زها حديد تحلم وتصمم وتلعب في كوريا

كان ملعب دونغ ديمون Dongdaemun أول استاد حديث في كوريا، وتم بناؤه خلال فترة الاستعمار الياباني للاحتفال بزفاف الأمير الياباني. منذ تاريخ إنشائه عام 1925 وحتى هدمه في عام 2007 ، استضاف الملعب العديد من الفعاليات الرياضية والاحتفالية الوطنية، ولكن تم التخلي عنه بعد دورة الألعاب الأولمبية في سيول عام 1988 ليصبح سوقًا محليّةً لأكبر مركز للأزياء في كوريا الجنوبية.

Dongdaemun Design Plaza| World Journalists Conference 2018

على مرمى حجر وحول منطقة دونغ ديمون ، كان هناك جدار لحصن شيد لحماية هانيانغ (عاصمة تشوسون). بمرور الزمن تضرر الجدار ودمر بسبب التغيرات التي بدأت بالحرب، ونهضة البنية التحتية للنقل ، والتطور السريع ، وتوسع المدينة مثلما أدى بناء المساكن السكنية للمواطنين إلى تدمير الجدران المتبقية ، و ساهم عدد من عمليات البناء غير القانونية بعد الحرب الكورية في تسريع عملية الهدم، فنفذت أول عملية لهدمه في عام 1889 لبناء السكك الحديدية بين منطقة سيول ، وسيودون وشيونغنيانجني Cheongnyangn.

زها حديد وتحفتها على غلاف كتاب للأطفال يحكي تاريخ المنطقة وملامح عمارة البلازا

ولكن خلال عملية التنقيب والهدم في استاد دونغ ديمون والتي بدأت في ديسمبر 2007 ، تم العثور على بقايا تاريخية مختلفة، مما دعا مدينة سيول لإنشاء فريق الحفر والتحقيق لإجراء مسح آمن ومفصّل في المنطقة. وفي يونيو 2009 ، قررت المدينة الحفاظ على البقايا المحفورة وعرضها ، وأعلنت بناء متنزه دونغ ديمون للتاريخ والثقافة الذي سيؤدي مهمته كمتحف لعرض تلك البقايا التاريخية. تبلغ مساحة الحديقة المخصصة للبناء 65232 متر مربع ، كما أن حائط القلعة في سيول وإيجان سومون ، ومساحتين خارجيتين للمعرض ، وقاعة معارض ييجانسون ، ومتحف تاريخ دونغ ديمون 1396 ، واستاد دونغ ديمون التذكاري ، ومعرض غرين مون هي السمات والمرافق الرئيسية في منطقة المنتزه.

وقد ضم حي محور الأزياء المحلي والمنطقة السكنية بالحديقة للمركز ، وكان منفصلا في السابق بعد بناء شبكة للمشي تحت الأرض ، مما جعل الحديقة والمبنى بمثابة مساحة ثقافية جديدة تربط أجزاء كثيرة من منطقة وسط مدينة سيول.

صممت زها حديد، المعمارية البريطانية الأيقونة عالميا، وابنة الرافدين، بلازا دونغ ديمون للتصميم، وقد تم اللعب على الاسم Dongdaemun Design Plaza (DDP) ليكون Dream Design Play (DDP) ,، وهو ما نشبهه بأنه منظر طبيعي للمحيط، كناية إلى طريقة لوصف كائن معين بشكل غير مباشر ، وقرأت حديد تاريخ البلاد لتلد أفكارها هذا الكائن العملاق، الذي يفسر الآن جوانب تاريخية وثقافية وحضرية واجتماعية واقتصادية متكاملة ، ويتكون من أسطح متموجة لشرائح لا يشبه أحدها الآخر، تشبه تدفق السوائل وتسمح بمرونة في الفضاء، مستفيدا من نظام BIM لنمذجة معلومات المباني، ونظام السقف العملاق الضخم، ونظام الإطار الفضائي، فضلا عن سمات التصميم الأساسية لزها حديد: “الشفافية ، المسامية ، والمتانة.” وقد تبنت المصممة في المبنى إدراج العديد من الميزات البيئية ، وواجهات الجلد المزدوج ، والألواح الشمسية ، ونظام إعادة تدوير المياه.

كان تولي زها حديد للمشروع بعد فوزها في مسابقة، جاءت في ختام مناقشة مشروع البناء لاستبدال استاد دونغ دايمون بحديقة عامة منذ عام 2000 في وسائل الإعلام ، وأنشأت مدينة سيول خطة رئيسية أساسية للتناوب على وظيفة استاد دونغ دايمون في عام 2005. بناء على نصيحة المعماريين ، ومن أجل تأمين تصميم عالي الجودة للمَعْلم الجديد في سيول ، دعت المدينة المهندسين معماريي العالم في فبراير 2007 للمشاركة في مسابقة التصميم، وفق مبادئ توجيهية ، حيث طلبت المدينة من المهندسين المعماريين أن ضم ساحة تصميم ومساحات تحت الأرض وتاريخ وحديقة ثقافية للمشروع، وفاز مشروع زها حديد: Zaha Hadid’s Metallic Landscape .

يتكون الغلاف الخارجي من هيكل سلس وعملاق كجذع فقمة تستقر على مستوى سطح الأرض ، من الخرسانة والألمنيوم والصلب والحجر. وتم بناء الجزء الداخلي من المبنى بجص معزّز بالألياف الاصطناعية والبلاط الصوتي وراتنج الاكريليك والصلب غير القابل للصدأ والحجر المصقول في الداخل.

في المعارض التي تجولنا بها كان العمل الفني يظهر على أكثر من نحو، سواء باللوحات الأصلية، أو بعروضها الشارحة، أو بالشاشات العملاقة التي تتحول فيها رسوم الأعمال إلى أعمال رسوم متحركة. كان كل قسم يفضي لآخر، وكأننا نعبر الزمن.

في معرض كولاني Luigi Colani

لم تغفل ساحات المعارض مصممين ورسامين ثوريين؛ مثل لويجي كولاني Luigi Colaniالذي خصص له ميدان كبير لتصميمات أعماله المجسمة المستوحاة من كائنات حية ، وهو أصدق من يعبر عن روح بلازا زها حديد حين يقول: “كل ما يجب على البر فعله هو معاينة الطبيعة، وحدها الطبيعة التي تمنحنا الإجابات الكاملة”.