رسمت الكاتبة أسماء البدري في كتابها خريطة تدلك على طريق الحب والسلام؛ حب نفسك، حب الله، حب الزوجين، حب الأبناء، والفكرة الرئيسية :الحب والتعبير عنه، أن تحب نفسك ليست معناه أنك إنسان أناني يخبأ ما في يده في جعبته لكي لا يراها الآخرون، وإنما عطاء فعندما تحب نفسك ستعطي الناس والحياة قوة وحب.

حب نفسك ليست غرور لا ترى فيها نواقصك، وإنما ارتقاء بنفسك إلى منزلة كبيرة، منزلة تستطيع منها أن تنظر إلى حياتك نظرة شاملة كخريطة بين يديك ترى فيها نقاط ضعفك وقوتك، وتتقبلهم بصدر رحب على وعد منك أن نقاط ضعفك ستصبح قوتك في يومًا ما، وأن تهتم بصحتك بألا تضرها، وبعقلك بتحفيز نفسك وتشجعيها مثل أن تكافئ نفسك على إنجاز ولو صغير، وألا تعرض نفسك للأذى أو الأهانة، وبقلبك بحبك لها وخوفك عليها كأن نفسك شيء ثمين تحاول طوال الوقت أن تحافظ عليه بتلميعه وتحرص ألا يصل أيدي اللصوص أو غزاة يقلبونها بين يديهم ليتلفوا نفسك، وعند هذا الحد لن تتأثر بكلام الناس، وسيتحدد مصيرك لأنك واثق من نفسك وبقدراتك وبحلمك، ستعطي وتبذل الكثير من أجل أثبات ذاتك وأن تعيش بين النجوم لن ترضى بلمسها فقط، وأساس هذا الحب هو حب الله وسيمنحك قوة تستطيع أن تجتاز كل شيء، وتكون كل فريضة تؤديها هي عبارة رسالة حب وشكر إلى الله ولن تكون العبادات ثقيلة على قلبك كالحجارة بل ستسعى إليها دائما فهي استراحة قصيرة من الهموم.

الزواج عش يتهدم مع رياح الأنانية وعدم التفكير في مشاركة واحتياجات الآخر، واحتياجات الآخر لغة يجب على الطرفين إتقانها، ولكي يتقنوها يجب أن يفهموها ولكي يفهموها بجب أن يملأ قلبهما الحب، فالزوج يحتاج إلى شريكة والمرآة تحتاج حماية منه والآخرون واحتواء عاطفي، فالاحتياجات روحية وجسدية؛ فالروح يجب أن تملأ بالحب والاحتواء والرحمة والمودة، والجسد بالمال والملبس والمشرب، يجب أن يمتلئوا دائما لتهب نسمات الحب في ليلة صيف حارة، ويحتاج أبنائنا منا أن نعيش معهم قصصهم ومزاحهم وهواياتهم لكي يشعرون باهتمامنا وحبنا، وألا نكتفي أن نعطيهم المال لشراء ما يحتاجونه، الحب لكي يعيش بيننا ويسودنا السلام يجب أن نعبر عنه باستمرار كتعبيرنا عن حب للأطعمة والأشياء.

Tweet