الاستعداد للصالون الفلاحي الثاني الشمال الغربي التونسي

09:08 صباحًا الخميس 1 مارس 2018
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

يعد الشمال الغربي التونسي هو الكنز الذي لا ينضب لتلك البلاد الجميلة .. ، فالشمال الغربي الذي كان أحد أهم سلال الغذاء للإمبراطورية الرومانية قديما .. هو أغني مناطق تونس بالمياه ، و هو معقل الفلاحة التونسية بدء من الزراعات الكبرى و ليس إنتهاء بالفواكه و الخضروات .. و الثروة الحيوانية الكبيرة حيث تتوافر المراعي المتميزة في مناطق الإستبس حيث يتيح ذلك الثراء العشبي تربية الأغنام و الماشية المنتجة للحوم و الألبان فضلا عن توفر الظروف الملائمة لتربية الخيول ، و لايقل باطن الأرض في الشمال الغربي ثراء عن سطحها حيث تزخر جبال تلك المناطق بالحديد و الفوسفات و كل ما يوفر فرص الإستثمار في التعدين .. ، و لا شك أن جمال الطبيعة الأخاذة في الشمال الغربي من مرتفاعات خضراء شاهقة تطل على البحر .. و بحيرات جبلية و غابات كثيفة ممتدة حتى الجزائر تعد كنزا سياحيا مذهلا لابد من التركيز علي الإستثمار و التنمية فيه .. 

مدينة الكاف

مدينة الكاف

لكن الحراك الذي مرت به تونس خلال السنوات السبعة الأخيرة قد أثر سلبا عليها على كافة الصعد الأمر الذي طال شمالها الغربي أيضا .. الأمر الذي تطلب إستعادة زمام المبادرة من جديد لإستئناف مسيرة التنمية و إعادة الأمور إلى نصابها في الشمال الغربي ، و قد أختيرت ولاية ” الكاف ” إحدى أهم الولايات في الشمال الغربي لكي تكون منطلقا لإستئناف المسيرة حيث أقيم بها في العام الماضي الصالون الفلاحي الأول لدفع عجلة التنمية في هذا القطاع .. و لكن لماذا البدء بالفلاحة ؟!

الإجابة على هذا السؤال تصبح بديهية إذا علمنا أن المصانع الأربعة التي كانت في مدينة ” الكاف ” عاصمة الولاية قد أغلقت أبوابها و رحلت .. كما رحلت معها الأيدي العاملة أو بقيت تعاني البطالة ..
ورغم تأثر القطاع الفلاحي خاصة بسبب توقف تصدير معظم سلعه إلى القطر الليبي الشقيق بسبب الأحداث هناك .. إلا أن الأمل في دعم مسيرته و فتح و خلق أسواق جديدة لمنتجاته المميزة كان هو المجال الأكثر جدوى لإقالة المنطقة من عثرتها و معها الشمال الغربي بأسره .. و من هذا الصالون الفلاحي الذي كان وراء فكرته مديره ” محسن الجزيري ” بالتعاون مع السلطات الفلاحية المحلية في ” الكاف ” و مجموعة من الداعمين للصالون .. بدأت إقالة المنطقة من عثرتها .. ، و إستنادا على نجاح الصالون الفلاحي الأول يطمح المنظمون للصالون الفلاحي الثاني في تطوير الصالون و القفز به إلى نجاحات أكبر ..

من المؤتمر الصحفي

من المؤتمر الصحفي

و قد عقدت الهيئة المديرة للصالون الفلاحي الثاني الذي سينطلق يوم 7 مارس القادم و يستمر حتى 9 مارس مؤتمرا صحفيا بحضور كل من ” محسن الجزيري ” مدير الصالون الفلاحي الثاني و السيدة ” ريم الحرباوي ” ممثلة المجمع الوطني للصناعات التقليدية و المهن الصغرى .. أحد رعاة الصالون .. فضلا عن المسئولين الرسميين الذي كان على رأسهم ” الشاذلي الغزواني ” المندوب الجهوي للفلاحة بالكاف .. و ” حسين البريني ” مدير ديوان تربية الماشية .. و مسئولي الإنتاج الحيواني و تربية الخيول .. كممثلين عن وزارة الفلاحة و الموارد المائية و الصيد البحري ، و ” منير العبيدي ” رئيس الإتحاد الوطني للفلاحة و الصيد البحري .. و هو الإتحاد النقابي الذي يرعي مصالح العاملين في قطاعي الفلاحة و الصيد البحري .. ،

منتجات الألبان التي يشتهر بها الشمال الغربي " تستور"

منتجات الألبان التي يشتهر بها الشمال الغربي ” تستور”

و.في العرض الوافي لإنشطة ذلك الصالون ” المعرض الفلاحي” .. أوضح المسئولين مشاركة 27 من مصنعي الآلات و المعدات الفلاحية ، 30 من منتجي مختلف السلع الفلاحية بما في ذلك مربي الأغنام و الماشية و الخيول و كلاب الصيد ، و سيكون من أهم أنشطة الصالون الفلاحي الثاني مسابقة الجمال الخاصة برؤوس الخيول البربرية .. بالإضافة لبقية أنشطة الصالون الفلاحي الثاني الذي يسعى للترويج للمنطقة و منتجاتها و إعادة تسويق الشمال الغربي كوجهة إنتاجية متكاملة واعدة في مجالات الفلاحة و الصيد البحري و التعدين و السياحة .. ، و يعول القائمون على الصالون أن تساعد الميديا في الإشارة لأن المنطقة تنتج 27% من الحليب على مستوى تونس و هي تقدر بملايين اللترات سنويا ، فضلا عن نسب مماثلة في إنتاج اللحوم الحمراء و البيضاء ، و نسب أكبر في محاصيل الزراعات الكبرى .. مع الإشارة إلى  أهمية الشمال الغربي الكبيرة في الموارد المائية لتونس.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات