يقوم مون جاي-إن رئيس جمهورية كوريا بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تستغرق أربعة أيام بدأت في 24 مارس وتستمر حتى السابع والعشرين من الشهر نفسه بدعوة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي. هذه أول زيارة يقوم بها مون للإمارات بعد تنصيبه في مايو من العام الماضي، وتأتي الإمارات ثاني وجهات رحلاته الخارجية لهذا العام بعد فيتنام.

هناك إشارة دالة على تقدير الحكومة الكورية وتثمينها لدولة الإمارات العربية المتحدة. الحدث الأول في برنامج رحلة مون بدولة الإمارات العربية المتحدة ، سيقدم الرئيس التحية إلى روح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان؛ الرئيس المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الذي يجله أبناء الدولة. كما سيتوقف الرئيس مون في مركز مسجد الشيخ زايد الكبير ، وهو كيان يجسّد الدين الإسلامي. وعلى الرغم من كونه كاثوليكيًا ، إلا أن الرئيس مون يكن الاحترام العميق والفهم المتبصر للأديان والثقافات الأخرى مثلما يفعل الكوريون العاديون.

في اليوم الثاني من زيارته ، سيحيي الرئيس مون الأبطال الشهداء أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة الذين بذلوا أرواحهم في نصب واحة الكرامة. وكما هو الحال في العديد من الدول العربية ، ضحى الكثيرون من الشباب بأثمن ما يمتلكون؛ حياتهم، أثناء معارك الدفاع عن بلادهم. نتذكر أيضا كيف أن كثيرًا من الكوريين الشباب ، فقدوا حياتهم الثمينة دفاعا عن أمتهم. عندما كان صغيرا ، أمضى الرئيس مون ثلاث سنوات في الجيش عضوا في القوات الخاصة المعروفة بقسوة تدريباتها. إنه يعرف ـ أكثر من أي شخص آخر ـ مدى أهمية الأمن القومي.

ويقوم حاليا ضباط كوريون مؤهلون جيدا بتدريب جنود إماراتيين يعملون بجد للزود عن بلادهم التي تؤدي دورا أكثر أهمية من أي سياقات أخرى في تعزيز العلاقات الودية بين البلدين. وفي هذا السياق ، تكتسب زيارة الرئيس مون إلى واحة الكرامة أهمية إضافية.

سيحضر الرئيس مون مأدبة غداء رسمية يستضيفها ولي العهد ، يعقبها اجتماع قمة. من المتوقع خلال القمة أن يتبادل الجانبان الأفكار حول الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة إستراتيجية خاصة.

يبلغ زمن الرحلة بالطائرة من كوريا إلى الإمارات حوالي 10 ساعات ، وتستظل الدولتان بتأثير الثقافات المختلفة. ولكن على الرغم من المسافة الجغرافية والاختلاف ، فإن البلدين يتقدمان الآن نحو علاقة أفضل من أي وقت مضى.

في 26 مارس ، سيحضر الرئيس مون وولي العهد حفلا بمناسبة انتهاء بناء المفاعل الأول في محطة البركة للطاقة النووية. ومن المتوقع أن يسهم مفاعل البركة ، الذي تم بناؤه باستخدام التقنيات النووية الكورية المتقدمة وبأيدي المتخصصين البارزين ، في المساهمة بشكل كبير في الدور الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة في عصر الثورة الصناعية الرابعة.

في 27 مارس ، وهو اليوم الأخير من زيارته للبلاد ، سيزور الرئيس مون وحدة “الوحدة” ، وهي وحدة عسكرية كورية قدمت إلى الإمارات العربية المتحدة. تقوم القوات بمهمة دعم الجيش الإماراتي وحماية السكان الكوريين هناك. تضم وحدة “أخ” ، التي تشكلت في 10 يناير 2011 ،وتضم 138 عضوًا فقط الآن ، ولكنها اشتهرت بشجاعتها. حتى شاع أن جنديا واحد من (أخ) يوازي مائة.

إن العمال الكوريين الموهوبين وجنود وحدة أخ، هم أكبر الشركاء والسفراء الفخريين لمعرض إكسبو 2020 دبي. سوف يؤدون دورا هاما في الترويج للمعرض ، ليس فقط في كوريا ولكن أيضا في جميع أنحاء العالم.

وكجزء أخير من جدول أعماله في الإمارات ، سيجتمع الرئيس مون مع رئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، حاكم دبي. إن دولة الإمارات العربية المتحدة ، وهي لاعب رئيسي في الشرق الأوسط ، وكوريا ، كمحور مركزي في شمال شرق آسيا ، على استعداد لإنجاز تعاون مستقبلي وموضوعي وملموس بمناسبة زيارة الرئيس مون.

هناك قول كوري ، “بعد المطر تصبح الأرض راسخة”؛ وأنا واثق من أن البلدين سيواصلان صداقة عميقة كأقرب ما يكون الأصدقاء من أي وقت مضى.

Tweet