصالح وطني أكبر خلال العقود الماضية، وهي الآن تستقبل المتعلمين من سن الحضانة، حتى نيل الماجستير، وتعد كلية فاروق إحدى ثمار هذه الروضة الظليلة، وهي مؤسسة ذات حكم ذاتي، لها كفاءة الامتياز، ومعترف بها لدى المجلس الأعلى للجامعات في نيولهي.

قرب ورشة صناعة السفن في كاليكوت (بعدسة دكتور عباس كيه)

قرب ورشة صناعة السفن في كاليكوت (بعدسة دكتور عباس كيه)

غابة وثعالب

في صباح اليوم الأول من الندوة كان الطريق إلى كلية فاروق ـ الذي يشق جنود النارجيل والأشجار العملاقة ـ يزدحم بالطلاب والطالبات من مختلف الأعمار. أخبروني أن بإمكان العارف الاستدلال على وجهة كل دارس من خلال زيِّه، مهما اختلفت سنته الدراسية، حيث يتم تعميم الزي الموحد لكل مؤسسة تعليمية.

قالوا لي إن كلية فاروق تحتل الآن مكان غابة كانت تعجُّ بالثعالب، تابعتُ شقاوة صبيان يلوحون لنا، فقلتُ ضاحكا:

“ذهبت الغابة وظلت الثعالبُ!”

بدأت الندوة بجلسة احتفالية افتتاحية في مدرج يوسف الصادق بكلية فاروق، مع كلمة نائب مستشار جامعة كاليكوت الدكتور محمد بشير، ومشاركة الدكتور بي كيه أحمد، رئيس كلية فاروق، ومديرها الدكتور سي بي كوني محمد، والدكتور حسين مدوور الأمين العام للرابطة الهندية العربية، ورئيس لجنة المؤتمر، والدكتور محيي الدين كوتي، من قسم اللغة العربية في جامعة كاليكوت، والدكتور محمد عابد منسق المؤتمر.

حديقة خلفية

تحية من منظمي الندوة، عُرض فيلم سيرتي الذاتية “قطرة وحيدة”، بمناسبة ترجمة روايتي “حديقة خلفية” إلى لغة الماليالام، وهي الترجمة التي قام بها الأكاديميان اللذان حضرا المناسبة؛ د.عبد المجيد؛ أستاذ مساعد قسم اللغة العربية بجامعة كاليكوت، ود. منصور أمين الأستاذ المساعد ، قسم اللغة العربية بكلية أم.إ.أس بمنطقة ممباد، كما قدمت الباحثة سبينة كيه دراسة عنها، وهي التي ستناقِش الدكتوراه في أعمالي الروائية الربيع القادم، وكانت فرصة مواتية للقائها وزوجها الدكتور عباس للمرة الأولى.

روايتي "حديقة خلفية" المترجمة إلى لغة الماليالام، وهي الترجمة التي قام بها الأكاديميان اللذان حضرا المناسبة؛ د.عبد المجيد؛ أستاذ مساعد قسم اللغة العربية بجامعة كاليكوت، ود. منصور أمين الأستاذ المساعد ، قسم اللغة العربية بكلية أم.إ.أس بمنطقة ممباد،

روايتي “حديقة خلفية” المترجمة إلى لغة الماليالام، وهي الترجمة التي قام بها الأكاديميان اللذان حضرا المناسبة؛ د.عبد المجيد؛ أستاذ مساعد قسم اللغة العربية بجامعة كاليكوت، ود. منصور أمين الأستاذ المساعد ، قسم اللغة العربية بكلية أم.إ.أس بمنطقة ممباد،

مع تقديم “حديقة خلفية” تم الاحتفاء بصدور مطبوعات جديدة لمحرري الرابطة من الأكاديميين، مثل العدد الجديد من مجلة مُحكَّمة بعنوان “الصباح للبحوث”، وكان محور عددها الجديد: الأدب الفلسطيني، تحت عناوين عن “التجارب النسوية والنضال الفلسطيني في شعر فدوى طوقان”، و”أثر الانتفاضة الأولى في أدب المقاومة الفلسطيني : رواية الجانب الآخر لأرض الميعاد” ، و”صورة المرأة الفلسطينية في رواية ربيع حار لسحر خليفة”، و”القضية الفلسطينية في الشعر العربي الحديث والمعاصر”، و”شعر المقاومة الفلسطينية من أجل بيت المقدس”، كما طوفت الدراسات الأخرى من مصر إلى الهند مرورا بموضوعات عن أدباء الشام، والعراق، والإمارات.

الرحلة العربية المعاصرة إلى الهند

تناولت في ورقتي الأولى “أدب الرحلة العربية المعاصرة إلى الهند”، رأيت فيها أن رحلتنا العربية لَمْ تُعنَ  باكتشافِ الأرض وحسب، وإنما ظل همُّها اكتشافَ الإنسانِ الآخر، وإعادةَ اكتشافِ الذات، في الوقت نفسَه. وإذ يربط المحللون بين كشوفات أدب الرحلة على عمومه والحملات الإستعمارية اللاحقة عليها، باعتبار الأدب قد مهّد لها، وعرَّف بجغرافيتها وتضاريسها، وربما غرس بذرة الطمع في خيرات البلدان المحتلة لاحقا، فلا ننكر أن الاستعمارَ بفضل نضال الأمم وثوراتها، وبفعل حركات التحرير، قد زال، ولكن بقي الأدب شاهدا على منجز ثقافي حي. وقد عُني الباحثون بأدب تلك الرحلات العربية القديمة،  ولكن الرحلة العربية إلى الهند لم تتوقف عند القرون الماضية، ولذلك اخترتُ أن أركّز  على الرحلة العربية المعاصرة إلى الهند في القرن الأخير.

قدمت لأنواع الرحلة العربية المعاصرة إلى الهند وفقا لمتونها: بدءا برحلة عربية إلى الأدب الهندي، وهي الرحلة التي ينقل فيها العربي متنا من متون الأدب الهندي إلى لغته العربية، بكل ما تقدمه هذه النصوص الأدبية من نظرة موسوعية، تجمع التاريخ والآداب والفنون، ونموذجها ملحمة (الراميانة) التي ترجمها شعرا وديع البستاني وحققها الدكتور خليل الشيخ وراجعها البروفيسور ذكر الرحمن، وهناك رحلة أميرية إلى الهند تعود للعام 1915، تحمل عنوان (سياحتي في بلاد التيبت الغربية وكشمير)، للأمير يوسف كمال، الرحالة والجغرافي المصري، الذي تميزت كتابته بالأمانة والموضوعية والنوع الثالث للرحلات التي عرضت لها كان رحلة دبلوماسية للأديب السفير الدكتور إيهاب الشريف الذي جعل من سنوات سفارته إلى الهند رحلة لاكتشاف الزمان والمكان والإنسان، فكان كتابه الموسوعي (الهند .. أسرار ومفاتيح) أما النوع الأخير فهو الرحلات الصحفية التي قمت بها أنا وزملائي في مجلة العربي، منذ تأسيسها في 1958

قدمت لأنواع الرحلة العربية المعاصرة إلى الهند وفقا لمتونها: بدءا برحلة عربية إلى الأدب الهندي، وهي الرحلة التي ينقل فيها العربي متنا من متون الأدب الهندي إلى لغته العربية، بكل ما تقدمه هذه النصوص الأدبية من نظرة موسوعية، تجمع التاريخ والآداب والفنون، ونموذجها ملحمة (الراميانة) التي ترجمها شعرا وديع البستاني وحققها الدكتور خليل الشيخ وراجعها البروفيسور ذكر الرحمن، وهناك رحلة أميرية إلى الهند تعود للعام 1915، تحمل عنوان (سياحتي في بلاد التيبت الغربية وكشمير)، للأمير يوسف كمال، الرحالة والجغرافي المصري، الذي تميزت كتابته بالأمانة والموضوعية والنوع الثالث للرحلات التي عرضت لها كان رحلة دبلوماسية للأديب السفير الدكتور إيهاب الشريف الذي جعل من سنوات سفارته إلى الهند رحلة لاكتشاف الزمان والمكان والإنسان، فكان كتابه الموسوعي (الهند .. أسرار ومفاتيح) أما النوع الأخير فهو الرحلات الصحفية التي قمت بها أنا وزملائي في مجلة العربي، منذ تأسيسها في 1958

وإذ يقول الإمام الشيخ حسن العطار، شيخ الجامع الأزهر في عصر محمد علي باشا،”أن السفر مرآة الأعاجيب، وقسطاس التجاريب” ، وليس أكثر برهانا من رحلات الهند على هذه المقولة التي تحمل الدهشةً صنوًا للعلم. وقدمت لأنواع الرحلة العربية المعاصرة إلى الهند وفقا لمتونها: بدءا برحلة عربية إلى الأدب الهندي، وهي الرحلة التي ينقل فيها العربي متنا من متون الأدب الهندي إلى لغته العربية، بكل ما تقدمه هذه النصوص الأدبية من نظرة موسوعية، تجمع التاريخ والآداب والفنون، ونموذجها ملحمة (الراميانة) التي ترجمها شعرا وديع البستاني وحققها الدكتور خليل الشيخ وراجعها البروفيسور ذكر الرحمن، وهناك رحلة أميرية إلى الهند تعود للعام 1915، تحمل عنوان (سياحتي في بلاد التيبت الغربية وكشمير)، للأمير يوسف كمال، الرحالة والجغرافي المصري، الذي تميزت كتابته بالأمانة والموضوعية والنوع الثالث للرحلات التي عرضت لها كان رحلة دبلوماسية للأديب السفير الدكتور إيهاب الشريف الذي جعل من سنوات سفارته إلى الهند رحلة لاكتشاف الزمان والمكان والإنسان، فكان كتابه الموسوعي (الهند .. أسرار ومفاتيح) أما النوع الأخير فهو الرحلات الصحفية التي قمت بها أنا وزملائي في مجلة العربي، منذ تأسيسها في 1958، وشكلت رافدا معاصرا للتعريف بالهند الجديدة والمتطورة بالحرف والصورة.، واخترت نماذج لها كتاب الأديب الدكتور محمد المخزنجي “جنوبا وشرقا | رحلات ورؤى”. و كتابي” نهر على سفر”. ولعدم استطاعة الشاعر الإماراتي الدكتورر إيهاب غانم الحضور، فقد أرسل مشاركته لتعرض بالفيديو، عن تجاربه في مجال الترجمة المليالمية إلى العربية)، حيث استطاع نشر عدة كتب ترجمها عبر الإنجليزية لشاعرات وشعراء من كيرالا.  كما تحدث الباحث اليمني محمد ناصر بن علي جابر عن التبادل الثقافي واتجاهاته في العلاقات العربية الهندية ما قبل الحداثة)، والدكتور حسين مدوور (خدمات علماء الهند في الحرمين الشريفين)، والدكتور أحمد زبير (حكام المسلمين العرب في أرض ولاية تامل نادو الهندية حتى القرون الوسطى)، والبروفيسور كي إم محمد (علاج الشخصيات الهندية في قصص الخليج)، وتختتم بكلمة شكر من الدكتور يونس سالم الأستاذ المساعد لقسم اللغة العربية في كلية فاروق.

مداعبة ابن الدكتور عباس والباحثة سبينة في الكواليس

مداعبة ابن الدكتور عباس والباحثة سبينة في الكواليس

أما الجلسة الثانية فشملت أوراق الدكتور محمد فضل الله شريف (التبادل الثقافي بين العرب ومدينة حيدر آباد الدكن في العهد الآصف الجاهي)، وقدم أستاذ العربية في الجامعة العثمانية والكلية الشرقية الدكتور محمد عماد الدين قراءته لموضوع (العلاقة الثقافية بين الهند والعرب من خلال الأدب العربي الحديث)، وحمل عنوان ورقة المحرر الأدبي محمد حسين البشري ، في جريدة الخالد اليومية بحيدر آباد (الهند هندك … إذا قل ما عندك)، وتحدث الدكتور عبد المجيد عن (الإمتزاج الثقافي والاجتماعي بين الشعب الملباري والتعزي اليمني)، وقرأ الدكتور محمد صفي الله خان (دور داشرة المعارف العثمانية في التبادل الثقافي ين الهند والعرب)، وتختتم الجلسة بكلمة شكر للدكتور ساجيت إي كيه، الأستاذ المساعد لقسم اللغة العربية في كلية فاروق.

وقدمت الجلسة الثالثة قراءات متعمقة للتواصل الثقافي بين الأمتين، فتناول الدكتور منصور أمين ترجمة رواية شمين نموذجا بارزا للتبادل الثقافي. وقد ترجمت إلى 15 لغة عالمية و12 لغة محلية، وقدمها لقراء العربية المترجم الأشهر الدكتور محيي الدين الألوائي، ويحكي فيها مؤلفها تكزي شيواشنكرابيلا عن الحياة اليومية لسكان السواحل من مجتمع الصيادين، واختارتها اليونسكو نموذجا للأدب الإنساني الجدير بالترجمة إلى لغات العالم.

كانت هناك ثلاث جلسات أخرى من عناوينها للباحث إسحاق: التبادل الخيالي بين كليلة ودمنة، وللباحث عبد الوهاب كيه (الهند في الرحلات العربية المعاصرة)، وكذلك لوسام حسن رجا (التفاعل الثقافي بين الهند والعرب عبر العصور)، وشاميم أحمد الذي رصد (التفاعل الثقافي والحضاري بين الهند والعرب)، ويكتب محمد طارق عن (العلاقات والتواصل بين الهند والعالم العربي)، وقدم  الدكتور ن. عبد الجبار (مساهمة الأدب الشعبي الهندي في تنمية الأدب القصصي العربي)، وقرأت روبينة يو تي ورقتها عن (الإمتزاج الثقافي والإجتماعي والتجاري بين الشعبين الهندي والعربي).

وتناولتُ في ورقتي الثانية بالجلسة الرابعة موسوعة “الفن الهندي” للأيقونة في دراسات الحضارة الدكتور ثروت عكاشة.

 

kavya-madhavan-actress-in-Gaddama-

kavya-madhavan-actress-in-Gaddama-

العرب وثقافتهم في السينما المالايالامية

ولم تخلُ الدراسات النظرية من أوراق تطبيقية، كان أطرفها مشاركة الدكتور عبد المجيد تي،  أستاذ مساعد، كلية فاروق، عن العرب وثقافتهم في السينما المالايالامية، حيث ركزت تلك السينما على الصور النمطية للعرب سواء في تصوير ثقافتهم وعاداتهم ولباسهم ومحادثتهم ولهجتهم وتحياتهم وحتى في إيماءاتهم. وبدا هذا أكثر وضوحا في الافلام الجديدة أو في أفلام ما يسمى الجيل الجديد. وجاء التنميط في ثلاثة أقسام خاصة. الأوّل؛ المجرم أو الشرير،  والثاني الكوميدي، فهو ممثل هزلي أو مضحك، أما النمط الثالث فهو المنقذ.

ومن القسم الأوّل: فيلم أخرجه وأنتجه وينو (Venu)  في سنة 1971. ربما يكون أول فيلم ماليالام تصور فيه شخصية عربية، لكن الفيلم الأكثر جدلا هو “خدامة” GADDAMA من إخراج كمال ، وجريش كمار، والقصة للكاتبة ك. يو.  إقبال ، أما البطولة فللنجوم كاويا مادهافان ، سرينيفاسان ، بيجو مينون ،  لتا ، سكماري،  سوراج وينجارانمود، وكان أول عرض له في   4  فبراير 2011  باللغة  المالايالامية .

والعنوان  Gaddama تنقيح كلمة خدامة؛ النسخة العامية من الفصحى “خادمة”. ويروي الفيلم قصة بعض المهاجرين في الخليج من خلال حياة خادمة في السعودية. وتستند القصة على مذكرات حقيقية نشرتها ك يو إقبال، بمجلة محلية مصورة لحوادث حياتية لفتاة ولدت في ولاية كيرالا وخدمت بالجزيرة العربية لتنقل المآسي بعيون مليبارية.

بالمقابل يقدم فيلم من الشارقة إلى الشارقة (SHARJA TO SHARJA )، الذي أخرجه وينُجوبان في 2001م، الصورة الإيجابية للشخصية الخليجية، حين يتهم شاب مليباري اسمه “اُنّي” (unni) بشكل خاطئ بتهمة القتل في دبي، فيتقدم شيخ لمساعدته وإطلاق سراحه، قبل أن يغنوا للمنقذ في فرح وسرور، مادحين شمائله.

مع الكاتب والمترجم محمد كوتاشيري

مع الكاتب والمترجم محمد كوتاشيري

مع مترجم دعاء الكروان

تمضي الدراسات والأوراق والوقت، وتبقى ذكريات لشخصيات استثنائية. لعلي أبدأ مع الكاتب والمترجم محمد كوتاشيري، الذي أكمل عامه الثاني والثمانين، وقد بدأ في روضة العلوم طالبا، حتى صار مدرسا وعميدا لكليتها، فضلا عن عضويته لمجلس إدارتها، وخطبته بمسجدها (الذي يسمونه الأزهر الصغير) لثلاثين سنة، وبجانب مؤلفاته وترجماته فإن أشهر ما قدمه، بالنسبة لنا، ترجمته لرواية الدكتور طه حسين “دعاء الكروان” باللغة المليبارية، عن العربية مباشرة، بعد استئذنه لأسرة عميد الأدب العربي إذ كانت المؤلفات العربية، ولا تزال إلا مع استثناءات، تنقل للسان المحلي عبر الإنجليزية.

خصصتُ اليوم الأخير من رحلتي إلى كاليكوت للبرية، وما أجملها.

فإذا كنت في اليوم الأول قد وصلت بحر العرب وتجولت على لسان التنزه عندالغروب وهو مقصد الأحبة من كل الأعمار، فقد توقفت عند حوض لبناء السفن الخشبية العملاقة التي تصدرها كيرالا إلى دول الجزيرة العربية.

أمين مؤسسة جماعة الدعوة لتجديد الإسلام السيد كونهي محمد مكرما من قبل فخامة الرئيس الهندي موكارجي لاختيار ج. ت. د. أفضل مؤسسة لتقديم خدمات الأطفال في الهند سنة 2011

أمين مؤسسة جماعة الدعوة لتجديد الإسلام السيد كونهي محمد مكرما من قبل فخامة الرئيس الهندي موكارجي لاختيار ج. ت. د. أفضل مؤسسة لتقديم خدمات الأطفال في الهند سنة 2011

قبل أن نصعد جبل واينارد، توقفنا عند أحد المشروعات الخيرية العملاقة ، وهو مجمع جي دي تي الإسلامي للمؤسسات التعليمية ورعاية الأيتام، الذي تأسس في 1922، ويعيش به اليوم نحو 20 ألف طفل يتيم، وتصله تبرعات رجال الخير من الهند والعالم العربي، مثل نوري النوري، الابن الأكبر للعالم الإسلامي عبد الله النوري، ومفتي الكويت قبل رحيله، وكان كذلك من رجال الأعمال. والراحل الدكتور محمد عبده يماني رئيس جمعية اقرأ الخيرية، وهما  نموذجان بين عشرات الأسماء الأخرى التي تساهم في تحقيق هدف المؤسسة التي يلخصها رئيسها الدكتور بي سي أنور والأمين سي بي كونهي محمد في إعداد أبناء المؤسسة أكاديميا وفق أرقى النظم التعليمية في العالم، وهو ما تؤكده المؤسسات العلمية والرياضية العديدة التي زرناها، مثل المدرسة الأولية (تأسست في 1932)، والعليا (1957) ومعهد التدريب الصناعي (1978)، ومعهد التعليم الوطني المفتوح (1989)، وجامعة إنديرا غاندي الوطنية المفتوحة (1989)، ومدرسة اقرأ المتوسط بالإنجليزية (1991)، والمدرسة الثانوية المهنية (1991)، وكلية حسن حاج التقنية (1994)، وكلية الصيدلة (1996)، والمدرسة الثانوية العليا (2000)، والمركز الصحي للعلاج والبحث (2000)، ومدرسة الثانوية المتوسط بالإنجليزية (2002)، وكلية الآداب والفنون والعلوم (2005)، ومدرسة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة (2010)، حتى ملاعب تنس الطاولة التي شهدنا تجهيزها قائما على قدم وساق.

شققنا طريق جبل “واياناد  غات باس” باتجاه الأعالي، ننظرإلى الدروب التي خلفناها وراءنا كما يطالع طائر عشه من بين السحاب. لا ترافقنا سوى السيارات على الطريق والقردة على الأفاريز، تتأرجح عليها بين الأرصفة والأغصان.

وصلنا إلى بحيرة الأعالي. لم أتخيل أن نبحر في قارب أعلى الجبل وسط بحيرة عملاقة تستغرق الدورة بها نصف الساعة،  ونحن نرتدي بزات النجاة الخاصة. الجميع يسعد بلقاء الطبيعة البكر. هنا تهطل الأمطار ستة شهور وتتوقف ستة شهور أخرى. كانت الأمطار قد توقفت في العشر الأواخر من شهر نوفمبر، لكنها ستعود مجددا ـ كما في البلدان الموسمية المطر ـ في نهايات مايو القادم.

في الطريق الجبلية خارج كاليكوت توقفنا في طريق العودة وكان معي الدكاترة عباس كيه وعلي نوفل ومحمد عابد، عند مدينة كالبيتا  kalpetta قرب الأعالي المشرفة على الشلالات. تحتفظ كالبيتا بجمالها واعتدال جوها.

صلينا الجمعة، ثم دعانا إمام المسجد الشيخ الدكتور  جمال الدين الفاروفي الذي ـ خطب فينا وصلى بنا ـ إلى وجبة برياني مليبارية أصلية مع شوربة عدس حسبما اشتهيت ، وخبز البراتا الذي ألفته لسنواتٍ، وختمنا بالحلوى، والشاي بالليمون، وليدعونا إمامنا  بعد الغداء لزيارة مدرسة Amal Bhavan  التي يديرها، حيث توفر المؤسسة التعليمية عناية فائقة ومجانية لليتيمات والأيتام من الصغار.

في مكتبه التهمنا المكسرات المحلية والحلوى المجففة التي قدمت لنا  على هيئة ثمار  الفاكهة. قبل الدخول إلى غرفة المدير كنت داعبت الأطفال الذين يرتدون ملابس أنيقة ونظيفة، لذا انتظروني عند الخروج، لنتبادل الصور الجماعية معا.

في طريق العودة وبين حين وآخر كنت نتوقف مع كثيرين لنمتع البصر بالمشاهد الفردوسية لهذا اللون الأخضر الكثيف، وربما للتسوق نختار من المصنوعات المحلية الأصلية تذكارا ونوستالجيا. يمر بنا رسام للبورتريهات، يكسب قوته من رسم السياح.

مظاهرات تشي جيفارا في كيرالا

فجأة أرى آخر وجه يمكنني أن أتصور وجوده هنا، إنه وجه “تشي جيفارا”؛ الطبيب والكاتب وأحد أيقونات الثورة الكوبية حتى خارج الحدود. استأذنت السائق كي يعود ـ في الطريق الجبلية الصعبة ـ إلى موقف الحافلة مجددا، حيث ينتظر جيفارا الأوتوبيس،  لألتقط له صورة مع عشرات المواطنين.

لكن إذا عرف السبب بطل العجب، ففي الانتخابات المحلية بأربع ولايات هندية ومنطقة اتحادية واحدة في 16 مايو من العام الماضي حققت “جبهة اليسار الديمقراطية” ممثلة في الحزب الشيوعي الهندي، والحزب الشيوعي الهندي الماركسي انتصارا انتخابيا كبيرا في ولاية كيرالا.

صحيحٌ أن الجبهة لم تستطع العودة إلى حكم ولاية البنغال الغربية، التي دانت لهم ثلاثة عقود، بعد أن خسرت في انتخابات عام 2011 ، لكنها عادت بعد خمس سنوات من خسارة رئاسة الحكومة في ولاية كيرالا، لتحصد 91 من أصل 140 مقعداً تشكل مجموع مقاعد برلمان الولاية، ولينتخب البرلمان عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الماركسي بينارايي فيجايان رئيسا للوزراء.

ما أشبه الليلة بالبارحة. هنا تشكلت أول حكومة شيوعية في الولاية عام 1959 ، حين بدأ الشيوعيون تبادل السلطة مع حزب المؤتمر الهندي لحكم ولاية كيرالا، التي تعد أحد أهم قلاع اليسار في الهند.

مظاهرات تشي جيفارا في كيرالا \\\\\\\\\لاىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى

مظاهرات تشي جيفارا في كيرالا

مجددا، وبعد عدة كيلومترات وجدت صورة تشي جيفارا وقد خرجت من موقف الأتوبيس لترتفع على أعلام مظاهرات ضخمة على متن الدراجات النارية والسيارات التي تردد الخطب القوية، لا شك أنها تؤكد على تلبية تطلعات الشعب والحفاظ على قيم التسامح والعلمانية في الولاية.

وهكذا في بضعة أيام وجدت ديانات العالم في بقعة واحدة؛ الإسلام والمدافعين عنه وعن لغة قرآنه في روضة العلوم وكلية فاروق، المسيحية في الكنائس  الأنيقة بعمارتها البهية صباحا والمضاءة كقلاع والت ديزني مساء تزينها تماثيل العذراء، والمعابد الهندوسية، صغيرها وكبيرها، مثلما التقيت مظاهرة في حب الطبيعة، وأخرى من أجل السياسة. لكنها، في نهاية الأمر، كيرالا، جزء من الهند، الديمقراطية أم العجائب.

3 Responses to على خطى ابن بطُّوطة … في قَالِقُوطهْ

  1. د. شمناد رد

    28 ديسمبر, 2017 at 8:06 م

    كيرلا كما يراها ابن بطوطة العصر الحديث أشرف أبي اليزيد …. برافو صديقي العزيز

  2. 아슈라프

    Ashraf رد

    29 ديسمبر, 2017 at 8:31 ص

    شكرا جزيلا د. شمناد
    هذه شهادة من أهل الدار

  3. Pingback: كتاب يوثق التبادل الثقافي بين الهند والعالم العربي | THEAsiaN | Arab

اترك رداً على د. شمناد إلغاء الرد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات