Korea of the future: combination of the new and old
By Dr. Hassan Humeida
Intruduction: South Korea has a a prominent position among the major industrialized countries. This is in spite of the challenges faced by neighboring countries, in addition to the scarcity of natural resources and the lack of wealth and raw materials. South Korea is an example to challenge obstacles and overcome difficulties in its own ways. Which is in the accuracy and order, diligence and perseverance in the work and improve the work and production. The future of Korea is not only linked to the new and its discovery, but also to the old and its preservation. Which every Korean considers part of his personality, his origin and his environment. Korea’s future in a short sentence is the combination of the new discoveries and the old heritages, for the legacy of previous generations, and the future of subsequent generations on the Korean peninsula.
————————————————————————————————————————————–
تحتل كوريا الجنوبية بتعداد سكاني يبلغ في مجمله حوالي 52,9 مليون نسمة، موقعا مرموقا بين الدول الصناعية الكبرى. وهذا بالرغم التحديات التي تواجهها من دول الجوار، زيادة على ذلك شح الموارد الطبيعية وإنعدام الثروات والمواد الخام بها. وتتكون تضاريس كوريا الجيولوجية بنسبة 75% من طبيعة جبلية، وتقدر المساحة الكلية لشبه الجزيرة الكورية بحوالي 100.329 كيلومتر مربع، يتوزع عليها عدد السكان بكثافة 510,7 فردا للكيلومتر الواحد المربع. ويعتبر الشعب الكوري من الشعوب المعمرة، حيث يبلغ متوسط العمر في كوريا بحوالي 82 عاما للفرد. وتعد كوريا الجنوبية التي نالت إستقلالها في 15 أغسطس من العام 1945، مثلا يحتذى به في تحدي العقبات وتخطي الصعوبات بطرقها الخاصة. والتي تتمثل في الدقة والنظام والإجتهاد والمثابرة في العمل وتجويد العمل والانتاج. الشيء الذي جعل من كوريا دولة صناعية كبرى، تصدر منتجات حديثة وعالية الجودة يتم تصديرها لكل بلدان العالم، بما فيها الدول المتقدمة صناعيا. والشيء الذي جعل من كوريا دولة لا يستهان بها صناعيا واقتصاديا وثقافيا، دأبها في الإنتاج والإبداع عبر منتجاتها المختلفة، مقارنة بنظيرتها في الطفرات التكنولوجية الحديثة. وينجلي للزائر بأنه ليس هناك مجال من المجالات الانتاجية، لم تفلح كوريا في التقدم فيه. وهذا بالرغم من المساحة الصغيرة التي تتمتع بها كوريا، وموسم الشتاء البارد نسبيا فيها.
وتنتشر منتجات كوريا على نطاق واسع، نسبة لتفضيل المستخدم لها عن الغير، ولمناسبة سعرها للمستخدم ومتطلباته اليومية. وتحتوي منتجات كوريا ذات الماركات العالمية المعروفة، على الاجهزة الالكترونية والكهربائية والميكانيكية ووسائل النقل والعقاقير الطبية ومستحضرات التجميل والمواد الغذائية والملبوسات. وتتكون كوريا من حوالي 17 مقاطعة أو اقليم، ولكل اقليم عاصمة، يحكمها حاكم منتخب في دورة حكم رباعية، وتمثل عواصل الأقاليم في الغالب مدن كورية كبيرة. ومن المدن الكورية الصناعية الكبرى، وحسب كثافتها السكانية، تأتي في المقدمة العاصمة سيول بحوالي 10,3 مليون نسمة، ثم تليها بوسان بحوالي 3,7 مليون نسمة، ثم انشييون بحوالي 2,6 مليون نسمة، ثم جوانج جو بحوالي 1,4 مليون نسمة، ثم سوون بحوالي 1,2 مليون نسمة.
ومن الشركات الكورية العالمية، عالية الجودة والتصميم التقني، كل من شركات الهيونداي لانتاج السيارات ووسائل النقل والماكينات الثقيلة، وشركات السامسونج لانتاج الأجهزة الإلكترونية والكهربائية. وللشركتين دور فعال في النهوض باقتصاد كوريا. وبفضل الطفرة الاقتصادية التي وصلت اليها كوريا في السنوات الاخيرة ودور الشركتين المذكورتين، انخفضت نسبة العاطلين عن العمل في كوريا. الشيء الذي قلل ايضا من نسبة الفقر بين أفراد الشعب الكوري. وبالتالي قلت نسبة الجريمة في كوريا، مقارنة بنسبتها في السنوات الماضية.
ويأتي تقدم كوريا في كل المجالات باجتهاد شعبها، الذي حقق انتصارا اقتصاديا، توج كوريا وجعل منها بلدا في قمة التقدم والتحضر. ومن يحل بكوريا الجنوبية اليوم أو يسافر عبر مدنها الكبيرة وحديثة المعمار والتكنولوجيا، يلاحظ الطفرة المعمارية والتكنولوجية الحديثة التي وصلت اليها كوريا. فيها توجد وعلى امتداد البصر بنايات حديثة، شيدت بمتانة لكي تواكب متطلبات المواطن الكوري، ومتطلبات انسان العالم الحديث في وقت تهدد فيه الكوارث الطبيعية، كالزلازل والفيضانات كثير من دول جنوب شرق آشيا. والتي تدق على أبوابها الكوارث الطبيعية، ملاحقة بناقوس انفجار سكاني عالمي متوقع بحلول العام 2050. والذي سوف تكون قمته في القارة الآسيوية، خصوصا دول جنوب شرق آسيا. والبنايات الشاهقة التي تناطح السحاب في المدن الكورية، مزودة بكل ما يحتاج له الانسان من ماء وكهرباء وتدفئة ونقل داخلي.
وما يلفت النظر في كوريا، هو الدقة والنظام والانضباط والنظافة الفائقة في المطارات ومحطات القاطرات ومترو الأنفاق والترام والبصات ونظافة الشوارع العامة . وليس لكوريا وجه اقتصادي فقط، بل لها ايضا وجه طبيعي جميل وخلاب. ونسبة لجمال الطبيعة في كوريا، تسعي كوريا حكومة وشعبا للمحافظة على طبيعة كوريا الفريدة. ومن مميزات الشعب الكوري عن بقية الشعوب، فهو شعب لا يرى جمال الطبيعة في نطاق ضيق، كحديقة المنزل الصغيرة مثلا، بل يراها في نطاق اكثر وسعا، يراها في طبيعة بلاده، في بحاره وأنهاره، في وديانه وغاباته، في تربته وماءه وغذاءه. ولذا توجه كوريا حاليا كل اهتمامها، لوجود طرق لكسب الطاقة البديلة، على سبيل المثال توفير الكهرباء التي لا يحتاج لها المواطن الكوري في المنازل والمكاتب. فالدولة تبني على تقنيات تكرير المياه المستخدمة ، وتدوير مخلفات المصانع لاكتساب وتوفير الطاقة اللازمة. بل ايضا عن طريق السعي الجاد في إمكانية تقليل دخان المصانع والمركبات العامة والخاصة، والتركيز على تطوير صناعات حديثة، تعتمد على الطاقة البديلة والمتجددة، كتقنية الطاقة الشمسية وتكرير المياه وغيره. ولهذا يأتي دور كوريا في المجتمع الدولي كدولة ذات باع طويل في التنمية والتطور العصري الحديث. والذي يحتاج له في الوقت الحالي للنهوض باقتصاد بلدان ما زالت تغط في نوم عميق، أو بلدان اخرى تنتظر للاستفادة من تجارب بلدان تقدمت كجمهورية كوريا الجنوبية الحديثة. والمثير في الأمر هو أن كوريا دولة وشعب لا يهتمان فقط بالجديد والتقنيات الحديثة، بل ايضا الاهتمام بالقديم من ارث ومقتنيات كوريا. فهناك اهتمام بالغ من جانب الشعب الكوري بالغذاء الكوري الاصلي. وحتى في كبريات المدن كبوسان، يمكن للمواطن الكوري أو الزائر التمتع بوجبات غذائية يرجع عمرها لمئات السنين. والتي تعد وتقدم للمتلقي في شكل طازج. كما تحافظ كوريا على كل شيء في مجتمعها قابل للانقراض، بما في ذلك الاعمال اليدوية البسيطة، وهنا على سبيل المثال السياج المصنوع من القش لحماية الشجيرات والأشجار، أو الأعمال الفخارية كالأواني المنزلية لاعداد وتقديم الغذاء، أو لتخليل الخضروات كأوراق الملفوف “الكيمتشي”. ومن هنا يتضح لنا أن مستقبل كوريا ليس مرتبط فقط بالجديد واكتشافه، بل أيضا بالقديم والمحافظة عليه. والذي يعتبره كل كوري جزء من شخصيته ونشأته وبيئته. ويتجسم مستقبل كوريا باختصار في المزيج بين الجديد والقديم، من اجل المحافظة على ارث أجيال سابقة، ومن اجل بناء مستقبل أجيال لاحقة في شبه الجزيرة الكورية.
كل حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتب. يمنع النقل من دون اذن – 2018
All rights reserved to the author. No reproduction without permession – 2018
E-Mail: hassan_humeida@yahoo.de
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.