حتى أكتوبر 2018 ميلادية ، لم أزر أربع دول عربية ، هي السودان ولبنان والبحرين وفلسطين المحتلة من العدو الإسرائيلي ، على الرغم من سفري الدائم إلى بلدانٍ بعيدةٍ وعديدةٍ في العالم ، منذ بدأت الترحال الثقافي والشِّعري سنة 1987 ميلادية إلى فرنسا ، فربما لم تأت مناسبة ثقافية أو شعرية أو صحفية لي ؛ كي أرى هذه الدول القريبة من روحي فكريًّا وثقافيًّا .
وحتى ذلك التاريخ الذي ذكرتُ عاليًا ، زرتُ المملكة العربية السعودية ثلاث مرات ، وقد بدأتُ أولى زياراتي متأخرةً كثيرًا سنة 2013 ميلادية ، مشاركًا في مهرجان الجنادرية بالرياض ، ثم بعدها بأشهرٍ قليلةٍ كنتُ في أمسيةٍ شعريةٍ أخرى في نجران ، وقد سافرتُ إليها عبر جِدَّة قادمًا من القاهرة ، وبعد خمس سنواتٍ عدتُ ثانيةً إلى الرياض بدعوة من الكاتب والأكاديمي المستنير الدكتور عبد العزيز السبيل أمين عام جائزة الملك فيصل ، والذي التقيته أول مرَّة في دبي ، حيث كنَّا مشاركيْن في فعاليات جائزة العويس .
ولا شك أن تأسيس هذه الجائزة سنة 1977 ميلادية ، ( ومنحت أول مرة سنة 1979 ميلادية ) ، في ثلاثة أفرع هي : خدمة الإسلام ، والدراسات الإسلامية ، واللغة العربية والأدب ، قد فتح الباب واسعًا أمام دول عربية أخرى ؛ كي تؤسِّس جوائز عربية كبرى ، وقد أضافت جائزة الملك فيصل فرعين آخرين هما الطب ، ومنحت جائزته سنة 1981 ميلادية ، والعلوم ، ومنحت جائزتها سنة 1983 ميلادية ، وقد فاز بها مائتان وثمانية وخمسون فائزا وفائزة من ثلاث وأربعين دولة .
وما لفت انتباهي وأنا أتحدث مع الدكتور عبد العزيز السبيل ، وأقرأ المطبوعات المتابعة للجائزة ، بمناسبة مرور أربعين عامًا على تأسيسها ، أن ثمانية عشر فائزًا في مجاليْ الطب والعلوم من ست دول هي ألمانيا ( 3 ) وسويسرا (1)وبريطانيا (3) وأمريكا (7) وفرنسا (2) واليابان (2) قد نالوا جائزة نوبل في هذين المجالين بعد حصولهما على جائزة الملك فيصل ، وهناك آخرون فازوا بجوائز مهمة وكبيرة في مجال اختصاصهم ، وهذا مؤشِّر على دقة الاختيار ، وحُسن الترشيح ، والمتابعة الجيدة والدؤوب لأهل الطب والعلوم في العالم ، واستشراف وتوقع لمسيرة كل عالم من العلماء الفائزين .
وفي قائمة الفائزين بجائزة الملك فيصل في فرع الطب لم أر اسمًا عربيًّا واحدًا فائزا بالجائزة ، وقد بلغ عدد الفائزين بها سبعة وستين فائزًا وفائزة من ثلاث عشرة دولة ، وإنْ كانت هناك الفرنسية فرانسواز باري التي أضافت إلى اسمها لقب سنوسي نظرًا لزواجها من عربي حملت اسمه ، لكنَّها تظل فرنسية ، الأمر الذي يشير إلى أن وطننا العربي مازال يعيش ، وسيظل للأسف يعيش سنوات أخرى – أرجو ألا تطول – عالة على ما ينتجه الغرب من كشوفٍ واختراعات وإسهامات ، ونحن نكتفي بالنقل والتلقي والترجمة عن الآخر.
أما ملاحظتي الثانية فهي حول الفائزين بجائزة الملك فيصل في فرع العلوم ، والتي فاز بها سبعة وخمسون فائزًا وفائزة من ثلاث عشرة دولة ، ليس من بينهم عربيٌّ واحدٌ ، وإن كانت هناك خمسة أسماء عربية ، لكنها تنتمي وطنًا وعلمًا وبحثًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ، ثلاثة منهم ولدوا في مصر هم مايكل عطية ( بريطانيا ) ، وأحمد زويل ومصطفى كامل السيد ( أمريكا ) ، وسمير زكي ( بريطانيا ، وهو مولود في لبنان سنة 1940 ميلادية ) ، وعمر موانس ياغي ( أمريكا ، وهو أصغر الفائزين وقد ولد في الأردن سنة 1965 ميلادية وفاز بالجائزة سنة 2015 ميلادية ) .
وهذه الملاحظة تؤكد أننا أوطان طاردة للأدمغة المبتكرة والخلاقة .
وللحديث صلة .
مقالي الكاتب والشاعر أحمد الشهاوي المنشور في جريدة المصري
ahmad_shahawy@hotmail.com
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.