البرُّ الغربي للفنان علاء عوض ابن تراث الحرية في مؤسسة الشموع للثقافة والفنون

03:11 مساءً الإثنين 12 فبراير 2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

EC5E4477-2E9F-4086-8FBF-1209F329AF45تقيم مؤسسة الشموع للثقافة والفنون برئاسة الكاتبة الدكتورة لوتس عبد الكريم معرضا للفنان التشكيلي علاء عوض يحمل اسم ” البر الغربي ” ، وذلك في الفترة من السبت من 17 من فبراير ويستمر حتى الثالث من مارس 2018 ميلادية ، وكتبت الكاتبة الدكتورة لوتس عبد الكريم في تقديمها للمعرض إن : ( الفنان التشكيلي علاء عوض ، فنان يعرف كيف يستفيد من تراثه الثقافي والفني المتعدد والمتنوع في غناه وفرادته ، خصوصًا توظيفه واستلهامه التراث المصري القديم ، ولعل الملايين في مصر وبلدان العالم ، قد عرفوا فنه التصويري الجنائزي بعد رسمه للوحاتٍ جداريةٍ عام 2012 ميلادية في شارع محمد محمود القريب من ميدان التحرير ، حيث كان أحد أصوات الثورة المصرية البارزين .

الفنان علاء عوض

الفنان علاء عوض

وصارت تلك الجداريات التي – للأسف – أزالتها الشرطة ؛ لأن السلطة – بشكلٍ عام – لا تقدِّر فن الرسم على الحوائط ” الجرافيتي ” ، ربما لأنه فنٌّ يذكِّر المار في الشارع الذي تحمل حوائطه الجداريات ، أو الرائي إليه عبر سيارته أو مستقلا حافلة عامة ، بما تفعله السلطات الحاكمة عبر العصور .

ومنذ فوزه بجائزة مؤسسة الشموع للثقافة والفنون سنة 2003 ميلادية ، وأنا أسأل عن مصيره ومسيره الفني ، مع زميله ورفيق رحلته الفنية رمضان عبد المعتمد ، وفرحت كثيرًا أن يعود إلى الشموع من جديد كبيرًا مثلما بدأ كبيرًا ، حيث له تجربةٌ خاصةٌ وسماتٌ يُعرف بها في الحركة التشكيلية المصرية .

علاء عوض هو ابن الحرية ، ابن الفن الحر ،

حيث لا شرط ولا قيد ، فهو صاحب روح عارفة ، ونفس أبية .

ولأنه بارع في الرسوم الجدارية فقد درَس في الماجستير الفنان النمساوي العالمي جوستاف كليمت وأثره على التصوير الجدارى فى العصر الحديث ، وهو كأستاذه غير المباشر يعلن الحقيقة ويعلِّي منها في تصويره .

وتمرُّسه في رسم الجداريات جعله بارعًا ومتمكنًا من رسم المجموعات سواء أكانت هذه المجموعات مستقاة من التراث المصري أم من الواقع المعيش الذي يعاصره ويعاينه الفنان علاء عوض ؛ مستخدمًا ألوانًا متناسقة في تداخلها ، وجديدة في تناولها ، في تضفير لا نشاز فيه ، كأن المجموعات أوركسترا تعزف لحنًا مقدسًا ، تنتقل من مقامٍ إلى آخر في تمهيدٍ وربط غير مرئيٍّ لا يشعرُ به إلا العارفون من أصحاب الحسِّ العالي ) .

63E286AE-620E-438F-A831-61D5A14952E8

والفنان علاء عوض ولد سنة 1981 ، ويعمل مدرسا مساعدا بكلية الفنون الجميلة بالأقصر.

وكان قد حصل على بكالوريوس الفنون الجميلة بالأقصر – قسم التصوير – شعبة جدارى – 2004 .

وماجستير بعنوان ( جوستاف كليمت وأثره على التصوير الجدارى فى العصر الحديث ) كلية الفنون الجميلة – الزمالك – جامعة حلوان 2012.

وهو الآن باحث بمرحلة الدكتوراه بعنوان ( رؤية تشكيلية مستلهمة من جداريات الحرب والسلام فى الفن المصرى القديم ) بكلية الفنون الجميلة بالأقصر .

ومن معارضه الجماعية

– معرض ملتقى البرلس الدولى الثالث , قصر الفنون – الأوبرا , القاهرة – مصر 2017.

– الإحساس بروح الصين , جاليرى بنك القاهرة عمان , مقتنيات وزارة الثقافة الصينية , عمَّان ,

الأردن 2016 .

– معرض مقتنيات بنك CIB , كلية الفنون الجميلة الأقصر 2017 .

– جولة فى عالم الفن , متحف الفن الحديث , شنغهاى , جمورية الصين الشعبية 2016 .

-لبنان بعيون مصرية , قاعة جمعية الفنانين للرسم و النحت , بيروت , لبنان 2016.

-عرض جماعى في جاليرى نوت بالزمالك 2016.

-مزاد بمتحف الفن الحديث فى سانت لويز , الولايات المتحدة الأمريكية . 2016

-سموزيوم الأقصر الدولى للتصوير 2015.

-بينالى الفن بألمانيا, المركز العالمى للتراث لهيئة اليونيسكو . فولكنجن . ألمانيا . 2015 .

-بيروت أرت فير . بيروت . لبنان . 2014.

-الفن الفرعوني المعاصر ” قاعه فيكتوريا الملكية بالبرلمان الأسترالى , ملبورن . أستراليا . 2014.

-القطع المفقودة . جاليرى يارا . ملبورن . أستراليا . 2014.

-طاقة الضعفاء المعرض القومى . بادن بادن ألمانيا . 2013 .

-المعرض الإيطالى تورينو ليس . مكتبة الأقصر . 2013 .

-الأفق البعيد . معرض مفتوح . مدينة هولبك – الدنمارك 2013 .

-الصداقة المصرية الالمانية SVU . كلية الفنون الجميلة بالأقصر . و مكتبة الإسكندرية . 2009

-هدم قرية القرنة . مرسم الشيخ على عبدالرسول . الأقصر . 2008.

-المعرض المصرى الألمانى SVU . كلية الفنون الجميلة بالأقصر . 2007.

-قرية القرنة . أمس واليوم . جامعة بروكسل . بلجيكا . 2007 .

ومن معارضه الخاصة

-جاليرى 51 – MCIA .مدينة نورث أدامز. ولايه ماساتشوستس.الولايات المتحدة الأمريكية . 2014 .

الورش الفنية والجداريات :

-ورشة عمل جدارية ( مشروع مدن ملونة ) بالشتراك مع وزارة الشباب و الرياضة المصرية , جزيرة أسوان , أسوان 2016 .

-ورشة عمل جدارية ( مشروع مدن ملونة ) بالشتراك مع وزارة الشباب و الرياضة المصرية , الأقصر البر الغربى 2016 .

-ملتقى البرلس الثالث للرسم على الجدران والمركب 2016

-الإحساس بروح الصين 2016

-ملتقى البرلس الثانى للرسم على الجدران والمراكب 2015 .

-ورشة مع الجامعة الفرنسية بالقاهرة . قسم العمارة . 2015 . عمل فى مجال التصوير الجدارى

(جدارية بالبر الغربي ) 2015 .

-ورشة عمل جدارية جامعة MCIA. ماسيتشوستس للفن الحر . مدينة فورت أدامز . ولاية ماساتشوستس . بالولايات المتحدة الأمريكية . 2014

-ملتقى فني بعنوان ( إحتلال اليوتوبيا ) كوبنهاجن . الدنمارك . 2013 .

-ورشة عمل بعنوان الفن الروحي . بكلية الفنون الجميلة بالأقصر . قسم التصوير مع الفنان

Brian Flynn .

-ورشة عمل ( جدارية ) فى قاعة إيزيس متحف محمود مختار . القاهرة . 2014 .

ونال جائزة التصوير. معرض الشموع بالمعادى . القاهرة . 2003 .

وله مقتنيات لدى أفراد ومؤسسات فى مصر والخارج .

D9A7220A-6A15-4978-807A-DBEEA09D9ABEوحول موضوع معرضه ” البر الغربي ” ، حيث جاء التحطيب أساسيا في عدد كبير من لوحات علاء عوض ، نذكر أن :

التحطيب

اشتهر صعيد مصر بهذا الفن حتى أصبح جزءا من تراثه وثقافته الشعبية، وقد استمده من قدماء المصريين الذين اتخذوا التحطيب لعبة أساسية لديهم، واعتبروها من أهم الفنون القتالية لديهم.

وقد وجدت نقوش تصور نماذج لأفراد يمارسون التحطيب على جدران المعابد القديمة و المقابر ، أبرزها معبد الكرنك الأقصر و . ) و مقبرة “خيرويف” بالعساسيف … البر الغربى … الاقصر . kheruef )

وسميت اللعبة بـ”التحطيب” لاستخدام قدماء المصريين سيقان نبات البردى كعصا للتمرُّن عليها ، واستخدامها كأداة للدفاع عن النفس والجماعة. تطورت هذه الأداة الحربية فصارت وسيلة للمرح والحركة وسرعة البديهة، ثم تحولت لموروث شعبي توارثته الأجيال

إلى تقليد جعلها تختلف قليلاً في تفاصيل تأديتها بين محافظة وأخرى، ومع مرور الوقت بدأت هذه الرياضة تنتشر في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات، وفي الموالد الدينية عدا وجهه الاحتفالي، يعتبر أهالي الصعيد التحطيب وسيلة للتقارب والتماسك الاجتماعي، وتجسد “العصا” بالنسبة لهم قيم الشجاعة والوفاء، ولا يعدٰونها أداة لترسيخ العنف أو القمع بل موروث حضاري وثقافي تميز به رجال الصعيد …

يعشق أبناء الجنوب , هذه اللعبة الشعبية التي يبحث عنها الهواة والمحترفون في الموالد أو الأفراح، ويذهبون وراءها في أي مكان لإشباع رغبتهم في ممارستها، كما شكلت مفردة أساسية في بعض لوحات الفنانين التشكيليين.

و هي من الألعاب التي تشجِّع على الفروسية والمهارة في القتال، فهي ليست، كما يظن البعض، تقتصر على مجرد الإمساك بالعصا والوقوف أمام الخصم لمبارزته، بل لها قواعدها وأصولها الصارمة التي لا بد من تعلمها جيدا قبل حمل العصا ككل أنواع الرياضة والفنون، هناك أصول وخطوات لتعلم التحطيب، تختلف تفاصيلها باختلاف أعراف وعادات المحافظات المصرية. ولكن مع ذلك، إن قواعد التحطيب واحدة في كل مكان.

إلقاء التحية بين اللاعبين ضروري ويشير إلى استعداد الطرفين. أما إشارة الانطلاق بالتحطيب، فهي كلمة “ساه” التي يطلقها أحد الحاضرين، وتعني أن وقت اللعب قد حان. يقوم اللاعبان بالدوران إحدهما حول الآخر أربع مرات، لمدة لا تتجاوز الدقيقتين، ثم تنطلق أصوات تقارع العصي و دق الطبول على أنغام “المزامير”، الآلة الموسيقية الأشهر في الصعيد و يلتف حولهما أهالي القرية أو المحافظة في جو من الحماسة .

والتحطيب فن اجتماعي من الدرجة الأولى، يؤدي وظائف نفسية واجتماعية. و وسيلة لتفريغ الطاقة بشكل سلمي، لا سيما أن الانتصار في اللعبة يكون معنويا. لا مجال للعداء والثأر في ممارسة التحطيب ، ” لا يمكن أن يكون طرفا اللعبة على عداء سابق أو خصومة ، وإلا فقدت اللعبة أسسها “. كما أنها اللعبة الوحيدة في الصعيد التي إذا توفي أحد المتبارزين أثناءها ، لا يكون له “دية أو ثأر” وفق العادات المحلية , فأهالي الصعيد يعتبرون التحطيب وبقية الفنون رموزا لهويتهم”معتبرين أن تراثهم جزء أصيل من هويتهم وإنسانيتهم.

المرماح

لم تظهر أشكال مختلفة للتحطيب، باستثناء تأديتها على ظهر الخيول العربية ، و تقام اليوم في الصعيد حلقات للرقص بالعصا خلال امتطاء الخيل، وسط أجواء تنافسية بين الخيالة.

و المرماح من الاحتفالات الصوفية المعروفة في صعيد مصر و هو التحطيب من فوق ظهور الخيل ما زال محتفظا بكيانه حتى الآن، وكثيرًا ما تقام حلقات لرقص الخيل، والتحطيب ابتهاجًا بإقامة زفة عرس، أو احتفالا بذكرى مولد أحد أولياء الله الصالحين ، حيث يتبارى الفرسان والخيالة في إظهار بطولاتهم، وشجاعتهم، ويتفننون في أساليب الكر، والفر، والنزال، ويعتمد ذلك على ذكاء الفارس، وقوة صبر الحصان عند الاحتدام والنزال ، مضيفا أن رقص الخيل يحتاج إلى خيول أصيلة لديها الاستعداد لأداء الرقصات على أنغام المزمار، وللخيل أشكال مختلفة من الرقص يحددها ميول الحصان، وتكوينه، واستعداده، وتقبله للمران على نوع معين من التشكيلات المتعددة الإيقاعات. ويظهر رقص الخيل مدى تمكن الفارس من حصانه، والسيطرة عليه، وتفاهمه معه، ومدى طاعة الحصان في تأدية كل ما يطلب منه بمرونة، ورغبة في الرقص والأداء

تبدأ اللعبة بتكوين حلقة دائرية من المتفرجين من جميع الاتجاهات في وضع الجلوس على الأرض أو الوقوف، ويقوم عازفو المزمار البلدي و دق الطبول باختيار مكان متميز لهم على جانب الحلقة لسببين؛ الأول أن العصا لا بد أن تبدأ على أنغام المزمار، والثاني لكي يقوموا بعملية جمع الأموال من الأطراف الراغبة في اللعب، ويكون بداخل الحلقة مُحكّم يفصل بين المتخاصمين في حالة حدوث مشاجرة أو اختلاف بينهما، ثم يبدأ المبارز (أو الفارس) أولا بالتحية والسلام لمنافسه برموز وحركات معينة باستخدام العصا، ويستمران في المبارزة، وفي النهاية بعد فوز أحدهما يتعانق اللاعبان، ويشارك الجمهور الفائز في الرقص على أنغام المزمار، وهكذا تسهم اللعبة في إضفاء جو من البهجة والمرح على كل المتفرجين الذين يأتون أيضا من قرى بعيدة لمشاهدة هذه اللعبة الفريدة، وهناك شرط أساسي لا بد من الالتزام به لدخول حلقة المنافسة في هذه اللعبة وهو ارتداء الجلباب الصعيدي الشعبي .F10F7654-95E8-47D3-B449-6B407AA824F5

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات