انتقل المخرج البنجلاديشي زكريا مير للعيش في نيوجيرسي حيث صور أحداث فيلمه القصير بين تلك المدينة ونيويورك سيتي ، والذي يتناول حياة فتاة وشقيقها (لعب لورينزو مير الابن دوره)، من بين المشردين الذين يجوبون البلاد للتسول، بتقديم عزف الفتاة على الهارمونيكا ولعب الصبي على الكمان. الحياة لا ترضي الصبي وتعنفه الشقيقة ليستمر بالعزف بينما يرى صبيا تقع منه حلوى يحاول أن يتناول فتاتها فترميها الأخت.
يراقب ذلك كله رجل مسن يرتدي ملابس أنيقة فيعطي دولارا لهما ويمنح الصبي حلوى بدلا من المهدرة، وحين يتبعانه يدعوهما لتناول الغداء ببيته، ويسألانه عن الإناء الذي يحمله دائما فيخبرهما أنه حبس به ملاكا!
ينتهي النهار بعد أن بهرت مكونات الشقة الفاخرة الزائران، فيودعهما الرجل ولكنه يكتشف حين يتأهب للخروج باكرا أنهما ينامان على الأرض تحت السلم، فينقلهما ليناما بالداخل. حين يعود يكتشف أن الولد أسقط الإناء وسقط ثرى محتواه على الأرض فيغضب ويطردهما. بعد أن يهدأ يبدأ رحلة البحث عن المشردين الصغيرين وحين يجدهما يعتذر لهما ويتجهون ثلاثتهم لنثر غبار ما ندرك أنه رفات زوجة الرجل الراحلة، بينما يأتي الفتى بقوقعة تضيف إليها الفتاة باقة الورد التي أحضرها الرجل وتكتب الفتاة داخل قلب رسمته على الرمال وضعت به القوقعة والورد كلمة واحدة : ملاك ، وينتهي الفيلم مع صوت البحر.
حمل زكريا مير (زاك مير على ملصق الفيلم) العزف على النزعة الانسانية وسؤال ما إذا كانت قادرة على تغيير النزوع البشري للشر ومقاومة الفقد وجفاف المشاعر.
وتبدو القصة عالمية أكثر منها أمريكية، وهو ما يجعلنا نقول أن الفنان المهاجر يحمل قيمه معه، فيبقى صوته أقوى من إطار التعبير ، في لغة أخرى وثقافة مغايرة.
تبدو وحدة الرجل الذي قام ببطولة شخصيته جيف ميلشتاين ومخطوطه المكتوب ومقتنياته مكونات رجل يعيش على الذكريات واستدعاءها، وهو ما رأيت فيه الروائي الذي يرى العالم على طريقته، يحاول أن يكون خيرا في عالم قاس.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.