من يعرف مولد التلفزيون السعودي (1962) يتذكر وجود قناتين وحسب كان اسمهما الشائع (غصب ١) و(غصب ٢)، مثلما يتندرون كذلك في دول أخرى (قهر ١) و(قهر ٢). لكن الفضائيات وتناسل القنوات الحكومية جعل ذلك كله تاريخا منسيا حتى ظهرت قناة سعودية تحمل شعار (غصب تحبها) استدعاء لقول هالة سرحان (مش هتقدر تغمض عينيك) في إعلانها الشهير عن قناة روتانا سينما.
مناسبة ذلك الاستدعاء التشابه بين كل قديم والجديد الذي ستقدمه قناة sbc السعودية بعد أن أعلن رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون بالسعودية الإعلامي داود الشريان إطلاق قناة SBC الترفيهية التي سيبدأ بثها في شهر رمضان المقبل وستقدم محتوى ترفيهيا منافسا يجمع كبار نجوم الدراما المحلية والعربية، بعد أن حلت القناة المرتقبة مكان القناة الثقافية التي سيتم إلغاؤها ويمنح ترددها لصالح قناة SBC.
وقد بدأت هيئة الإذاعة والتلفزيون حملة إعلانية كبيرة هي الأولى في تاريخ التلفزيون السعودي للترويج للقناة الجديدة، مدشنة بأسماء فنية بارزة ستقدمها ابتداء من شهر رمضان مثل النجم عادل إمام الذي سيظهر حصرياً بمسلسله الجديد “عوالم خفية” إلى جانب نجوم الدراما المحلية مثل عبدالله السدحان الذي سيقدم مسلسل “بدون فلتر” وحسن عسيري وفايز المالكي وراشد الشمراني أبطال مسلسل “شير شات”
.
التعليق على القناة بدأ قبل أن تولد جاء من الصحافي مطر الأحمدي رئيس تحرير موقع (العربية نت) سابقا في سلسلة من التغريدات بلغت عشرا؛ بدأت بعرضه لسر تفوق mbc الذي قال إن القناة الجديدة لن تبزه ولن تصل إليه؛
١ السبق: اول من ظهر عربيا فضائيا بدأت بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي، في قمة نشاط الصحوة. والمثل يقول: من سبق لبق. واخواننا اللبنانية يقولوا: من سبق اكل النبق.
٢ التركيز سر النجاح: ام بي سي ركزت على جانب التسلية بعيدا عن جرعة السياسة الا نشرة واحدة.
صارت قناة الاسرة العربية، خاصة السعودية. انفتاح بدون مجون، جعل الدول العربية تستقبلها فضائيا بحماس، المغرب والكويت أعطتها بث ارضي. وصارت تلفزيون العائلة والمجالس.
٣ الاناقة: تميزت ام بي سي بشاشة جذابة، برامج جديدة، مذيعات جميلات ومذيعون شباب. استفادت من مقرها في لندن، عاصمة الاعلام في أوروبا. حازت ثقة المعلن لأنها تدخل كل بيت، خاصة السعودية.
صارت نموذجا. المحطات القديمة، والجديدة، حاولت ان تكون نسخة منها
٤ الريادة: كل المحطات اللبنانية حاولت ان تكون MBC، ثم تلفزيون دبي وأبو ظبي، وكذلك مصر.
بقيت MBC. السبب انها لم تحاول ان تكون نسخة من غيرها. كانت رائدة في برامجها ومسلسلاتها.
٥ النموذج: حرصت القنوات على تقليد MBC. من “باب الحارة” الى المسلسلات التركية، مرورا ببرامج تلفزيون الواقع. أضف الى ذلك برامجها الاجتماعية والصحية والصباحية والفنية والجمال والموضة.
٦ التطوير: تصدت ام بي سي الى تطوير مسلسلات محلية سعودية مثل طاش ما طاش، الذي خرج من عباءته مسلسلات ناجحة مثل سيلفي وطاش وواي فاي. وهناك مسلسلات فشلت بعد ان هاجرت من ام بي سي الى غيرها.
ثم يطور الأحمدي من رسالته مباشرة بدءا من تغريدته السابعة:
٧ هذه الأيام رأيت حملة إعلانية عن قناة سعودية sbc تؤكد على نجاحها بعبارة “غصب تحبها”. اول غلطة التقليد حتى الاسم SBCو MBC.
بنهم اشترت مجموعة كبيرة من المسلسلات والبرامج الرمضانية. وانا اسأل استاذنا داوود الشريان: هل التقليد يكفي لانجاح محطة تلفزيونية؟
٨ الفرق بين mbc وsbc حرف واحد. والتشابه بالاسم لا يضمن النجاح. التقليد يعزز الأصل وليس العكس.
النجاح صعب. مطلوب من قناة “غصب” اكتشاف الجديد: مواهب، برامج، افكار. من الشباب السعودي وغيرهم، لاستمرار خط الانتاج.
٩ اظن مستشارين “غصب” هم مستشارين تلفزيوني دبي وابوظبي، الكل قلد MBC النتيجة خسروا جمهورهم المحلي ايضا! السعودية مليئة بالكفاءات والمواهب والمشاهدين يبحثون عن منتج محلي والا فان في الفضاء مئة محطة تقليد MBC
١٠ اننا جميعا نحب ونتمنى ونشجع ان ينجح التلفزيون السعودي، للعلم كان ناجح قبل ١٥ سنة لولا سوء الادارة. لكن التقليد اسوأ طريق ولكم عبرة في قناة ام دي سي المصرية اخترعت لتنافس ام بي سي مصر ولم تنجح رغم امكانياتها والدعم الضخم لها.
ليست تغريدات الأحمدي مجرد رأي فردي، وإنما أراها تعبيرا جماعيا عن قطاع كبير يرى أن الإعلام ربما يجد ضالته في الحصول على التمويل اللازم لاتخام جدوله وشغل ساعاته، بينما الحقيقة أن الرسالة الإعلامية هي الأهم والدليل الواضح هو إعراض المشاهد عن قنوات واختيار أخرى ليست بالضرورة الأكثر إنفاقا. ويبقى من المبكر الحكم قبل أن نرى هوية قناة ستولد في رمضان ويبقى المحك أن تعيش بعد انقضائه.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.