تابعتُ بشغف شديد على مدار عدة أيام من خلال تواصلي مع بعض الأصدقاء الأعزاء من أعلام قرية طحانوب مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية (وهم كُثر فى مجال الأدب والصحافة) أخبار وفعاليات معرض الكتاب الأول الذي نظمته الهيئة المصرية العامة للكتاب بدعوة من نادي أدب القرية بشبين القناطر ونظم فى مركز شباب طحانوب المطور فى الفترة من (10- 19 سبتمبر 2018م)، وسعدت كثيراً برؤية صور أبناء القرية ومدى حرصهم على اقتناء الكتب وحضور فعاليات المعرض.
لقد نشط ذلك ذاكرتي وأعادني إلى يوم الأربعاء 12 مارس 1997م، ذلك اليوم الذي بدأت فيه رحلة الموت من مقر الحديقة الثقافية بالسيدة زينب متوجهة إلى محافظة المنيا كصحفية مصرية على يقين تام أنه من واجبي أن أكون ضمن أعضاء القافلة الثقافية آنذاك كي أذهب إلى مكان الحدث الذي اهتزت له مشاعر كل مصري وهو الاعتداء الإرهابي الذي وقع داخل إحدى دور العبادة وهى كنيسة مارى جرجس بأبي قرقاص بمحافظة المنيا فى 12 فبراير عام 1997م.
سافرت بصحبة أعضاء القافلة الثقافية من أجل محو آثار ذكرى أحداث الإرهاب الأسود الذي وقع في نفوس الأطفال ومن أجل حقهم في مشاهدة كافة وسائل التثقيف من: (معرض كتاب، فن تشكيلي، مسرح، سينما، تشغيل كمبيوتر)، وتذكرت الآن وجوه أطفال مدرستي بني عبيد ومنسفيس الإبتدائيتين التابعتين لجمعية الصعيد للتربية والتنمية آنذاك وأطفال مدرسة أديب وهبة الإعدادية، وكيف ارتسمت البهجة على وجوههم ومدى تشوقهم وتفاعلهم مع فعاليات وبرامج القافلة الثقافية كما لمست مدى احتياج طفل الصعيد إلى أن تذهب الفعاليات الثقافية إليه بدلاً من تمركزها فى قلب العاصمة الأم.
كما أعادني معرض كتاب طحانوب أيضاً إلى تذكر حوار نادر جمعني في آواخر التسعينيات من القرن الماضي مع مؤسس ورائد “أصدقاء الفن والحياة” التشكيلي والمفكر الكبير الراحل الأستاذ حامد سعيد الذي ذهبت لزيارته فى بيته بمنطقة المرج بصحبة الفنانة التشكيلية الكبيرة ليلى الصاوي فى أحد لقاءاته التي كان يعقدها لأصدقاء الفن والحياة، وكان كل من الرجل وفكره ومنزله محل دهشة كبيرة لي على المستوى الفكري والإنسانى معًا؛ فقد كان مهمومًا بإعادة بناء الشخصية المصرية ورغم أننى ـ للأسف ـ لم أداوم على حضور لقاءات الأربعاء ـ وهو موعد ندوته ـ وكان ذهابي فقط لمرات معدودة.
ظل فكر هذا الرائد المفكر في ذهني حتى وأنا أتعامل مع أطفالي الصغار (أطفال ماما عزة الشطار)، أقول فى نفسي: هناك من أفنى عمره مهتماً بضرورة إعادة بناء الشخصية المصرية ألا وهو هذا الفنان المفكر الكبير وكان قد أهداني كتابه القيم جداً “نحو الإتقان فى بناء الإنسان” والذي جاء فى مقدمته ما يدل على روعة فكر هذا التنويري الرائد بقوله: (لو أن الإنسان يُعاد بناء كيانه، بحيث يتواءم مع متطلبات مواجهة الواقع الجديد الذي تعيشه البشرية اليوم، لأمكن وجود أمل لحياة إنسانية بناءة .. رغدة .. ولها معنى، بينما الحياة التي نعيشها اليوم ــ كما هو معروف عند الواعين ــ تخلو من الإيمان الإيجابي في الأغلب؛ فالجانب المحطم فيها أكثر من الجانب البنائي .. وجانب الخوف أكثر فيها من جانب الشعور بالأمان .. والحرب تهدد الناس بفناء الجنس البشري بدل المرة مرات كما يقال).
إن قناعتي كبيرة بأن أبناء الأقاليم كالأرض العطشى لمياه الثقافة المتدفقة لتروي زهور وزهرات الإبداع المتفتحة فى ريف دلتا مصر وصعيدها.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.
almanfeyمحمود الشربيني
16 سبتمبر, 2018 at 2:06 م
الله اللله يااستاذه عزه مقال رائع ومهم واتفق مع ماورد فيه
عزة أبو العز
16 سبتمبر, 2018 at 3:16 م
الكاتب الصحفى الكبير محمود الشربينى شاكرة مرورك العطر ودمت بكل خير .. تحياتى
عزة أبو العز
16 سبتمبر, 2018 at 3:22 م
كل الشكر والتقدير للشاعر البورسعيدى لتعليقه على المقال على الفيسبوك
رائعه كعادتك يا مبدعه و إختياراتك موفقه
لمسنا فى طحانوب حراك ثقافى و أدبى و كبار من الأدباء
و الشعراء المرموقين
عزة أبو العز
16 سبتمبر, 2018 at 3:25 م
شكرى وتقديرى للأستاذ تيسير أبو غزاله الذى علق على المقال على الفيسبوك
هناك دوما في الاقاصي وفي الاطراف قد تجدين نغمات تعجز عن الوصف
عزة أبو العز
16 سبتمبر, 2018 at 3:29 م
شكرى وتقدير للاديب والناقد الكبير الدكتور السيد إبراهيم لتعليقه على المقال على الفيسبوك
مقابلة رائعة بين أطفال الصعيد وأطفال الدلتا.. وعين فاحصة مهتمة من كاتبة لها رسالتها في الحياة، ولها دورها الواقعي في مجال الطفولة بالتوجيه، والدعم، والتعزيز، وتنمية المواهب ورعايتها، بارك ربي في كل إبداعاتك الكاتبة الكبيرة الأستاذة عزة أبو العز.. وخالص تحياتي وتقديري لدورك الهام..