تابعت باهتمام حلقة من حلقات العاشرة مساءً للإعلامي وائل الإبراشي على فضائية دريم ، ولفت نظرى النقاش الدائر حول موضوع الحلقة وهو التقدم بمشروع قانون للعرض على مجلس الشعب بشأن وجوب ضرورة احترام الرموز ، وانقسم الضيوف إلى قسمين ، قسم يدافع عن المشروع بقوة وآخر رأى فى ذلك تحجيم لحرية النقد فى المجتمع وخلق طبقة فوق النقد بشكل ٍأو بأخر .
وكيف سنحدد المعايير التى نحكم بها على من هو الرمز ؟
وبما أننا بدأنا عام دراسي جديد لى تجربة شخصية جعلتني أقع فى حب واحترام رمز من الرموز دون أن يفرضه على أحد أو قانون ما ، وكان طريقي لمعرفته يافطة لمدرسة تجارية مكتوب عليها اسمه وصورته أمر من أمامها يومياً فى طريقي لمدرستي الثانوية ” مدرسة برمبال القديمة الثانوية ” كانت مدرسة على مبارك التجارية مدرسة فخيمة وذات موقع استراتيجي بالنسبة لى خاصة فى وقت سقوط الأمطار على الطريق الترابي الذى كان عائقاً لسيري فى الوصول لمدرستي التى تبعد عنها عدة أمتار وملاصقة لها من الخلف ، فكنت أتمنى فى نفسي لو أن مدرستى تبدل مع هذه المدرسة التى تطل على الطريق الأسفلتى ولا تتعب طلابها عناء السير إليها تحت أمطار الشتاء ، وجاء اليوم الذى تبدلت أمنيتى بان تحمل مدرستى اسم هذا الرمز الذى عشت بعد ذلك فخورة لكونه ابن من أبناء محافظتى عروس الدلتا ” الدقهلية ” فى أحد حصص التربية الوطنية تحدث معنا مدرس المادة عن قيمة احترام الرموز ، ثم سألنا : من هوا لرمز من وجهة نظركم ؟
تبارى الجميع فى شرح معنى الرمز .. فقال لنا : جميل كل ما ذكرتموه من معانٍ وجميعكم يمر كل يوم إلى هنا على رمز من أهم رموز التعليم فى مصر ليس هذا فقط بل هو ابن من أبناء بلدة بعضكم – نظراً لأن مدرستى كانت تضم الطلبة من عدة قرى متجاورة ” الكردي ،برمبال القديمة ، برمبال الجديدة ” إنه على مبارك الذى تطالعون صورته واسمه على واجهة المدرسة التجارية .. فهل سألتم أنفسكم لماذا سميت المدرسة باسمه ؟ وعلى من يود منكم التعرف على سيرته عليه بالذهاب لمكتبة المدرسة ، وقد كان .
قرأت بشغف عن الرجل فعلمت أنه مولود فى قرية مجاورة لقريتي – برمبال الجديدة – عام 1824م وأنه تلقى تعليمه الأساسي بكتاب القرية ، وحفظ القرآن وتفوق فى تعليمه الابتدائى ، وأنه ملقب برائد التعليم فى مصر لإسهاماته الكثيرة والجليلة فى خدمة التعليم ، وأنه فى عهد الخديوي إسماعيل عهد إليه بقيادة مشروعه المعماري العمراني وسط القاهرة ، كما عين ناظراً للمعارف والأشغال ثم عهد إليه بنظارة الأوقاف ، وساهم فى إنشاء دار العلوم العريقة عام 1872م وأسس مجلة روضة المدارس عام 1866م ، وأنشأ دار الكتب المصرية عام 1870م ، وأصدر الخديوي قراراً بتعينه وكيلاً عاماً لديوان المدارس وهنا توقفت أمام ما قدمه لنهضة التعليم ولفت نظرى اللائحة الشهيرة التى أصدرها عام 1868م لإصلاح حال التعليم وعرفت باسم – لائحة رجب – ونصت على نشر التعليم فى جميع أنحاء القطر عن طريق زيادة عدد المدارس الابتدائية ، وإصلاح الكتاتيب بتمويل من أموال الأوقاف الخيرية ، وكانت المفاجأة بالنسبة لى أن على مبارك صاحب كل هذه المناصب العديدة والمشروعات المتنوعة ترك أيضاً عدداً من المؤلفات وكان من أهمها الخطط التوفيقية 20 جزءً يتناول مدن مصر وقراها من أقدم العصور حتى وقته ، واصفاً ما بها من منشآت ومرافق عامة حتى المساجد والزوايا والأضرحة والأديرة والكنائس – إلخ ،لذلك عده البعض مفكراً تربوياً لإهتمامه بالرعاية الصحية للتلاميذ وبالطلبة المتفوقين كما أهتم بتحسين طرق التدريس والمناهج الدراسية ، وكان آخر مناصبه وزارة المعارف واستقال منها عام 1891م وتوفى فى 14 نوفمبر 1893م .
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.