جائزة الملك فيصل … وأوطان طاردة للأدمغة

10:03 صباحًا الإثنين 15 أكتوبر 2018
احمد الشهاوي

احمد الشهاوي

شاعر من مصر

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

حتى أكتوبر 2018 ميلادية ، لم أزر أربع دول عربية ، هي السودان ولبنان والبحرين وفلسطين المحتلة من العدو الإسرائيلي ، على الرغم من سفري الدائم إلى بلدانٍ بعيدةٍ وعديدةٍ في العالم ، منذ بدأت الترحال الثقافي والشِّعري سنة 1987 ميلادية إلى فرنسا ، فربما لم تأت مناسبة ثقافية أو شعرية أو صحفية لي ؛ كي أرى هذه الدول القريبة من روحي فكريًّا وثقافيًّا .

وحتى ذلك التاريخ الذي ذكرتُ عاليًا ، زرتُ المملكة العربية السعودية ثلاث مرات ، وقد بدأتُ أولى زياراتي متأخرةً كثيرًا سنة 2013 ميلادية ، مشاركًا في مهرجان الجنادرية بالرياض ، ثم بعدها بأشهرٍ قليلةٍ كنتُ في أمسيةٍ شعريةٍ أخرى في نجران ، وقد سافرتُ إليها عبر جِدَّة قادمًا من القاهرة ، وبعد خمس سنواتٍ عدتُ ثانيةً إلى الرياض بدعوة من الكاتب والأكاديمي المستنير الدكتور عبد العزيز السبيل أمين عام جائزة الملك فيصل ، والذي التقيته أول مرَّة في دبي ، حيث كنَّا مشاركيْن في فعاليات جائزة العويس .

E7C13BC5-9697-4AC9-8C34-56F7830F9338

ولا شك أن تأسيس هذه الجائزة سنة 1977 ميلادية ، ( ومنحت أول مرة سنة 1979 ميلادية ) ، في ثلاثة أفرع هي : خدمة الإسلام ، والدراسات الإسلامية ، واللغة العربية والأدب ، قد فتح الباب واسعًا أمام دول عربية أخرى ؛ كي تؤسِّس جوائز عربية كبرى ، وقد أضافت جائزة الملك فيصل فرعين آخرين هما الطب ، ومنحت جائزته سنة 1981 ميلادية ، والعلوم ، ومنحت جائزتها سنة 1983 ميلادية ، وقد فاز بها مائتان وثمانية وخمسون فائزا وفائزة من ثلاث وأربعين دولة .

وما لفت انتباهي وأنا أتحدث مع الدكتور عبد العزيز السبيل ، وأقرأ المطبوعات المتابعة للجائزة ، بمناسبة مرور أربعين عامًا على تأسيسها ، أن ثمانية عشر فائزًا في مجاليْ الطب والعلوم من ست دول هي ألمانيا ( 3 ) وسويسرا (1)وبريطانيا (3) وأمريكا (7) وفرنسا (2) واليابان (2) قد نالوا جائزة نوبل في هذين المجالين بعد حصولهما على جائزة الملك فيصل ، وهناك آخرون فازوا بجوائز مهمة وكبيرة في مجال اختصاصهم ، وهذا مؤشِّر على دقة الاختيار ، وحُسن الترشيح ، والمتابعة الجيدة والدؤوب لأهل الطب والعلوم في العالم ، واستشراف وتوقع لمسيرة كل عالم من العلماء الفائزين .

وفي قائمة الفائزين بجائزة الملك فيصل في فرع الطب لم أر اسمًا عربيًّا واحدًا فائزا بالجائزة ، وقد بلغ عدد الفائزين بها سبعة وستين فائزًا وفائزة من ثلاث عشرة دولة ، وإنْ كانت هناك الفرنسية فرانسواز باري التي أضافت إلى اسمها لقب سنوسي نظرًا لزواجها من عربي حملت اسمه ، لكنَّها تظل فرنسية ، الأمر الذي يشير إلى أن وطننا العربي مازال يعيش ، وسيظل للأسف يعيش سنوات أخرى – أرجو ألا تطول – عالة على ما ينتجه الغرب من كشوفٍ واختراعات وإسهامات ، ونحن نكتفي بالنقل والتلقي والترجمة عن الآخر.

أما ملاحظتي الثانية فهي حول الفائزين بجائزة الملك فيصل في فرع العلوم ، والتي فاز بها سبعة وخمسون فائزًا وفائزة من ثلاث عشرة دولة ، ليس من بينهم عربيٌّ واحدٌ ، وإن كانت هناك خمسة أسماء عربية ، لكنها تنتمي وطنًا وعلمًا وبحثًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ، ثلاثة منهم ولدوا في مصر هم مايكل عطية ( بريطانيا ) ، وأحمد زويل ومصطفى كامل السيد ( أمريكا ) ، وسمير زكي ( بريطانيا ، وهو مولود في لبنان سنة 1940 ميلادية ) ، وعمر موانس ياغي ( أمريكا ، وهو أصغر الفائزين وقد ولد في الأردن سنة 1965 ميلادية وفاز بالجائزة سنة 2015 ميلادية ) .

وهذه الملاحظة تؤكد أننا أوطان طاردة للأدمغة المبتكرة والخلاقة .

وللحديث صلة .

مقالي الكاتب والشاعر أحمد الشهاوي المنشور في جريدة المصري  

ahmad_shahawy@hotmail.com

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات