رابطة الكتاب السوريين … إجهاض عقل يفكر بهموم الوطن والحريّة

02:38 صباحًا الخميس 2 أغسطس 2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

يمثل فشل تجربة العمل الجماعي للنخبة المثقفة انحسارا للقيم التي يدعون الجموع إليها، ولا تخرج رابطة الكتاب السوريين عن سياق بات جامعا للدعوات الفئوية على حساب الهدف الجمعي الأسمى لذا تأتي الانسحابات الجماعية من رابطة الكتاب السوريين لتسدل الستار على تلك التجربة التي وئدت في ظلال واقع يزداد مأساوية، ولتصدر اللجنة العربية المستقلة المشرفة على الانتخابات بيانا تحمل فيه المكتب التنفيذي للرابطة _ والمنتهية ولايته _ مسؤولية فشل التجربة. 

EE021684-34F1-461C-A75E-9F6AF027CF3E

بيان انسحاب من رابطة الكتاب السوريين 

خلقت الثورة السورية منذ انطلاقتها حالة من الوعي الجديد بالعالم والحياة والمستقبل مؤسس على فكرة الحرية والخيارات الديمقراطية للإنسان السوري، حالة تقع في تناقض مع نصف قرن من الحكم الإستبدادي الذي قام بتدمير  الدولة و القيم و المجتمع المدني.

ولَم تكن رابطة الكتاب السوريين إلا المولود الأبرز للعالم المأمول. والتي أريد منها أن تكون النقيض للنقابة الزائفة التي خضعت لمنطق القطيع، 

رابطة تعكس روح الجديد والقيم المحركة لصناعة حرية سوريا، وبخاصة قيمة الزهد بالمصالح الفردية بالبحث عن الحضور الزائف.

وإذا كانت التجربة معيارًا للحكم على القيم والسلوك، فلقد أظهرت التجربة عدم تحرر بعض من انتدبهم جمهور الكتاب إلى المكتب التنفيذي من عقابيل البنية المتأخرة القديمة بعجرها وبجرها.

وإن الأمال المعقودة على ما أريد له أن يكون كتلة وطنية تاريخية مستقبلية تنهض مع كتل الثورة الأخرى في معركة الحرية، كتلة تعبر عن الضمير الأخلاقي للكاتب المنتمي إلى عالم التحرر و الكرامة، راحت تذوي بحرمانها من ماء الروح النبيلة، وبفعل تعرضها للآسن من ماء المستنقع القديم. 

ولشد ما يحزن الأوفياء لنهر الدم السوري الذي أريق في سبيل الحرية أن يروا تجمعاً ممن وصل بطقس ديمقراطي لقيادة الرابطة قد تحول إلى آلة بيروقراطية متشبثة بسلطة منحت لها بإرادة حرة، وتسعى للبقاء فيها بإرادة طاغية، وعصبية ضيقة مراوغة، ونيل من المعنى المؤسس للرابطة. 

وما دخول هذا الداء إلى شرايين الرابطة إلا الإعلان عن موت العقل الذي يفكر بهموم سوريا-الوطن، وفساد لروحها النبيل الذي يعلي من شأن الكفاح المبرأ عن الغرض الضيق.

إننا، نحن الموقعين على هذا البيان، إذ نشكر اللجنة العربية المستقلة المشرفة على الانتخابات الممثلة بالسادة الكتاب الكرام حسن نجمي (المغرب) وزهير أبو شايب (فلسطين ـ الأردن) وسعد القرش (مصر) على دورهم النزيه والمشرّف، نشير إلى أننا، وترفعاً عن الوجود الزائف ومظهره اللغو العامي، وتسامياً عن الدخول في مهاترات تنال من مكانة الكاتب السوري وحضوره، وحفاظاً على دوره الريادي في تكون الوعي الفكري و القيمي والجمالي، واحتجاجاً على خرق العقد الوطني – الأخلاقي المؤسس للرابطة، وانتصاراً لقيم الشفافية و النزاهة نعلن انسحابنا من رابطة الكتاب السوريين ونعلن أن بياننا هذا مفتوح للتوقيع أمام الجميع.

الموقعون: أحمد برقاوي | إبراهيم الجبين | خلدون الشمعة | مفيد نجم | محمد صارم | تيسير خلف | لينا الطيبي | ديمة سعدالله ونوس | عاصم الباشا | حسان عزت | فاتن حمودي | وليد قوتلي | نوري الجراح | عبدالله مكسور | خالد سليمان الناصري | عائشة أرناؤوط | عمار المأمون | إبراهيم قعدوني | أحمد اسماعيل اسماعيل | هيثم حسين | جورج صبرا | ريبر يوسف | سليمان البوطي | معتز نادر | نائل بلعاوي | محمود الجراح | مرح البقاعي | دلدار فلمز | ياسين حسين  | آراء الجرماني | إيهاب عبد ربه | حواس محمود | خالد حسين | نجيب جورج عِوَض | أنس نادر | احمد سعيد نجم

وجاء البيان الأخير للجنة العربية  المشرفة على انتخابات رابطة الكتاب السوريين بتوقيع حسن نجمي، سعد القرش، زهير أبو شايب:

“لقد تشكلت اللجنة العربية لمراقبة العملية الانتخابية المزمع تنظيمها في رابطة الكتاب السوريّين وضبط سيرها، ولم يكن لدى أعضائها علم بوجود أي خلافات في قيادة الرابطة، وقد حرصنا في اللجنة على التزام الحياد علنًا إزاء ما تكشف لنا من خلافات بين رئيس الرابطة ومكتبها التنفيذي، وطالبنا المكتب التنفيذي، بوصفه الجهة الوحيدة التي تتحمل مسؤولية إدارة العملية الانتخابية، بتمديد فترة الترشيح حتى نهاية تموز المنصرم، ثم بتقديم التقريرين المالي والإداري للهيئة العامة لمناقشتهما خلال المؤتمر العامّ، دون أن نميّز بين الرئيس، الذي هو رئيس المكتب التنفيذي، وبقية أعضاء المكتب المنتهية ولايته منذ بضعة أشهر.

ولقد فوجئنا بأن المكتب التنفيذي قرّر إغلاق باب الترشيحات في منتصف تموز بدلا من نهايته، ثم فوجئنا بمراوغة المكتب التنفيذي في تقديم التقريرين الماليّ والإداريّ اللذين لا تكون الانتخابات قانونية إلا بهما.

والآن، وقد آلت الأحوال في الرابطة إلى هذا المشهد الانشقاقيّ المؤسف، فإن لجنتنا تحلّ نفسها من الناحية العملية. لكنّها تعتبر نفسها شاهدا أخلاقيا لا يحقّ له أن يصمت على ما رأى.

كنا نرجو أن يضرب إخوتنا في المكتب التنفيذيّ للرابطة، وهم ضحايا الدكتاتور الإرهابي،ّ مثلا أعلى في الديمقراطية واحترام آلام السوريّين، وكان ذلك ضروريا وممكنا. لكن هذا التفسخ السريع الذي حدث في جسم الرابطة كان كفيلا بأن يسدل ستارة كئيبة على المشهد الذي كنا شهودا محايدين فيه.

عاشت سورية الحرة الأبيّة.

عاش شعبها المقدّس الذي سيهزم الطاغوت مهما طال الأمد.

عاش حلم السوريّين بالحرية.”

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات