حزب المنبوذين الأحرار

06:07 مساءً السبت 8 ديسمبر 2012
محمد فتحي

محمد فتحي

كاتب مصري، وأكاديمي وإعلامي، معد للبرامج التلفزيونية. وتنشر مقالاته في الصحف المصرية والعربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

لو حضرتك معانا فالتانيين هيشتموك، ولو حضرتك مع التانيين فاحنا اللى هنشتمك، وبالتالى لو حضرتك لا مع دول ولا مع دول، فبعون الله الاتنين هيشتموك.. من هنا بدأت فكرة المنبوذين الأحرار.

* المبادئ: يمكن تلخيصها فى عنوان قصيدة محمود درويش: «لا شىء يعجبنى»؛ حيث زهق أعضاء هذا الحزب (الذى أعتبره أكبر حزب سرى فى مصر) من كل ما حولهم؛ فلا الرئيس يدير الأمور بشكل يحترمنا ويحترم به الناس الذين انتخبوه ووثقوا به فى مواجهة مرشح النظام السابق، ولا المعارضة بهذه الدرجة من الطهر والنقاء اللذين تحاول أن تظهر بهما نفسها، وكلنا نعرف أن الأمر لا يعدو أبعد من عداء للرئيس الإسلامى وجماعة الإخوان، التى هى أيضاً تكمل مسلسل العند والغباء ليبدو الأمر وكأن الجميع ربنا مسلط عليهم دماغهم.

* التسمية: كلا الفريقين ينبذ حزب المنبوذين الأحرار.. يرونهم بلا موقف، رغم أن موقفهم واضح جداً: «سئمنا منكم انتو الجوز». يسمونهم «الناس اللى فى النص»، رغم أنهم منحازون للحق الذى لا يريد أحد الانحياز إليه بالكامل، بل يريد تفصيله على مقاسه.

* موقف الحزب من الإعلان الدستورى «المرساوى»: طبعاً يرفضه بسبب توقيته وطريقة تقديمه وتحصين مرسى لنفسه ومخالفته لكل وعوده، لكنه مندهش من وضع المعارضة يدها فى يد كثير من الفلول فى الميدان الذى طالما شتموه وسبوه ولعنوا قواه السياسية وقذفوا شهداءه، واتهموا كل من ينزله بالعمالة والتمويل، كما أن الحزب مبـ… (مبقوق، ما تخليش دماغك تروح لبعيد) لحالات التبرير التى يقدمها كل فريق؛ فـ«مرسى» يرى أن إعلانه لازم وجامد وحلو وأمور، وجماعته تلعب دور المبرراتى، أما المعارضة فتراه إعلاناً ابن 60 بوبى؛ لأنه يهدم دولة القانون، مع أنهم كانوا يطالبون بعزل النائب العام، لكنهم الآن يطالبون ببقائه ويتضامنون معه ويذهبون له، وفى نفس الوقت يبدو مرسى فاشلاً فى لعب الموضوع بحرفنة؛ فبدلاً من أن يجعل النائب العام الجديد من اختيار مجلس القضاء الأعلى وبالانتخاب، فضل فخامة سعادة جنابه أن يأتى به من «عندياته»، ليتواصل العبث من عند الجميع.

* التأسيسية: يندهش الحزب من تأخر القوى المدنية أصلاً فى الانسحاب، ومن مشاركتهم فى بادئ الأمر فى جمعية «قرفونا» بكونها لا تمثل الجميع، ثم ظلوا فيها حتى قرب نهاية ما تفعله، ثم انسحبوا، وفى نفس الوقت يندهش الحزب من التأسيسية التى حصنها الرئيس، ومد فى فترة عملها شهرين، لكنها أصرت على سلق الدستور والخلاص منه فى يوم واحد حتى مطلع الفجر.. بالذمة مش الاتنين يخنقوا؟

* مبادئ الحزب:

– البنى آدم أهم من السياسة.. وحين تتعارض السياسة مع طموح ومصلحة البنى آدم البسيط فطُظ فى السياسة، وأهلاً برجل الشارع الذى زهق من كل ما يجرى.

– لا تفصّل علينا مواقفك؛ لأنها ليست على مقاسنا، ولا تزايد على مواقفنا لمجرد أنها ليست على مقاسك.

– مفيش حد بيعمل الصح على طول ومفيش حد بيعمل الغلط على طول، ولما تلاقى الحزب بيشيد بالصح وبينتقد الغلط عند نفس الشخص أو الجماعة، ده مش معناه انه متلون بروح خالتك.

– مواقفنا نابعة عن اختلافنا عنك ومعك فى الأساس، والتحالف معنا مطلوب فيه حد أدنى من التوافق أنت أصلاً ترفضه.

– نرفض اتهام الإخوان بأنهم خرفان؛ لأنه عيب.. ونرفض تخوين المعارضة واعتبارها ضد الدين؛ لأنه برضه عيب، ونحمل الطرفين مسئولية «لعب العيال» الذى يدور بينهما بعيداً عن مصلحة مصر.

* شروط الانضمام للحزب: قدم حلاً تنقذ به البلد واطرحه بقوة، ولا تبالِ بمن سيشتمونك ويخونونك من الطرفين؛ فهذا معناه أنك فى الطريق الصحيح.

* إشهار الحزب: بالنية والعمل، فلا تكفى النية التى محلها القلب؛ نظراً لأن القلوب كلت وعميت، والمعنى فى بطن الشاعر.. والشارع.

* مكان الحزب: فى كل شارع فى بلادى.. فيه ناس مخنوقة بتنادى.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات