حسين سلوم … أكثر من 5000 لوحة

حسين سلوم فنان تشكيلي موهوب، استطاع بفترة قصيرة نسبيًا ترك بصمة مميزة في عالم الفن التشكيلي، إذ تتميز لوحاته بالوانها الساحرة وتفاصيلها وانعكاساتها الملفته، كما انه فنان ناشط في مجاله إذ استطاع خلال سنوات قليلة تأسيس منتدى الفنان الجنوبي، وهو أكبر منتدى فني في لبنان والوطن العربي ويضم مجموعة كبيرة من الفنانين اللبنانيين والعرب. وينظم هذا المنتدى المعارض والسيمبوزيومات المتنقلة من منطقة إلى أخرى، ويعمل على نشر الفن والابداع في الاماكن التي يقصدها، فما من منطقة أو ضيعة يزورها إلا وتتزين جدرانها ومرافقها بالاعمال الفنية الملفته التي يرسمها الفنانون المشاركون.
درس حسين سلوم هندسة الكومبيوتر ولكن لم يتخذها مهنة له، لان موهبته في الرسم والفن التشكيلي طغت على هذا الاختصاص وسرقته منه. يقول حسين سلوم : “درست هندسة الكومبيوتر ولكن لم اعمل بها ، وكانت موهبتي في الرسم تطغى على كل اعمالي واهتماماتي، فشغفي بالخطوط والالوان واكتشافاها كان يشدني ويسرقني من أي عمل آخر، لذا عندما سافرت الى افريقيا بهدف العمل في هندسة الكومبيوتر تحولت عنها وعملت في الفن وأقمت العديد من المعارض الفنية هناك، وقد شجعني على ذلك حب الناس لاعمالي وتشجيعهم لي بالاستمرار في هذا المجال”.

لم يستطع حسين سلوم العيش في الغربة ورده حينه إلى الاهل والوطن إلى لبنان ، اذ وجد في ارضه وضيعته منبع الالهام والفن، فالمشاهد الطبيعية الخلابة في لبنان كانت تشده دائما لرسمها وتوثيقها في لوحات رائعة. عند عودته في العام 2015 اسس منتدى الفنان الجنوبي وضم اليه فنانين من مختلف المناطق اللبنانية ، كما ضم فنانين من الدول العربية كمصر والعراق وسوريا ….وهذا ما شجعه على تنظيم المعارض الدائمة واقامة سمبوزيوم متنقل بين المناطق بشكل دائم وشهري، مما جعل اغلب الفنانون التشكيليون المبتدؤن منهم والمحترفون ينجزبون لهذه الحركة الفنية ويشاركون فيها، فباتوا يخرجون الى الطبيعة بشكل جماعي ويرسمون في الهواء الطلق المناظر الطبيعية والمعالم الاثرية والتراثية للمناطق التي يزورونها، مما شكل ظاهرة فنية ملفته وفريدة من نوعها. ويرى سلوم :” ان هذه الظاهة او الحركة الفنية تقرب بين الفنانين وتجعلهم يتفاعلون مع بعضهم ويتبادلون الخبرات الفنية ويتفاعلون مع الطبيعة والناس الذين يلتقون بهم، كما تعمل على نشر الوعي والثقافة الفنية في المناطق التي تقامل فيها ، خصوصا ان اغلب المعارض والنشاطات تكون برعاية البلديات والمراكز الثقافية وبدعوة منها وهذا ما يدعم وجود الفنان ويجعله مكرماً اينما حل ، إذ في نهاية كل نشاط يتم عرض الاعمال وتوزيع شهادات تقدير على المشاركين تكريما لهم ولجهودهم “.

وعن اهم النشاطات التي قام بها سلوم ونظمها من خلال المنتدى يقول : “على الصعيد الشخصي حققت عدة انجازات اهمها حصولي على دكتوراه فخرية من البورد الالمانية ، كما حصلت على لقب اسرع فنان في الرسم في لبنان والعالم العربي وكان ذلك في آخر مشاركة لي في مهرجان الاسكندرية في جمهورية مصر العربية حيث استطعت انجاز لوحة فنية بمدة زمنية لا تتعدى الدقيقة ونصف.

أما على صعيد المنتدرى حققنا بداية أكبر لوحة جدارية في لبنان والتي بلغ طولها (64 مترا) وكانت في المدرسة الانجيلية الوطنية ، وبعدها تجاوزنا هذا الرقم في منطقة جويا في جنوب لبنان، ومن ثم في منطقة خربة سلم إذ تجاوزت الجدارية الفنية مساحة ال500 متر مربع وقد شارك في انجازها ما يقارب الستون فنانا وفنانة وعملوا خلال يوم واحد على رسم الرموز التراثية المتداولة في الضيع اللبنانية وتأريخها على جدران البلدة لتبقى معلما من معالم الضيعة التراثية والسياحية ، وقد لقي هذا العمل صدى ايجابي لدى اهل الضيعة والمناطق المجاورة كما لقي صدا اعلامياً ملفتاً حيث تناولت الخبر اغلب وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.

لحسين سلوم حتى الان ما يقارب 5225 لوحة فنية ، فهو يعمل كالنحلة لا يهدأ ليل نها ينشر الوان الفرح في البيوت والساحات والقصور والمرافق السياحية….. وهذا ما جعله مقصدا لكل متذوق ومحب للفن. كما انه شارك في العديد من المعارض الفنية في لبنان وخارجة ونظم عشرات اللقاءات الفنية التي تهدف الى الرسم الحي والعمل الجماعي ، مما جعله كوميسير عام في لبنان من قبل الاكاديمية العربية للدراسات الحديثة التابعة لجامعة الدول العربية ، كما حاز على لقب “اسرع الرسامين العرب” في معرض الاسكندرية الدولي ونال الميدالية الذهبية من جامعة الدول العربية .

يطمح سلوم للعديد من المشاريع الفنية واهمها نشر الثقافة الفنية بين الناس وتحقيق مكانة محترمة للفنان التشكيلي في مجتمعه ، وانشاء صرح خاص به يقدره ويحتضنه.

Tweet