لا أنكر أن ( التُّرْجُمان ) جذبني ، أدهشني ، أزعجني .
ولا أدعى الشجاعة الكاملة أننى هرولت للكتابة عنه فور الانتهاء من القراءة مباشرة .
لسببين :
الأول أن التُّرْجُمان عمل روائي صيغ بشكل متفرد كما لو كان بناءً هندسياً محكم التكوين خطط له كاتبه تخطيطاً جيداً قبل أن يبدأ فى سرد وعرض شخصياته الكُثر على الورق، بالإضافة أنه عمل كاشف للمجتمعات العربية على المستوى السياسى والإجتماعى والدينى والأخطر أنه عمل كاشف لوضع المرأة فى المجتمعات العربية ولكثير من المسكوت عنه فى العلاقات الخاصة والحميمة (الجنس) داخل المجتمعات العربية مما أزعجنى فى القراءة الأولى للعمل، ولم يكن بالأمر الهين على مثلى من اعتادت التعامل مع الأدب الجاد كما لو كانت فى حضرة فكرية خاصة ويجب عدم الولوج إليها من الناحية النقدية إلا بعد التشبع والفهم لما طرحه هذا الأدب الجاد من{ فكر وفن وجماليات العمل الإبداعى } .
والسبب الثانى : فهو لطبيعة علاقتى بمبدع العمل، تلك العلاقة التى بدأت منذ سنوات طويلة من طرف واحد وهو شخص كاتبة هذه السطور ، وكان مقر التعارف الدائم هو أعداد كثيرة اقتنيتها من ( مجلة العربى الكويتية ) عجزت عن عدها وحصرها الآن لأنها تمتد لسنوات طويلة ، تلك المجلة التى شكلتني فكرياً وثقافياً منذ سنوات صباى الأولى ، وقد أدمنت القراءة لموضوعاتها ولكتابها الكبار وكان فى القلب منهم كاتب التُّرْجُمان (أشرف أبو اليزيد )الذى عرفته صحافياً ومحاوراً يشار له بالبنان وصاحب أروع الاستطلاعات والتحقيقات والرحلات المكوكية على صفحات مجلة العربى الكويتية وكانت تمثل لى هذه الاستطلاعات والتحقيقات كما لو كانت بساط الريح يصول ويجول طليعة كل شهر فى دهاليز الأماكن والزمن كى يسعد قارىء العربى .
وتمر السنوات ويصبح بيننا بعض الاتصالات على فترات متباعدة ولكنني دائماً كنت أرسم له صورة ذهنية مشرفة لصحافي مصرى قضى معظم عمره خارج الوطن وصنع لنفسه اسماً كبيراً يعتد به فى واحدة من أفضل الدوريات الثقافية التى شكلت وجدان وعقل القارىء العربى من محيطه لخليجه منذ عام 1958م للآن .
حتى أتى موعد الإحتفال بعقد كتابه داخل مقر مؤسسة بتانة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته ال 49 للعام 2018م لأحظى بالتُّرْجُمان الذى جذبنى وأدهشي وأزعجني .
** لماذا جذبنى التُّرْجُمان ؟
جذبنى التُّرْجُمان لما يتميز به النص الأدبى من سمات العمل الإبداعى فائق الدقة ولكن قبل أن أتطرق لهذه السمات الكثيرة والمتنوعة بإلقاء بعض الإضاءات عليها .. دار فى ذهنى مقولة للكاتب والروائي والناقد الفلسطينى الكبير يوسف سامى اليوسف { بأن النص وحياة الأديب يضييءكل منهما الآخر وأن الرواية لا يكتبها إلا ناضج }
وجدت هذا متحققاً بدرجة كبيرة فى رواية التُّرْجُمان للمبدع أشرف أبو اليزيد الصادرة عن مؤسسة بتانة فى القاهرة فى طبعتها الأولى للعام 2017م فى شكل كتاب من الحجم المتوسط 354صفحة بخلاف عدد صفحات السيرة الذاتية للكاتب وبغلاف لا يقل تميزاً عن فحوى ومضمون العمل الإبداعى ذاته .
وإذا طبقت مقولة الناقد الفلسطينى الكبير يوسف سامى اليوسف على مسيرة أشرف أبو اليزيد المهنية والإنسانية وعلى نص التُّرْجُمان لوجدت تطابقاً كبيراً لعدة أسباب هى :
وجدت فى التُّرْجُمان لسان حال المواطن العربى فى كثير من البلدان ، وجدت فى التُّرْجُمان رصد حقيقي وواقعى وإنسانى لخبايا النفس البشرية لمجموعة من البشر بجنسيات وميول وثقافات مختلفة وكل ذلك لن يأتى من فراغ بل لابد وأن يصدر عن أديب صال وجال ونهل من ثقافات مختلفة ، وهذا ما حدث على أرض الواقع مع كاتب التُّرْجُمان نظراً لطبيعة مهنته الصحفية وخبرته فى الحوارات مع البشر والتنقل بين الأماكن .
** سمات الجذب فى التُّرْجُمان
وددت أن أتعامل مع التُّرْجُمان برؤيتى النقدية الخاصة لإدراكى منذ اللحظة الأولى أننى أتعامل مع نص روائي جديد فى شكله وفى طريقة سرده لذلك انطلقت من محاور ثلاثة وهى { ما جذبنى وما أدهشنى وما أزعجنى } ويندرج تحت كل محور من هذه المحاور الرئيسة سمات العمل الإبداعى كما رصدتها .
صاحب صوت هادىء وقور له إبتسامة مضيئة ، ترفرف تحت عينيه الواسعتين على شفتيه الدقيقيتين ، شعره أسود إلا من بعض الخصلات تسلل إليها اللون الفضى وجسده مربوع مدكوك كتمثال يونانى لمحارب قديم .
هكذا وصفت فوز الملامح الشكلية لمحسن فى ( ف 1 ص 14 )
كما وصفت كل من دانيال وزوجته داليدا وكل من كان فى الجلسة بمجموعة من المواصفات التى منحتنا ملامحهم الشكلية والنفسية معاً قائلة :
نسيت تواضع عم ( دانيال ) العظيم بشعره الهائش كأنه يشبه تاجاً من الجليد .
نسيت حضور ( داليدا ) زوجته البسوم دقيقة الحجم كأنها دمية من البورسلين .
نسيت وجه ( مصطفى سند ) الذى لا يفوق سواد زجاج شوا فتيه إلا سواد قلبه وهو يبث جملاً متقطعة ، متقاطعة مع حوار الجميع ، كأنه يوزع صكوكاً صدئة بالذنوب والغفران ، على أى اسم يذكره المتحدثون المتحلقون حول عم ( دانيال ) . نسيت جهل “فضل” المدّعي الذي يبدأ كل جملة له بكلمة أنا، ويعيد أبياتا لجرير والفرزدق، كأسطوانة دامية. ( ص 15)
كما وصفت فوز العبد الله مواصفات المربية دارسين وهى من ربت فوز وكاتمة أسرارها ، تجاوزت الستين من عمرها ولكن نشاطها وحجمها يوحيان أنها فى الأربعين من عمرها ( ص20 )
أما فى الفصل الثانى( ص 30 ) وجدنا كشف لشخصية التُّرْجُمان الإبداعية ولما ألفه وترجمه من أعمال كشف عنها أحمد عبد المجيد- خليفة التُّرْجُمان فى العمل – أثناء بحثه على جهاز الكمبيوتر الخاص بالتُّرْجُمان الذى كان بمثابة قلب ولسان وحواس وأسرار شخصية التُّرْجُمان مباحاً لعبد المجيد وكاشفاً لنا أيضاً عن ملامح شخصية التُّرْجُمان الإبداعية وهو العنصر الرئيسي فى السرد الروائي وبمعنى أدق هو الأساس الذى قامت عليه وحوله دراما العمل الروائي منذ بدايته وحتى صفحة النهاية .
يستمر الكاتب فى تقديم وصف شخصيات العمل بطريقته المعهودة فصوت الكاتب مختفى تماماً مانحاً أصوات أبطال روايته وأصف الأصوات بالأبطال لأن الكاتب اعتمد فى سرده على هذه الأصوات بشكل فريد فكل صوت هو بطل فى منصة للعرض والبوح والإدانة والإعجاب أو الذم ، كل صوت ما هو إلا لسان حال معبر عن فكرة ما أو إحساس ما أو قضية فكرية أو إجتماعية أو سياسية ما .
لذلك جاء رسم شخصية د / سلمان الإبراهيم وهو من الشخصيات المحورية داخل النص على لسان مجيد قائلاً :كان الرجل كهلا فارع الطول، بشارب نحيل كجسده، صَبَغَه مثلما صبغ شعر رأسه. جاء الدكتور الإبراهيم للقائي مرتديا بذلة رمادية اللون، يحمل حقيبة صغيرة من الجلد الطبيعي باللون الأسود.
ويستطيع أحمد عبد المجيد أن يصف لنا صورة كاملة عن محيى صابر أحد العاملين فى المؤسسة العربية للترجمة فى ( ف2 ص 35 )
بأنه سمسار للوحات – انتهازي – سارق لأعمال غيره من الفنانين – عينه المدير ليكون عيناً على زملائه ( يشبه دمية قديمة خربها طفل شقي ) ص36
لا يترك الكاتب القارىء فى حيرة من غموض بعض الأسماء بل يكشف على لسان أبطاله طبيعة الأسماء الغريبة كما يكشف طبيعة الشخصيات بتصوير ملامحهم الشكلية والنفسية معاً
** وهنا تتجلى لى براعة الكاتب فى عدم المباشرة فى النص فهو يمنحنا إجابات لأسئلة بديهية عن أحداث الرواية على لسان الأصوات الناطقة ، فكل صوت بمثابة مفتاح لصوت أخر إما يساعدنا فى فهم شخصيته أو يقدم لنا ملمحاً من ملامح الشخصية .
وتقول : اللحظة التي قررت فيها السفر معك لم تولد فجأة. كنت أعيش مع أمي، وأعرف أنك تدفع النفقة، وأضعافها، وتعمل من أجل سعادتي. أما هي فلم تفوّت يوما من غير أن تحكي لي عن سيئاتك؛ آسفة، كانت تقول كلمات أكثر بشاعة من كلمة “سيئات”،لكنها كان يجب أن تحكي لأحد غيري، لأنني الوحيدة التي عشت ألمك يا أبي في البيت.
أما فى الفصل الرابع نجد محيى صابر يتحدث ليرسم لنا الواقع والبيئة الإجتماعية التى نشأ فيها ثم يكشف خبايا من بالمؤسسة فى منولوج داخلى بينه وبين نفسه وهنا طرح آخر من الكاتب فى كشف الشخصية من الداخل . حيث قال :
المؤسسة أصبحت دارا للوساوس، طالما يقودها الشكاك الأكبر. الكل يمثّل على الكل. تمنيت أن يأتي يوم أفتح فيه الباب بغضب، لأصرخ في وجه الدكتور “سلمان” بالحقيقة التي أخفيها منذ عرفته على حقيقته ( ص 62)
وفى قولة فى صفحة ( 63)
هذه التقارير التي تجبرني على روايتها عن زملائي أصبحت تأتيني كل ليلة مثل الخفافيش الملطخة بالحبر الأسود. الكلمات تحولت إلى بقع سوداء، وأنت تبتسم، تفرح كروماني يراقب المتصارعين في ساحة الكوليسو، أنت أشبه بهؤلاء المتحلقين حول لوحة الجورنيكا، يتأملون المأساة المفجعة وهم يرتدون ملابسهم الأنيقة، يتحدثون عن القتلى بدماء باردة، وبعضهم لا يتذكر من بابلو بيكاسو سوى صلعته الشهيرة.
كما يمنحنا الكاتب صورة واضحة الملامح لمصطفى سند نستطيع أن نكون من حديث عدة أصوات فى الرواية عنه بأنه الشخص الحقود الذى يتخفى وراء نظارته السوداء التى هى مثل قلبه الأسود وهو شخص دائم التلصص على الغير من وراء نظارته ، مخلصاتى ، فهلوى ، يسعى دائماً للحصول على المال ، وكاره للترجمان ويدبر له المكائد دائماً .
ننتقل مع فصول الرواية للتعرف على شخصية آخرى وهى شخصية أبو مينا الشخص الصعيدي المتعلم ، القارئ فى شبابه ، الفقير ، الذى استدان ليتمكن من السفر للعمل فى الكويت ويتم النصب عليه فى عدة أماكن ومهن حتى استقر به الحال إلى بواب عمارة ، شخص يسهل كل شيء للعلاقات المحرمة ولكنه يقنع نفسه دائماً أنه شخص غير قواد .. ويقول فى ( ص111)
الغربة صعبة. تشبه نَمْلا يأكل الأجسام الباردة والوحيدة، لكن “أبو مينا” عنده علاج للأبدان الباردة.
هذه المفاتيح أمامي هي التي تحل بوابات الفردوس للمعذورين في ليلة دافئة يقاومون بها صقيع حياة بلا قلب. لا تعتقدوا أنني أدير ماخورا، فالأماكن محدودة، والزبائن موثوق بهم، ويهن. أنا ـ فقط ـ أعد ما يمكن أن يكون بيتا ثانيا. لا أفتح صفحة جديدة إلا بعد أن أتأكد من العميل، ولا أتركه في الخُن إلا بعد أن يترك معي بطاقته المدنية. على العميل أن يتأكد أن حمايتي، وسريتي جزء لا يتجزأ من علاقة العمل الذي أديره.
ننتقل مع العمل مع صوت من أقوى الأصوات التي جاء على لسانها مجموعة من الأراء الجريئة والصادمة فى بعض الأحيان وهى شخصية الإبن الذى يدرس خارج الكويت يحمل مشاعر حب كبيرة لأمه ولكنه بنفس القدر من الحب يحمل عادات وتقاليد المجتمع الكويتي ويخشى على أمه وعلى مكانته كابن شهيد وله مجموعة من الأراء السياسية والإجتماعية التي تعد من الأراء المفصلية فى سياق العمل الروائي سوف اعرض لها لاحقاً .. وقد ورد على لسانه( ص136)
أنا أفكر بصوت عال يا أمي، وأبحث عن مخرج من هذا المأزق، وعليك أن تفكري معي، فما دمنا في الكويت، علينا أن نفكر، ونتصرف، ونعيش كما يفكر الكويتيون، ومثلما يعيشون ويتصرفون.
الحديث عن الماضي دائما يعني أن نظل أسرى له، ولو عرفت ما يدور بين المصريين تجاهنا، لما عدت تؤمنين بالعروبة التي تربطنا بينهم، ودماء الشهداء التي اختلطت في حروبنا على جبهة واحدة، وكل هذا الكلام الكبير.
لم يعد ذلك الكلام محصورا بمجالسهم الخاصة، بل خرج من القمقم كالعفريت وانفجر بكل ما هو قذر في وجوهنا على صفحات فيسبوك. يكفي أن يتأخر راتب عامل منهم، أو تحدث مشاجرة بين أحدهم ومواطن كويتي، حتى ولو كنا على حق، لتشاهدي كم التعليقات التي تفيض حقدا علينا.
** (دانيال خيرت )
من الشخصيات التى أجاد فى وصفها الكاتب على المستوى الفيزيائي والنفسي ، فهو رجل معطاء ساعد الجميع مصرياً وعربياً وأصيب بنوبات ألزهايمر ، لم ينجب هو وزوجته ، عاشا فى وحدة بعد تقدم العمر بهما بعد ان تباعدت زيارات الأهل وندر مرور الأصدقاء ، ويعد صوت دانيال فى الفصل ال13 من الأصوات الكاشفة عن جحد البعض وتغير الزمن وقلة الوفاء كما انه من ابلغ الأصوات لغة وجاء الفصل رقم 13 بمثابة شهادة على شخصية جيل كامل يتنكر لكل شيء مقابل جيل آخر كان يعطى ويدير معاركه الفكرية بنزاهة وحكمة بالغة لذلك جاء على لسان دانيال فى حواره مع زوجته داليدا ( ص 184)
أنا من جيل كانت المعارك الأدبية فيه تدور علانية، فهناك مدارس فكرية تتصارع بالبرهان والحجة، أدباء ونقاد ملتزمون، وآخرون متمردون، ولكننا نسعى معًا. كان هناك أفراد أقوى إنتاجا من مؤسسات اليوم، منهم المترجم الذي يترهبن في معبد الحرف، لنقل الفكر العالمي لقراء لا يتقنون لغاته الأم.
وكان هناك من يقرأ ويهضم الأدب الأجنبي، ثم يلخصه وينشره للكبار والشباب. بدأنا السينما لأننا رأيناها جماعا للفنون، وناصرنا المسرح لأننا عرفنا تأثيره الكبير. اليوم لم تعد السينما غير مشاهد مزرية، ولم يعد المسرح سوى اسكتشات، والاستثناءات قليلة.
** ( لافى )
شخصية الصحفى الشاب الساخط على أوضاع كثيرة وفى القلب منها موضوع البدون فى المجتمع الكويتي يظهر سعادته البالغة لحادثة فيكى فى شقة محسن حلمي وتحمل أرائه قدر من السخط والغضب تجاه المصريين وباقي الجنسيات الأخرى داخل المجتمع الكويتي ، فهي يرى أن أى جنسية آخرى تنال حقها داخل الكويت ما عدا فئة البدون وجاء عنوان النص رقم 20 الذى يحمل صوته معبراً عن مضمون رأيه تجاه قضية وجود الآخر فى المجتمع الكويتي الذى يحمل ( إنهم لصوص حقنا فى الزيت , لصوص أعطتهم الحكومة رخصة لسرقتنا )
2- زمكانية الرواية :
من الثابت أن عنصري الزمان والمكان من أهم ملامح العمل الروائي الرصين ، وتقديري أن عنصر الزمان والمكان فى رواية التُّرْجُمان من أميز العناصر ، فالكاتب منذ بداية الرواية حتى آخرها يلعب على فكرة الوقت والمكان بشكل جوهرى ويتمثل ذلك منذ بداية الفصل الأول (ص5) فأول صوت ناطق يتحدث عن الزمن وهو صوت تلك المرأة التى تعيش يومها كى تمسح أخطاء الأمس ، معلقة بين زمانين مضى احدهما وسكن الآخر .
** المكان .. بطل من أبطال التُّرْجُمان :
إذا كان لعنصر المكان فى أي عمل روائي أو قصصي دور أساسي فى عناصر العمل الإبداعي ، فإنني أرى المكان فى التُّرْجُمان قام بدور بطل من أبطال الرواية ولا يقل فى أهميته عن أهمية ال28 صوتاً والذي شكل كل منهم بطل قائم بذاته وحكمي على عنصر المكان بدور البطولة لأسباب :
المرأة في التُّرْجُمان ..
من أهم سمات الجذب لدى هو تقديم أشرف أبو اليزيد لصورة المرأة في الرواية ، وكيف تتحكم فيها العادات والتقاليد مهما علا شأنها ، ليس هذا فقط بل استطاع أن يقدم عدة وجوه وصور للمرأة العربية على اختلاف مستوياتها الثقافية والاجتماعية فلدينا نموذج الشاعرة الكاتبة صاحبة الصالون الأدبي مثل (فوز العبد الله ) وهى نموذج للمرأة الحبيبة المضحية براحتها ومالها من اجل شفاء الرجل الذى اختارته بعد سنوات طويلة من الوحدة كزوجة شهيد غيبته الحرب الكويتية ، ولكنها بعد أن قابلت محسن حلمي المصري تقرر الزواج منه رغم كل العقبات .
النموذج المتمرد ، رمز للمرأة الكويتية التي تفعل كل ما يحلو ، عصامية قد استغنت عن الرجال بعد أكثر من تجربة زواج فاشلة ، صديقة وفية لفوز العبد الله .
المرأة العانس التي استغنت عن كل الرجال قائلة { أنا لم أولد كارهة لهم .. ولكن ما حاجتي لرجل يفك عقده فى جسدي ، وهو يشعر انه اشتراني بعقد قرانه .}
ويقدم لنا الكاتب وجبة دسمة ومتنوعة لأربعة من الصديقات هن { فوز العبد الله المرأة صاحبة الخط الدرامي الأساسي مع محسن حلمى ( التُّرْجُمان ) فى الرواية وصديقاتها شهلاء الطايع وزوينة الصالح وصباح الحمود ثم تضاف إليهن العرافة المغربية سر العيون التى تهتم هي الأخرى بحكاية فوز المحبة التى تود الخروج على العادات والتقاليد الأسرية الكويتية لتتزوج من مصري على فراش المرض لايدرى عن الدنيا شيء، بسبب إصابته بجلطة فى مركز تحكم المخ ، لتظل فوز واقعة بين مشاعر متناقضة طوال أحداث الرواية بين حبها الشديد لمحسن وندمها أن أتت به من القاهرة للكويت .
الصوت الساخط على محسن ، وتقدم لنا فى سردها مبررات غضبها عليه ، كما تعكس صورة ونظرة المجتمع المصرى للمرأة المطلقة حيث جاء على لسانها فى (ص276) { فى مصر حيث تتعامل المرأة المطلقة مثل خرقة مهملة من قبل عائلتها ، وإمرأة مشكوك فى كل خطوة تخطوها بين جيرانها ، يحدث أن تتحمل نساء كثيرات الحياة الزوجية المزيفة ، ما أكثر الأزواج على الورق وأمام الناس ، بينما هم مطلقون بين الجدران المغلقة .
حتى فيكى التى تعمل أول النهار بائعة فى محل وآخر النهار بائعة للهوى ، تتحدث فلا نملك سوى الاستماع لروايتها هذه الفلبينية التى هجرها الزوج وترك لها طفلاً رضيعاً (ريزال ) فى بلادها وهى تعانى من ضيق العيش فى بلادها فتتجه للعمل فى الكويت ولكي تتغلب على صعوبات العيش تقنعها صديقتها بممارسة أقدم مهنة فى التاريخ عرفتها المرأة على اختلاف جنسياتها وثقافاتها ولونها وعرقها أو هكذا أرادت لها الدنيا القاسية وبشاعة بعض الرجال .
** الملاحظ لدى أن أشرف أبو اليزيد يقدم لنا مجموعة من النساء لهن حضور حقيقى سواء أتفقنا أو أختلفنا حول تصرفاتهن أو أفكارهن .. فهو يقدم إمرأة من لحم ودم ، إمرأة لها مشاعر وأحاسيس ، لها احتياجات عاطفية وجسمانية أيضاً ، أراه لم يتورط فى تقديم صورة المرأة النموذج وفقط كى يضمن رضاء القارىء ، بل قدم المرأة الطبيعية فى صورها المتعددة { المحبة العاشقة التى تسعى جاهدة أن يأخذ حبها المسار الطبيعي فى شكل ارتباط رسمي ( فوز العبدالله ) وقدم العاشقة اللعوب مثل ( مادلين )فهي تحب ولكن ذلك لا يمنعها من إقامة عدة علاقات جسدية مع بعض الرجال ، قدم لنا المثقفة أستاذة المسرح ( د/ نورية بدرى ) التى تعتمد على الغير فى بناء مكانتها العلمية ، وتبحث عمن يكتب لها أوراقها البحثية بحجة ضيق الوقت لديها .
قدم لنا شهلاء الطايع النموذج المتمرد – الصاخب والصارخ فى كل شيء وبالتالي أنجبت موضى الفتاة التى تتمتع بقدر كبير من الحرية حولها لفتاة مستهترة ماجنة لا تستحى من إقامة حفلات ماجنة مع صديقتها فى حديقة فيلتها من وراء ظهر أمها .
قدم المرأة المطلقة دائمة الشكوى والتبريرات والسخط على الزوج وعلى المجتمع وربما على نفسها وتمثلها طليقة محسن حلمى .
قدم المرأة الصعيدية البسيطة ( سامية ) التى تتخلص من كتب الزوج بعد سفره كى تشترى بثمنها ملابس داخلية معتبرة أن ذلك أفيد وأمتع لها وللزوج .
قدم نموذج الكاتبة الباحثة عن جائزة ومكانة لا تستحقها بكل السبل حتى لو كانت سبل غير مشروعة وهو نموذج (شادن ) الصحفية البدون .
قدم دارسين المربية الهندية فى صورة المرأة الوفية المخلصة لخادمتها .
** كلهن نماذج واقعية سواء اتفقت مع بعض تصرفاتهن أو اختلفت مع معظم تصرفاتهن إلا أنهن ظهرن أمامي على الورق نساء من لحم ودم .. يشعرن ويتألمن .. يعانين من قسوة الظروف والرجال ومجتمعاتهن ، البعض منهن لديهن صراعات وانفعالات نفسية واضحة ، والبعض الأخر يعشن مستسلمات لأقدارهن ، البعض يسعين للخلاص من ظروف وأوضاع سياسية ظالمة مثل شادن ، ومنهن من ترى فى الحب الفوضى الكاملة مثل مادلين الشامية ، ومنهن من ترى أنها اقوى من سطوة الرجال والمجتمع معاً مثل شهلاء ومنهن من ترى الحل فى اللجوء لعالم الغيب وكرامات المشايخ مثل سر العيون المغربية ، ومنهن من ترى الحل فى الطريق السهل ليلة مع رجل بدون حب ولا يفرق معها جنسيته أو ديانته أو انتماءاته الأيديولوجية ، ما يفرق فقط ما الذى سيدفعه من مال .
جماليات اللغة .. والصورة التشكيلية
جذبنى فى التُّرْجُمان ..جمال اللغة التى تم توظيفها بشكل جيد حسب كل صوت ناطق من أصوات الرواية ال 28 ، جاءت المفردات اللغوية دالة ومعبرة عن كل شخصية من الشخصيات سواء القسم الرجالي من الشخصيات أمثال { أحمد عبد المجيد ومحسن حلمى }المفردة اللغوية واضحة ذات مستوى ثقافي بعكس المفردة اللغوية عند مصطفى سند ومحيى صابر التى تحمل تعبيرات السخط والحقد وعبارات التشفي فى مرض التُّرْجُمان ، أما اللغة عند أبو مينا وناجى يغلب عليها اللهجة العامية المصرية البسيطة والميل إلى استخدام المثل الشعبي للتدليل على مضمون الحوارات ، ثم ينقلنا الكاتب إلى مستوى آخر من الحوار واستخدام الحوارات المباشرة دون مواربة حول رؤى الشباب تجاه بعض القضايا كما جاء فى حوار الشاب خالد السلطان عن فكرة العروبة والقومية العربية التى انتهت بالنسبة له بعد الحرب ، وكذلك فى لغة لافى الصحفي الشاب الساخط على الكل ، فهو يرى أنه منزوع الحقوق داخل بلده فى حين تفتح الكويت ذراعيها لكل الجنسيات .
ونجد اللغة أكثر تعاطفاً ووداً فى حوارات أدهم الشاب المحب للترجمان أما د /مدحت الطبيب المعالج للترجمان تكشف مفرداته اللغوية عن قدر من الشفقة والحب للترجمان وللسيدة فوز ، فى حين عندما يتحدث عبد الرحمن سواق التاكسي الهندي نجد مفردات أخرى مختلفة من العربية غير الواضحة مما يوحى أن شخصية المتحدث غير عربية ، وتبلغ اللغة أرقى جمال لها على لسان الناقد الشهير دانيال خيرت فى (ص178) حين يقول { الأمر لا يتعلق بمشاعر حسية جسدية ، أشعر أن حياتكما كانت بمثابة نص شعري كلاسيكي ، صدره يبحث عن عجزه ، معلقة على جدار الكعبة فى سوق عكاظ تبحث عمن يقراها ويفهما .} هنا المفردات اللغوية تنم عن شخصية مثقفة لها صلة وثيقة بالأدب}وعلى عكس لغة دانيال الرصينة الشاعرية نجد أن المفردات اللغوية بلغت صورة صارخة مع منصف الذى يحكى الحكايات والنكات الجنسية الرخيصة إرضاء لرئيس المؤسسة العربية للترجمة ، لذلك وجدت قدرة الكاتب فى تطويعه للمفردة اللغوية وما تحمله من جماليات وقبح حسب ميول وطبيعة شخصيات الرواية ، فصديقات فوز العبد الله تفاوتت المفردات اللغوية بين عبارات السخط والغضب والشفقة والحب ، وبلغت المفردات اللغوية أعلى درجة من الجرأة ووصف اللقاءات الجنسية على لسان كل من فيكى الفتاة الفلبينية ومادلين الشامية .
من يطلع على التُّرْجُمان منذ الجملة الأولى ( يأتى الحب بغتة ) وحتى جملة النهاية المفتوحة على لسان المربية دارسين (ص354) { رأى الباب مفتوحاً فدخل وهو ينادى باسمي زوجته وابنه .
يدرك أن أشرف أبو اليزيد برع فى الرسم بالكلمات ولا سيما عندما يصف لنا محتويات الأماكن داخل الرواية { فوصف مكتب التُّرْجُمان وما يحتويه وكذلك وصف شقته ، ووصف نجمة لشقة مادلين فى تورنتو ووصف د/ مدحت لبيت فوز ، ووصف طقوس عمل سر العيون داخل منزلها ، ووصف الحجرة التى سينقل إليها التُّرْجُمان فى بيت فوز ، كلها صور بالغة الدقة والدهشة معاً وتوحي بقدرة الكاتب على الوصيف حتى لأبسط الأشياء وكأنه فنان تشكيلي جعل من قلمه ريشة فنان قادر أن يعطينا بالكلمة إحساس الصورة التشكيلية واضحة ومحددة المعالم والأبعاد وزاهية الألوان .
الغربة .. والبوح الصريح
جذبنى فى التُّرْجُمان هذه المعايشة الكاملة لحياة الغربة والبوح الصريح .
الغربة .. هذا الوحش الكاسر قد تخرج أقوى وأشرس ما فى الإنسان أو أطيب وأرق ما فيه على حد سواء ، قد تشكل فينا معالم وتضاريس نفسية لايقدر الزمن على تغييرها مهما استطاع لذلك سبيلا .
كنت ولازلت من المؤمنات أن الغربة مكتوبة على الإنسان بشكل أو بآخر ، قد نغترب ونحن فى منازلنا وبين الأهل والأصدقاء ، قد نغترب ونحن فى مجتمعاتنا التى يفصلنا عنها مساحات فكرية شديدة التباين ، قد نغترب ونحن مع أنفسنا لو أردنا كبشر ولم تشأ إرادة الله والقدر ، كل هذه أشكال تشكل مفهوم الغربة لدىّ ، ولكن يظل مفهوم الغربة لدى بالروح والجسد معاً هو الأقسى والأصعب لمن ذاق مرارة الفقد والبعد ، لذلك أعتقد أن أشرف أبو اليزيد الكاتب والرحالة الذى صال وجال عبر الأماكن ، كان واعياً عندما اختار أن يلعب على تيمة غربة المكان عند من اضطرتهم الأقدار لترك أوطانهم للبحث عن لقمة العيش أو الدراسة أو الهروب بالنفس من وضع سياسي ظالم أو واقع اجتماعي مجحف أو أملاً فى فرصة حب جديدة تنشل المرء من عذابات الواقع لبراح الحب الجميل .
وسيظل يحسب لكاتب التُّرْجُمان هذه القدرة بالغة الجرأة فى البوح الصريح عن خفايا النفس البشرية لحظة وجودها فى الغربة ، سيظل يحسب له أنه عاش وتعايش مع جنسيات شتى ولكن كان لديه من الشجاعة الأدبية أن يرصد لنا مكنونات نفوسهم وطبائعهم المتنوعة ويبوح بها ، عاش كاتب التُّرْجُمان فى الغربة فصنع منها بيئة حاضنة لبنات أفكاره ، بل أخذ منها نماذج حية نابضة ، أثق أن الكاتب الذى يكتب بهذه المستويات المتباينة عن أفراد من مجتمعات ( عربية وأسيوية و عرب فى بلاد أوروبية ) الكاتب الذى جعل من مقر المؤسسة العربية للترجمة مسرحاً مكانياً مفتوحاً داخل البناء الروائي ، أعتقد أنه هو الآخر كاتب كان لديه مسرحه الحياتي المفتوح فى عالم الغربة ، وقد التقط بعينه الفاحصة نماذج كثيرة من البشر ربما نقلها لنا بملامحها الرئيسة وربما أعاد تشكيلها فى الكتابة الروائية لتظهر لنا على ما أتت عليه 28 صوتاً كل صوت يمثل نموذجاً متفرداً حراً طليقاً يقول ما يشاء من بوح النفس بكل ما فيها من { عذابات ، أفكار ، أفراح ، أتراح ، حب ، عقد نفسية } تشكلت كلها فى مصنع الغربة الذى لا يرحم .
شكلت الغربة معظم حياة الكاتب ، فتشبعت التُّرْجُمان برفقاء الغربة شكلاً ومضموناً ، وجاءت الغربة فى الرواية قاسماً مشتركاً عند الجميع بحيث لم تخلو عبارات الأصوات ال 28 من عبارات الحديث عن الغربة وتشكيلها لأفكارهم كما جاء فى :
لماذا الدهشة فى التُّرْجُمان ؟!!
إذاحقق الأدب متعة ما لدى القارىء فنحن بصدد أدب متميز ، أما إذا حقق الأدب دهشة ما لدى القارىء فنحن أمام أدب متفرد ، وشتان بين التميز والتفرد ، التفرد يعنى أننا أمام إبداع شديد الخصوصية ،بالغ الدهشة ، مثير عقلياً ،ومتفاعل إنسانياً.
الأصوات الناطقة .. حضور المنولوج وغياب الديالوج .
أدهشنى فى التُّرْجُمان .. طريقة السرد المبتكرة فلم يسبق لي أن قرأت رواية تعتمد على كل هذه الأصوات ، وكل صوت له عالمه الخاص من ( زمان – مكان – بيئة إجتماعية – ثقافة – رغبات وميول شخصية تختلف عن باقي الأصوات )لدرجة جعلتني استشعر أنني أشاهد أصوات التُّرْجُمان كما لوكانوا على منصة كبيرة للبوح كما( المسرح الكبير )، كل الأبطال من لحم ودم لهم حياواتهم المتباينة ، ولكن طول الوقت لدى إحساس وقناعة عقلية أن هناك المخرج المختفي ، العقل الذى يدير كل هذا العالم بخيوط تشبه خيوط عرائس الماريونيت فى مسرح العرائس ، نحن معجبون بصورة وأداء العرائس ولكن يقيني أن هذه العرائس لم تكن لتتحرك لولا تلك الصوابع الخفية والعقل الذى صاغ كل فصول الرواية وأنطق أبطالها بهذا الشكل .
هل سيطرة المنولوج الذاتي على أصوات الرواية فى صالح العمل أم كان لابد من تفاعل بعض الأصوات فى ديالوج حى ؟
فنحن كقراء وقعنا أسرى الحيادية مع أبطال العمل أثناء القراءة لأن الحوار المصدر لنا حوار من طرف واحد ، يشرح ويبرر لنا وجهات نظره ومبرراته للأشخاص والأشياء من حوله .. وكأن أشرف أبو اليزيد بدهاء كاتب سلمنا مرة أخرى لعقولنا لعقد مجموعة من المقارنات بين الأصوات لنصل ونحكم بأنفسنا فى نهاية القراءة ، من على صواب ومن كان على خطأ ؟
والسؤال الثاني الذى فرض نفسه على عقلي .. هل صدر لنا أشرف أبو اليزيد الأصوات الجريئة حاملة لمجموعة من أخطر الأراء حول { الثنائية فى الشخصية العربية ، انهيار فكرة القومية العربية بعد حرب الكويت ، كره بعض الكويتيين للمصريين ولا سيما فئة البدون ، ظلم بعض القوانين فى دولة الكويت ، تراجع دور الكويت الثقافي عن الماضي ، تصدير الصورة الأجرأ عن عالم الجنس فى الغربة .}
هل صدر لنا كل هذه القضايا ( المهمة والخطيرة والمزعجة ) على ألسنة أبطال رواياته ثم اختفى هو من المشهد بذكاء ؟!!
إشكالية العنوان فى التُّرْجُمان .. العنوان الصوتي
أدهشنى فى التُّرْجُمان طريقة العنونة الجديدة لفصول الكتاب التى تمثل 28 عنواناً ل 28 صوتاً إنسانياً مختلفاً عمن قبله وعمن بعده وعرض العنوان بهذه الطريقة دخل عندي فى حيز الجذب والدهشة معاً ، فقد اعتاد كتاب الرواية أن يكون العنوان دالاً على مضمون الفصل ، كما أتفق معظم نقاد الحداثة على ضرورة أن يكون العنوان { نصاً مختزلاً ومكثفاً ومختصراً } فى العمل الإبداعي ، ولكنى وجدت الأمر هنا مختلفاً وبما أننى تعاملت مع التُّرْجُمان باعتباره عملاً روائياً جديداً فى طريقة سرده لذلك تفهمت وجود العنوان على هذه الطريقة المبتكرة على غير العادة فى أعمال إبداعية آخرى مما جعلنى أطلق عليه مسمى (( العنوان الصوتي )) يمنحه الكاتب رقم ثم مقولة ما ، ويظل القارىء يبحث أثناء القراءة عن مقولة العنوان داخل متن النص .
وقد تميز هذا العنوان الصوتي غالباً بالطول من الناحية السردية ، بالحكمة من الناحية اللغوية ، أو بالمفارقة فى المعاني فى بعض الأحيان أو بالحديث عن الغربة }
** عنوان الرأي الصريح :
والقرب نصيب والبعد نصيب ، ما تقول يا وا بور رابح على فين ؟ } من أطول واغرب العناوين ص 187
** العنوان الحكمة:
** عنوان المفارقة :
الثنائية الكاشفة .. فى السرد الروائي
أدهشنى فى التُّرْجُمان تلك الثنائية الكاشفة فى السرد الروائي ، لاحظت أن الكاتب استخدم بعض الثنائيات فى السياق السردي وهو لا يكشف عنها لأنه فى الأساس صوت الراوي المختفي وترك أصوات الشخصيات هي الظاهرة المعلنة عن نفسها ببوح صريح وليس عند أى منها أية محاذير ولكنى أعتقد أنه بخبرة روائي ناضج لديه خبرة حياتية وإنسانية عريضة قدم لنا بعض الثنائيات ، وترك للقارئ اكتشافها بنفسه من خلال عقد بعض المقارنات سواء على مستوى { الأشخاص، المكان ، اللغة الناطقة على لسان الأصوات ال 28 }
النص السردي عند خالد الابن ص 160 نص سياسي فى مجمله يعكس ثقافة نماذج من الجيل الجديد الذى لا يؤمن بالقومية والعروبية والنظريات السياسية القديمة ، فى المقابل نجد ردود الأم فوز العبد الله على لسان خالد نفسه وهى الأم المؤمنة بقيمة العروبة والممتنة لشعبي مصر وفلسطين والمعترفة بفضلهما فى إنشاء دولة الكويت .
وكأن الكاتب أراد أن يكون صوت خالد الابن هو الصوت المضاد لكل ما أمنت به الأجيال القديمة من فكرة القومية العربية .
** فهل هذه مقارنة مقصودة من الكاتب يريد من خلالها أن يثبت أن الحرية المطلقة فوضى مطلقة ؟ وأن الحرمان المادي مع الاهتمام العاطفي ميزة لجعل الفتاة المراهقة متوازنة نفسياً وعاطفياً وعقلياً ؟ والطرح الأكثر خبثاً هل وجود الأب فى حياة الفتاة المراهقة ضمانة للاعتدال فى الشخصية ؟
فى مفارقة غريبة نجد زوجة أبو مينا (سامية ) تخلصت من كتبه واشترت بثمنها مجموعة من الملابس الداخلية المثيرة وتدعو زوجها للقاء جنسى بألفاظ مثيرة وماجنة ، وفى المقابل نجد (فيكى) فتاة الليل الفلبينية تترك شريك الفراش نائماً كى تتصفح احد الكتب من مكتبة محسن حلمى العامرة فى شقته ليس هذا فقط بل تستعير بعض الكتب لتسد شوق عقلها لنهم القراءة لحين عودتها بزبون جديد تقضى معه ليلة جنسية جديدة .
** فهل قصد أشرف أبو اليزيد من هذه المفارقة الغريبة أن الثقافة لا تغنى عن الغريزة الجنسية فى المجتمعات الشرقية ولا سيما الفقيرة وأن الغريزة لا تغنى عن الثقافة لدى المجتمعات الأسيوية أو غير العربية خاصة أن ظروف فيكى الاجتماعية ليست أفضل مادياً من سامية الصعيدية .
** هذه أيضاً ثنائية ذكية فى إيضاح دور الرياضة فى صرف الشباب عن كل ما هو مشين وسلبي جلبته إلينا عوالم الفضاءات المفتوحة وثورة الانتر نت .
وجدت فى حوار مطلقة محسن كيف ينظر المجتمع المصرى للمطلقة فى حوارها الوارد ص 276 قائلة { فى مصر حيث تعامل المطلقة مثل خرقة مهملة من قبل عائلتها ، وامرأة مشكوك فى كل خطوة تخطوها بين جيرانها ، يحدث أن تتحمل نساء كثيرات الحياة الزوجية المزيفة ، ما أكثر الأزواج على الورق وأمام الناس ، بينما هم مطلقون بين الجدران المغلقة .}
لا أظن أن حوار نجمة فى رسالتها لوالدها عن المقارنة بين الكويت وتورنتو جاء بشكل عشوائي فهي فى (ص50) تقول : { الأرقام تقول أن عدد سكان تورنتو يقتربون من عدد سكان الكويت وأعتقد أن من أوجه الشبه أن نصف سكان تورنتو ولدوا خارج كندا ، لأنها مقصد المهاجرين .} كما ذكرت سبب تسمية قبائل هورون لمدينة تكارونتو أي المكان التى تطل منه الأشجار على المياه ومنه تحور إلى الاسم الحالي وتقارن ذلك بتاريخ الكويت التى اشتق اسمها من ذلك الكوت الصغير المبنى على الشطآن ، بل إن عمر الكويت لا يتجاوز عمر تورنتو !
أنا أفكر بصوت عالٍ يا أمي وأبحث عن مخرج من هذا المأزق وعليك أن تفكري معي ، فما دمنا فى الكويت : علينا أن نفكر ونتصرف ، ونعيش كما يفكر الكويتيون ومثلما يعيشون ويتصرفون .
{ فى البرد سنعرف طعم الغربة لأول مرة وفى الغربة سنعرف طعم البرد لأول مرة } هنا استخدام ثنائية اللفظ للربط بين معنى الغربة والبرد وكأنهما وجهين لعملة واحدة فى ص 67 .
كذلك ربط مادلين بين ترجمة محسن حلمى لكتاب الوسادة لتحكى عن الوسادة الصغيرة فى منامتهم الدمشقية .
كما يأتى على لسان محسن نفسه اعترافه بازدواجية كل شيء فى المجتمع حيث قال فى ص 80 { لا تحسبي هذا نكراناً للجميل ، لمن منحنى ثقته ، ولكنني أتأمل وأرى الازدواجية التى نعيشها جميعاً هي التى جعلتنا نتأخر . ليس لدى أحد الجرأة ليفعل شيئاً فى النور ، الكل يخف شخصيته الأخرى ، كلهم هنا دكتور جيكل ومستر هايد . ربما كنت منخرطاً فى العمل الخاص كمترجم حر بمصر بما لا يسمح لى بقراءة الوضع المؤسسى فى مصر ، وربما لو تأملت ، لوجدت الأمر مشابهاً حتى اننى بدأت أشعر أن الحكاية مرتبطة بتكوين الشخصية العربية ، تريد أن تعيش ليلها على الوسادة ، بينما تخطب فوق منابر النهار مدعية الشرف .
فى مقولة مصطفى سند عن التُّرْجُمان ص 97 { أنت بنيت مجدك من الحقائق ، وأنا سأهدمه بالشائعات } وجدت هنا ربط جيد بين مفردات اللغة وطبيعة الاختلاف بين شخصية كل من الرجلين .
** ثقافة الكاتب :
أدهشنى فى التُّرْجُمان ثقافة الكاتب الواضحة فى السرد الروائى المدعمة بالأرقام والتواريخ والتأريخ الصحيح لبعض الأماكن والعواصم والأحداث التاريخية والفعاليات الثقافية ، واستعمال ذكائه فى ذكر بعض الأسماء الكبيرة على المستوى الثقافي والصحافي والفني فى مصر والوطن العربى مما زاد من ثراء الخط الواقعي فى الرواية ، فلم ينسلخ أشرف أبو اليزيد ككاتب روائي عن عالمه الواقعي الذى عاش فيه كصحفي ورحالة عجنته التجربة فى الغربة وأكسبته رحلاته واستطلاعاته الصحفية قدراً كبيراً من المعارف عن( الأماكن والجنسيات ) لذلك أراه أجاد فى أن يكون نقطة ارتكاز العمل الروائى بالنسبة للأشخاص هو شخص التُّرْجُمان ذاك الرجل الذى لا يتحرك أبداً منذ بداية العمل ومع ذلك يمثل هذا الزمن الصامت داخل الرواية . ، وبالنسبة للمكان هو اختيار المؤسسة العربية للترجمة لتكون مسرح تجمع معظم أصوات الرواية ، وبالنسبة للزمان هو الفترات التالية لحرب الكويت .
فهذا الاختيار الذكي سواء ( للأشخاص ، المكان ، الزمان، الحدث ) يعكس ثقافة الكاتب ، ويدلل مما لا يضع مجالاً للشك أن أشرف أبو اليزيد اختار الكتابة عن محيط قد خبره تماماً لذلك جاءت الأصوات فى التُّرْجُمان حقيقية ومقنعة وكذلك الأماكن والأحداث بطبيعة الحال .
لذلك أقول أن التُّرْجُمان عمل استقاه كاتبه من الواقع وليس عندي شك فى ذلك وصاغه بشكل مبتكر فى الشكل الروائى ومنحه قدراً كبيراً من ثقافته الواسعة فضمن له أن يبقى فى ذاكرة ووجدان كل من سيطلع عليه .، ودلائل هذه الثقافة فى الرواية بدت لى من خلال الأمثلة التالية :
ملمح آخر من ثقافة الكاتب عن الموروث الهندي جاء على لسان دارسين المربية فى ص 349 { كلما رأيتك تصلين من أجله ، صليت لك أيضاً وكأنني أشاهد أمامي ملحمة (راماوسيتا) التى كان يغنيها لنا الراوى الشعبى فى مسقط رأسى بمدينة أوديبور ، وكأن ما حدث قبل ألفى سنة يتكرر اليوم ، مثلما تتكرر قصص الحب العظيمة . أنت يا ماما فوز تشبهين الأميرة (سيتا )ابنة الملك (جاناكا) وليس مستر محسن إلا الأمير (راما) ابن الملك (جاراثا) يليق بكما أن تلتقيا ، وأن تتحابا ولكن كما يحدث فى كل الأزمنة – لن ينركما الحساد .}
** الصورة السينمائية ..
أدهشنى فى التُّرْجُمان تلك الصورة السينمائية بالغة الوضوح فالمطالع للرواية يشعر بدرجة كبيرة انه أمام عمل صالح للعرض السينمائي لما احتواه من عدة مشاهد متفاوتة فى مستوياتها الدرامية وكون بطل العمل يمثل الزمن الصامت فى الرواية وهو محور العمل ككل كونه مريض ضريح الفراش لا يدرك أى شيء عمن حوله وما حوله ومع ذلك فهو محور الأحداث وعنصر أساسي فى حوارات الأشخاص ، وقد احتوت الرواية على عدة مشاهد أستطيع تصنيفها بأنها مشاهد سينمائية بامتياز أولها كان :
{ هبط الظلام، واشتعلت هنا وهناك أشباح مصابيح ، أضاءت أجساد الفيلات أمامي ، فبدت مثل شواهد قبورعملاقة خالية من الأسماء .}
** التُّرْجُمان والثالوث الخطر :
قبل ذكرى لما أزعجنى فى التُّرْجُمان .. أود التنويه أنه إذا كان الأدب تعامل مع هذا الثالوث الخطر ( السياسة ، الدين ، الجنس ) فى الماضي بمستويات من الطرح مختلفة لحساسية الحديث من ناحية وربما لخطورة ما قد يجلبه الحديث فى أى من ثلاثتهم من ناحية أخرى على الكاتب ، ولكن فى السنوات الأخيرة ونظراً للظروف الراهنة التى تمر بها أمتنا العربية من محيطها لخليجها ولا أستثنى بلداً ، أصبح ما أسهل الحديث فى الدين ممن هم ليسوا مؤهلين للفتوى ، أما فى السياسة فحدث ولا حرج للدرجة التى أصبح يتحدث رجل الشارع البسيط كما لوكان خبيراً استراتيجياً أوعسكرياً ، وبالنسبة للضلع الثالث وهو – الجنس – أصبحت السماوات المفتوحة وما ينقله الانتر نت من سموم مرئية عابرة للقارات ومستهدفة للشباب العربى على وجه الخصوص ،وبُعد البعض عن صحيح الدين ، كل ذلك جعل من بعض الشباب والمراهقين يلهثون وراء هذه المواد فى غياب من الأسرة والمؤسسات التربوية وأصبح هذا الشباب على علم بأشياء جنسية ربما يستحى شخص مسن من الحديث فيها إما حياءً أو حرصاً على صورته ووقاره امام الغير .
لذلك أثرت أن يكون تناولي لهذا الثالوث فى القسم الثالث والأخير من الدراسة وأرجو أن يكون تناولي للمحاور الثلاثة ( السياسة ،الدين، الجنس) وافياً شاملاً لما ورد فى الرواية من أفكار فيما يخص المحور الأول والثاني ، أما المحور الثالث – الجنس – وهو ما سبب لى نوعاً من الحرج فى القراءة ولكنني فضلت التعامل مع الأمر بشكل منطقي وعقلاني بعيداً عن الوصف الصريح الذى أتى فى فصول الرواية وانطلاقاً من قناعتي الشخصية بقوة العمل الروائى وشجاعة الكاتب فيما عرض من أفكار ورؤى وتشريح للواقع الإجتماعى والسياسي والثقافي فى الغربة على ألسنة أصوات الرواية ولكى لا أبخس حقه ، يجب الاعتراف أن الجنس غريزة طبيعية فى الإنسان ، وقد حدثت تغيرات كبيرة فى المجتمع العربى جعلت من العلاقات غير المشروعة موجودة حتى لو أبينا الحديث عنها .
يكتسب العمل الروائى قوته من قوة طرح فكرة سياسية ما والدفاع عنها والانحياز لها ، ولكن اللافت للنظر عند أشرف أبو اليزيد فى التُّرْجُمان أنه يطرح الفكرة بكل قوة على ألسنة أصوات روايته ونجد من يرد عليه فى فصل آخر أو الفصل ذاته بطريقتين إما متفقاً أو معارضاً ، ومن ملامح هذه الأفكار الآتي :
ذكر اسم عبد الباري عطوان كعدو للكويت وأنه أكثر من هاجم دول الخليج (ص34)
وسؤالي المطروح .. هل الكاتب نفسه مؤمناً بما ورد على لسان خالد من أراء أم سيظل فى منطقة الظل واكتفى بتحميل أصوات روايته لما يود طرحه من أفكار ؟
وإذا كنت أحدثك عن المصريين فى الكويت ، فلا أخفى عنك يا امى أن الأمر أسوأ خارج الكويت ، وأنا شعرت بذلك فى كل خطوة أثناء الدراسة ، فهم لا يرون فى الكويت إلا النفط ، نحن فى عيونهم مجرد مجموعة من الدشداشات التى تغطى آبار النفط ، ونلف رأسنا بعقال من الدنانير . الاستثناءات القليلة لهذه الفكرة الشائعة لا تصلح لتأسيس تيار يختلف عن آرائهم الدونية بشأننا .}
** فى هذا الحوار الكاشف يتبادر إلى ذهنى سؤال صريح ومباشر .. ترى كم من شاب كويتى يؤمن بما ورد على لسان خالد فى التُّرْجُمان ؟ وكم من مصري لديه هذه النظرة الدونية كما أسماها خالد فى التُّرْجُمان ؟ من مثل هذه الأراء الصادمة التى أزعجتني أجد قوة الطرح للمسكوت عنه تجاه بعض الأمور العربية العربية فى التُّرْجُمان ؟
هكذا تكشف الرواية حقيقة وضع المرأة بل حقيقة المجتمع الكويتى كله دون مواربة .
** هكذا يعرض أشرف أبو اليزيد مجموعة من الأفكار والقضايا السياسية المهمة والجديرة بالبحث بشجاعة على لسان أصوات روايته( التُّرْجُمان ) وهى أسئلة جديرة بالبحث والنقاش المجتمعي العربى وليس المصرى فقط لأنها متشعبة إقليمياً وإن لم تعالج بشكل صحيح وجذرى فقد تظل الأجيال الحالية والقادمة حاملة لنتائجها وأثارها السلبية .
جاء أول عرض لموضوع الدين فى التُّرْجُمان مع ترشيح فوز العبد الله لدانيال خيرت كى يكرم فى الكويت ولكن مصطفى سند يحذر رئيس المؤسسة بألا يفعل لان دانيال رجل مسيحي وهذا سيثير غضب كبير فى البلد التى يتحكم فيها المتشددون بمجلس الأمة ص 57
فى حوار صباح الحمود لصديقتها فوز تذكر { أن كارثة فوز تواكبت مع صحوة الذقون ، فجأة اكتشف أصحاب اللحى أننا بلد إسلامي بعد أربعة عشر قرناً }ص 206
الجنس فى التُّرْجُمان :
أزعجنى فى التُّرْجُمان .. ما قام به الكاتب من وصف صريح لبعض المشاهد والعبارات والنكات الجنسية دون مواربة .. مما أثار فى عقلي عدة أسئلة :
ولا أنكر أننى حين قررت عمل هذه الدراسة عن التُّرْجُمان قلت لنفسي سأتعامل مع الرواية بشجاعة فى التناول ، لإيماني أن الناقد الواعي لا يتحدث عن بعض الجوانب ويترك البعض الآخر بحجة الخلاف أو الاختلاف فى الرأي والرؤى ، وكما جذبتني التُّرْجُمان فى عناصرها وذكرت سمات هذا الجذب ، وكما أدهشتني فى بعض عناصرها وذكرت أيضاً سمات هذه الدهشة
الآن أستطيع القول أن الكاتب استخدم الجنس فى الرواية كأحد العوامل المؤثرة فى بعض شخصيات الرواية باعتباره غريزة فطرية طبيعية من ناحية ومن ناحية أخرى جعله أداة فاعله فى السياق السردي داخل الأحداث من ناحية أخرى ، فلولا هذا اللقاء الجنسي الحميم بين محسن ومادلين فى دمشق منذ عشر سنوات ما وجد المبرر الكافي لأن تستقبل مادلين نجمة فى تورنتو وتعاملها كإبنتها وتحكى لها عن المناخ السياسي الصعب الذى عاشته فى سوريا ودوافعها للهجرة إلى كندا .، وما كان لمحسن أن تتوفر له مساحة البوح فى رسالته لها عن الربط بين ترجمته لكتاب الوسادة وازدواجية الشخصية العربية التى تريد أن تعيش ليلها على الوسادة ، بينما تخطب فوق منابر النهار مدعية الشرف كما ورد فى حوار ص 80
وفى كل الأحوال لا يترك أشرف أبو اليزيد أصحاب هذه النماذج دون أن ينزل عليهم العقاب المستحق
وكأنه يقول للقارىء عرضت نماذج لشرائح موجودة فى الواقع بالفعل ولكنها فى النهاية لابد وأن تنال العقاب الذى تستحق .
** النص العلامة :
كنت ولازلت من المؤمنات أنه فى كل حقبة زمنية من تاريخ الأمم لابد وأن تظهر بعض الإبداعات التى تحدث طفرة ما فى حركة ( الأدب ، الفكر، الفنون ) ولكى تحدث مثل هذه الطفرات لابد من الإتيان بشكل إبداعي مبتكر ومختلف ومتمايز وجاذب ومدهش فى أن ، شريطة أن يظل العمل الإبداعي محافظاً على جوهر المضمون القيمى والإنسانى ، ولكنه قد يختلف فى شكله المتميز حَدّ الانفراد ، وهذا الانفراد هو الذى يجعلنا نقول هذا الروائى يختلف عن غيره ، وهذا الشاعر يختلف فى صوته الشعري عمن سواه ، وهذا الفنان معجون بالفن شكلاً ومضموناً .
القاهرة 29-5-2018م
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.
عزة أبو العز
30 مايو, 2018 at 9:46 م
شكرى وتقديرى للأستاذه هند احمد على رأيها فى الدراسة على الفيسبوك
بين الحين والاخر ننتظر ان نستمد غذاء العقل بكتاباتك الادبية والنقدية وسردك لعمل ادبي مميز لكتاب متميزين باعمالهم الرائعة ….دومتي ودام كل ما تقدمينه استاذة عزة ابو العز ووفقكي الله وحفظكي بحفظه
عزة أبو العز
30 مايو, 2018 at 11:23 م
شكرى وتقديرى للراقية نور الله يوسف على تعليقها على الدراسة على الفيسبوك
نور الله يوسف حين يتفوق الناقد علي نفسه…لم ابالغ حين قولت ان قلمك هو قلم شوقي ضيف العصر انت صاحبة مدرسة نقدية غاية في الانسانية التميز التكامل الي جانب الابهار والتكمن من كل أدوات الكاتب الاديب بعين الناقد لم اري في حياتي اروع من هذه العمل النقدي لعمل ادبي متميز جدا جدا القلم الذي يمتلك ناصية الادب بحجم هرم الاستاذة @AzzaAbouelezz
اثمن جدا جدا واثني علي جمال ادبي ودراسة متقنة جدا لعمل أدبي عالمي هكذا يجب ان يكون
لانه يذكرني بقصة مسلسل مطلوب رجال الذي قدم من عشر سنوات علي القنوات الفضائية وهو مقتبس من رواية عالمية تم تعربيه بواسطة
لبني حداد وجيهان الجندي
حيث تيمة ونسج العمل الادبي يشبه جدا هذه الرواية الادبية المتكاملة والتي يجب ان يحتفي بها
جذبني الي قراءة الدراسة أنني من عشاق ما تكتبين واعلم جيد من هي الأستاذة عزة ابو العز جذبني اندهاش حضرتك والاعجاب بالقصة وأيضا الازعاج لجزء معين من العمل الأدبي وانا معكي ايضا في ذلك
ولكن تحليل حضرتك النفسي الفيزيائي لكل شخصية علي جعلنا نبحر معكي في بحر به 28 شخصية
رصد تركبية المرأة بكل حالاتها في المجتمعات العربية وايضا تركبية الرجال ..جذبني ايضا حوار الابن مع امه في الكويت لقد دق ناقوس قضية مهمة نحن امام ملحمة ادبية اولا في منتهي الصعوبة والجمال
ثانيا امام ملحمةنقدية لم اري في جمالها قط
عزة أبو العز
30 مايو, 2018 at 11:33 م
شكراً لك نور يوسف
نور الله يوسف رواية الترجمان تفوق ادبي مبهر وتفوق نقدي يدرس احترامي وتقديري
عزة أبو العز
30 مايو, 2018 at 11:42 م
شكرى وتقديرى للشاعر الكبير يوسف أبو شادى لتعليقه على الدراسة على الفيسبوك
Yousef Aboshady تمتعت بقرائة نقدية رشيقة أنيقة رائعة قمتِ فيها بجهد ضخم أحييك عليه وأحيى كاتب العمل لما قام به
عزة أبو العز
31 مايو, 2018 at 12:56 ص
شكرى وتقديرى للشاعر والكاتب طلعت العسيلى على تعليقه على الدراسة على الفيسبوك
Talaat Elessely مبروك ألف مبروك إبداعكم الأدبى الراقى
مبروك و بالتوفيق للإبداع النقدى و تناول العمل بموضوعية و رقيكم المعهود
عزة أبو العز
31 مايو, 2018 at 2:46 ص
شكرى وتقديرى لفضيلة الشيخ أسامه موافى مدير المتابعة – أوقاف جنوب سيناء على تعليقه على الدراسة على الفيسبوك
سامه موافى وفقكم الله ونفع بكم ودمتم ودامت إبداعاتكم .
كل التحايا والتقدير للمبدعة الأستاذة القديرة عزه أبو العز
عزة أبو العز
31 مايو, 2018 at 10:46 م
شكرى وتقديرى للكاتب الكبير د/ السيد إبراهيم على تعليقه على الدراسة على الفيسبوك
لسيد إبراهيم دوما تختارين الأعمال التي ترتبط بقيمة .. ولها هدفها الجاد.. بذلتِ جهدا كبيرا في هذه الدراسة.. حالفك التوفيق دوما كاتبتنا الكبيرة الأستاذة عزة أبو العز.. تحياتي وتقديري.
عزة أبو العز
1 يونيو, 2018 at 1:34 ص
شكرى وتقديرى للكاتب الصحفى الكبير محمد هزاع لمروره وتعليقه على الدراسة على الفيسبوك
Mohamed Gad Hazzaa ما شاء الله لاقوة الا بالله ، دراسة نقدية لها طبيعة صاحبتها الانسانية المتفانية في عملها ، ايما كان هذا العمل ، دراسة من تلك الدراسات التي تضيف للعمل ، دام الابداع الكاتبة الناقدة المتميزة الاستاذة عزة ابو العز ، تحياتي وتقديري
1
عزة أبو العز
1 يونيو, 2018 at 2:55 ص
شكراً أستاذ محمد فكرى السعيد على تعليقه على الفيسبوك
Mohamed Fekry Alsaid هي رواية تستحق القراءة فهي كاشفه لواقع مؤلم لانه بالفعل فقد الشباب العربي الإنتماء لعروبته بل اصبحت العروبة حملا ثقيلا علي اكتافهم بسبب مليارات الدولارات التي تنفقها المنظمات الصهيونية من اجل تشوية وتقبيح كل ما هو عربي .
عزة أبو العز
1 يونيو, 2018 at 4:29 ص
شكرى وتقديرى للشاعر الكبير والعروضى الأستاذ فوزى محمود لما نشره على صفحتى على الفيس تعقيباً على الدراسة
فوزي محمود أستاذة عزة أبوالعز .الكاتبة (الناقدة) .مؤسس وأمين عام ملتقى عزة أبوالعز للموهوبين والمبدعين العرب . والتى تبدع فى صمت لتنتج لنا خلاصة ما قرأته .بأسلوب لم أر فى مثل روعته . والذى لم يقرأ هذه الدراسة عن رواية (الترجمان) . فاته الكثير . وما من عمل روائى تدعمه دراسة تضيف إليه . إلا ويكون عملا يخلد فى مكتبات الأدب .
لقد أضافت الأستاذة عزة أبوالعز بجهدها المبذول فى هذه الدراسة . للرواية فجذبت القارئ . وحفرت إسمها فى قائمة النقاد بجدارة .
شكرا لك أستاذة عزة ابو العز .
عزة أبو العز
1 يونيو, 2018 at 4:41 ص
تعليق الشاعر طلعت العسيلى على مقطع الفكر السياسى والدينى فى الترجمان فى الدراسة على صفحتى على الفيسبوك .. شكرى وتقديرى
Talaat Elessely شيقه .. و تناولك لها زادها شوقا لقراءتها
الله ينور عليك يا مبدعه فى كل أعمالك أنت عين ثاقبه
عزة أبو العز
1 يونيو, 2018 at 9:20 ص
شكرى وتقدير ى للشاعر المتميز ..محمد وهبى الشناوى على ما كتبه على الدراسة على الفيسبوك
محمد وهبي الشناوي دراسه وافيه واعيه. برغم اني لم اقرأ الكتاب او الروايه. الا اني تفاعلت وكأني قرأتها من خلال دراستك الوافيه. احسنت وابدعت وكأنك عشت او تعايشت مع الغربه. وتفاعلي العميق ينبع من حياة الغربه الطويله التي عشتها انا. المهم. احييك واحيي هذا الجهد الرائع الذي قمت به. لك كل الاحترام والتقدير
عزة أبو العز
3 يونيو, 2018 at 10:03 م
شكرى وتقديرى للشاعر الكبير فوزى محمود الذى علق على الرواية والدراسة على الفيسبوك بقوله :
فوزي محمود رواية إستحقت الدراسة . ودراسة تستحق الدراسة .
أحسنت الأستاذ الروائى أشرف ابو اليزيد فى روايتك الترجمان .
أحسنت الأستاذة عزة ابو العز الكاتبة الناقدة . فى دراستك عن الرواية.